}

من كتابات فرانز كافكا المفقودة.. سيبدأ الإنقاذ في وقته

ضفة ثالثة ـ خاص 8 نوفمبر 2021
ترجمات من كتابات فرانز كافكا المفقودة.. سيبدأ الإنقاذ في وقته
من كتابات كافكا التي نشرها ماكس برود بعد وفاته


ولد فرانز كافكا عام 1883 وتوفي عام 1924، من أهم كتبه: "المسخ" و"المحاكمة". أما "الكتابات المفقودة"، وهي مجموعة من قصصه القصيرة تتضمن المقاطع المترجمة هنا، فصدرت في سبتمبر/ أيلول 2020. نُشرت هذه القصص في 22 يونيو/ حزيران 2020 في مجلة "نيويوركر".

ترجمة: سارة حبيب

 

الأسطورةُ محاولةٌ لتفسير ما يتعذّر تفسيره؛ وهي، مع أنها تنشأ من أساسٍ من الحقيقة، محكومةٌ بأن تنتهي في المتعذّر تفسيره.

ثمة أربع أساطير فيما يخص بروميثيوس. وفق الأسطورة الأولى، قُيّد بروميثيوس إلى قمة جبل في القوقاز، بسبب خيانتهِ للآلهة لصالح الجنس البشري، ثم أرسلت الآلهةُ النسورَ التي راحت تنهش كبده الذي ظلّ يعاود النمو مرّة بعد مرّة.

وفق الأسطورة الثانية، ألمُ وخزِ مناقير النسور دفع بروميثيوس أعمق فأعمق في الصخور إلى أن أصبح جزءًا منها.

وفق الأسطورة الثالثة، صارت خيانة بروميثيوس طيّ النسيان عبر آلاف السنين: الآلهة نسيت، النسور نسيت، وهو نفسه نسي.

وفق الأسطورة الرابعة، سئم الجميع من الإجراء الذي فقدَ علّة وجوده. الآلهة سئمت، وكذلك النسور. حتى الجرح ذاته سئم وأُغلِق.

أمّا الأحجية الحقيقية فقد كانت الجبال.

 

******

رغيف كبير من الخبز موضوع على الطاولة. جاء الأب مع سكينٍ ليقطعه إلى نصفين. لكنْ، وعلى الرغم من أن السكين كانت كبيرة وحادة، والرغيفَ غير ليّن كثيرًا ولا قاسٍ كثيرًا، لم تستطع السكين قطعه. ورفعنا، نحن الأطفال، بصرنا نحو الأب مندهشين.

قال الأب: "لمَ أنتم مندهشون؟ أليس نجاحُ شيءٍ أكثر مدعاة للدهشة من فشله؟ اذهبوا إلى النوم، ربما أتولى الأمر لاحقًا". ذهبنا إلى الفِراش، لكنْ، بين حين وآخر، وطوال ساعات الليل، كان واحد أو آخر من بيننا ينهض ويمدّ عنقه لينظر إلى الأب الذي كان يقف هناك، رجلًا كبيرًا في معطفه الطويل، رجله اليمنى مستندة إلى الخلف، وهو يحاول أن يدفع السكين في الرغيف. عندما استيقظنا باكرًا في الصباح التالي، كان الأب لتوه يضع السكين جانبًا، وقال: "كما ترون، لم أتولّ الأمر بعد، تلك هي مدى صعوبته". أردنا أن نمتاز عنه، وقد أعطانا الإذن بالمحاولة، لكنّا بالكاد تمكّنا من رفع السكين التي كان مقبضها لا يزال متأججًا قليلًا جرّاء محاولات الأب؛ إذ بدا كما لو أن المقبض يفرّ من قبضتنا. ضحك الأب وقال: "انسوا الأمر. سأخرج الآن. وسأحاول مجددًا هذه الليلة. لن أسمح لرغيف من الخبز أن يجعل مني أضحوكة. الرغيف محكومٌ بأن يجعل نفسه يُقطَع في آخر الأمر؛ من حقه أن يقاوم بالطبع، ولهذا فهو يقاوم". لكنْ، حتى والأب يقول ذلك، بدا أن الخبز ينكمش، مثل فمِ شخصٍ عاقد العزم بشدة، وقد صار الآن رغيفًا صغيرًا جدًا بالفعل.

