Print

معرض بميلانو يكشف أسرار نجومية بوتشيني

26 أكتوبر 2024
استعادات
كشفت وكالة فرانس برس عن تفاصيل معرض استثنائي يقام حاليًا في دار "لا سكالا" الشهيرة في مدينة ميلانو الإيطالية، يسلط الضوء على جوانب غير معروفة من حياة عبقري الأوبرا جاكومو بوتشيني، ويكشف كيف استطاع هذا الملحن الفذ استغلال التقنيات الحديثة في عصره لكي يتحول إلى نجم عالمي.
ويوضح أمين المعرض، غابرييل دوتو، أن ظهور تقنيات جديدة مثل الغرامافون في بداية القرن العشرين أحدث ثورة في عالم الموسيقى الكلاسيكية، حيث أتاح للجمهور فرصة الاستماع إلى كبار المغنين مثل إنريكو كاروسو في منازله. وخلال سنوات قليلة، تضاعفت مبيعات الأسطوانات أربع مرات، مما ساهم في تحويل الأوبرا من فن نخبوي إلى فن ترفيه شعبي.
واستطاع بوتشيني، بالتعاون مع دار النشر ريكوردي، استثمار هذه التحولات التكنولوجية في بناء صورته كنجم عالمي من خلال حملات تسويقية مبتكرة شملت الملصقات والبطاقات البريدية، حتى أصبح اسمه أشبه بعلامة تجارية. وفي هذا السياق، يكشف دومينيك ماير، مدير "لا سكالا"، عن مفارقة مثيرة حيث كانت معظم العروض الأولى لأعمال بوتشيني تواجه انتقادات قاسية، لكن دعم الجمهور حوّلها سريعًا إلى نجاحات مدوية.
ويضم المعرض، الذي يقام بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة بوتشيني، وثائق نادرة من أرشيف "ريكوردي" المملوك حاليًا لمجموعة "برتلسمان" الإعلامية الألمانية. ومن أبرز المعروضات التي تكشف للجمهور لأول مرة مسودات أوبرا "توراندوت" غير المكتملة، إضافة إلى ملاحظات خاصة تتميز بتعقيدها وفوضويتها المثيرة للفضول.
كما يعرض المتحف سترة مخملية زرقاء مطرزة بالذهب ارتدتها السوبرانو الشهيرة بيرغيت نيلسون في عرض "توراندوت" موسم 1958-1959. وخصص المعرض غرفة مظلمة لعرض التسجيلات الأولى لأعمال بوتشيني على أسطوانات تلك الحقبة، كما تؤرخ صور بالأبيض والأسود لرحلاته إلى بوينس آيرس ونيويورك للترويج لأعماله.
ويمتد المعرض، الذي يحمل عنوان "بوتشيني - الأوبرا تلتقي الوسائط الجديدة"، حتى 12 كانون الثاني/ يناير المقبل، ويوظف تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء صورة ثلاثية الأبعاد للملحن وإعادة إنتاج ديكورات أعماله الأوبرالية.
وكان المعرض قد عرض نسخته الأولى في مقر "برتلسمان" في برلين خلال الربيع الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن بوتشيني (1858-1924) يُعد من أعظم ملحني الأوبرا في التاريخ، وما زالت أعماله مثل "توسكا" و"لا بويم" و"مدام باترفلاي" تعرض في دور الأوبرا العالمية، وقد ترجمت إلى عشرات اللغات وتحوّل بعضها إلى أفلام سينمائية ناجحة.