}

عارف الريّس بيننا من جديد.. الفنّ كلّ مُتجدّد

دارين حوماني دارين حوماني 7 ديسمبر 2021

 

في أحد أحاديثه الصحافية يقول عارف الريّس (1928- 2005): "لم أرسم في يوم من الأيام لأكون تجريديًا أو سورياليًا وغير ذلك، ولكنني دائمًا أتجاوب مع إلحاح داخلي للتعبير عما يتأجّج في ذهني من أفكار وانطباعات ومشاعر..". قد تكون هذه الجملة هي التعبير الأكثر دقة عن فنان لا حدود لثيمات أعماله ولا لأساليبها رسمًا ونحتًا، فقد انشغل عارف الريّس منذ بدايته بالإنسان والطبيعة والتاريخ وانشغل بالسياسة، وكان لرحلاته المتعدّدة أثر في تبدّل أساليب فنه؛ أخذته الحياة من مكان إلى آخر وفي كل مرة ثمة انعطافات تكاد تكون حادّة في مساره الفني، فتنقّل بين الفطرية والتعبيرية التحريضية والتعبيرية الوحشية والتكعيبية والحروفية في التصوير وبين التجريد والحروفية الإسلامية والمعمارية والتشخيصية التعبيرية في النحت، مستخدمًا الرصاص والحبر الصيني والزيت والرمل والغراء والفحم والطبشور والمعدن والخشب والحجر. سنجد مجموعة من أعماله هذه، المختلفة والمتناقضة والمتعدّدة، في معرض استعادي للفنان في "غاليري صفير زملر" ببيروت تحت عنوان "عارف الريس: لوحات، رسومات، منحوتات من 1948 حتى 2005"، ويستمر المعرض حتى الثامن من الشهر المقبل. تكتب المنظّمة للمعرض كاثرين دايفيد في بيان المعرض: "هذا المعرض الفردي للريس الذي تم إنتاجه في ظروف صعبة وفي وقت لا يزال فيه أرشيف الفنان قيد التنظيم والاستكشاف من دون فريق علمي ومع وجود أقسام كاملة من حياته المهنية لا تزال قيد المعالجة والتحليل، هو بمثابة "المرحلة صفر" من سلسلة معارض للفنان، والتي سيتم تقديمها في نسخ موسعة في العديد من المتاحف بين العامين 2022 و 2023".

 

أحد رواد الحركة التشكيلية الحديثة في بيروت

متأثرًا بوالدته التي كانت ترسم الطبيعة بدأ شغف عارف الريس، أحد رواد الحركة التشكيلية الحديثة والحداثة الفنية في بيروت، بالرسم باكرًا. ففي عمر الحادية عشرة أخذ يرسم بريشة والدته الممثلات والفنانات اللاتي يراهن في المجلات، والبولونيات العاريات في "ذوق مكايل"، وعلى يد الرسام الفرنسي لاسوس في مدرسته "عينطورة" صقل موهبته الفطرية في الرسم. وقبل أن يكون له من العمر عشرين عامًا استقبلته صالة "الوست هول" في الجامعة الأميركية في بيروت لعرض أول أعماله وذلك بدعم من صديقة والدته "أرليت ليفي" التي كانت صحافية في جريدة "أوريان" Orient وأُعجبت برسوماته التي تضمنت عملًا بالفحم والباستيل يصوّر قنبلة هيروشيما رسمه الريس عام 1945 وأعمالًا أخرى ذات طابع إنساني، وقدّمته إلى المدير العام للآثار في الشرق الأوسط هنري ساريغ، ثم ستتم دعوته لإقامة معرضه في "اليونيسكو" بطلب من المدير العام لليونيسكو جوليان سوريل هوكسلي، ويتفاجأ حينها الوسط الثقافي اللبناني كيف تم التعامل مع خربشات وهذيانات هذا الشاب على أنها أعمال فنية ثم ستتبدّل الآراء كليًا تجاهه، ويُعامل كفنان وهو سيشعر بالحرج من الاهتمام الكبير به ولم يدرس الفن وتطوّره أكاديميًا.