 

******



أوقفني مزارعٌ على الطريق العام ورجاني أن أرجع معه إلى منزله، لعلّي أستطيع المساعدة؛ فلقد تشاجر مع زوجته، وكان نزاعهما يفسد حياته. كان عنده أيضًا بضع أطفال ساذجين غير جيديّ التربية؛ فكانوا إما لا يفعلون شيئًا، أو يهبّون إلى فعل الأذى. قلتُ إني سأكون سعيدًا بالذهاب معه، لكن فيما إذا كنت أنا، الغريب، قادرًا على مساعدته بأية طريقة فذلك أمر مشكوك فيه؛ قد أكون قادرًا على تكليف الأطفال بمهمة مفيدة، لكني على الأرجح سأكون عاجزًا فيما يخصّ زوجته، لأن نزعة الشجار في الزوجة عادة ما تعود أصولها إلى سمةٍ ما عند الزوج، وبما أن الزوج هنا مستاءٌ من الحال، فعلى الأرجح أنه سبق وبذل جهدًا كبيرًا ليغيّر من نفسه ولم ينجح، فكيف عساي أنجح أنا؟ ما قد أستطيع فعله، على أكثر تقدير، هو أن أحوّل حنقِ الزوجة إليّ. في أول الأمر، كنت أتحدث إلى نفسي أكثر مما أتحدث إليه، لكني بعد ذلك سألته عمّ سيدفعه لي لقاء جهدي. فقال إنه سيتوصل سريعًا إلى اتفاق ما؛ وإذا تبيّن أني ذو فائدة، فيمكن لي أن أحصل على ما أشاء. عندئذ، توقفتُ وقلتُ إن ذلك النوع من الوعود المبهمة لا يرضيني؛ أردتُ اتفاقًا محددًا حول ما سيعطيني إياه شهريًا. كان مندهشًا من أني طلبت شيئًا من قبيل أجر شهري. بينما كنتُ أنا بالمقابل مندهشًا من اندهاشه. فهل افترضَ أني أستطيع في بضع ساعات إصلاح الأخطاء التي ارتكبها شخصان خلال حياتهما كاملة؟ وهل توقّع أني في آخر تلك الساعتين سآخذ كيسًا من البازلاء المجفّفة، وأقبّل يده امتنانًا، ثم ألفّ نفسي بخرقي، وأتابع السير عبر الطريق الجليدي؟ بالتأكيد، لا. استمعَ المزارع في صمت، وكان رأسه محنيًّا للأسفل إنما متشنجًا كذلك. حسبما أرى، قلتُ له، سأضطر أن أقيم عنده لفترة طويلة لكي أطّلع أولًا على الوضع وأفكر بالتحسينات الممكنة، ومن ثم سيكون عليّ أن أمكث لفترة أطول لأوجد نظامًا مناسبًا، إن كان مثل ذلك الشيء ممكنًا. وبحلول ذلك الوقت، سأكون قد صرتُ عجوزًا ومتعبًا ولن أذهب إلى أي مكان، بل سأستريح وأتمتّع بشكرِ الأطراف المعنيّة.

"ذلك غير ممكن"، قال المزارع. "أنت بهذا تريد أن تثبّت نفسك في منزلي، وربما حتى أن تطردني منه في النهاية. وعندها سأكون في مأزق أكبر مما أنا فيه الآن".

"ما لم يثق واحدنا بالآخر، لن نصل إلى اتفاق"، قلت. "ألم أُظهر لك أنني أثق بك؟ كل ما لديّ هو كلمتك، ألا تستطيع أن تنقض ذلك؟ وبعد أن أكون قد رتّبتُ كل شيء وفق رغباتك، ألا تستطيع أن تجعلني أحزم أمتعتي على الرغم من كلّ وعودك؟".

نظر المزارع إليّ وقال: "لن تدعَ ذلك يحدث قط".

"افعل ما تشاء"، قلتُ، "وفكرْ بي كما ترغب، لكن لا تنسى - أقول لك هذا بدافع الصداقة، رجلًا لرجل- أنك إذا لم تأخذني معك، لن تكون قادرًا على تحمّل الوضع في منزلك لفترة أطول. كيف ستستمرّ بالعيش مع زوجتك وأولئك الأطفال؟ وإذا كنتَ لا تريد أن تجازف وتأخذني معك، لم لا تتركُ كل شيء وكل المتاعب التي ستستمر بمواجهتها في المنزل، وتأتي معي؟ سننطلق معًا على الطريق، ولن آخذ عليك شكوكك".

