مضى على رحيل الموسيقار رياض السنباطي (1906 ـ 1981) أربعون سنة ولا يزال واحدًا من أبرز الموسيقيين العرب، بل نقّاش الموسيقى العربية. بلغ عدد مؤلفاته أكثر من 540 عملًا في الأوبرا والأوبريت والسكتش والمونولوغ والديالوغ والموال والأغنية السينمائية والدينية والقصيدة والطقطوقة. بلغ عدد شعراء الأغنية الذين لحّن لهم 120 شاعرًا، وأبرز من غنوا من ألحانه أم كلثوم، ومنيرة المهدية، وفتحية أحمد، وصالح عبد الحي، ومحمد عبد المطلب، وعبد الغني السيد، وعبد الحليم حافظ، وأسمهان، وهدى سلطان، وفايزة أحمد، ووردة، وسعاد محمد، ونجاة، وميادة الحناوي، وسميرة سعيد، وطلال المداح، وعزيزة جلال.
ولد رياض محمد السنباطي في مدينة فارسكور في محافظة دمياط، شمال دلتا مصر. والده مقرئ ويغني في الموالد والأفراح والأعياد الدينية في القرى. كان في العاشرة عندما سمعه والده يغني قصيدة صعبة، انتظر حتى أكملها وقرر اصطحابه معه في كل العروض، وذاع صيته حتى لقّب بـ"بلبل المنصورة". استمع إليه سيد درويش وأعجب به إعجابًا شديدًا، وأراد اصطحابه إلى الإسكندرية من أجل فرص أفضل، ولكن والده رفض لاعتماده عليه بدرجة كبيرة في فرقته. عام 1928، قرر والده الانتقال إلى القاهرة مع ابنه، وكان يرى أنه يستحق إثبات ذاته في الفن، مثله مثل أم كلثوم، ابنة صديقه. التحق رياض بمعهد الموسيقى العربية، واختبرته لجنة من كبار الموسيقيين الذين أصيبوا بالذهول، حيث كانت قدرات السنباطي أكبر من أن يكون طالبًا، فعينوه أستاذًا لآلة العود والأداء والموشحات في المعهد. انطلقت شهرته من المعهد، وبرز اسمه في حفلات المعهد كعازف بارع واعد. استمر في عمله في المعهد 3 سنوات، ثم قدّم استقالته للتفرغ للتلحين من خلال عرض قدّم له من شركة أوديون للأسطوانات التي قدّمته كملحن لكبار مطربي ومطربات الشركة، ومنهم عبد الغني السيد، ونجاة عليّ، وصالح عبد الحي. أول تجاربه في التلحين كانت قصيدة "يا مشرق البسمات" لمحمود علي طه. ويروي السنباطي أنه التقى الشاعر أحمد شوقي الذي سأله عن معنى كلمة في قصيدة طه، فأعجزه الرد، فنصحه أمير الشعراء بأن لا يلحّن يومًا كلمة لا يعرف معناها.

جذبه التلحين إلى حد الشغف. ويقول في ذلك: "التلحين أنساني الغناء، ورأيت أنني كملحن أفضل مني بكثير مغنيًا". عام 1934، غنت له منيرة المهدية "أوبريت عروس الشرق"، وغنى له عبد الغني السيد "يا ناري من جفاك". ولكن جهوده في تلك المرحلة لم تدفعه إلى صفوف الكبار، مثل محمد القصبجي، ومحمد عبد الوهاب، وزكريا أحمد، وداوود حسني.

