Print
إيلين باس

صلّي للسلام.. وقصائد أخرى

3 يوليه 2022
ترجمات

إيلين باس شاعرة أميركية معاصرة من مواليد نيوجيرسي في عام 1947. حصلت على الماجستير في الكتابة الإبداعية من جامعة بوسطن، حيث درستْ مع الشاعرة آن سيكستون. أسلوبها في الكتابة يعتمد لغة شعرية سهلة ممتنعة. تعمل كي تجعل القصيدة تتحدث بصوت يوصل المعنى من دون التباس، أو تقصّد للغموض. ترى باس أن الشعر هو أكثر الأنواع الأدبية حميمية بين صنوف الكتابة، وعبرت عن نظرتها إليه في أحد الحوارات التي أجريت معها قائلة: "أريد أن أتحدث مني إليَّ، ومن ثمَّ مني إليكم". ترى إلى الشعر على أنه بحث متواصل في ما لم يُستكشف بعد، في التجربة الإنسانية، وفي العلاقات بين البشر. فالقصيدة معنية بإضاءة المشغل النفسي الداخلي، وبقراءة الجوانب المتقلبة وصعبة الفهم والتلقائية والمُسكتة في الذات، لكن هذه القراءة يجب أن تُترجم في شعر مكتوب بلغة مقطرة واضحة ودقيقة توصل الفكرة العميقة من الشاعر إلى القارئ، وهذا ما تؤكد عليه إيلين باس في لقاءات وحوارات كثيرة. القصيدة بوح خاص أثناء عملية الكتابة يحدث بين الشاعر ونفسه قائم على إصغاء للعوالم الخفية ينغمس فيه كيانه كله، وبعد أن تتشكل القصيدة على الورق، ويكتمل صوتها وتهدأ بروقها ورعودها، وتنجلي الغيوم التي أمطرتها، تبدأ المرحلة الثانية، ألا وهي بوحها المُوجّه إلى القارئ، الذي يجب أن يتسم بوضوح المعنى، ذلك أن الغموض المغلق، وتثوير اللغة من أجل اللغة، ينهي الشعر. والمعنى في الشعر يجب أن يكون هدفًا، لكن ليس المعنى المباشر، بل إفصاح العطر عن نفسه، وانتشار الضوء في البقع المظلمة، وفي صلب هذه الكتابة يشكل الجسد أفقًا وتوجهًا وفضاء لقوة الإيروس، والصبوات الحسية التي تسري كهرباؤها في اللغة فتضيء القصيدة كشجرة عيد الميلاد، عند فعل القراءة، والذي يوصل أسلاكها بقابس القارئ.
صدر لإيلين باس عدد من المجموعات الشعرية بينها "بغال الحب" (2002)، التي حصلت على جائزة لامبيدا الأدبية، ومجموعة "الخط الإنساني" (2007)، التي عدتها صحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل" مهمة ولافتة، و"كشحاذ" (2014). وصدرت لها مؤخرًا مجموعة شعرية بعنوان "اللون النيلي" (2020). ساهمت في تحرير "أنطولوجيا الشعر النسوي"، التي صدرت بعنوان "لا مزيد من الأقنعة! أنطولوجيا قصائد بأقلام النساء" (1973). حصلت على جائزة بوشكارت، و"جائزة الآداب الجديدة/ نيو ليترز"، و"جائزة بابلو نيرودا"، و"جائزة إليسون للكتاب الشعري" من جامعة سينسيناتي، ومنح جامعية عديدة، وهي مستشارة في أكاديمية الشعراء الأميركيين. نشرت قصائدها في "النيويوركر"، و"أميركان بويتري ريفيو"، و"الأتلانتيك"، و"كينيون ريفيو"، ومجلات مرموقة أخرى. أطلقت ورشات شعرية أشرفت عليها في السجون الأميركية، وفي الجامعات الكبرى.
قالت عنها الناقدة أليسيا أوسترايكر: إيلين باس شاعرة تكتب انطلاقًا من حب غزير للحياة واللغة. وعقبتْ الناقدة توي ديريكوت: الشعراء الجيدون يساعدوننا على رؤية العالم بطريقة جديدة، أما العظماء منهم فيفتحون أذهاننا على طرق مبتكرة في فهم العالم وتعميق صلاتنا به. وهذا ما يفعله شعر إيلين باس لنا حين نقرأه.

