}

العودة إلى فيينا

هاري موليش 15 أبريل 2020
ترجمات العودة إلى فيينا
صورة نادرة لهتلر وعشيقته إيفا براون وفتاتين مجهولتين

نقدم هنا ترجمة عن الهولندية للفصل الأوّل من رواية "سيجفريد.. خرافة سوداء"، والتي كانت آخر ما كتبه الرّوائي الهولندي الشّهير هاري موليش (1927 - 2010)، ويرصد من خلالها رحلة بطله رودولف هيرتر الكاتب المشهور إلى العاصمة النمساوية فيينا، بصحبة صديقته ماريا، في التسعينيات من القرن الماضي، مستعيداً مدينة والده وباحثاً عن جذوره، لكنّه يفاجأ بمعلومات تقوده إلى اكتشاف وجود ابن مزعوم لأدولف هتلر، وهذا الابن يدعى "سيجفريد" وقتل بأمر من هتلر نفسه، ليكتشف هيرتر أن الواقع أكثر سخافة مما كان يتخيّله.

 هاري موليش 

ما إن لامست الطّائرة في هبوطها إسفلت الممرّ، حتى انتفض رودولف هيرتر مستيقظاً من نوم عميق بلا أحلام. غادرت الطّائرة بمحرّكات تُخفت من هديرها ممرّ الهبوط وهي تتباطأ بسلاسة. "مطار فيينا". بقليل من الألم وصل إلى نهاية الرّحلة: كان قد خلع حذاءه وبدأ في تدليك أصابع قدمه اليسرى بوجه متألّم.
"ماذا بك؟" سألت المرأة الطويلة الجالسة بجواره والتي تبدو أصغر منه بكثير. كان شعرها أحمر ومشعّثا.
"لديّ تشنج في إصبع الإشارة بقدمي".
"في ماذا؟"
"في إصبع الإشارة". ضحك وهو ينظر في عينيها الواسعتين بلونهما البنّي المائل للخضرة. أليس من الغريب أنّ كل شيء في جسمك له اسم: فتحتا الأنف، محّارة الأذن، كوع، نخلة اليد، إلا آخر إصبعين من قدمك يساراً ويميناً دون أسماء؟ "يبدو أنهم نسوا". ضحك وقال: "لذلك فقد عمّدتهما على طريقتي وسمّيتهما إصبع الإشارة وإصبع الخاتم. محيّياً صنيع آدم، الذي سمّى الأشياء بأسمائها". نظر إليها: "وماريا ليست بعيدة عن إيفا، بالمناسبة".
قالت ماريا: "ستظلّ مجنوناً في كلّ الأحوال".
"هذا عملي".
"هل استمتعت برحلة جيّدة سيد هيرتر؟"، سأل مضيف الطّائرة وهو يحضر معطفيهما.
"شربتُ فقط ربع زجاجة إضافية من النّبيذ الألزاسي ونحن نحلّق فوق فرانكفورت. رهيب. في هذه الأيّام يجب عليّ أن أدفع عشر دقائق من النّوم الإضافي لكلّ كوب من النبيذ".
ولأنّهما كانا يسافران على درجة رجال الأعمال، فقد كانا أوّل من غادر الطائرة. نظر هيرتر في أعين الطّاقم المفتوحة في سعادة. ظهر القبطان أيضاً في مدخل غرفة التّحكّم.
"مرحباً سيد هيرتر، أتمنّى لكما أيّاماً جميلة في فيينا"، قال بابتسامة كبيرة وهو يضيف: "وشكراً على كتابك الرائع".
قال هيرتر مبتسماً: "هذا واجبي".

رواية "سيجفريد.. خرافة سوداء"- غلاف النسخة الإنكليزية والطبعة الهولندية 

في صالة الأمتعة سحبت ماريا عربة من صفّ العربات المتداخلة بعضها ببعض، في حين استند هيرتر على أحد الأعمدة الخرسانيّة وسترته على ذراعه. كان شعره قد تشعّث حول ملامح وجهه الحادة مثل لهب النيران، لكنّه في الوقت ذاته كان أبيض مثل رغوة الأمواج. كان يرتدي بدلة خضراء من الصّوف فوق سترة بلا أكمام، بدت وكأنّ مهمّتها الحفاظ على جسمه الفارع النّحيف الهشّ الشّفاف متماسكاً؛ فبعد عمليّتي سرطان ونزيف في الدّماغ، شعر جسديّاً كما لو كان قد أصبح مجرّد ظلٍّ لظلِّ ما كان عليه يوماً ما، ولكن جسديّاً فقط.