كيف توطدت العلاقة والشراكة مع أم كلثوم؟

السنباطي وأم كلثوم في بروفة

إثر برنامجه الموسيقي الإذاعي الأسبوعي "الموسيقى"، دعته أم كلثوم لزيارتها، وطلبت منه التعاون. وكانت البداية أغنية "على بلد المحبوب وديني" 1935، ولاقت نجاحًا كبيرًا، لينضم بالتالي السنباطي إلى جبهة الموسيقى الكلثومية، التي كانت تضم كبار الملحنين في ذلك الوقت، مثل القصبجي، وزكريا أحمد. إلا أن السنباطي أثبت تميزه عن الآخرين، ووقع من ألحانه لأم كلثوم نحو 90 لحنًا. يروي السنباطي في أحد لقاءاته الصحافية قصة لقائه بأم كلثوم: "بعد سبعة عشر عامًا من لقائنا الأول في قرية درينش، التقيت بالفتاة أم كلثوم مرة أخرى، بعد أن كان صيتها قد ملأ الآفاق في القاهرة. كنت أحسد الذين يلحنون لها، وكانت تتحرك في أعماقي ملكة التلحين تعبيرًا عن عواطفي الجياشة التي يعيشها شاب في مثل سني. كنت أقيم وحدي في الشقة، وسمعت أغنية لأم كلثوم من الراديو، فتذكرت تعارفنا في محطة الدلتا. وكنت قد عرفت رقم هاتفها من الإذاعة، فاتصلت بها، وعندما ذكرت لها اسمي تذكرت بأن والدها الشيخ إبراهيم كان يغني مع والدي في الأفراح، ودار بيننا حديث قصير قالت لي في نهايته: "إبقى خلينا نشوفك يا أستاذ رياض، ما دام إنت في مصر وأنا في مصر". ولم يخطر في بالهما أن الأقدار اختارتهما ليشيدا صرحًا من صروح الموسيقى العربية في هذا العصر. وبعد أغنية "على بلد المحبوب"، لحن رياض لأم كلثوم "النوم يداعب عيون حبيبي" من كلمات أحمد رامي، وقدمت الحفلة في الجامعة الأميركية في القاهرة، وكانت حفلًا مذاعًا ومشهورًا ومنعطفًا هامًا في حياة أم كلثوم ورياض السنباطي. طلبت إليه أم كلثوم تلحين قصيدتين هما "سلوا كؤوس الطلا"، و"سلوا قلبي" لأحمد شوقي. وهنالك قصة لبيت ورد في القصيدة، وهو "وما نيل المطالب بالتمني/ ولكن تؤخذ الدنيا غلابا". قررت السلطات البريطانية منع إذاعة الأغنية باعتبارها تحريضًا على الثورة. علمت أم كلثوم ودخلت غاضبة على رئيس الإذاعة، وطالبت برفع المنع، ولم تخرج من الإذاعة قبل تحقيق ذلك. قالت وهي تخرج من باب الإذاعة: "تؤخذ الدنيا غلابا يا رياض". واستمر السنباطي في تلحينه لست الكل، وقدم لها عام 1936 "إفرح يا قلبي"، و"شباب النيل"، و"قضيت حياتي"، و"بغداد" 1939. وكانت سنة 1946 سنة خصبة له مع أم كلثوم، فلحن لها "نهج البردة"، و"ولد الهدى"، والرائعة "غلبت أصالح في روحي".

وفي عام 1949، لحن "رباعيات الخيام"، و"النيل"، التي قالت فيها أم كلثوم إنها معجزة شوقي، وقال محمد عبد الوهاب إنها من أجمل ما وضع السنباطي من ألحان. وفي عام 1950، "سهران لوحدي"، والكلمات لأحمد رامي، وفي عام 1951 "يا ظالمني"، وفي عام 1952 "جددت حبك ليه"، وفي عام 1954 "أغار من نسمة الجنوب"، من كلمات أحمد رامي، وفي عام 1956 قدم "ذكريات" أيضًا لأحمد رامي، و"أروح لمين"، و"لن أعود إليك"، و"شمس الأصيل"، من كلمات بيرم التونسي.