[قدّم لها وترجمها عن الإنكليزية: أسامة إسبر]


التهام العظام

نساءُ عائلتي
ينْتزعْن اللحم الطريَّ
عن الفروج المشويّ
يكْشطن الفخذ حتى ينظّفْنه
يقْضمن الغضروف
ويمْضغن أوتار العضلات
يسْحقن الانتفاخات اللينة
في الأطراف النحيلة للعظام.
وبأضراسٍ قوية
يكْسرن عظام السيقان
يمتصصن اللبَّ الكثيف.
يسْتنزفن الحُبّ
يبتلعن جميع الحبوب السوداء،
فلا يتبقى في النهاية أي شيء
إلا كومة ضئيلة من الشظايا
في الصحن الأبيض الفارغ.


مساعدة رئيس الطهاة

أحبُّ تقطيعَ الخيار، تقطيع السكين للظلمة
إلى أقمارٍ شفّافة تقريبًا، ولكل قمر
حافتهُ من الليل. أحبُّ سَحْق
الثوم بصفحة السكين الفولاذية
ونزع القشور الرقيقة اللاصقة عن سنّاته.
قلْ لي ماذا يجب أن أفعل. فأنا مستلبة الإرادة.
أقطع لحم الضأن إلى مكعبات من بوصة واحدة.
لا أستخدم المسطرة، لكن يسعدني ذلك.
أعْطني حبة بندورة متوهجة كببغاء
أعطني دراقات كسحب مشتعلة.
سأقشرُ لك هذه الثمار الكروية
حتى مطلع الفجر. وسيتريّث
العصير على أصابعي كعِطْركَ.
دعني أهرب من إلحاحي.
أنا النحلة التي تغذي الملكة.
أرني كيف تريدني أن ألمّع التورتة.
ما يزال لدي آراء
لكنني لا أؤمن بها.
دعني أنتزع الحَسَك الطري من الأسماك
دعني أخرج نوى الكرز ثم أقشر الذرة.
قلْ لي كم أضعُ من القرفة كي أتبّل اليخنة.
لقد اتخذتُ قرارات سيئة،
ولهذا أنا ممتنّة لهذا النير
الذي وُضع فوق كتفيّ، وللبطاطا
المكوّمة أمامي.
انظرْ، إلى العالم:
ما يزال، رغم كل الدمار الذي فيه،
يُنتج كمثرى ذهبية
منمّشة ومزهرة كأعجوبة براقة
وها هي تتوضّع في راحة كفي ثقيلةً ومكتملة.
ثمة جوعٌ في مكان ما. ثمة خوفٌ، في مكان ما.
غير أن لوح التقطيع هنا صلبٌ وشفرة سكيني حادة.


صلِّي للسلام

صلِّي لأي كان من تسجدين له:
ليسوع مُسَمّرًا على صليبه الخشبي أو الرخامي أو البلاستيكي،
ووجهه المتألم ينحني كي يقبّلكِ،
لبوذا الذي ما يزال تحت شجرة التين في الحرارة الحارقة،
لأدوناي، لله. ارفعي ذراعيك لمريم
كي تقدر على لمس جباهنا بكفها،
صلّي لحضور الله في العالم،
لملكة السماء والأرض،
لإنانا في هبوطها العاري إلى العالم السفلي.

صلِّي للنسر، للذئب، للحوت الكبير، لحافظِ سجلّ
الوقت السابق والوقت الحالي والوقت القادم.
اركعْي لكلاب الترير والرعاة والقطط السيامية
وحقول الخرشوف والفراولة الجميلة.

