}

مناهضة العنصرية والاستعمار.. حركة عالمية لاستعادة تاريخ الشعوب

5 يوليه 2020
تغطيات مناهضة العنصرية والاستعمار.. حركة عالمية لاستعادة تاريخ الشعوب
المؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا
ترامب ينتقد "ثورة الثقافة اليسارية" خلال زيارة لجبل راشمور

انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من وصفهم بأنهم "غوغاء غاضبون" ممن حاولوا تحطيم تماثيل لقادة الكونفدرالية وشخصيات تاريخية أخرى، وزعم أمام آلاف من أنصاره في جبل راشمور أن المحتجين يحاولون محو التاريخ الأميركي.
وادعى ترامب، متحدثا تحت سفح النصب التذكاري الشهير في جبل راشمور الذي نُحتت عليه وجوه أربعة رؤساء أميركيين سابقين، أن المتظاهرين ضد التفرقة العرقية والعنصرية في المجتمع الأميركي يهددون أسس النظام السياسي في البلاد.
وقال: "لا يكون لديكم شك، ثورة الثقافة اليسارية تلك تهدف إلى الإطاحة بالثورة الأميركية". وأعلن أنه سيقيم "متنزها وطنيا للأبطال الأميركيين" وصفه بأنه سيضم "أعظم أميركيين عاشوا على وجه الأرض" دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وتابع قائلا: "الغوغاء الغاضبون يحاولون تحطيم تماثيل المؤسسين لبلادنا وتشويه أكثر النصب التذكارية قدسية لدينا وإطلاق موجة من الجرائم العنيفة في مدننا". وأضاف: "ثمة فاشية جديدة تنتمي لليسار المتطرف تطلب الولاء المطلق. إذا لم تتحدث بلغتها وتنفذ طقوسها وتردد تعاويذها وتتبع وصاياها فستتعرض للرقابة والإبعاد وتدرج في قائمة سوداء وتتعرض للملاحقة والعقاب. لن يحدث هذا لنا". ونُحتت على جبل راشمور وجوه أربعة رؤساء أميركيين سابقين هم جورج واشنطن وتوماس جيفرسون وثيودور روزفلت وإبراهام لينكولن.
ولم يشهد الموقع عرضا للألعاب النارية منذ 2009 بسبب مخاوف بيئية. ويدافع ترامب عن استئناف العروض كما تقول الولاية إن حالة الغابة المحيطة تحسنت منذ ذلك الحين وإن تقنيات الألعاب النارية تطورت. وأظهر تسجيل فيديو نشر على مواقع للتواصل الاجتماعي على الإنترنت اعتقال السلطات لبعض المحتجين من السكان الأصليين بعد أن قطعوا طريقا مؤديا لجبل راشمور. وانتقد السكان الأصليون زيارة ترامب بسبب خطر نشر العدوى ولأنها تحتفل بالاستقلال الأميركي في منطقة تعتبر مقدسة بالنسبة لهم.


المؤرخ بنيامين ستورا: ثمة حركة عالمية لاستعادة تاريخ الشعوب

يعتبر المؤرخ بنيامين ستورا أن إعادة رفات 24 مقاتلا جزائريا ضد الاستعمار، قتلوا في القرن التاسع عشر خلال الغزو الدامي للجزائر، تمثّل فرصة لفرنسا لإعادة اكتشاف فصل قاتم من تاريخها.
وحول دلالة استعادة الجزائر رفات 24 مقاتلا ضد الاستعمار كان محفوظا في متحف الإنسان بباريس يقول المؤرخ ستورا: "عبر هذا النوع من الخطوات، تعيد فرنسا اكتشاف تاريخها. يساهم ذلك في إخراج صفحات قاتمة من تاريخنا من النسيان. كان لدينا شعور بأن الغزو الاستعماري كان قصيرا، لكن بناء مدن كبرى وفق الطراز الهوسماني (نسبة إلى جورج أوجين هوسمان) على غرار العاصمة الجزائر ووهران، وطرق ومستشفيات.. إلخ، قام على مجازر وأشياء رهيبة".
ويضيف: "استمر الغزو فترة طويلة. بصفة عامة، كنا نظن أن الغزو بدأ عام 1830 وانتهى مع استسلام الأمير عبد القادر عام 1847، لكننا لم نعلم أن هذه الحرب استمرت فعليا فترة أطول بكثير. نُقل هذا التاريخ الرهيب من جيل إلى جيل داخل العائلات الجزائرية. العلاقة مع فرنسا مؤلمة للغاية، ولا يمكن أن يمر ذلك مرور الكرام. ثمة حركة عالمية لاستعادة تاريخ الشعوب، ولا يمكن أن تبقى فرنسا في منأى منها".
وبشأن السؤال من هم المقاتلون ضد الاستعمار الذين سُلم رفاتهم إلى الجزائر خلال الغزو الاستعماري، يقول المؤرخ بنيامين ستورا إنه حصل عنف عسكري ومصادرة للأراضي، وكان يسود حينها انطباع علمي زائف يتمثل في إقامة تراتبية بين الأعراق والأجناس. ويضيف: لقد تم نقل رفات المقاتلين إلى فرنسا (جرى تقطيع أجسادهم بعد إطلاق النار عليهم) لمعرفة لماذا مانعوا إلى هذه الدرجة "دخول الحضارة". كان هناك رغبة في فهم لماذا "لا يفهمون". وضع الرفات في متحف الإنسان وطواه النسيان. فقط اعتبارا من التسعينيات، جرت في الجزائر وفرنسا عودة إلى التاريخ، إلى الذاكرة، وبرزت رغبة لدى الأجيال الشابة لمعرفة ما جرى. أدركنا أن العنف لم يحصل فقط أثناء حرب الجزائر (1954-1962). اكتشفنا وجود عنف آخر أشد جنونا هزّ المجتمع الجزائري من 1830 حتى 1902 مع غزو كامل الصحراء. عبر البحث في حرب الجزائر، اكتشفنا الحرب الأولى، حرب الغزو. المعارك في الزعاطشة (منطقة شرق الجزائر شهدت انتفاضة عام 1849 قادها الأمير بوزيان الذي جمجمته بين الرفات الذي أعيد الى الجزائر) تُظهر بشكل جليّ صلابة الممانعة للحضور الفرنسي وامتدادها الزمنيّ.
ويستطرد المؤرخ ستورا: "وقعت معارك رهيبة أخرى في توغورت جنوب البلاد ومنطقة القبائل في 1854 و1871 وغيرها، وانتفاضة المقراني (آذار/ مارس 1871). كان الغزو فظيعا وشهد مجازر وعمليات حرق. لقد كانت حربا فظيعة لأنها حرب بلا أسرى. حتى النساء قتلن بالأسلحة. كان الغزو في الحقيقة حرب الجزائر الأولى".