من المعرض 


هذا الفن الفطري في رسومات عارف الريس لم يدم طويلًا، ففي عام 1948 اصطحبه والده للعمل معه بالتجارة في السنغال، لكنه انصرف هناك إلى الطبيعة ليعبّر عن كل ما يتفاعل فيها فرسم الوجوه والطبيعة السنغالية، وفشل في التجارة وتسبّب بخسارة كبيرة لوالده، وذات لقاء قال عنه حاكم الولاية في داكار إنه اللبناني الوحيد الذي أتى إلى هذه البلاد ليرسمها، لا لكي يجمع ثروة. حين أبدى الفنان الشاب رغبته بالسفر إلى باريس لدراسة الفن لم يتردد والده في تشجيعه للسفر. يقول الريس في أحد حواراته إن والده المحب للفن وافق فورًا وقال إن كلفة دراسته في باريس أرخص من كلفة عمله في تجارة الفستق. هذه المرحلة السنغالية سنجد أعمالًا منها في المعرض الحالي، منها بورتريهات لشخصيات أفريقية تحاكي الطبيعة البدائية الفنية ونورها الحاد فاتخذت اللوحات ذلك الفجور اللوني المستقى من البيئة السنغالية الحارة وفي فعل حركي مضاد للّون بدت الوجوه هادئة تنقل لك حكاية الإنسان في تلك الأمكنة بمعاناتها وبراءتها وكأنها امتداد لتلك الأرض وتوثيق للحياة فيها. يقول الريس عن المرحلة الأفريقية: "لقد طهرتني أفريقيا من كل الخردة الحضارية، ولا سيما التكنولوجيا والهوس بالتفوق". وهناك كانت له تجربة مع النحاتين البدائيين وجرأتهم في التعامل مع الإزميل ونحت الخشب والعفوية التي يعملون بها. وفي السنغال أدهشته الأجساد الأفريقية الراقصة حول النيران الموقدة ما دفعه إلى أن يدرس التمثيل الإيمائي في باريس لمدة ثلاث سنوات على يد إتيان دوكرو، مؤسس هذا الفن، ومارسيل مرسو، فتعرّف على طقوس الجسد وعلاقة كل حركة بالحالة النفسية. لكن دوكرو نصحه بالعودة إلى الرسم بدل التعامل مع جمهور المسرح المزاجي وقال له: "يمكن أن يقصفك الجمهور بالبيض والبندورة إذا لم تعجبه المسرحية".

تنقّل الريس في باريس بين عدد من المحترفات الفنية إذ ذكّرته الأكاديمية الفنية هناك بدروس قواعد اللغة العربية في لبنان، فلم يصمد لأكثر من ثلاثة أسابيع فيها، وهناك التقى بسلوى روضة شقير، التي كانت تدرس مع فرنان ليجيه، فدخل محترفه، لينتقل بعدها إلى محترف أندريه لوت ثم درس النحت على يد زادكين وهنري غوتس. وهكذا على مدى أحد عشر عامًا تنقّل الريس بين المحترفات وبين المقاهي الباريسية التي كان يلتقي فيها بأندريه جيد وبجان بول سارتر ورموز الفلسفة الوجودية، تلك اللقاءات التي كانت بالنسبة إلى الريس مختبرًا فنيًا تجريديًا آخر لجهة المناقشات والفوارق بين المدرسة الباريسية ونظيراتها في لندن ونيويورك وأميركا اللاتينية. رغم أن باريس ساعدته في توضيح رؤيته الفنية وحدّدت علاقته مع المدارس الفنية لكن الريس لم يتمكن من الانفصال عن تراثه، وكانت باريس بالنسبة إليه متاهة حقيقية فشعر بالضياع وبتناقض كبير ولم يستطع أن يندمج في مدارسها فتركزت أعماله فيها على الحفر والنحت والتأمل، إلى أن قرّر أن يعود إلى ذاته فعاد إلى أفريقيا ومنها إلى لبنان عام 1957. يقول عن تلك الفترة: "لقد حولتنا الفنون الحديثة إلى أناس قلقين يبحثون عن أرض يضعون فوقها أقدامهم، فكان بيننا فنانون عرب يقولون بالعودة إلى الخط والزخرفة وحضن التراث، ومع ذلك ارتبطت أعمالهم بالتجريد الغربي وفقدت حسها الروحاني، وعشنا في مأزق دفعنا إلى التفتيش عن انتمائنا الحقيقي، فقد جذبتنا باريس نحو الانتماء الصحيح ودفعتنا للاهتمام بحضارتنا، بعد أن رفضتنا".

