Print
أحمد عبد اللطيف

إيزابيل الليندي.. 80 عامًا من الحياة عبر الكتب

11 أغسطس 2022
تغطيات


 

"لأني لم أستطع أن أكون صحافية، صرت كاتبة"- هذا ما قالته الكاتبة التشيلية الشهيرة إيزابيل الليندي في كانون الثاني/ يناير الماضي، في مؤتمر صحافي، عند تقديم روايتها الجديدة "فيوليتا"، لتعرج بعد ذلك على تشيلي كموطن لها غير أنها اضطرت لحياة المنفى في فنزويلا، عندما فرضت عليها الرقابة الصمت، منذ أربعة عقود، عقب سقوط سلفادور الليندي، عمها، في انقلاب عسكري قاده الجنرال بينوتشيه.

هذا الحادث الكبير عام 1973 حدّد مصيرها ككاتبة، إذ كان الدافع الأول لكتابة روايتها الأولى "بيت الأرواح"، ومعها تأسس اسمها كإحدى أبرز كاتبات أميركا اللاتينية، إذ بالإضافة للنجاح النقدي والجماهيري تُرجم العمل إلى 42 لغة وباع 75 مليون نسخة.

هذه الأيام تتم الليندي عامها الثمانين بكامل حضورها، وقد نشرت رواية حديثًا.

ورغم أن إيزابيل تميل إلى الخيال والتأليف في أعمالها الروائية، أكثر من الاتكاء على سيرتها، إلا أن إنتاجها الأدبي ضم سيرة ذاتية متناثرة. إنتاج تميز بعناوين نسائية، يتمتع بتناول قضايا اجتماعية في قالب واقعي سحري. وأميركا اللاتينية، بالطبع، هي فضاؤها السردي، وأبطالها، في أغلبهم نساء، مستوحين من صور واقعية.

الرواية الصادرة هذا العام لإيزابيل الليندي 



اختارت جريدة "الكولتورال" الإسبانية عدة أعمال تمثّل هذه السيرة، ومنها:

بيت الأرواح (1982)

في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1982، نشرت إيزابيل الليندي (1942) روايتها الأولى، وكانت بذرة لكل نجاح في مسيرتها القادمة. وبعد 13 عامًا تحولت الرواية إلى فيلم من بطولة ميريل ستريب، ما فتح لها أبواب السوق الأميركية. ومنذ ذلك الحين باتت رواياتها تتحول إلى أعمال مرئية ومسموعة.

انطلقت الرواية من خطاب راحت تكتبه لجدها الذي أوشك على بلوغ الـ 100 عام. ثم تشكّلت الرواية لتضم كل الموضوعات التي ستتناولها بعد ذلك في أعمال أخرى. الحب والموت يقودان الحكايات الواقعة على مدار زمني طويل، فيما تقودها الروحانية والمغامرات إلى الالتصاق بالواقعية ىالسحرية لبعض السابقين عليها، مثل غابرييل غارثيا ماركيز، الذي قورنت به في هذا العمل.


إيفا لونا (1987)

مرة أخرى يتحقق نجاحها مع بطلة نسائية. فبعد سنوات من روايتها الأولى، تثبت الليندي في "إيفا لونا" انشغالها بقضايا أميركا اللاتينية. تفقد البطلة أمها في طفولتها، وسبب الوفاة ابتلاعها لعظم دجاجة، غير أنها تظل بوصلة لها، كما كانت أم إيزابيل في الواقع. ومنذ ذلك الحين، تظل صورة الأم علامة رئيسة في كتابتها.

ومن جانب آخر، تستخدم البطلة شخصية لوكاس كارليه، مدرس يعاقب بعنف تلامذته ويعامل أبناءه بقسوة، لترسم صورة مجتمع ذكوري في سياق اجتماعي يشبه السياق الفنزويلي. وبعد فترة وجيزة تتحول قصص "إيفا لونا" إلى أعمال تلفزيونية وأوبرالية، مثل "الانتقام" المعروض عام 1987.