رياض السنباطي ووردة الجزائرية

وفي عام 1961 "الحب كده"، والكلمات لبيرم التونسي، والرائعة "حيرت قلبي معاك"، والكلمات لأحمد رامي. وفي عام 1962 "حسيبك للزمن"، و"ليلي ونهاري". وفي عام 1965 "أراك عصي الدمع" لأبي فراس الحمداني، و"أقولك إيه عن الشوق"، كلمات عبد الفتاح مصطفى. وعام 1966، كان وجه السعد لرياض السنباطي، فقد لحن فيه رائعة "الأطلال"، من كلمات إبراهيم ناجي، وهي أيقونة ألحانه. خلدها السنباطي لحنًا بما يحاكي بلاغة الكلمات وعظمة الصوت والإداء. واختيرت بين أهم مئة لحن في العالم. فماذا يقول السنباطي نفسه عن "الأطلال": "كان فيها شيء غريب وشعرت بذلك. مستني بسرعة ولحنتها بشكل مختلف. قصيدة كتب لها الخلود معنى ولحنًا وأداءً". وتروي أم كلثوم أنها اتصلت برياض السنباطي هاتفيًا تسأله أحواله فسمعت منه بعض التحفظات على أغانيها الأخيرة، واستخدام الآلات الغربية فيها، فقالت له: "بص يا رياض... الأطلال ح تعيش مية سنة". ويرى بعض النقاد أن السنباطي كسب جولته مع عبد الوهاب، واستعاد العرش الكلثومي، بعد "إنت عمري"، و"أمل حياتي"، و"إنت الحب"، وغيرها من ألحان عبد الوهاب. والسؤال: هل صحيح أنه كانت هناك قصيدة ثانية لإبراهيم ناجي بعنوان "انتظار" برسم الغناء من أم كلثوم؟ بالفعل، لحنها السنباطي، لكن أم كلثوم رحلت قبل أن تغنيها لتغنيها المطربة اللبنانية سعاد محمد، التي يصف السنباطي صوتها بأنه "قادر بلا حظ". واستمر التعاون بعد "الأطلال"، فغنت له أم كلثوم "أقبل الليل" 1969، و"من أجل عينيك عشقت الهوى" 1971. وكان آخر ما قدمت أم كلثوم من ألحان السنباطي "القلب يعشق كل جميل"، والكلمات لبيرم التونسي، و"رسالة إلى جمال عبد الناصر"، وكتبها نزار قباني، ولحنها السنباطي، في فترة وفاة ناصر.