صلِّي لسائق حافلة يأخذك إلى العمل،
وصلي داخل الحافلة لجميع ركاب الحافلات،
لجميع من يركبون حافلات في العالم.
ألقي بعض القطع الفضية وصلِّي.

صلِّي وأنت في الطابور أمام السينما،
و أمام الصراف الآلي
وأنت تنتظرين قهوتك وفطائرك.
اجعلي أكلك وشربك دعاءً
وتقطيعك للجزر فعلًا مقدسًا،
وكل طبقة شفافة من البصل صلاة أعمق.

اجعلي تمشيطَ شعركِ صلاة،
وكل ضفيرة فيه صوتًا لها،
يغني في كورسٍ في رأسك.
وحين تغسلين وجهك،
ويتسرب الماء
عبْر أصابعك،
هذه صلاة: الماءُ،
أنعم شيءٍ على وجه الأرض، إنه الرقة
التي تحتُّ الصخور.

ممارستك للحب أيضًا صلاة،
فالبشرة، والأفواه المفتوحة التي تعبدينها،
الحالة الهشة التي نرتمي فيها،
كل مداعبة فيها فصل سلام.
صلّي إذا كنت جائعة
وصلّي إذا كنت متعبة.
صلِّي لغاندي ودوروثي دي
لشكسبير وسافو وللناشطة النسوية سوجورنر تروث
وللملائكة ولروح جدك.

حين تسيرين إلى سيارتك،
أو إلى صندوق بريدك
أو إلى مخزن الفيديو،
اجعلي كل خطوة من خطواتك صلاةً
ادعي فيها أن تبقى أرجلنا سليمة
ألا نفجّر أرجل أشخاص آخرين
أو نسحق جماجمهم.
وإذا كنت تركبين دراجة
أو لوح تزلج،
أو كنتِ مُقْعدةً على كرسي مدولب، اجعلي كل دورة
للعجلات صلاة فيما الأرض تدور:
وتمني أن يقلَّ الأذى ويصبح أقل وأقل.

صلِّي وأنت تعملين،
وأنت تطبعين بطلاء أظافر جديد
وثمة شجرة نخيل صغيرة مرسومة على ظفرك اللؤلؤي.
صلّي إذا كنت توصلين الصودا أو تسحبين دمًا سليمًا
وتخزنينه في قوارير بسدادات مطاطية،
وتكتبين على لوح بطباشير أصفر،
أو تعجنين البيتزا وترقّينها وتدوّرينها.

تنشقي مع كل نَفَسٍ إيمان
من آمنوا حين اعتُبر الإيمان حماقةً،
ومن ثابروا. واشعري بالعزّ مع كل نَفَس تزفرينه.

اقتلعي أعشابًا للسلام،
تقلّبي في نومك من أجل السلام،
أَطْعمي العصافير،
ذلك أن كل بذرة لامعة
تُرمى على الأرض،
هي ثانية أخرى من السلام،
اجلي صحونك، اتصلي بأمك، اشربي النبيذ.

اجرفي الأوراق أو الثلج أو القمامة عن رصيفك.
افتحي ممرًا.
اطوي صورة طفل ميت حول بطاقتك الائتمانية.
اغرفي مياه صلاتك من الجدول،
امضغي قشرة الصلاة الخاصة بك.
وكمجنونة تتعثّر في سيرها
غمغمي صلاتك في الشوارع.


سلة التين

أحضرْ لي ألمك وحبَّك.
افرشهما كسجادات رائعة، كأحزمة حريرية،
كبيضات ساخنة، كالقرفة، والقرنفل في أكياس الخيش.
أرني التفاصيل، التطريزات المعقدة
على الياقة، الأزرار الصدفية الصغيرة،
الهدب المخيط بالطريقة التي تعلمتها،
مدخلًا خيطًا مرئيًا بشق النفس.

انزعهما كالمجوهرات، كالذهب
الذي ما يزال حارًا من جسمك. أفرغ
سلة تينك. اسفح خمرتك.

