}

الفاشية الصهيونية (3/3): "نقاء العرق اليهوديّ" ركيزةً متخيَّلة

جورج كعدي جورج كعدي 28 نوفمبر 2024
استعادات الفاشية الصهيونية (3/3): "نقاء العرق اليهوديّ" ركيزةً متخيَّلة
يبقى آرثر روبن أخطر المنظّرين للعرقية اليهودية


العرقيّة اليهودية ألهمت العرقيّة الألمانية النازية، لا العكس. يؤكد ذلك المنظّر الأكبر للعرق الآري والأكثر تأثيرًا في هتلر فكريًا، ألفرد روزنبرغ Alfred Rosenberg، الذي قال خلال محاكمته في نورمبرغ إنّ معظم آرائه العرقية جمعها من الأدبيات الصهيونية وأعاد إنتاجها في الفكر النازيّ، ولعلّه كان يقصد الطبيب والناشط الصهيوني ليئون بينسكر Leon Pinsker، قائد حركة "محبّو صهيون"، القائل في كتابه "التحرّر الذاتي" إنّ اليهود ليسوا طائفة دينية أو تجمّعًا ثقافيًا فحسب بل أمة قائمة بذاتها ولم تستمرّ إلا بفضل خصائصها "الاستثنائية". تلك الخصائص هي خصائص الدم والعرق و"الشعب المختار".

توسّل المشروع الفاشيّ الصهيونيّ مسألة العرق مثلما توسّل الدين قناعًا، على ما أشرنا في الجزء الأول من بحثنا، فقد زعم قادة هذا المشروع ومنظّروه أنّ اليهود في العالم كلّه ينتمون إلى عرق واحد وأنهم شعب واحد. ومضوا إلى حدّ الاعتماد على البيولوجيا و"الجين" اليهودي وعلم الوراثة. اليهود وفق الفاشية الصهيونية "مجموعة عرقية ذات إيمان ديني". العرق يتقدّم إذًا على الدين. ومع ذلك، تشظّى المشروع العرقيّ داخل الكيان الصهيونيّ الفاشيّ مع قدوم اليهود من بلدان ومناطق مختلفة، فبدأت تظهر الاختلافات العميقة والتوترات القوية جدًا بين المجموعات اليهودية، وواجهت الأيديولوجيا العرقية تحدّيات واهتزازات جمّة مستمرّة حتى هذه الساعة. مثلًا، كان اليهود في الشتات يعرّفون بأنفسهم على أساس انتمائهم الدينيّ، أمّا في المدعوّة "إسرائيل"، مركز الفاشية الصهيونية، فباتوا يعرّفون بأنفسهم تبعًا للبلدان التي وفدوا منها، فهؤلاء أشكناز من أوروبا الشرقية، وأولئك سفارديم من إسبانيا، أمّا اليهود القادمون من الدول العربية في شمال أفريقيا أو آسيا فهم المزراحيم. بل امتدت الخلافات إلى داخل كل مجموعة بسبب اختلاف التاريخ والثقافة و"التطور" والشكل ولون البشرة (مأساة لون البشرة تتجسّد في يهود الفالاشا الأثيوبيين). أضحى الصراع عرقيًا بين المفترض أنّهم "عرق واحد". بقي الانتماء إلى المجموعات الإثنية الفرعية قائمًا على المستويين الثقافي والاجتماعي، مع درجة من العداء حيال المجموعات الأخرى. ولعب الاقتصاد دورًا في تأجيج حالات العداء، فالخلفية الإثنية ترتبط في المجتمع الصهيوني غالبًا بفرص التعليم والعمل والوضع الاجتماعي وامتلاك الثروة. عدا الاختلافات الرهيبة بين القوى الدينية والقوى العلمانية، التي تبدّد الوحدة الصهيونية أكثر ممّا تجمعها.

أدرك هرتزل أهمية العرق كركيزة لمشروعه الصهيونيّ الفاشيّ، إذ استخدم عبارات من نوع "الجنس اليهودي" و"النهوض بالجنس اليهودي" بغية تمييز اليهود عن سواهم على قاعدة بيولوجية، تحت تأثير إيغناز زولشان Ignaz Zollschan (1877 - 1948) الأنثروبولوجيّ التشيكي الصهيوني الذي يعتقد أن اليهود "عرق مختلط" تنحدر أصوله العرقية من الشعوب السامية والحثّية في الشرق الأدنى القديم. والمفارقة أن زولشان هذا حارب العرقية الآرية بتصميم واستماتة، ولكن فلتحيَا العرقية اليهودية الصهيونية! ولعلّ المفكر الصهيونيّ موسى هِسّ Moses Hess  (1812 - 1875)، مؤسس الفكرة الصهيونية بصيغتها الاشتراكية، هو أوّل من عرّف باليهود على أساس بيولوجي حين ذكر أن العرق اليهودي هو من الأعراق الرئيسية في الجنس البشري، وأنّه حافظ على نقائه عبر العصور. وساهم هسّ فكريًا في التمييز بين العنصرين الآري والسامي بحيث أضحى هذا التمييز أحد المفاهيم الأساسية التي تبنّاها منظّرو الفكر العنصري الأوروبي.

