}

11 قرنًا على إحراق الحلاج.. ثارَ على زمانه وجسده

علي لفتة سعيد 17 أبريل 2022
استعادات 11 قرنًا على إحراق الحلاج.. ثارَ على زمانه وجسده
ديوان الحلاج "الطواسين" في تحقيقات مختلفة

تحلّ هذه الأيام ذكرى مرور 11 قرنًا على رحيل شاعر التصوّف، الحلاج، الذي ذهب ضحيةً لواحد من أكبر الأحكام القضائية بتهم الزندقة والإلحاد. الحلاج ملأ بعد رحيله الأرض بمقولات وأشعار ليس لأنصار لغته وصوفيته، بل لأرجاء العالم من مستشرقين ومستعربين، وجدوا فيه الحرية الكاملة في أحقية التعبير عن الآراء، حتى لو كانت مخالفة للعصر الذي يعيشه.
فكيف عاش الحلاج، وفي أيّ عهد وزمان؟ وكيف صدر عليه الحكم بالموت، وما أسبابه؟ وما هو تأثيره على الأفكار العامة والخاصة؟



ذكرى المتصوّف

الباحث العراقيّ حسين محمّد عجيل


يقول الباحث العراقيّ، حسين محمّد عجيل: "يصادف هذه الأيام حدث تاريخيّ مهم، هو ذكرى مرور 1100 عام على رحيل المتصوّف البغداديّ الأشهر، أبي المغيث الحسين بن منصور الحلّاج، مُدانًا بعد ضربه ألف سوط، ومقتولًا بعد تقطيع أطرافه الأربعة، ومذرَّى رماد الأوصال في نهر دجلة بعد إحراقه، في واقعة حكم قضائيّ واتهام بالزندقة والإلحاد، مع تهمة الانتماء للحركة القرمطية على الأرجح". ويضيف: "صدر هذا الحكم على عجلٍ كما ذكر المؤرّخون، وتحت إلحاحٍ وضغطٍ شديدين من حامد بن العبّاس، وزير الخليفة المقتدر بالله العبّاسيّ. ولا يزال هذا الحكم ملتبس الدوافع والمقاصد والغايات، وكان ضحيّته بعد سجنٍ امتدّ ثماني سنوات هذا المتصوّفُ الشهيرُ، والناثرُ الذي مُنع تداول مؤلّفاته، وهي تربو على الخمسين، فتبدّدت، ولم يصلنا منها إلّا كتاب واحد شبه مكتمل هو "الطواسين". هو الشاعر الاستثنائي الذي جمع المحقّقون ديوانه من المخطوطات والكتب في القرن العشرين، ويتغنّى الآن كبار المطربين العرب، وغيرهم، بمقطوعاته الشعريّة المتفرّدة في العشق الإلهيّ، ويتزايد استلهام المبدعين له حياةً ومصيرًا وشعرًا وذكرى في أعمالهم الأدبية والفنّية".



سيرة ومعنى
الحلاج هو أبو المغيث الحسين بن منصور الحَلاَّج (244 ـ 309) هـ، شاعر صوفي من شعراء الدولة العباسية، يُعد من روّاد أعلام التصوف في العالم العربي والإسلامي. اشتهر بقوله: (أنا الحق). رأى كثيرون أن قوله ادعاءً بالألوهية، بينما فسره آخرون على أنه حالة من محو الأنا، والسماح لله بأن يتكلم من خلاله. اكتسب الحلاج عددًا كبيرًا من الأتباع كخطيب، قبل أن يتورط في صراعات السلطة مع البلاط العباسي، والتي أُعدم إثرها بعد فترة طويلة من الحبس بتهم دينية وسياسية. وعلى الرغم من أن معظم معاصريه الصوفيين لا يوافقون على أفعاله، إلا أن الحلاج أصبح في ما بعد شخصية رئيسية في التقليد الصوفي.



ولأنه الأشهر الذي ذاع صيته بعد إحراقه، فإن حياته لم تكن سهلة لطرح أفكاره، وهي التي أدت إلى أن تكون نهايته محزنة، يوم الثلاثاء لست بقين من شهر ذي القعدة سنة 309 للهجرة، كما يحدّد الباحث عجيل، الذي يواصل أنّ هذا التاريخ "يوافق يوم 26 مارس/ آذار من سنة 922م، وهي السنة التي انطلق فيها معاصره المؤرّخ والجغرافيّ البغدادي، أبو الحسن المسعوديّ في رحلته من مدينة السلام إلى الصين وسهوب شرقيّ آسيا مخترقًا بلاد فارس والهند وما وراء النهر، وهي السنة نفسها التي انطلق فيها معاصره الآخر، الرحّالةُ أحمد بنُ فضلان، من بغداد مبعوثًا رسميًا من الخليفة المقتدر بالله في رحلة طويلة وشاقّة إلى ملك الصقالبة في مجاهل شمالي أوروبا الشرقية وثّقها بتفاصيلها في كتاب شهير. لكن قبره الرمزي في العراق، حيث موطنه وموئل تحرّكاته وموضع نهايته، في منطقة سمّيت باسمه، هي المنصوريّة، غير بعيد عن مقبرة زمرّد خاتون، والجنيد البغداديّ، والشيخ معروف الكرخيّ، في جانب الكرخ من العاصمة بغداد".