وهذا عدا عن الأغاني الدينية والوطنية التي نذكر منها "يا صحبة الراح"، و"من عيني بكت عيني"، و"حديث الروح" لمحمد إقبال، و"الثلاثية المقدسة"، و"رحاب الهدى"، وغيرها. وفي الألحان الوطنية، "مصر تتحدث عن نفسها" و"وقف الخلق ينظرون"، و"صوت الوطن"، و"يا جمال يا مثال الوطنية" (بعد نجاته من الاغتيال)، وأغنية "طوف وشوف"، وكانت المرة الوحيدة التي كسر فيها التقليد، إذ كان لا يحضر إلى المسرح لحضور حفلات أم كلثوم، بل يستمع إلى ألحانها عبر الراديو مصغيًا إلى تجاوب الناس؛ إذ كانت المناسبة 23 يوليو وحضرها الرئيس جمال عبد الناصر، ومنحه وسام الفنون والعلوم، 1964. ولحن السنباطي "قصة السد" 1960، والأغنية الجميلة "ثوار ثوار"1961، كلمات عبد الفتاح مصطفى. وغنت "يا حبنا الكبير" 1965، وقبل النكسة غنت "راجعين بقوة السلاح"، لصلاح جاهين، ثم عند استقالة عبد الناصر غنت أم كلثوم من ألحان السنباطي "قم واسمعها من أعماقي".
ولكن هل مرت علاقة السنباطي مع أم كلثوم بخلافات؟ يجيب السنباطي: "قصة حياتي هي أم كلثوم". ويوضح "أن الخلافات كانت تصل إلى ما يشبه الانفصال، ومرة استمرت لعامي 1960 و1961. كانت خلافات على أتفه الأسباب، وصلنا معًا إلى تقديم قمة الشعر الراقي. عرضت علي قصيدة فرفضتها لأنها تشكل نزولًا عن المستوى الرفيع الذي وصلناه. أم كلثوم لم تكن صوتًا فقط، بل مجموعة من الميزات العجيبة. لم أحمل عودي إلا لها. كانت متقلبة غريبة، لذلك كنت أناديها "دنيا"، ولهذه الدنيا لحنت أكثر من 300 لحن". ويضيف: "الموسيقى العربية وازدهارها ما كنش إلا في أيام غنت فيها أم كلثوم". ولكنه نظر مرة في ألحان أم كلثوم عادًا أن بعض ألحانها تحتاج إلى تدقيق. ولما سئل من تحديدًا أجاب "قصدت بليغ حمدي". غير أنه وبعد وفاتها أحس السنباطي بفراغ، إذ يقول في إحدى المقابلات التلفزيونية: "بعد غيابها حاسس بفراغ لا يملؤه غير أم كلثوم. فراغ في نفسي، وفي دمي، ومن الناحية الفنية والموسيقية". والسنباطي الذي تأثر في بدايته بالطريقة التقليدية، وأخذ عن عبد الوهاب الطريقة الحديثة التي أدخلها على المقدمة الموسيقية عرف عنه انضباطيته الفنية. ذات مرة، ألغى تمرينًا لضبطه عازفًا يدخن. كما رفض تلميذة في معهد الموسيقى العربية جاءت تتعلم الغناء لعدم صلاحيتها للغناء العربي، وكان اسم هذه التلميذة عفاف راضي. ويورد الشاعر نزار قباني أنه حضر تسجيلًا لأم كلثوم لأغنيتها "الثلاثية المقدسة" في استوديو الإذاعة المصرية. وكانت تنصت إلى السنباطي في ملاحظاته وتصويباته وتجيبه بقولها: "حاضر يا فندم"، كأنها تلميذ محب للعلم، ولا تقترح تبديل أي شيء في لحنه إلا بلهجة التمني والرجاء. وكانت قبل التسجيل تطلب من السنباطي أن يقسم لها على العود حتى تسلطن. والسنباطي كان يردد دائمًا "غذائي الشعر والموسيقى ولي كون لوحدي". كان يسمع ترتيل القرآن كل صباح، ويخرج من غرفته ليقول "إيه الإعجاز ده".

رياض السنباطي وفيروز

هل لحن رياض السنباطي الكلثومي لغيرها من المطربين والمطربات؟ بتكليف من الإذاعة لحن لمطربات مثل فايزة أحمد، ونجاة، ووردة، وعزيزة جلال، وسميرة سعيد. وكان يعلق مقارنًا ذلك مع أم كلثوم بالقول: "يؤسفني أن الفنانات اليوم يتكلمن ولا يغنين". وهو غالبًا لم يلحن إلا القصائد الفصحى، أو تلك التي وصفها بالعامية المفصحة، مثل "شمس الأصيل"، و"القلب يعشق كل جميل". لحن لليلى مراد "من يشتري الورد مني"، و"ليلة جميلة يا محلاها"، و"يا حبيب الروح"، وغيرها. ولحن لأسمهان "أيها النائم"، ونشيد "الأسرة العلوية"، وغيرها. ولحن لنور الهدى "يا ريت كل الناس فرحانة"، والرائعة "يا أوتومبيل". ولحن لصباح "الليل لنا"، و"يا هواي"، و"يمينك لف"، وغيرها. ولحن لعبد الحليم حافظ أوبريت "لحن الوفاء" مع شادية، وأغنية "فاتوني ألتقي وعدي" (فيلم ليالي الحب 1956). ولحن لسعاد محمد "فتح الهوى شباك"، و"أنا وحدي"، و"يا قدس يا حبيبة السماء"، و"إذا الشعب يومًا أراد الحياة"، ولعبد الغني السيد "شفت الأمل والهناء"، و"يا آسرة قلبي"، والرائعة "لا دمعي كفى وطفى النار". ولحن لنجاح سلام "عايزة جواباتك"، والنشيد الجميل "أنا النيل مقبرة الغزاة" (أثناء العدوان الثلاثي)، ولنجاة "يا سلام عليك"، و"أنا أملك"، ولحن لشهرزاد، وكارم محمود، ونازك ورجاء عبدو، وفدوى عبيد. كما لحن لوديع الصافي "نغم ساحر" كلمات الشاعر جورج جرداق، وغناها الصافي على العود ولم يسجلها. كما كانت له قصة لحنين لفيروز، من كلمات الشاعر الراحل جوزف حرب "بيني وبينك قمر وأغاني"، و"أصابعي منك في أطرافها قبل".