كذلك ينطق ماكس نورداو Max Nordau (1849 - 1923)، الفيزيائي والمفكر الصهيوني المجري، رفيق هرتزل، بكلمات لا يرقى إليها شك ولا تحتمل أي تأويل: "إن اليهودية ليست مسألة دين بل هي مسألة عرق ونَسَبْ". ولا يفترق مارتن بوبر  Martin Buber عن زملائه الصهاينة في هذه النظرية العرقية (رغم تميّزه عنهم في الدعوة إلى وطن واحد لليهود والفلسطينيين على أرض فلسطين) إذ يتحدث عن "أزلية الأجيال كجماعة يربطها الدم. فالدم قوة متجذرة في الفرد تغذيه، والدم يحدّد المستويات العميقة لوجودنا، ويصبغ صميم وجودنا وإرادتنا بلونه، والعالم من حولنا ليس سوى آثار وانطباعات، في حين أن الدم هو عالم الجوهر". بل حاول الصهاينة الفاشيون، على طريقة الفاشيات الأوروبية والمفكرين العنصريين في الغرب، الإثبات في طريقة علمية، وليس على طريقة بوبر الفلسفية، أنّ اليهود عرق مستقل، فأشار العالم السوسيولوجي الصهيوني الألماني آرثر روبن  Arthur Ruppin (1876 - 1943) إلى أنّ نجاح الصهيونية يحتاج إلى "النقاء العرقي" لليهود، مقتنعًا بأن اليهود يتميّزون بيولوجيًا. وقد تأثّر النازيون بنظرياته العرقية حتى أنه التقى بهانز غونتر، أحد أبرز المفكرين العنصريين الذين أثّروا في النازية.

ضمن تمايزات "العرق اليهودي" يروّج الصهاينة وآخرون لـ"العبقرية اليهودية" التي تشير عادةً إلى "الخصوصية اليهودية" وتفترض وجود عبقرية يهودية مستقلة تميّز اليهود ككلّ! نسمع ونقرأ على نحو مستفيض كلامًا عن "فضل العباقرة اليهود" على الحضارة الإنسانية، بل ثمة مضيّ إلى أبعد من ذلك في التفاخر بأن هذه العبقرية هي من النوعين، الخيّر والشرير! أي ثمة عبقرية خير، وعبقرية شرّ كـ"عبقريات" الفاشيين الصهاينة أمثال جابوتنسكي وبيغن وشامير ونتنياهو... وقد تركوا بصماتهم في سجلّ هذا النوع من "العبقرية" الشريرة. ولو صرفنا النظر عن مجالات مثل الفنون والآداب لأمسى الحديث عن "العبقرية اليهودية" عبثًا وهراءً. العباقرة موجودون لدى سائر الشعوب والأجناس والإثنيات والديانات، ولعلّ اليهود هم أقلّ من ساهم في الحضارة الإنسانية على مرّ التاريخ، وفي مختلف المجالات الفكرية والعلمية والأدبية والفنية، ولم يُسمع عن "العباقرة اليهود" إلّا مع بدايات ظهور الرأسمالية والعلمانية.

لعلّ المفكر الصهيونيّ موسى هِسّ،  مؤسس الفكرة الصهيونية بصيغتها الاشتراكية، هو أوّل من عرّف باليهود على أساس بيولوجي  (Getty)


إلى اليوم، تخرج نظريات "علمية" متصّلة بـ "العرق اليهودي"، مثل كتاب هاري أوستر  Harry Oster  الذي صدر عام 2012 تحت عنوان "الموروث: التاريخ الجيني للشعب اليهودي" ويزعم فيه هذا العالِم في الوراثة الطبية والأستاذ في كلية ألبرت آينشتاين للطب في نيويورك أنّ اليهود مختلفون (!) وأن الاختلاف (يقصد عن باقي الأجناس والشعوب والمجموعات الإثنية) ليس سطحيًا فحسب، فهم يحملون "بصمة وراثية مميزة". ولو أُخذ في الاعتبار أنّ النازيين حاولوا إبادة اليهود على أساس تميّزهم العرقي المفترض، فقد يكون استنتاج أوستر مدعاة للقلق. الحتمية "الجينية" التي يزعمها تحمل جانبًا مظلمًا. الاعتقاد بأن اليهود قد يكونون متميّزين نفسيًا أو جسديًا يبقى من الأمور المثيرة للجدال في وعي اليهود وغير اليهود. أيّ شيء يميّز اليهود باعتبارهم مختلفين جوهريًا إنّما يثير مشاعر العداء للسامية، أو التعاطف معها. الاعتراف بتميّز اليهود، وهو ليس مثبتًا البتة حتى اليوم، يجلب أخطارًا، خاصة أنّ نظرية أوستر هذا تلجأ إلى العالم التجريبي، وإلى الحمض النووي  DNA و"الأدلة العلمية"، معزّزًا تحليله ببيانات وراثية تحتاج إلى إجماع علميّ لتبيان مدى دقتها وصحتها.