سأمصُّ تلك الكتلة الصلبة للألم،
وأمرّرها على لسانٍ كحبات الرمان الملساء.
سأرفعها

برقةٍ، كما يمكن أن يرفع حيوانٌ كبير
حيوانًا صغيرًا في كهف فمه.


أي خراب عام

ربما كان هذا الخراب العام كفيلًا بجعلك تنظر
إلى الأوراق المصفرّة لشجرة التفاح،
إلى أوراق متبقية نجتْ من المطر والصقيع،
تضيئها شمس الأصيل.
إنها تتوهج بلون ذهبي برتقالي باهت
إزاء زرقة نقية،
يكفي طائر واحد لتمزيقها كالحرير.
ربما عليك أن تحطّم قلبك،
غير أنه لن يضرّكَ
أن تعرف لحظةً واحدة وأنت تمور بالحياة، وتسمع
صوت مجذاف في حلقته،
أو صوت حيوان مجتر
يمزق الأعشاب
أن تشم رائحة الزنجبيل المبشور
وترى النيون الياقوتي للافتة متجر الخمور
أن ترتدي جرابات دافئة،
أو أن تتذكر أمك،
ودقتها التي كمثل طقسٍ ترفع
القطن الأبيض وتلصقه فوق أصابع قدميك
ترفع الكعب، وثنية ساق البنطلون إلى الأعلى،
وأن تسمع النَفَس الذي يمكن أن ينطلق
وأنت تسير مجتازًا فناءك الطيني.

تصبُّ عليك مجموعة الدب الأكبر الليل،
وكل ما تمقتهُ،
وما لا تقدر على تحمّله،
ينحلُّ ويتلاشى،
وكإبرةٍ تنزلق في شريانك
تشعر بالاندفاع المفاجئ للعالم.


في انتظار المطر

أخيرًا طلع الفجر.
تُشعرك هذه الوحدة أنها مألوفة أكثر في الضوء،
مثل وجهي في المرآة.
أُدخلتْ ابنتي إلى غرفة الطوارئ مرة ثانية.
هل السبب شيء ما أكلته؟
هل السبب معطِّر،
رشَّهُ أحدٌ ما في الجو؟
قالت: إنهم يحاولون قتلي،
كما لو أنها مزحة.
ساعدني لوكريتيوس على تحمّل الليل.
قال لي إن العالم يتواصل بناؤه وهدمه.
ربما كان من الخطأ
أن نفكر بالأفضل أو الأسوأ.
لا أحد يستطيع حمل خوفي
على طفلة تخرج من الباب

تجهلُ الذي سيقطع نَفَسها.
يقولون إن المطر قادم
يبحرُ الآن فوق المحيط الهادي
في سحبٍ بنفسجية مُمْطرة.
غير أنه ليس كافيًا.
في العام الماضي
رأيتُ فيلةً تُحيط بصغارها، وهي تجرجر
أقدامها الكبيرة من دون استعجال، وتطيّر
آذانها الغبارية العملاقة. مرة شربتْ
من ذوبان ثلوج كليمنجارو.

الجبل أصلع الآن. يعرف لوكريتيوس
أننا محض ذرات تمتزجُ وتعاود الامتزاج،
أننا غبار نجوم ولحم وأعشاب. طوال الليل
ألصقتُ جسدي كالجص على جانيت،

وكنت أتنفّس حين تتنفّس. لكن جلدها
الدافئ أبقاني منفصلة عنها.
كم هو هش كل شيء.
ابنتي سترجع إلى المنزل الأسبوع القادم.

ستُحضر حقيبتها الجلدية التي اشتريتها لها من محل روس.
وحين تشير إليها لمرافقها الذي يدفع عربتها، سيكون من السهل
رؤية الحقيبة على الحزام الدائر. أريد أن ألمسها فحسب.