باولا (1994)

هو كتابها السيري بوضوح، والأكثر تأثيرًا نظرًا للظروف المحيطة بكتابته. نُشر بعد عامين من وفاة ابنتها في سن الثامنة والعشرين، بعد أن ظلت في كوما في أحد مستشفيات مدريد. تقول إيزابيل: "عندما كانت غائبة وبعيدة كنت أتساءل: أين هي؟ بماذا تشعر؟ كيف يمكنني الوصول إليها؟ كانت ذكرى مؤلمة وحميمة وشخصية، بكل الألم والرعب من أن أفقد ابنتي؟".

اختارت جريدة "الكولتورال" الإسبانية عدة أعمال تمثّل سيرة الكاتبة



ابنة الحظ (1999)

امرأة تعيسة أخرى تقوم بدور البطولة في عمل للكاتبة التشيلية: إليزا سومرز امرأة تشيلية شابة تبنتها عائلة إنكليزية خلال الوجود البريطاني في مدينة بالبارايسو الساحلية، حيث تأسس مجتمع منتصف القرن التاسع عشر. تقع البطلة في غرام جواكين أنديتا، موظف لدى جيرمي سومرز الذي يرحل نحو كاليفورنيا خلال حمى الذهب عام 1849، رغم أنها ستكتشف عالمًا آخر بصحبة طبيب صيني.

تعتبر "ابنة الحظ" أكثر عمل يتمتع بجودة أدبية لإيزابيل، ويضم عدة موضوعات مركزية في أعمالها ويختلط السيري بالفيكشن (تشيلي كبلد وكاليفورنيا، حيث أقامت المؤلفة وقت كتابة الرواية، هما العالم السردي هنا). في عام 2011 ينضم هذا العمل إلى ثلاثية غير مقصودة، "بيت الأرواح" و"صورة بني داكن".


مدينة البهائم (2002)

من بين كل أعمالها، نشرت الليندي منذ 20 عامًا عملها الأكثر فانتازية، وهذه المرة كان موجهًا لقرائها الأكثر شبابًا، وحقق نجاحًا منقطع النظير. وصلت الواقعية السحرية إلى أقصى درجاتها لتحرك الحبكة، وسط عالم سردي هو قلب غابة الأمازون. المرأة تقاوم التهميش مجددًا، مع أنها من قبل كانت تقوم بمهام ومسؤوليات كبرى، كما في حالة جدة البطلة، التي تعمل صحافية بمجلة "جيوغرافيك" الدولية.

عقب وفاة جدتها، ينضم ألكساندر كولد إلى حملة كانت جدتها إحدى أعضائها. المهمة كانت توثيق الموقع الأمازوني الأسطوري المعروف باسم لا بيستيا. في عمر الخامسة عشرة فقط، تكتشف البطلة أكثر مما كانت تتخيل. وتتعمّق في علاقة مع مجموعة من السكان الأصليين يمنحونها قوات خارقة.


إنيس حبيبة قلبي (2006)

ترتحل الليندي في هذا العمل إلى الماضي البعيد، غير أنها تحتفظ بسماتها الجمالية وأسسها المعتادة: المرأة في الحكاية/ التاريخ. هذه المرة نقابل إنيس سواريث، أول إسبانية تصل إلى تشيلي في القرن السادس عشر. شابة من اكستريمادورا ترحل بحثًا عن زوجها المفقود بدون أن تعرف أنه سينتهي بها المطاف لتساهم في أحداث تاريخية مؤثرة في أميركا اللاتينية. بالإضافة، تحكي الرواية عن علاقتها بـ بدرو دي بالديبيا والعقبات التي واجهتها إسبانيا عند غزو تشيلي وتأسيس مدينة سانتياغو.

منذ سقوط امبراطورية الإنكا في كوثكو وحتى تأسيس سانتياغو دي تشيلي تمثل "إنيس حبيبة قلبي" صورة المنطقة المنهوبة.


فيوليتا (2022)

"فيوليتا" حكاية امرأة شغوفة تدور حياتها بين الإنفلونزا الإسبانية (1920) وكوفيد 19 (2020). إنها رواية رسائلية تستلهم فيها صورة أمها، وتكتب الخطابات إلى حفيدها. إنها رواية قرن، تضم بداخلها أحداثًا كبرى وعواقب الحرب العالمية الثانية وما حدث من تحوّلات اجتماعية وسياسية.