Print
طارق الجبر

قصائد قصيرة من "أوراق عشب" والت ويتمان

5 يناير 2020
ترجمات
في هذهِ القصائدِ/الحالاتِ الثلاث، المُنتقاةِ بعينِ والت ويتمان وقلبِه، نقرأُ في أوراقِ هذا الشاعِر الهشّ، ثمّ نلمسُ طيفَ وحدتِهِ الخفيف، ثمّ "نعلقُ" معهُ ما بينَ المشاعرِ والمَقول.

إليكم هذهِ القصائد/الوخزات القصيرة (بترجمتِها غيرِ الحَرْفيّة والأميلِ للغناء، كما كانَ ويتمان لِيراها بعينِهِ العربيّة) للشاعِر الأميركيّ الشهير والت ويتمان، الذي تخلّى في أشعارِهِ عن الشكلِ الجماليّ العاديّ، لِصالحِ الابتهاجِ بالمُتعاتِ الحِسّيّة وامتداحِ الطبيعةِ ومَكانةِ الإنسانِ الفرديِّ فيها، خُصوصاً في ديوانِهِ "أوراقُ العشب" الذي تُمثّلُ كلُّ قصيدةٍ فيهِ احتفالَ ويتمان بِفلسفتِهِ عَن الحياةِ والإنسانيّة.

 

(إليك أوراقي الأكثر هشاشة)

 

إليك أوراقيَ الأكثرَ هشاشةً،

والتي هي عُزوتي الأولى والأخيرة.

فيها أُظلّلُ أفكاري وأُخفيها،

ولا أبوحُ بها – أبداً –

كأنّي لستُ مَن فيها.

لكنّها،

مِن بين أوراقيَ الكثيرة،

تطفو على وجهي

فتبدو جزيرة.

 

(كما لو أنّ طيفاً مَسّني)

 

كما لو أنّ طيفاً مَسّني،

ظننتُ أنّني لستُ وحدي – هنا –

أمشي على شواطئِ وِحدتي.

ومَن كنتُ أظنّهُ يمشي معي في رحلتي،

هو مَن أُحبّهُ، وهو الذي قد مَسّني.

 

وحينَ كنتُ أنحني،

رأيتُ ضوءاً خافتاً،

لكنّهُ أضاعني...

 

وهذا ما يوضّحُ

بأنّهُ يُهينُني

وأنّني أُسامحُ.

 

(أحياناً مع شخصٍ أُحبّه)

 

أحياناً، مع شخصٍ أُحبّهُ،

أشعرُ أنّني حرُّ مِن مشاعري

             وخائفٌ مِمّا أقول.

لكنّني الآنَ، أعرفُ

أنّ خوفيَ عالقٌ بينَ المشاعرِ والمَقول.

 

أحببتُها حُبّاً كثيراً،

غيرَ أنّي

لم أرَ مِنها قبول.

 

أحببتُها.

حينَ المشاعرُ تنتهي

فيها قوافيها، تزول. 

*شاعر ومُترجِم سوريّ