Print
إسكندر حبش

جورج سيفيريس: أنا الغريب... ليس لدي ما أفعله هنا

3 يونيو 2024
تغطيات

"في عالمنا الذي يتقلص تدريجيًا، يحتاج الجميع إلى بعضهم بعضًا. يجب أن ننظر إلى الإنسان أينما نجده. عندما التقى أوديب بأبي الهول في الطريق إلى طيبة، كانت إجابته على اللغز: "الإنسان". دمرت هذه الكلمة البسيطة الوحش. لدينا عدد من الوحوش لم ندمرها بعد. دعونا نفكر في رد فعل أوديب".

(من خطاب جورج سيفيريس لدى تسلمه "جائزة نوبل").

غلاف كتاب جورج سيفيريس "يوميات 1925 ــ 1944"


بعد عقود طويلة على صدوره بلغته الأصلية، اليونانية، تقدم منشورات (Le Bruit du temps)، وللمرة الأولى، ترجمة فرنسية كاملة لكتاب الشاعر والسفير اليوناني، وحائز نوبل للآداب، جورج سيفيريس: "يوميات 1925 ــ 1944". لو عدنا قليلًا إلى الوراء، لوجدنا أن عمل الشاعر الأدبي هذا كان قد وُلِد، بل بالأحرى نضج، في موازاة عمله ومهامه الدبلوماسية، في عصر كان العالم ينهار من حوله. ثمة عاطفة عميقة تتنازعه في هذه الرحلة الطويلة التي تقودنا بعيدًا إلى أراضي شاعر معاصر، كما إلى كل مكان، فوق آثار حياة، حيث "خبز المنفى المرير" يصبح قدرًا، وحيث "الهيللينية" تصبح بوصلة.
1922: هزيمة اليونانيين في آسيا الصغرى تطيح بحلم "ميغالي إيديا"، هذه "الفكرة العظيمة" التي أدّت إلى آيا صوفيا، وانتهت في مخيمات اللاجئين في أتيكا. لن يعيش جورج سيفيريس مرة أخرى في سميرنا (تعرف بــ إزمير اليوم)، مسقط رأسه. 1925: عاد الشاب من باريس، وهو يتحدث اللغة الفرنسية بشكل جيد، بعد أن درس هناك لسنوات عدة. وصل إلى بيرايوس، حيث بدأ بكتابة هذه اليوميات: "من الغرب، لم نعد إلى اليونان راضين، بل عدنا جائعين". تحت تأثير فاليري و"المجلة الفرنسية الجديدة" (NRF)، التي أثرت عليه حين اكتشف فيها ت. إس. إليوت، بدا شخصًا غير عادل تجاه أثينا "الريفية" و"الأرستقراطية" في فترة ما بين الحربين العالميتين. 1932: "ستروفي" (Strophi أشعار)، أول مجموعاته الشعرية، تليها "ستيرنا"، ثم "أساطير"، وهي مجموعات كُتبت بين أثينا ولندن وألبانيا. 1941: أصبح المتحدث باسم وزارة الخارجية، هرب مع الحكومة، وسافر إلى كريت ومصر وجنوب أفريقيا... 1944: عاد إلى أثينا، وبدأت الحرب الأهلية. 1963: جائزة نوبل للآداب.
توفي جورج سيفيريس في عام 1971، ونحن لو حاولنا اليوم أن نجد ترجمة وافية لأعماله، لما وجدناها. ليس بالعربية فقط، بل حتى بالفرنسية، اللغة التي أحَبَها، والتي يقول عنها في كتابه هذا، لمّا كان بعد في السادسة والعشرين من عمره: "أنا رجل من قبيلة أخرى متجذرة في الثقافة الفرنسية". لكن مثل العادة، لا تعرف فرنسا كيف تتعرف على أصدقائها، وإن كان صدور يومياته هذه يشكل عملًا بحدّ ذاته كي يجعلنا نسمع وضوح وبساطة هذا اليوناني "السيفيريسي" الشهير، الذي يقدمه لنا جيل أورتليب (المترجم) ذو المعرفة الواسعة والعميقة بالأدب اليوناني. هو شخص أكثر من مناسب لهذا العمل الضخم، إذ قام سابقًا بترجمة الرواية الوحيدة التي كتبها سيفيريس بعد وفاته، "ستة ليالٍ في الأكروبوليس". ثمة إذًا شعور باستمرارية عمل المترجم، بمعنى أنها لا تخلق أي مزالق زائفة وهي طويلة الأمد. والأفضل من ذلك بكثير أن الشاعر احتفظ بهذه المذكرات حتى أنفاسه الأخيرة، وبالتالي لا يزال هناك بضعة آلاف من الصفحات المتبقية، لذا نأمل في... التتمة.