شخصيّة الحلّاج
يذكر الباحث عجيل، وهو مدير تحرير مجلّة (المورد) التراثيّة المحكّمة الصادرة عن دار الشؤون الثقافيّة العامّة التابعة لوزارة الثقافة العراقيّة، عن الحلاج أنه "عاش في النصف الثاني من القرن الثالث للهجرة، وأدرك مطالع القرن الرابع، وهو عصر ازدهار الثقافة العربيّة الإسلاميّة. وكان يصعب على أصحاب المواهب آنذاك مزاحمة قامات راسخة في كلّ اختصاص، فكيف إذا كان الرجل متعّدد الاهتمامات وطموحًا إلى أقصى الحدود". ويضيف أن الحلاج حقّق شهرةً لافتةً في زمانه، وكان صوفيًّا غير تقليديّ، واستثنائيًّا في تمرّده حتى على أعلام شيوخه، وكان شاعرًا مجدّدًا، وناثرًا لم يقلّد أحدًا، وثائرًا على زمانه ونفسه وجسده، وشخصيّةً مؤثّرةً في نخبة المجتمع، كما في طبقاته المختلفة، لها كاريزما خاصّة لم ينجُ من سحر تأثيرها إلّا قليل من أصحاب القرار في تحديد مصيره. ويقول الباحث أن هذه الكاريزما جعلت مريديه ومحبيّه ومقلّديه وأتباعه يكوّنون حلقات حوله لتحوم حوله الشبهات التي أدت إلى هلاكه.



انشغال بأفكاره
ولأن الحلاج لم يكن شاعرًا أو كاتبًا يقول قوله ويذهب، فإن الخوف من آرائه قد تزاحم في رأس السلطة، وشغلت شخصيته التي تتحدّث عن الحياة والممات، والغموض، والإشكالية الحياتية والدنيوية والسماوية، كثيرًا من المؤرّخين والمفكّرين والكتّاب، سواء كانوا عربًا، أم مستعربين ومستشرقين، حتى اختلفوا، كما يقول الباحث "بشأن تأويل شطحاته وأقواله غير المألوفة، وحقيقة عقيدته وآرائه ودعاواه، ومدى انطباق هذا الحكم، غير المكتفي بعقوبات الجلد والقتل وحدهما، مع أحكام الشريعة وروحها". ويذكر الباحث أن هنالك "مَن عدّه وليًا صالحًا، ومَن عدّه زنديقًا استحقّ هذا العقاب، وبين من حاول التوفيق بين النقيضين، وهو عين ما كان يحدث خلال حياته المضطربة. حتى أنه تنبّأ بما سيجري له بحسب الحوار الذي أجراه معه مريده إبراهيم بن فاتك، حين قال له (وكيف أنت يا إبراهيم حين تراني، وقد صُلبتُ وقُتلتُ وأُحرقتُ؟)، ولذلك تحول إلى مصدر إلهام برغم كل محاولات السلطة التعتيم على أفكاره، بل السعي إلى إتلاف كتبه، ومنع الورّاقين في بغداد من تداولها. وذكر ابن النديم منها، في كتابه "الفهرست"، 46 مؤلّفًا، بينها رسائل في تفسير آيات قرآنية. وابن النديم من أقرب الكتّاب إلى عصره، فقد أنهى تأليف كتابه هذا سنة 377هـ، وكان ورّاقًا مثقفًّا خبيرًا بالكتب ومؤلّفيها، وقدّم خدمة لا تقدّر بثمن للثقافة الإنسانيّة كلّها بوضعه هذا الكتاب المرجعيّ النفيس".