لوحة "5 حزيران- مجموعة دماء وحرية" 



عند عودته إلى قريته الجبلية "عاليه"، توطدت علاقته بكمال جنبلاط فكان للأخير وجود في عدد من لوحات الريس، سنجد بورتريه لكمال جنبلاط "المفكر" في المعرض الحالي، كما سنجده ضمن عدد من الكولاجات التي كان قد بدأ الريس بالاشتغال عليها في بداية التسعينيات. في عام 1959 سيحصل الريس على منحة دراسية إلى إيطاليا ويدرس في فلورنسا النحت على يدي الفنان الإيطالي بيرتي وفي روما مع جياكوميتي ونيلو بوننتي وفي مشغل ماريا مرسيلي للسيراميك حتى عام 1963. في إيطاليا بنى الريس صداقات مع عدد من النحاتين والفنانين. يقول عن الفترة الإيطالية إنها من أجمل الفترات في حياته، حيث كان مرتاحًا في علاقاته الإيطالية أكثر من علاقاته الباريسية وإنها أكثر إنسانية وحميمية.

عام 1963 فاز في مسابقة لبنانية للاشتراك في معرض بنيويورك وحمل منحوتتين له من لبنان، الأولى تمثّل "البحار الفينيقي" من الحديد والنحاس، وهو نحت ذاتي له في ملمس خشن يوحي بزمن سحيق، والثانية صخرة حجرية حفر في داخلها اسم لبنان، وهناك منحته العاصمة الأميركية إقامة لمدة سنتين ليتعرّف على الفن الأميركي ضمن سلسلة لقاءات وندوات، وسيتعرف فيها على العديد من الفنانين والنقاد والكتّاب، وهناك سيشتغل على تكريس الذات للعمل الإبداعي الفني بعيدًا عن العلاقات الدفينة بين البشر، ويرسم الإنسان والفضاء، ثم يغادرها عام 1966 تاركًا بين معارضها ومتاحفها العديد من أعماله الفنية. عند عودته إلى لبنان سيساهم الريس في إنشاء معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية ونقابة الفنانين التشكيليين.

 

التزامه السياسي

إثر نكسة 5 حزيران/ يونيو 1967 سيرسم الريس لوحته الشهيرة الموجودة في المعرض الحالي "5 حزيران- مجموعة دماء وحرية"، تجسّد هذه اللوحة الحزن الجماعي الذي حلّ يومها بالشعوب العربية، وتصوّر صفًا من الرجال مقطوعي الرأس وصفًا آخر منتكسي الرؤوس يذكّرنا بلوحة "غيرنيكا" لبيكاسو، والموت بجماجمه وألوانه الحمراء والسوداء توثّق القلق والفجيعة. وكان قد ضمّ هذا العمل الفني إلى أعمال سياسية وإنسانية أخرى قدّمها في معرض "دماء وحرية" عام 1968، كرّس الريّس من خلالها التزامه السياسي في مسيرة الوجود والعمل الثوري والكفاح الإنساني في التصدي للظلم وللموت، ومنها لوحة "قيامة تشي غيفارا-1968"، المعروضة حاليًا في "غاليري صفير زملر"، ويبدو فيها غيفارا روحًا شفافة بدائية ومضيئة وسط الألوان القاسية التي تحيط به وتشي بالموت، وكذلك لوحة "إلى روح مارتن لوثر كينغ" حيث يتساقط الدم من الوجه على الألواح الزجاجية التي تشير إلى ناطحات السحاب في أميركا، كدلالة على أن الحضارة الأميركية وعظمتها ملطخة بدماء البشرة السوداء. هذه المجموعة من اللوحات التي تبدو كشاهد إنساني وتاريخي على حقبة خالدة من تاريخ الإنسانية تذكّرنا بأعمال فرانسيسكو غويا وتصويره لنبضات الشعوب الثائرة، وكما كان غويا، فقد مدّ التزام عارف الريّس السياسي فنه بقوة الألوان في لوحاته وبصوتها وبرائحتها، وأدخل وجوه الناس المتعبة في تآليفه اللونية. وقد عُدّت مجموعة "دماء وحرية، 1968" مرحلة رؤيوية حدس فيها عارف الريس بالحرب الأهلية اللبنانية قبل وقوعها. سنرى أيضًا لوحة "أيديولوجيا- إنسانية-مادية-جدلية-براغماتية- الرأسمالية الأميركية والشيوعية الروسية، 1970" وهي لوحة سوريالية تحكي عن مستقبل الإنسان وسط الخوف المواجه له.