ولم تذاعا مع أنه تم تسجيلهما وهنالك بروفات بصوتها وصوته. وهنالك أغنية ثالثة من كلمات عبد الوهاب محمد بعنوان "آه لو تدري بحالي"، علمًا أن الأغنيات الثلاث متوفرة على اليوتيوب بصوته، وعلى العود. وكان رأيه بعد سماعه لبروفات بصوت فيروز: "إنه صوت جميل جدًا وحساس للغاية، ولكن فيه مقامات مخنوقة لم يحسن الرحابنة إظهارها". ولحن لوردة "يا لعبة الأيام"، و"يا حبيبي لا تقل لي ضاع حبي" 1980. وأشاد غير مرة بوردة بأنها الوحيدة بعد أم كلثوم التي تجيد غناء القصائد. ولحن لفايزة أحمد آخر ألحانه وآخر أغنياتها "لا يا روح قلبي أنا"، ولم يتسن له الإشراف على تسجيلها ومات قبل أن يسمعها.

السنباطي المطرب والمغني والعازف
نورد هنا رأي محمد عبد الوهاب، إذ يقول: "لو لم يغن السنباطي غير قصيدة أشواق 1968 لحق له أن يعد مطربًا كبيرًا". ويضيف عبد الوهاب: "السنباطي أعظم ملحن، وهو عواد نادر الوجود، وربما لا يوجد في مثل كفاءته وشرقيته في الأداء". والحال أن السنباطي سجل كثيرًا من القصائد الملحنة لغيره على عوده. وغنى في الفيلم الوحيد الذي مثله عام 1952 "حبيب قلبي"، وهي "على عودي"، و" فاضل يومين"، ومحاورات غنائية مع هدى سلطان "بتبكي ليه يا نغم"، و"ايش معنا يا ناس"، و"عندي سؤال". وغنى قصيدة "فجر"، و"أين حبي". وغنى لسيد درويش "أنا هويت وانتهيت"، و"ضيعت مستقبل حياتي". وغنى على عوده "سلوا قلبي"، و"عودت عيني"، و"رباعيات الخيام".
ترك رياض السنباطي أثرًا لا يمحى في الموسيقى العربية، وفي مناخه ومزاجه وتراكيبه ووحدة اللحن وقفلات جمله الموسيقية، وفي تكامل وأصالة فكره الموسيقي. هو الذي تتلمذ على يد الكبار: عبد الحي حلمي، ويوسف المنيلاوي، وسيد الصفتي، وأبو العلا محمد. ورغم تأثره بجو عبد الوهاب القديم (كان عوادًا في فرقته 1933ـ 1934)، وتأثره بالقصبجي، وزكريا أحمد، إلا أنه استطاع أن يكون رياض السنباطي الذي لا يشبه أحدًا. وكان صاحب رسالة للفنان مفادها أن يسمو به إلى الأعلى ولا ينزل إليه.

في التاسع من شهر أيلول/ سبتمبر 1981، توفي رياض السنباطي متأثرًا بمرض الربو، ولكنه كان الموسيقي العربي الوحيد الذي فاز بجائزة اليونيسكو 1977، واحتفالًا بنيله هذه الجائزة كتب الشاعر مرسي جميل عزيز قصيدة بعنوان "يا قامة العملاق"، وفيها:
"هذي رياضك يا رياض نواهل/ من ساقيات النيل عكر المورد/ وما العيون السود والسحر الذي/ في غير مصر مثله لم يولد".
مشى السنباطي في طريق تخصه لوحده. كان يحمل العود ويقول: "ده حبيبي... وده تاريخ حياتي أنا"، كأنه والموسيقى والعود توأمان.