احتضنت مدينة أنغوليم الفرنسية الواقعة في جنوب غرب البلاد فعاليات الدورة السابعة عشرة من مهرجان الفيلم الفرنكوفوني، الذي استمر حتى يوم 1 أيلول/ سبتمبر، وشهد المهرجان هذا العام تكريمًا خاصًا للسينما المغربية، حيث تم اختيار المغرب كضيف شرف لهذه الدورة.
بدأت الفعاليات بأمسية تكريمية للممثل الفرنسي الراحل آلان ديلون، الذي حصل على جائزة سيزار الوحيدة في مسيرته عن دوره في فيلم "نوتريستوار" للمخرج برتران بلييه. وقد تم عرض هذا الفيلم خلال الأمسية التكريمية، تخليدًا لذكرى الممثل الكبير.
تميّز المهرجان هذا العام بتسليط الضوء على النساء الاستثنائيات في عالم السينما، حيث ترأست الممثلة البريطانية كريستين سكوت توماس لجنة التحكيم. كما شاركت الممثلة والمخرجة جولي ديلبي في المنافسة على جائزة الإخراج بفيلمها "لي باربار"، الذي افتتح المهرجان.
تنافست عشرة أفلام في المسابقة الرسمية على جائزة "فالوا دو ديامان" لأفضل فيلم روائي طويل، من بينها أربعة أفلام من توقيع مخرجات. ومن الأفلام المشاركة "لو بروسيه دو شيان" للمخرجة والممثلة ليتيسيا دوش، الذي سبق أن حاز على جائزة "بالم دوغ" في مهرجان كان السينمائي.
وفي إطار الاحتفاء بالسينما المغربية، عرض المهرجان فيلم "Everybody loves Touda" للمخرج المغربي نبيل عيوش، الذي سبق له الفوز بجائزة في المهرجان عام 2015 عن فيلمه "الزين لي فيك". كما تم تنظيم "السوق المغربية" في ساحة بلدية المدينة، حيث جرى عرض منتجات الصناعة التقليدية المغربية وتقديم عروض للأزياء والطبخ المغربي.
توقع المنظمون استقطاب أكثر من 70 ألف زائر هذا العام، مما يؤكد على أهمية هذا الحدث السينمائي الذي بات يحتل مكانة مرموقة في المشهد الثقافي الفرنسي. واختتم المهرجان فعالياته بعرض فيلم "سارة برنار لا ديفين" للمخرج غيوم نيكلو، الذي تجسد فيه الممثلة ساندرين كيبرلان شخصية الممثلة الفرنسية الشهيرة سارة برنار.
وبجانب العروض السينمائية، قدم المهرجان معارض ولقاءات تكريمية، من بينها معرض للصور الفوتوغرافية للمصورة المغربية الراحلة ليلى العلوي، بالتعاون مع معهد العالم العربي. كما تم تقديم تحية خاصة للممثلتين الراحلتين ميشلين بريل وأنوك إيميه.
ويعد مهرجان أنغوليم للفيلم الفرنكوفوني منصة هامة لعرض الإبداعات السينمائية الناطقة بالفرنسية، ويساهم في تعزيز التبادل الثقافي بين الدول الفرنكوفونية. وبتكريمه للسينما المغربية هذا العام، سلط المهرجان الضوء على التنوع والثراء الثقافي الذي تتميز به السينما الفرنكوفونية.