نظر بعينيه الزرقاوتين اللامعتين إلى ماريا، التي، مثل كلب صيد يرقب حفرة ثعالب، أبقت عينيها مثبّتتين على شريط الأمتعة المطاطيّ المتحرّك، وما هي إلّا لحظة حتّى بدت حقيبة من جلد العجل ماركةHermès ، وكانت الحقيبة التّالية أكثر فقراً، مربوطة بحبال.
هي أيضاً طويلة ونحيلة، لكنّها كانت تصغره بثلاثين عاماً وأقوى منه ثلاثين مرّة. بحركاتها القوية، سحبت حقيبتيهما من الشّريط المتحرّك ووضعتهما على العربة بالحركة ذاتها. عندما عبرا الأبواب الإلكترونيّة إلى قاعة الوصول، نظرا إلى سلسلة طويلة من العلامات والأوراق المعلّقة: هيلتون شاتيل، دكتور أوبركوفلر، IBM، السّيدة ماريان جروبر، فيلاتيلي 1999...

 
قال هيرتر: "لا أحد في انتظارنا"، شعر بالدّوار مضيفاً: "دائماً ما أتعرّض للإهمال نفسه".

"السيد هيرتر!" اقتربت منه سيّدة صغيرة تبدو في آخر شهور حمْلها، قدّمت له كفّها ضاحكة. "طبعاً أتذكّرك. الجميع يعرفونك، أنا تيريزا رويل من السّفارة الهولنديّة. سأكون الرّجل الثّاني لك هنا".

انحنى هيرتر ضاحكاً مانحاً قبلةً ليدها. الرّجل الثّاني حامل بشدّة. كان هذا النّوع من الأشياء هو ما أعجب به في هولندا: المزاج الجيّد. في كلّ تلك المؤتمرات الأدبية، أو الأدبية/السياسية التي حضرها في حياته، والتي كانت بلا جدوى بالمناسبة، كانت الوفود الهولندية في حال مزاجية جيّدة. في حين كان الألمان والفرنسيّون يجتمعون كلّ مساء لتحديد استراتيجيّتهم لليوم التّالي، شكّل الهولنديون دائماً نادياً كبيراً للمرح غير قابل للتغيّر. حتى في البرلمان الهولندي، كما أخبره أحد أصدقائه المقرّبين، فغالباً ما سادت الضّحكات. 

انتظرت سيّارة السّفارة أمام المخرج مباشرة؛ كان السّائق الضّخم ذو الشّارب الرمادي الملفوف قد أبقى على الأبواب مفتوحة. وكان الجو فجأة أكثر برودة من أمستردام. في المقعد الخلفي، ناقش برنامجه مع الرجل الثاني. جلست ماريا - التي كان قد قدّمها بوصفها صديقة له - بجوار السائق حتى تتمكّن من متابعة المحادثة، ليس فقط من باب الاهتمام، ولكن أيضاً لأنّها تعلم أنّه من الصّعب عليه فهم ما يقال له من غير تصحيحاتها، إضافة إلى معرفتها أنّ جهاز السّمع في أذنه كان يضخّم من صوت محرّك السيارة. كان بين الحين والآخر ينظر إليها للحظة، فكانت تكرّر كلمات السيدة رويل وتوضّحها له. ولعدم إنهاكه، فلم يكن اليوم يتضمن شيئاً من الأنشطة سوى مقابلة تلفزيونية قصيرة لبرنامج الفنون المعاصرة، والذي يتمّ بثّه في وقت متأخّر من المساء، وبالتّالي فقد كان لديه ما يكفي من الوقت للرّاحة واستعادة نشاطه قبل تسجيل البرنامج. أما في صباح الغد فقد كانت هناك مقابلات صحافية مع ثلاث من الصحف اليومية والأسبوعية البارزة، يعقبها تناول الغداء بدعوة من السفير وقراءته الأدبية ستكون في المساء. أما يوم الخميس فكان لديه كل الوقت لنفسه. سلّمته امرأة السفارة الأوراق وبعض الصحف التي تضمّنت تغطية لأعماله، والتي ناولها على الفور إلى ماريا. قام بحركة قصيرة بحاجبيه، فعرفت ماريا أنها يجب أن تتولى الحديث الآن. 

استقبله المركز الأدبي باحتفاء ومراسم فخمة في مقره بشارع رينجستراسه، لم يكن يأتي كثيراً إلى فيينا، لكنّه في كلّ مرّة يزورها كان يشعر بالثقة وهو يتجوّل في شوارعها أكثر من غيرها من المدن. كانت جذور عائلته قادمة من النمسا. يبدو أن جيناته لا تزال تحمل روائح هذه المدن والأماكن التي لم يطأها من قبل. كانت الشوارع مزدحمة، وجعلت شمس نوفمبر المنخفضة العالم مشرقاً وجليّاً؛ كان يمكن عدّ أوراق الخريف الأخيرة على الأشجار، تلك التي كانت ستختفي هي الأخرى بعد العاصفة التّالية. وبينما كانوا يمرّون بحديقة خضراء باهتة، مغطّاة بأوراق ذهبية صفراء، أشار إليها وقال: "هذا ما أشعر به كثيراً هذه الأيام".