"إلى روح مارتن لوثر كينغ" و"قيامة تشي غيفارا-1968"



في عام 1975 دُعي الريّس إلى الجزائر حيث أنتج سلسلة من الرسوم التي تصوّر الحرب الأهلية اللبنانية، ونُشرت في كتاب بعنوان "الطريق إلى السلام" (1976) جمع فيه 22 لوحة تلخص الأحداث السياسية المهمة، وتسجّل الأحداث المرعبة في لبنان إثر بدء الحرب الأهلية اللبنانية. اعتمد الريس في هذه اللوحات الخطاب التحريضي والسرد التصويري راسمًا وجوهًا وأقنعة خائفة في لوحات تعبيرية وتجريدية. ومن أعماله عن الحرب اللبنانية في المعرض الحالي لوحة "الفزع، 1978" حيث نرى شخوصًا مرتعبة بين الأشباح والعظام التي تتساقط على الأرض، هي من أعمال الفنان التي تعبّر عن الخوف من النظر إلى وحشية القتل والدمار. كانت هذه اللوحات تسجيلًا لمعاناة عارف الريس في محترف القتل اللبناني وتحريرًا له من حزنه الدفين بسبب الحرب، وكانت القذائف أصابت منزله وخسر عشرات اللوحات والجداريات فيه. ولم يتوقف الريّس عن توثيق رعب العالم في فنه فقد كان يعتبر أن الفنان لا يمكن أن ينفصل عن زمنه، فشارك عام 1978 في المعرض الفني الدولي للتضامن مع فلسطين، كما اشتغل على أعمال سياسية إنسانية مستوحاة من حرب الاستقلال الجزائرية وحروب التحرير، وكان الريس قد قدّم جدارية كبيرة تخلّد نضال الشعب الجزائري ضد الاستعمار، وما تزال هذه الجدارية معلقة في المتحف الوطني بالجزائر.

في المعرض أيضًا لوحات من مجموعة "زهور شارع المتنبي"، وهي مجموعة لوحات جريئة صوّر فيها الريس نساء بيوت البغاء في شارع المتنبي ببيروت عام 1973 على طريقة رسام الليل الباريسي هنري تولوز لوتريك، الذي رسم نساء ذلك العالم المظلم كشخصيات إنسانية دون اتهامات مسجلًا أحاسيسها العميقة بدقة وعناية بالغة. هذه التجارب الفنية التي تنقّل بينها "زوربا اللبناني"، كما يلقبه الفنان جميل ملاعب، جعلت من لوحاته ومنحوتاته توليفات بصرية حادة تجمع بين التراثي والحداثي، فسمّي بقطب الفن اللبناني الثاني، مقابل القطب الأول في ستينيات القرن العشرين بول غيراغوسيان، كما يقول الناقد عمران القيسي في المجلد الذي أصدره عن الفنان وأعماله، فإذا كان غيراغوسيان يمثل (المتحرك في الثابت) نظرًا لكون لوحته تتكرر بالإيقاع ذاته عبر القامات البشرية، فإن عارف الريس مثل (الثابت في المتحرك) لأن التنوع الذي حفلت به لوحته كان الإشارة على ثبات إيقاعه، وشخصيته التشكيلية أيضًا.