كان سيفيريس ينكر أي قيمة أدبية لهذه اليوميات، حتى أنه كتب فيها: "إن اليوميات هي ببساطة علامة على لحظة من بين لحظات أخرى، تُركت بشكل غير متوقع تقريبًا، والتي لا تتوافق بالضرورة مع اللحظات الأكثر أهمية". ربما ثمة "غنج" في ذلك أو لنقل "كذب أبيض": لقد كان الشاعر يفكر فعلًا في نشر نصه هذا بعد أن يعيد صياغته. لقد وضع مذكرات أندريه جيد نصب عينيه، أراد أن يكتب أيضًا للأجيال المقبلة. لا مجموعة صغيرة من الأسرار، ولا جولة معارك، بل هذا الوقت الطويل من حياة يومية "تهتز فيها اللحظات الارتيابية، حيث تتناوب الخلوات التأملية مع الحياة اليومية التائهة في كثير من الأحيان". هذه اليوميات مستلّة من اليوميات السياسية (غير المترجمة)، حيث تلعب الحياة اليومية لهذا الدبلوماسي كما حياة كبار الموظفين الحكوميين دورًا نسبيًا، ولكن جوهريًا. في هذا الكتاب، تتحدث جميع الآداب مع بعضها بعضًا. ثمة مقاطع وأجزاء تحضيرية لقصائد قادمة، مسودات مقالات، وعدد من الرسائل (إلى هنري ميلر، ولورانس داريل، وآخرين)، وصفحات كاملة استخدمت لاحقًا في "ست ليالٍ في الأكروبوليس"...
هل هي يوميات شكلت "رحمًا" لما أتى لاحقًا، أم كانت حقل تجارب؟ يمكن لنا ملاحظة أن شكلها الحالي، كان موجودًا "في ست ليالٍ في الأكروبوليس"، كما في مجموعة القصائد التي شكلت "يوميات المتن" في جزأيه الأول والثاني. يروي الشاعر قصة حياته وكأنها رحلة. يبدأ المجلد وينتهي بالعودة إلى بيرايوس، رمز الحياة في ظلّ هذا المنفى الذي يسميه اليونانيون "زينيتيا"، الذي تصفه كثير من القصائد والأغاني الشعبية، بكره، لدرجة أنه أصبح جنسًا أدبيًا واحدًا. تطارد الأوديسة هذه السلسلة الطويلة، الأولى، من اليوميات حيث السفر قد أعقب الفرار: "ما الذي سيحدث الآن لشخصي المتواضع، لا أعرف شيئًا. أثينا؟ دمشق؟(1) نينوى؟ أتلانتس؟ الحوريات؟ اللوتوفاج"؟(2). لقد تعرض لكل هذه التجربة في زمن الحرب مع الشعور بالذنب لعدم مشاركته في "إلياذة" البلد المقاوم. كل شيء غارق في ملل مكائد محكمة في حالة من الفوضى، بينما عيناه مثبتتان على البلد المهجور: "لقد وجدت نفسي على هذه الأرض الجرداء؛ أنا الغريب. ليس لدي ما أفعله هنا (في جنوب أفريقيا)، وبلدي لا ينتظرني؛ في الألم وليلة الاستعباد يقاتل من أجل إنقاذ روحه".
يروي سيفيريس هذه المآسي التي عاشها في جسده من دون البحث عن العظمة. الكتابة الحميمة لا تقع أبدًا في النزف. فالكارثة لا تولد جمالية سامية. الهروب على متن سفينة، ستوكا، الكوارث، الأصدقاء المقتولين، يلاحظ الرعب من دون أن يتكلم. من الصعب أن نجد هنا، كتابة بعيدة عما وجدناه في يوميات مالرو، ويونغر، ومالابارتي، وسيلين، وغيرهم من الشهود المعاصرين. من هذه الصفحات اليومية إلى قصائده، نجد رفض "العاطفية" نفسه، والدقة نفسها أيضًا. الذروة الدرامية، التي حدثت في شتاء عام 1940 لم تنتزع منه لا صيغ الرضى عن النفس ولا صيغ الانتصار. في دونية واضحة، تصد القوات اليونانية الغزو الفاشي في جبال إبيروس. انتصار مذهل ومبهر، وصفه الشاعر والدبلوماسي بأنه "شعبي" برصانة ترتجف فيها المشاعر: "إنه أمر مزعج ومثير للدوار أن نعتقد أن ما فعله الناس فعلوه بمفردهم ــ بمفردهم". هذا الاهتمام بـ"لا شيء أكثر من اللازم" هو ما يميز هذه اليوميات التي تتحدث لغة العمل الشعري نفسها.