بالقرب من دار الأوبرا المهيبة، انحرفت السّيارة يميناً إلى شارع "كارتنستراسه" وتوقّفت أمام فندق Sacher، اعتذرت السيدة رويل عن عدم قدرتها على التواجد غداً لتناول الغداء وحضور المحاضرة، لكنّها ستأتي مساء الخميس لتقلّهما إلى المطار.

في بهو الفندق المزدحم، تمّ استقباله كما لو كان الضيف الأهم الذي تمّ انتظار تشريفه الفندق الفاخر لسنوات. انحنى هيرتر ببطء شاكراً المستقبلين. ولكن لأنّه لم يصبح أمام نفسه أبداً ما كان عليه أمام الآخرين منذ عقود، فقد فكّر: كلّ هذا من أجل هذا الصبي البالغ من العمر ثمانية عشر عاماً فقط، الذي حاول بعد فترة قصيرة من الحرب العالمية الثانية كتابة قصّة على الورق مجهولاً ومتشرّداً في الشّوارع. ولكن ربّما - فكّر مستمتعاً وهما يتابعان حاملي حقائبهما عبر ممرّات طويلة حمراء داكنة للفندق، مزيّنة ببورتريهات من القرن التاسع عشر ذات أطر ذهبية ثقيلة، ربّما كان في الواقع أقلّ تواضعاً - أو ربّما كان الأمر معكوساً تماماً: ربّما لم يطرأ عليه أيّ تغيّر بالفعل، وأنّه كان دائماً الشخص ذاته الذي يعرفه عن نفسه ويراه الآخرون، حتى في غرفته بعلّية بيته التي تحيط بنوافذها أزهار جليدية.

في صالون الجناح الفندقي الفسيح، والذي ملأته ثريّات من الكريستال ولوحات رومانسية تشبه لوحات غرفة نوم الإمبراطورة النمساوية إليزابيث، كانت مزهرية من الزهور على المائدة، وبجوارها وعاء كبير من الفاكهة مع طبقين صغيرين، أدوات مائدة ومناديل وزجاجة من الشمبانيا في وعاء فضّي للتبريد. وبجوارها قطعتين صغيرتين من الحلوى البنّية عليها بطاقة ترحيب مكتوبة بخطّ اليد من مدير الفندق. 

بعد أن استمعت ماريا إلى شرح واف عن كيفية عمل جميع الأزرار بالجناح، بدأ هيرتر على الفور في إزالة آثار الرحلة عنه ليبدأ في المحطة التالية. أثناء جلوسه على حافة السرير، اتّصلت ماريا بزوجته "أولجا" لإبلاغها بوصولهما الآمن؛ كانت أولجا والدة ابنتيه البالغتين، وتعتني الآن بابنه مارنيكس ذي الأعوام السبعة في أمستردام، والذي أنجبه هيرتر مؤخراً مع ماريا. عندما ملأت ماريا حوض الاستحمام وبدأت في خلع ملابسها، اتّجه هيرتر ليقف أمام نافذة الزّاوية المطلّة على الميدان. 