الزواج

حين أخيرًا، بعد مرض خطير،
تمددتَ بكامل جسدك على جسدي، ألم يكن هذا
كطبقات التراب، كضغط الزمن على الرمل، كالطين،
وكِسَر المحار، وجميع الأعوام، والاستيقاظات التي لا تُحصى، وليالي النوم،
والأرق، والشجارات، والصباحات العادية
كحديثنا الفارغ، والغوص في عناقات قصيرة نارية،
وحالات الصمت غير الواعية لحيوانات ترعى،
كالمياه الجارية، والريح والجليد الذي يحمل الدقائق، ويخلّف
المعادن التي تدمج الرواسب بالصخور؟
كيف أتحمل هذا الثقل،
كل رقاقة من عظامك تضغط عليَّ.
ثم كيف أتحمل الأمر حين يتلاشى
الثقل، كامرأة تضع حول عنقها أساور نحاسية
وتعجز عن حملها لوحدها.
آه يا حبيبي، هذا بلسم لكنه أيضًا قيد
يشدّنا بإحكام
كفرو الأرنب على الأرنب.
حين تخلعه، ممسكًا
بطرف الجلد المقطوع، وتشد
الأغشية اللامعة كي تفصلها عن بعضها البعض، يكون
الجسد دافئًا ومترهلًا. لو كان بوسعكَ
لصعدت إلى داخل ذلك الجلد المبلل الأملس
ولبسته على ظهرك. إلا أنه ليس أنيقًا
وأبيض ومخرمًا كثوب الزفاف،
ليس كالفوران الساطع للشمبانيا
التي تُسفح من عنق الزجاجة. هذا التوحد الدموي الأحشائي
هو الحب وراء الحب
وراء الفتنة والمتعة،
مثلما صارت الفتنة والمتعة ماضيًا بالنسبة لك.
هذا لحم الحب المقشور، أزقته وزجاجه المكسور،
البتلات المنتزعة عن أغصانه، والصيحة الدائخة الأجشة، والجوع العنيد.


ما يهم

ما يهم في النهاية هو أن تعشق الحياة،
أن تعشقها حتى
لو لم تشعر بأي ميلٍ نحوها
حتى حين ترى كل ما تعتبره غاليًا ونفيسًا
يتفتت بين يديك كورق محترق
وأن تمتلئ حنجرتك بطينها.
حين يجلس الأسى معك،
وتجعل حرارته الاستوائية
الهواء سميكًا وثقيلًا كالماء
الأكثر ملائمة للزعانف والرئات،
حين يثقل عليك الأسى
كجسدك نفسه
حين يزداد، ويصير حزنًا بدينًا
تتساءل: كيف يستطيع جسدٌ تحمل هذا؟
ثم تُمْسك بالحياة كوجهٍ
بين راحتيْ يديك،
كوجه عادي
يخلو من ابتسامة مبهجة،
وليس فيه عينان بنفسجيتان،
وتقول: نعم، سآخذك
سأحبك ثانية.


فراشة ميتة

كانت ابنتي تحمل طوال أشهر
فراشة ملكية كبيرة نافقة في مرطبان.
تأخذها إلى المدرسة في حقيبتها الظهرية،
وإلى بيت صديقها الوحيد. وعلى طاولة العشاء
تتوضع الفراشة إلى جانب إناء لحم البقر المشوي.
كانت تأخذها أيضًا إلى تختها، وتضعها قرب مخدتها.

أكان هذا هو العام الذي وُلد فيه أخوها؟
أكان هذا طفلها بالغ الهشاشة
الذي عاش لوقتٍ وجيز في عالمه الزجاجي؟
أم كان العام الذي رفضتْ فيه الذهاب إلى منزل والدها؟
هل هذه هي الفتاة التي تحبس أنفاسها كلما ذهبت إلى هناك؟

هذه الطفلة التي في مقتبل العمر
والتي ترتدي جوارب مطوية للأسفل
رغبتُ أحيانًا بأن أرفعها وأعيدها إلى أحشائي
وأحملها بأمان هناك.
لم أفهم أبدًا سبب التزامها القوي.
عشنا فحسب مع الشيء المجنح النافق
كجزء منها،
كجزء منا،
والذي كان بلا وزن في مرطبانه الثقيل.