ينضم هذا التقييد إلى بحث سيفيريس المستمر عن الشعر باللغة الشعبية، مع بناء الجملة من دون تكلف، مع الكلمات الشائعة والحديثة، التي تشكل عناصر الموضوع الديمقراطي. توضح هذه اليوميات كيف وإلى أي مدى يمكن الربط بين السياسة واللغة. فالأشخاص الذين يتحدثون اللغة اليونانية "المبتذلة" يجدون معارضة عند النخب الذين يستخدمون الــ كاثاريفوسا، هذه اللغة النقية المستوحاة من العصور القديمة، والتي ظلت لغة الدولة وردّات الفعل، حتى عام 1974. لقد بقي بالينوديس، هيئة الأركان العامة، والقادة الذين أصابتهم ألمانيا بالشلل، يرفضون لغة الشعب، وبالتالي أخلاقه وروحه (ethos). لذا نراه يقارن بين عجز هذه النخب في ذلك الوقت وبين الشجاعة الشعبية في مواجهة الغزاة. هذا التناقض الأخلاقي والسياسي يظهر هنا كاسم آخر للانقسام اللغوي: "الشعب يفوقه ذكاءً بمئة مرة، لكن ليس هناك من يتكلم لغته". في مواجهة الشكوك التي تحيط بحكومة الانتظار والترقب، أظهر سيفيريس منذ عام 1937 البصيرة السياسية للشاعر الذي يكتب بلغة شعبه.

جورج سيفيريس يتسلم ميدالية نوبل للآداب من الملك غوستاف ملك السويد (10/ 12/ 1963)