يبقى آرثر روبن، المذكور آنفًا، أخطر المنظّرين للعرقية اليهودية، لذا يستحقّ وقفة مفصّلة في بحثنا عند نظريته كعالم اجتماع صهيوني وتأثيرها في الكيان الصهيوني الذي ساهم في نشأته وتمتين احتلاله للأرض الفلسطينية. فهذا المولود في بروسيا، مقاطعة بوسنانيا، عام 1876، كان من الصهاينة الروّاد، أرسلته المنظمة الصهيونية العالمية إلى فلسطين مطلع القرن العشرين حيث أنشأ " مكتب فلسطين - المركز الإداري للييشوف الجديد" واشترى أرضًا للحركة الصهيونية، إذ كان مخططًا اقتصاديًا وخبيرًا متميّزًا في الأراضي، رائدًا للكيبوتسات ومدافعًا عن سياسة الاستيطان الصهيوني في كل لجنة تحقيق بريطانية، ومؤسسًا لمحكمة العدل الخاصة باليهود عام 1909، ومروّجًا للغة العبرية الحديثة. وكان أكاديميًا متخصصًا في القانون وفي السوسيولوجيا ونشر أعمالًا في علوم شتى اجتماعية وديموغرافية وأنثروبولوجية وعرقية. وإثر توليه منصب مدير مكتب "إحصاء اليهود" في برلين عام 1904 أنشأ قاعدة بيانات إحصائية غير مسبوقة عن اليهود في جميع أنحاء العالم. وكان لهذا الإحصاء هدف محدّد: إعداد دراسة تفصيلية عن وضع اليهود في أوروبا واستخدامها - بحسب تعبيره - "لتصحيح نقاط ضعفهم البيولوجية والعرقية، بغية إعادة توليد عرق يهودي جديد، بطريقة تشبه تحسين النسل في فلسطين، وخلق يهوديّ فخور وقويّ"(!).

بدت دراسة نظريات آرثر روبن أكثر أهمية من نظريات أي عالم عنصريّ آخر. وعدا عن حقيقة أنّه كان واحدًا من قلة حاولت تطبيق نظرياته العنصرية في فلسطين، فإنّه جمع بشكل أساسيّ الأبحاث السابقة لأقرانه، والشديدة التأثر بالأفكار العنصرية الألمانية في عصره والتي تمحورت حول تحسين النسل والداروينيّة الاجتماعية وعلم الأحياء. وحين غادر ألمانيا حيث فشل في الترويج لنظريته العنصرية اليهودية بسبب تفشّي حالة اللاسامية، بل الكارهة لليهود، نقل معه فكره الأيديولوجي إلى فلسطين "الأرض الوحيدة التي يمكن أن تضمن تجديد العرق اليهودي" بحسب تعبيره. في بدايات القرن العشرين أضحى روبن صهيونيًا بشكل نهائيّ، وشارك في تطوير المستوطنات، وسعى إلى التوفيق بين نظرياته العنصرية والاجتماعية و"تحسين النسل" واقعيًا على الأرض. فلتعريف "العرق اليهودي" مزج روبن بين التاريخ وعلم الأحياء (البيولوجيا)، وسعى إلى اقتراح هوية يهودية تخدم المشروع الصهيوني، الفاشيّ في جوهره، والردّ على النظريات المعادية للسامية والقائلة بأن اليهود يشكلون عرقًا منحطًا. دافع بقوة عن "نقاء العرق اليهودي" وبالتالي احترامه، لضمان أن يكون يهود القرن العشرين متحدّرين مباشرة من عبرانيّي العهد القديم (!) ومالكي حق السكن في "مسكنهم  الحقيقي" فلسطين. ما فعله روبن هو أنّه تمكن من ربط اليهودي بالعرق الأبيض فقرّبه عنصريًا من أعدائه المعادين للسامية. فمع النظريات العنصرية لم يبقَ مصطلح "ساميّ" يشير إلى تحدّر سلاليّ من سام، بل أيضًا إلى مجموعة عرقية تجمع عددًا من الشعوب، مثل العرب واليهود، وهي مجموعة عرقية أقل شأنًا، على عكس الأجناس الهندو - أوروبية. تمكَّن روبن من تحديد رؤية متماسكة لـ"العرق اليهودي" مفيدة لإسقاط النظريات المعادية للسامية وإضفاء الشرعية على المشروع الصهيوني. وتغذّت هذه الرؤية من جميع مكونات الصهيونية العنصرية الفاشية: القومية، علم تحسين النسل الاجتماعي، الداروينية الاجتماعية، وما إلى ذلك. رؤية ناتجة عن بناء فكري معقد إنما يمكن للمؤرخين فك شيفرته بالكامل.