اختفاء كتب عن الديمقراطية من مكتبات هونغ كونغ

بدأت كتب وضعها نشطاء بارزون مدافعون عن الديمقراطية في هونغ كونغ تختفي من مكتبات المدينة، وفق ما تظهر سجلات على الإنترنت، وذلك بعد أيام قليلة من فرض بكين قانونا متشددا للأمن القومي في هذا المركز المالي المهم. ومن بين الكُتّاب الذين لم تعد مؤلفاتهم موجودة جوشوا وونغ، أحد أبرز وجوه الحراك في المدينة، وتانيا تشان، النائبة المعروفة بدفاعها عن الديمقراطية.
وقانون الأمن القومي الجديد الذي فرضته بكين يمثل تغيرا جوهريا كبيرا في طريقة إدارة المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي منذ أن أعادتها بريطانيا إلى الصين في 1997. ويقول القادة الصينيون إن القانون سيعيد الاستقرار بعد عام من الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، ولن يخنق الحريات وسيستهدف فقط "أقلية صغيرة جدا". لكنه ما لبث أن أثار المخاوف في مدينة معتادة على التكلم علنا، إذ قامت الشرطة بتوقيف أشخاص لحيازتهم شعارات تشجع على الاستقلال أو على مزيد من الحكم الذاتي فيما سارعت المحلات التجارية إلى إزالة مواد متعلقة بالمظاهرات. وعبر وونغ عن الاعتقاد بأن إزالة الكتب سببها قانون الأمن القومي.
وكتب على فيسبوك: "يواصل الرعب الأبيض انتشاره، قانون الأمن القومي هو في الأساس أداة لتجريم الكلام". والبحث في الموقع الالكتروني للمكتبة العامة يظهر أن ثلاثة مؤلفات على الأقل لوونغ وتشان والأكاديمي المحلي تشن وان، لم تعد متوفرة للإقراض في أي من عشرات فروع المكتبة في المدينة.
ولم يتمكن مراسل وكالة فرانس برس من العثور على الكتب في مكتبة عامة في حي وونغ تساي سين. وقانون الأمن القومي يعاقب على التخريب والأنشطة الانفصالية والإرهاب والتواطؤ مع قوى أجنبية. وتقول الصين إنّ القانون يمنحها الاختصاص القضائي في بعض القضايا وأعطت سلطات واسعة لوكالاتها الأمنية للعمل بحرية في هونغ كونغ للمرة الأولى، ما أدى إلى إسقاط جدار الحماية القانوني بينهما. وتقول مجموعات حقوقية ومحللون قانونيون إن التعريف الواسع للقانون، الذي بقي سرا حتى تطبيقه، يحظر بعض الآراء السياسية وإن تم التعبير عنها بطريقة سلمية. وأي مناداة بالاستقلال أو بمزيد من الحكم الذاتي محظورة على ما يبدو في القانون. ويحظر بند آخر غير واضح التحريض على الكراهية تجاه حكومة الصين أو هونغ كونغ. وفي الصين غالبا ما تستخدم قوانين مماثلة للأمن القومي لسحق المعارضة. وقانون الأمن القومي الجديد وإزالة كتب، يثيران الأسئلة حول ما إذا كانت الحرية الأكاديمية لا تزال موجودة. ففي هونغ كونغ عدد من أفضل الجامعات في آسيا وثقافة الحرم الجامعي حيث لا تزال تدور نقاشات حول مواضيع تعد من المحرمات في البر الرئيسي ويكتب عنها. لكن بكين أوضحت أنها تريد أن يصبح التعليم في المدينة أكثر وطنية خصوصا بعد سنة من التظاهرات الحاشدة التي تخللتها أحيانا أعمال عنف وكثيرا ما تقدمها شبان مدافعون عن الديمقراطية.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.