لقد غرفت هذه اللغة من التراث القديم وبيزنطة، والأغاني الشعبية والكلمة الخشنة لثوار 1821، وشعراء القرن التاسع عشر والمؤلفين المعاصرين. هذه اللغة الواضحة والشفوية التي يسكنها جيل الألفية، لا تسعى إلى تمثيل الأطروحات، أو التعبير عنها. عرضه هذا الأمر لانتقادات عديدة، وهذه اليوميات تعرب عن سوء الفهم التي أثارتها هذه الحداثة الجديدة، المثقلة بماض رخامي، والغارقة في عصر خال من الأوهام، كأنها قناع فارغ يرن بشكل أجوف فيما لو استعدنا أبيات قصيدة "ملك أسينيه". لغة الشعب، معدنية دقيقة، و"الحنين إلى بلد غير موجود"، واليونان ككومة من الخطابات المشوشة، والقصص المتشابكة المدفوعة إلى حداثة لا يمكن فك رموزها: "لقد عشنا دائمًا في غموض عالم غير مفهوم". نحن الذين كتبنا "الأدب الصعب". بالنسبة إلى سيفيريس، ستتمتع اليونان بكل سمات العاطفة بالمعنى المسيحي. الألم والشعور بالوجود والخسارة التي شعرت بها عند وصوله إلى لندن: "أدركت بعد ذلك كم أحببت هذه الأرض، مع المسامير السبعة التي تزرعها فينا مع مرور كل يوم". عندما يفسح كاتب اليوميات الطريق للشاعر، ينتج عن ذلك قصيدة "على طريقة جي إس" وهي قصيدة عائدة إلى عام 1936: "أينما تأخذني رحلتي، تؤلمني اليونان".
وهذا الألم لا يؤدي أبدًا إلى العدمية. في جميع أنحاء هذه الصفحات، يبدو أن الشاعر يجد معنى مضاعفًا للهيلينية في سلوك الناس ذاته، في تضحيتهم الذاتية، وهدوئهم في مواجهة الكوارث، والتضحيات التي قدموها بينما تغرق "الأمم العظيمة". في الأعوام 1943 ــ 1944، أشار سيفيريس بإيجاز إلى أن الهيللينية لم يتم فرضها على أوروبا: "إننا نعلن أننا نقاتل باسم الحضارة الأوروبية. لكن الحضارة الأوروبية مفلسة بالتأكيد في هذه الحرب. إن الحضارة الأوروبية هي ألمانيا، وأعمالها لا يمكن أن تكون أكثر أوروبية، أي علمية. لم يبق شيء يمكن إنقاذه من هذه الحضارة، التي قد تذهب إلى الجحيم: إن الإنسان هو الذي يجب أن ننقذه، إذا كنا قادرين على ذلك". خطوط مفاجئة لهذا الشخص المتعدد اللغات، هذا الأوروبي الكبير.
يقول سيفيريس أيضًا في هذه اليوميات أن الهيللينية هي "نزعة إنسانية". وليس التأييد الأخلاقي والتاريخي والأيديولوجي لأولئك الذين، سواء كانوا يونانيين، أو غير يونانيين، يعتبرونها هوية. شعره لا يقدس الأساطير، ولا يحيي أي ماضي مجيد، إنه "موقف تجاه الحياة"، بحث عن الحضور من خلال اللغة المشتركة التي أصبحت موسيقى. وفي نهاية العشرينيات، أكد الكاتب: "ما لم يفهمه أحد بعد هو أنني لا أبحث عن شيء آخر غير التعبير الأكثر دقة، مثل الحبل المشدود، وكذلك وجود الجسم البشري في كل مكان". بين التأكيد الشعري لمرحلة الشباب والقناعات السياسية في الأربعينيات، لم ينقطع خط الأفق.

مختارات من يوميات سيفيريس

لندن، 5 يونيو/حزيران 1932.
قيل لنا، سوف تنتصرون عندما تستسلمون. استسلمنا ​​ووجدنا الرماد.
قيل لنا سوف تنتصرون عندما تحبون. أحببنا ووجدنا الرماد.
قيل لنا سوف تنتصرون عندما تتخلون عن حياتكم. تخلينا عن حياتنا ووجدنا الرماد.
لقد وجدنا الرماد. كلّ ما علينا فعله الآن هو استعادة حياتنا التي لم يتبق منها شيء. أتخيّل أن الشخص الذي سيجد الحياة مرة أخرى، على الرغم من كثير من الأوراق والنضالات والمشاعر والتعاليم، سيكون شخصًا مثلي ومثلك، بذاكرة أكثر عنادًا قليلًا. بالنسبة إلينا، الأمر صعب، ما زلنا نتذكر ما قدمناه. هو، سوف يتذكر فقط ما غنمه من خلال كل هدية من هداياه. بمَ يمكن أن يذكرنا اللهب؟ إن كان يتذكر أقل قليلا من اللازم، فإنه سينطفئ. إذا كان يتذكر أكثر قليلًا من اللازم، فإنه سينطفئ. لو يمكنه أن يعلمنا، وهو يحترق، أن نتذكر بدقة!

أغسطس/ آب 1936
بمرور الوقت والأحداث، أصبحت مقتنعًا أكثر فأكثر بأننا لسنا في اليونان، وأن هذا التجمع الذي يصفه يوميًا عدد من الشخصيات المتنوعة والمهمة ليس بلدنا، بل هو كابوس مضاء فقط بشكل غير منتظم، وغارق في حنين شديد. هل هناك مرارة أكبر من الشعور بالحنين للبلد الذي تعيش فيه؟ على الرغم من كل شيء، أعتقد أن هذا الشعور، بوعي أو من غير وعي (لا يهم)، يتقاسمه جميع الذين تركوا بصمة ملحوظة في القرن الماضي. السباحون العظماء الذين ناضلوا بأقصى ما يستطيعون وبقوة أذرعهم للوصول إلى تلك الجزيرة الأيولية(3) القاسية، اليونان الأخرى، أو رؤيتها عن كثب. لقد غرقوا جميعًا.