"سلسلة الصحاري"

في خضم الحرب الأهلية، كان للريس "بيان مع من وضد من"، فلم يكن مقتنعًا بأي شيء ولم يرتبط بأي أيديولوجيا، وكان انتماؤه فقط إلى الإنسان، فكان بيانه كما هي أعماله احتجاجًا على الواقع وردّ فعل على الصدمات. هذه المعاناة في الحرب دفعته للسفر إلى السعودية عام 1980. وهناك أخذ فنه منحى آخر من جديد. استخدم عارف الريس قدرته في النحت في السعودية ولعشرة أعوام فيها نفّذ مشاريع مختلفة في تجميل ساحات المدن، وعمل على تنفيذ منحوتات إسلامية تستفيد من جمالية الحرف العربي والروحانية والعمارة الإسلاميتين وتتوالف مع النور والفراغ والمناخ الصحراوي. ومن أبرز تلك المشاريع النصب التذكاري "يا رب" الذي يرتفع 12 مترًا ومجسم "الله نور السماوات والأرض" و"عمران ونهضة" وكلها مجسّمات من الرخام الأبيض وسط الحدائق ونوافير المياه. وفي معرضه الاستعادي الحالي عدد من اللوحات من "سلسلة الصحاري" عن تلك الفترة اشتغلها الريس بألوان هادئة يتجلى فيها الضوء تعكس حالته النفسية بعد صدمة الحرب في لبنان، كأنها اكتشاف الفنان للنور والمدى المتجدّد والرمال وما تتركه فينا من صفاء الذهن، وتبدو صخور الصحراء فيها ككائنات حية في فضاء صحراوي مفتوح على التساؤلات الكونية.

من "سلسلة الصحاري"



بعد هدوء لعشر سنوات انتقل الريس إلى لندن عام 1990 ليصدمه من جديد غزو العراق للكويت، ويبدأ بالعمل على أعمال فنية مغايرة لما سبق، هي كولاجات تفرّغ لها عند عودته النهائية إلى قريته عاليه عام 1992 وسنجد في المعرض الحالي من هذه الأعمال التي لم تلقَ يومها استحسان النقاد، حيث سنرى صور السياسيين والفنانين والإعلاميين في لوحة واحدة كنوع من مسرح للأحداث وذاكرة للزمن وسخرية سوداء من العالم الذي يحيط به، منها "جدارية الاستقلال والطائف، 1992" و"الحرب قبل وبعد، 1992". وفي آخر أيامه عمل الريس على أعمال نحتية حروفية وعلى لوحات بالأسود والأبيض عن سرعة الزمن وعلاقته بالإنسان تشي بالكآبة والتأمل في الوجود والحياة والموت حاضرة أيضًا في المعرض الحالي. 

لم يرسم عارف الريس وينحت فقط، بل رقص ومثّل وكتب وتعاطى السياسة من دون أن ينتمي لأي حزب رغم انتماء والديه للحزب القومي السوري الاجتماعي. يقول الريس إنه ليس كاتبًا محترفًا فهو يكتب ليخرج فقط من نفق الوحدة، ورغم ذلك فإنه أصدر أكثر من عشرة كتب منها "مائة عام من الفنون التشكيلية في لبنان 1880-1980" (1982)، و"الأيام الرمادية" (2003).

يعترف عارف الريس في أحد حواراته أن العالم العربي لم يقدّم أي شيء مغاير ولا أضاف شيئًا إلى الحداثة الغربية التشكيلية، لكنه يعود ليقول: "أنا لا أعتبر الفن نهاية الإنسان والإنسان نهاية الزمان فالفن كلّ متجدّد ولو لم يكن ذلك لتوقف الفن وانتهى الفنان منذ ما قبل التاريخ، أنا عربي وشرقي ولا أُخضع شعوري لأفكار مقولبة على الطريقة الغربية الديكارتية"! 

الكولاج الذي اشتغل عليه عارف الريّس بعد عودته النهائية إلى لبنان

 

"الفزع، 1978" و"أيديولوجيا- إنسانية-مادية-جدلية-براغماتية- الرأسمالية الأميركية والشيوعية الروسية، 1970" 

من "المرحلة السنغالية"


الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.