كان الجدار الجانبي لمبنى الأوبرا الموجود من عصر النهضة يحتلّ الجانب الآخر من الشارع. وعلى الجهة الأخرى للفندق كان هناك ميدان كبير، حيث يقف تمثال الفروسية الشهير على قاعدته المرتفعة، وتراصت عربات تجرّها الخيول مستعدّة للسائحين في طابور طويل، كانت الخيول مزيّنة بأغطية من الصّوف على ظهورها، والسّائقون في معاطف طويلة وقبّعات عالية، وهو الزّي ذاته الذي ارتدته الإناث منهم. كان متحف ألبرتينا أبعد قليلاً، حيث يمكن رؤية أبراج وقباب هوفبورغ على ضوء خريف شاحب. عادت أفكاره إلى أوّل زيارة له إلى فيينا، منذ ستّة وأربعين عاماً مضت. كان يبلغ حينها ستّة وعشرين من العمر، مليئاً بالعافية، وكانت روايته الأولى "فزّاعة الطّيور" قد صدرت قبلها بعام واحد، تلك التي نالت الجوائز وهي لا تزال مخطوطة؛ عندما حصل على جائزة الدّولة وهو في سنّ الخمسين، قال الوزير إنّه "إنّما وُلد ليفوز بجوائز الدولة الأرفع"، وهو ما تأكّد منه لاحقاً، حينما كان يقابل هذا التّشجيع الدّائم في طريقه، لم يعرف أحد سواه أنه في عام 1952، كان على أحد أصدقائه الصحافيين إعداد تقرير دولي لمجلّة أسبوعية مصوّرة، وسأله إن كان يريد مصاحبته في رحلته لعمل هذا التقرير. حينها لم تكن هناك طرق سريعة كما اليوم، فسافرا في سيارة فولكس فاجن عبر الطّرق الإقليمية، مروراً بكولونيا وشتوتجارت وأولم وصولاً إلى فيينا. في منتصف القرن العشرين، كانت الحرب العالمية الثانية قد انتهت للتوّ؛ وكانت المدن لا تزال تحت الأنقاض، ناما في ملاجئ تحت الأرض، تلك التي تحوّلت مؤقّتاً إلى فنادق. كانت فيينا مليئة بالأطلال. يتذكّر الآن شيئين بوضوح. الأوّل أنه استيقظ في الصباح بعد وصوله إلى فندقه الفقير في "فايدنر هوبستراسه"، ليس بعيداً عن هنا. كانت غرفته تطلّ على فناء، وعندما فتح النافذة، صُدم بإحساس جديد تماماً: فقد شمّ رائحة حلوة، تذكّرها دون أن يشمّها. هل من المعقول أن يرث المرء أيضاً ذكرى الرّوائح؟ علاوة على ذلك لم تكن هناك حرارة في الجوّ. لم يكن الهواء الثّابت أكثر برودة أو دفئاً من جلده؛ كان الأمر كما لو أنّه اندمج مع العالم، وشعر بطريقة ما أنّه في منزله مع والده، الذي لم يعد بإمكانه تبادل كلمة واحدة معه بعد الآن.

كانت الذكرى الثانية اجتماعاً بعد بضعة أيام. وكانت فيينا لا تزال محتلّة من قبل الحلفاء الأربعة؛ وقد عُلِّقت نجمة سوفييتية حمراء عملاقة مع المنجل والمطرقة على واجهة هوفبرغ، حيث كان هتلر قد نال استحساناً كبيراً عام 1938. لم يعد يعرف بالضبط كيف استطاع إتمام عمله آنذاك، لكن هناك في القطاع الروسي، التقى بجندي من الجيش الأحمر وتحدّثا: كان أصغر منه بسنوات قليلة، وله رأس صغيرة، تعلوها قبّعة أصغر تميل على شعره البنيّ المائل للشقرة، كان حذاؤه العسكري طويلاً ويرتدي حزاماً حول قميصه الفلاحي الواسع الذي ينسدل فوق بنطال مثبّت بأكتاف مطاطية. ربما لا تكون "محادثة" هي الكلمة الصحيحة لما جرى بينهما، فلم يفهم أحدهما الآخر، والشيء الوحيد الذي عرفه هو أن الجندي كان يدعى "يوري"، وأنّه جاء إلى هنا من أقصى قرى الاتحاد السوفييتي ليتأكّد أن نسل هتلر لن ينبت من جديد. لبضع ساعات تجوّلا حول أحياء فيينا وذراعيهما متشابكتين في مواجهة أهل النمسا، قائلين نصّاً واحداً فقط:

"ثقافة "لا شيء" الألمانية".

أين يوري الآن؟ إذا كان لا يزال على قيد الحياة، فمؤكّد أنّه تخطّى السبعينيات من عمره. تنهّد هيرتر بعمق. ربّما يجب عليه أن يكتب كلّ شيء. قد يكون الوقت مناسباً لكتابة مذكّراته تدريجياً، هذا إن لم يكن كلّ ما كتبه من قبل مؤلّف بالفعل من ذكرياته: ليس فقط من حياته الفعليّة، ولكن أيضاً من خيالاته التي لا تنفصل عن حياته. طَرق أحدهم باب الغرفة. كان أحد العاملين يحمل باقة زهور أنيقة مهداة من السفير.

نظر هيرتر مجدّداً من نافذته إلى الميدان. كان أصحاب العربات ما يزالون يعتنون بخيولهم، وخلف تمثال الفروسية الشّهير على قاعدته البرونزية المرتفعة، وقف نصب تذكاري كبير وحديث يطلّ على الجزء الفارغ من الميدان، حيث قُتل المئات من سكان فيينا خلال غارة بالقنابل. كان عليهم أن يكونوا مدينين بذلك لابنهم المفقود، ذلك الذي سقط قتيل الحب في ميدان "الأبطال" قبل بضع سنوات.

 

ترجمه عن الهولندية: عماد فؤاد

مقالات اخرى للكاتب

ترجمات
15 أبريل 2020

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.