الجمعة 13 يونيو/ حزيران 1941
في عدد مجلة L'Esprit، التي أعارني إياها نانيس، وقعت صدفة على هذه السطور لـــ غوته (مذكورة في دراسة كتبها جورج فيليب فريدمان):
"كن على يقين ــ قال ذات يوم لــ إيكرمان ــ من أن الروح الإنسانية تنحسر، أو تتلاشى، عندما تتوقف عن الاهتمام بالعالم الخارجي... عصرنا هو زمن الانحطاط: فهو يبتعد عن الواقع، لقد أصبح ذاتيًا أكثر فأكثر. ففي كل جهد علمي جاد ودائم، ثمة جهد للروح تجاه العالم، تراه في كل العصور التي تقدمت على الأمام حقًا عبر أعمالها، كانت كلها موجهة إلى العالم الخارجي".

الخميس 29 أكتوبر/ تشرين الأول 1942، القاهرة، في منزل ولي عهد اليونان وزوجته فريدريكي.
عند الظهر، بعد الغداء، اقتربت فريدريكي مني: "يبدو أنك أعظم شاعر في اليونان". شعرت وكأنني أحمق بالكامل. قلت: "وهذا يعني أنني أحاول أيضًا إكمال هذا العمل". طلبت مني ديوانًا من القصائد. وقبلها بأيام طلبوا مني ذلك من لندن عبر برقية مشفرة! الشعور الحاد بالدعارة الفكرية. يجب أن نؤمن بأن ما من مرارة ستنجو منّا.

هوامش:
1 ــ يذكر أن سيفيريس عمل سفيرًا لبلاده في سورية ولبنان، في الوقت عينه، حيث كانت إقامته في بيروت، وقد أعيد ترميم منزله منذ سنين في وسط العاصمة اللبنانية. وسأسمح لنفسي، هنا، بالإشارة إلى أن الدولة اليونانية رغبت في إعادة امتلاك المنزل لتحويله إلى معلم ثقافي يوناني، لكنها اصطدمت بممانعة "سوليدير" الشركة المالكة للوسط التجاري، إذ أن أقصى اتفاق توصل إليه الطرفان، وضع "يافطة" معدنية تشير إلى هذا المنزل، وهو يقع خلف السرايا القديمة، في بيروت.
2 ــ شعب أسطوري مذكور في الأوديسة، ويتواجد عمومًا في شمال أفريقيا، على ساحل طرابلس الغرب، أو في جزيرة جربة (خليج قابس). وفقًا لهوميروس، استخرج اللوتوفاج شرابًا من زهور اللوتس جعل المسافرين يفقدون حتى ذاكرة وطنهم.
3 ــ في الأساطير الإغريقية، أيولوس (في اليونانية القديمة Αἴονος / Aيolos، في اللاتينية Αeolus) هو سيّد الرياح وحارسها. وفي الواقع، ثمة تشويش معين بين ثلاث شخصيات تحمل هذا الاسم، الأمر الذي أربك أحيانًا المؤلفين القدماء، وهم أيولوس هوميروس، ابن هيبوتيس، الذي يرحب بأوديسيوس؛ وإيولوس ابن هيلين الذي أعطى اسمه لــ "الإيوليون"، وإيولوس ابن بوسيدون وشقيق بيوتوس. ومنه اشتق العرب القدامى اسم عوليس. في أي حال، لو عدنا إلى أوديسة هوميروس، لوجدنا أن هذه الجزيرة ترد في بداية النشيد العاشر: "بعد ذلك وصلنا إلى الجزيرة الأيولية Aeolian، حيث كان يقيم أيولوس Aeolus، الذي تعزه الآلهة الخالدة، في جزيرة طافية يحيط بها كلها سور من البرونز لا يمكن اختراقه، ويتصاعد منها الجبل شامخًا شديد الانحدار"... وأشير إلى أن هذا المقطع من الأوديسة هو من ترجمة أمين سلامة، مثلما جاء في ترجمته لــ الأوديسة.