بالنسبة إلى روبن، إذا كان العبرانيون قد حافظوا على خصائصهم العنصرية من الذوبان، فالفضل في ذلك يعود إلى "التدابير" الاجتماعية والاقتصادية اليهودية الصارمة: حظر الزواج المختلط، ومحاربة آلهة الشعوب الوثنية، واحتكار الأنشطة التجارية... كان اليهود المتحرّرون أكثر عرضةً للاندماج في المجتمعات المسيحية في أوروبا الغربية، وهذه بالنسبة إلى آرثر روبن "مأساة". ولكنه كان متفائلًا بإمكان تصحيح كل شيء، محاولًا بعناد إثبات أن اليهود ظلوا دائمًا وأبدًا الأوصياء الفخورين على العديد من مواهب العرق المتوارثة.

تصدّى روبن للحجج اللاسامية التي تصف اليهود بأنهم جشعون ويفتقرون إلى روح إبداعية لتصويرهم على أنهم أعطوا العالم العديد من العباقرة، مستشهدًا من بين آخرين بآينشتاين وماركس وفرويد، وساعيًا إلى الإثبات بالإحصاء أن نسبة "العباقرة" بين اليهود هي أكبر من تلك الموجودة في أي عرق آخر. علمًا بأن آينشتاين وفرويد هما من اليهود المندمجين في مجتمعاتهم ولم يكونا من المؤيدين الأشدّاء للصهيونية، بل إن آينشتاين على ما أوردنا في الجزء الأول من بحثنا اتهم بيغن بالفاشية وكان مع حنه أرندت سبّاقًا إلى ذلك. ونبّه فرويد إلى فشل المشروع الصهيوني، ونحن نشهد بداية تداعياته اليوم وقد يستمرّ الأمر سنين طويلة قبل فشله النهائيّ. ملأت التناقضات نظرية آرثر روبن، ومثل كل دعاة النظريات العرقية، المنطوية على ضعف في الاستدلال، لم يرغب بأي حال في تعديل منهج تفكيره ولم يأخذ في الاعتبار الحقائق الكفيلة بتعديل هذا المنهج.

كان لا بدّ، بالنسبة إلى روبن، من تحسين صحة السكان اليهود في فلسطين ونظافتهم، ومتابعتهم من المدرسة إلى الأنشطة الاقتصادية، بما في ذلك الحياة اليومية. إذ رأى أن العالم اليهودي المنعزل ضروريّ للهرب من تمازج الأجناس والانحطاط العرقي، على نحو ما حصل لمسيحيي أوروبا الغربية. فالعودة إلى فلسطين، بفضل الصهيونية، وحدها قادرة على إتمام هذه "النهضة". التزم روبن بالنظرية الألمانية التي تفترض وجود صلة صوفية وعضوية بين الإنسان والأرض، غير قابلة للتبدّل. فمن أجل التجديد العرقي، كان على المستوطنين الوافدين إلى فلسطين "تقليد" العبرانيين القدماء، وعليهم لمحو ضعفهم الجسدي والفكري أن يكرّسوا أنفسهم للعمل الزراعي ويحرثوا "أرض الأجداد"(!) لكي يستعيدوا نشاطهم السابق وقوتهم ورجولتهم ويصبحوا ورثة المكّابيين.

توفي آرثر روبن عام 1943، لكن فكرة العرق اليهودي لم تختفِ، بل اتّبعت ببساطة تعاليم داروين وتكيّفت مع البيئة الصهيونية الفاشية الجديدة. لم يختلف روبن وأقرانه كثيرًا عن زملائهم من علماء العرقية الألمانية. فبالتأثّر والتأثير المتبادلين بين العرقية الآرية النازية الألمانية والعرقية اليهودية الصهيونية، وبالدين قناعًا للمشروع الصهيوني، وبالسطو الوحشيّ العنصريّ الإباديّ على أرض فلسطين التاريخية، تكون قد اكتملت صورة المشروع الفاشيّ الذي جلب حثالة الشرّ إلى الأرض المقدسة، فنزلت المصيبة وحلّ البلاء. ولكن مثلما سقطت العرقية الآرية النازية، فإننا والبشرية جمعاء في انتظار السقوط الحتميّ للفاشية الصهيونية على مستوى فلسطين والعالم، مرة واحدة وإلى الأبد. 

٭ ناقد وأستاذ جامعي من لبنان.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.