أسماء لامعة تأثّرت به
أمام سعة المخيال والتفقه والأدب والفن الذي يتمتع به الحلاج، فإن الحقيقة التي يتعرض له كل صاحب أفكار وآراء هو انقسام المطلعين بين مؤيد ومعارض.. ومن الذين افتتنوا بالحلّاج مبكّرًا، يذكر الباحث عجيل المستشرقَ الفرنسيّ، لويس ماسينيون، الذي قرأ كلمات آسرة للحلاج أول مرّة في مارس/ آذار 1907م، ليبدأ بعدها بمتابعة كلّ ما له صلة بالحلاج، فجمع ما بقي من أعماله النثريّة، وأشعاره، وشذرات أقواله من أصولها القديمة، وعمل على تحقيقها ودراستها وترجمتها ونشرها، ثمّ تتبّع صداه في الآداب العربية والشرقية، عبر مئات المخطوطات المدوّنة بالعربية والفارسية والأُوردو والهندية.




وذكر أن ماسينيون كان من بين أكثر الباحثين المعنيّين بالحلّاج تدقيقًا وإحاطةً واستقصاءً، بغضّ النظر عن مدى الاتفاق، أو الاختلاف، مع ما أصدره من آراء واستنتاجات وأحكام. وكان يمدّ بأبحاثه أوساط المهتمّين بالحلاج وآفاق التصوّف الإسلامي منذ مطلع القرن العشرين حتّى رحيله سنة 1962، تاركًا بين أوراقه كثيرًا من غير المنشور الذي عمدت كريماته إلى تنظيمه وإصداره في طبعة جديدة مزيدة من كتابه الأضخم والأشهر "آلام الحلّاج"، التي صدرت في أربعة مجلّدات في باريس سنة 1976، وتُرجمت كاملةً إلى العربيّة مؤخّرًا، على يد مترجم يحمل اسم حسين الحلّاج أيضًا، وفي مرويّات أسلافه المتوارثة في فلسطين أنّهم من أحفاد ذلك المتصوّف المصلوب.
ويمضي الباحث عجيل في ذكر المشتغلين على نتاجه قائلًا "إن من أبرزهم باحثين عراقيين معروفين، أولهما المرحوم الدكتور كامل مصطفى الشّيبي، الباحث الأكاديميّ الرصين، الذي جمع ديوان الحلّاج، وشرحه، وقدّم بحوثًا معمّقةً في سيرته ومؤلّفاته وأحواله، والثاني الباحث والصديق الفقيد، قاسم محمد عبّاس، الذي تفرّغ أعوامًا منذ نهاية تسعينيّات القرن الماضي لتتبّع جهود الباحثين السابقين، ولجمع المتناثر من أعمال الحلّاج الشعريّة والنثريّة في المصادر العربيّة، وتحقيقها، بعد الفرز والغربلة، في كتاب واحد، سمّاه "الحلّاج، الأعمال الكاملة"، صدر سنة 2002، وصدّره بدراسة نقديّة موسّعة، ثمّ أعاد طبع الكتاب سنة 2009 بعنوان "هكذا تكلّم الحلّاج"".



العثور على بيت شعر مجهول للحلّاج
واشتهر الحلاج بأقوالٍ مأثورة وأشعارٍ لها في المعنى الصوفي عمق كثير. يقول الباحث عجيل إنّ له نسيجًا لغويًا مختلفًا بثّ فيه روحه القلقة الباحثة عن عالمها الأثيريّ المتسامي عن الجسد، وترك عليه بصماته القويّة واندفاعته الإبداعيّة الجسورة. وذكر الباحث أنه كان يأمل بحلول هذه المناسبة أن يجد في بحثه بالمخطوطات القديمة أثرًا غير معروف للحلّاج، برغم صعوبة ذلك بعد أن أجرى الخبراء والمختصّون التحرّي الدقيق على معظم خزائن المخطوطات المعروفة في العالم، ويصعب أن يفوتهم مثل هذا الكشف، لكنه يشير إلى أنّه ظفر مؤخّرًا ببيتٍ مجهولٍ تمامًا في مقطوعة "رأيتُ رَبّي بعينِ قلبي" الشهيرة التي غنّاها بحنوّ وبجماليّة لافتة المطرب كاظم الساهر، وذلك في مجموعٍ خطيّ مدوّن بخطّ مغربيّ، ومحفوظ في مكتبة فرنسا الوطنيّة، قسم المخطوطات، عربي 1230، ويؤكد أن دهشته زادت حين راجع كلّ ما يعرفه من مطبوعات لديوان الحلّاج ولم يعثر على هذا البيت فيها. فكان بمثابة هديّة ثمينة في وقتها المناسب. ويوضح أنه وجد اختلافات في المقطوعتين المطبوعة والمخطوطة، فقد خلت المخطوطةُ، مثلًا، من هذا البيت تمامًا:
فليس للأينِ مِنْكَ أينٌ/ وليسَ أينٌ بحيثُ أنتَ
وهنالك اختلاف في بعض أبيات المقطوعتين، وبدائل جميلة وذات دلالة عميقة لبعض الأبيات، فمثلًا: هذا الشطر " بنحو لا أينَ فأينَ أنتَ"، وجده في المخطوطة بهذه الصيغة: "فحيث لا أينَ فثمَّ أنتَ"، وهي قراءة تقدّم مقدارًا من التنزيه هائلًا.
والبيت المكتشف الجديد هو الآتي، وموقعه بعد البيت المذكور أعلاه:
دنوتَ كلَّ الدنوِّ حتّى/ لا يعلمُ الخلقُ أين أنتَ
ويرى أنّه "أنموذج في التماهي غير المتحقّق الذي كان ينشده الحلّاج، وظلّ سرّ عذابه وتساؤلاته ولوعته التي تفوح بها المقطوعة كلّها، وألفاظ الشطر الأوّل تكاد توحي بقبسته القرآنية الخفيّة من الآية (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)".




ومن اللافت للنظر، يواصل الباحث، أنّ الناسخ لم يدرج اسم الحلاج بوصفه صاحب هذه الأبيات، فجاءت على خلاف القصائد الأخرى في المجموع، المنسوبة لأصحابها، ما قد يشير إلى نوع من التشدّد حيال مَن يتداول أبياتًا للحلّاج في وقت نسخ المخطوط.



تشابه المصائر
ويسرد عجيل، الذي سبق أن صدرت له كتب عديدة كان أوّلها "شرح مبتدأ الطوفان"، و"رسائل ابن عربي"، دراسة وتحقيق بالاشتراك مع زميله الباحث قاسم محمّد عباس، وصدر عن المجمع الثقافي في أبو ظبي 1998، عن تشابه المصائر بين الشخصيات المبدعة التي يعتقد أنها جاءت سابقةً لعصرها، كابن مقلة الخطّاط الوزير "الذي وضع في بغداد أسس الخطّ العربيّ وطوّره، فكان مصيره قطع كفّه التي خطّ بها القرآن الكريم مرّتين، وكابنِ السِكّيتـ الأديب الكبير الذي سأله حاكم عن خيارين أيّهما يفضّل، فلما أجاب بما لا يحبّ الحاكمُ غضب فقطع لسانه فمات سنة 244هـ، وهي السنة ذاته التي ولد فيها الحلّاج، وكالتوحيديِّ فيلسوف الأدباء، وأديب الفلاسفة، الذي ولد بعد عام من قتل الحلّاج صلبًا، والذي جافاه الزمان في حياته الطويلة فقضى معظم عمره معدمًا يشكو الفاقة والجوع، حتّى مرّت به حالة من السوداويّة، فأحرق كتبه العظيمة بيديه في أواخر عمره. وكمفارقة أن لا يكون للطبريّ أكبر مؤرّخي العرب قبر في بغداد، في حين أن للحلّاج، الذي لم يبقَ من جسده شيءٌ، قبرًا رمزيًّا يزوره المهتمّون به".
ويحاول الباحث إيجاد علاقة بين رمزين من رموز الثقافة العربية في العصر العبّاسيّ، الحلاج والطبري، وهما من وجهة نظره عَلَمين بغداديين كبيرين، "كانا متعاصرين زمانًا، ومتجاورين مكانًا، ومتقاربي الوفاة؛ فلم يفصل بين وفاتيهما سوى بضعة أشهر، سبق فيها الحلّاج إلى حتفه، ولم تخل نهاية الطبري من محنة لها خصوصيّتها، وما كان متوقّعًا أن تختم حياة مثل هذا المؤرّخ الرائد، والمفسّر ذي المكانة المرموقة، الذي لم يقلِّد أحدًا من أصحاب المذاهب، واختار له مذهبًا عُرف باسمه لم يُكتب له الدوام، وقضى آخر عمره محتجبًا في داره". وختم الباحث هذه المقارنة بالقول: "لعلّ هذا الاحتجاب القسريّ الذي فُرض على الطبريّ في محنته يفسّر أنّه ذكر الحلّاج ومصيره في نهايات تاريخه الشهير، على نحو فيه كثير من الغموض وعدم اليقين، وثّق فيه بعض مسموعاته من عامّة الناس، وهي مسموعات لم يتسنّ له التحقّق منها.. فقدّمت روايته الناقصة المعتمدة على السماع من مجهولين دليلًا مؤلمًا على طول المدى الزمنيّ لمحنته، الذي يبدو أنّه تزامن مع بدء محنة الحلّاج وصلبه وحبسه ثمّ سجنه سنة 301هـ، وهو سجن استمرّ ثماني سنوات، حتى نُفّذ فيه حكم الموت وتقطيع الأطراف والحرق في الأسبوع الأخير من سنة 309هـ".

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.