"لا أملك حرية فعل ذلك"، قال المزارع. "أعيش مع زوجتي منذ خمسة عشر عامًا؛ كان الأمر صعبًا، لا أعلم حتى كيف تمكنت من فعل ذلك، لكني، مع هذا، لا أستطيع أن أتخلّى عنها ببساطة قبل أن أكون قد جربت كل شيء من شأنه أن يجعلها قابلة للاحتمال. هكذا، رأيتك على الطريق، وفكرت أني قد أقوم بمحاولة أخيرة، معك. تعال معي، وسأعطيك أي شيء تريده. ماذا تريد؟"

"لا أريد الكثير"، قلت. "لا أنوي أن أستغلّ ضائقتك. أريدك أن تتخذ مني عاملًا لديك مدى الحياة. أستطيع القيام بكافة أنواع العمل وسأكون ذي فائدة كبيرة لك. لكن، لا أريد أن أُعامَل مثل العمّال الآخرين؛ ليس لك أن تعطيني أوامرَ، وينبغي أن يُسمَح لي أن أقوم بالعمل الذي يعجبني، أحيانًا هذا، أحيانًا ذاك، أحيانًا لا شيء البتة، أي كما يحلو لي ببساطة. يمكن لك أن تطلب مني فعل أيّ شيء ما دمت تفعل ذلك بلطافة، وإذا رأيتَ أني لا أريد القيام به، فسيكون عليك أن تتقبّل الواقع. لن أطلب مالًا، بل ملابس، بياضات، وأحذية طويلة تطابق المعايير الراهنة، وتُستبدَل عند الضرورة؛ وإذا كانت تلك الأشياء غير متوفرة في القرية، فسيكون عليك أن تذهب إلى البلدة لشرائها. لكن لا تقلق حيال ذلك، فمن المفترض أن تكفيني ملابسي الحالية لسنوات. كذلك، سأكون سعيدًا بتناول طعام العمال الاعتيادي، إلا أني أصرّ على تناول اللحم كل يوم".

"كلَّ يوم؟"، قاطعني، كما لو كان راضيًا بكل الشروط الأخرى.

"كل يوم"، قلت.

"أرى أن أسنانك غير عادية"، قالَ محاولًا أن يبرّر اشتراطي غير العادي، حتى أنه مدّ يده داخل فمي ليتحسّسها. "حادة للغاية"، قال، "مثل أسنان كلب".

"حسنٌ، على أية حال، لحم كلّ يوم"، قلت. "وبالنسبة إلى الجعة والمشروبات الروحية، فبقدر ما تشرب أنت".

"ذلك كثير"، قال. "أنا أشرب كثيرًا".

"ذلك أفضل بكثير"، قلت. "ثم إذا قلّلتَ من الشرب، سأقللّ أنا أيضًا. إذ ربما أنك لا تشرب على ذلك النحو إلا بسبب حياتك المنزلية البائسة".

"لا"، قال. "أي علاقة لهذا بذاك؟ لكنْ، ستشربُ بقدر ما أشرب، سنشرب معًا".

"لا"، قلت. "أرفض أن آكل أو أشرب برفقة أحد. أصرّ على الأكل والشرب لوحدي".

"لوحدك؟" سأل المزارع متعجبًا. "كل هذه الطلبات تصيب رأسي بالدوار".

"لم يتبقَ الكثير"، قلت، "وقد وصلتُ تقريبًا إلى النهاية. أريد زيتًا لسراجٍ يظلّ مشتعلًا بقربي طوال الليل. لديّ السراج هنا، سراجٌ صغير للغاية يشتعل بقليل جدًا من الزيت. إنه أمر لا يستحق الذكر حقًا، ولم أذكره إلا ليكون الاتفاق كاملًا، فلا يكونَ هناك نزاعٌ لاحق بيننا؛ أكرهُ مثل تلك الأشياء عندما يتعلّق الأمر بسداد أجوري. عادةً أنا أكثر الرجال وداعةً، لكنْ إذا تم انتهاك الشروط المتفق عليها، أصبح عنيفًا، تذكرْ ذلك. فإذا لم أُعطَ كل ما استحقيتُه حتى أدقّ التفاصيل، أنا قادر على إحراق منزلك أثناء نومك. لكنْ، لا حاجة بك لتنكر ما اتفقنا عليه بوضوح. ثم، ولا سيما إذا قدمتَ لي هدية عرضية بدافع المودة - لا داعي لأن تكون ذات قيمة كبيرة، فقط شيء زهيد غير مألوف- فسأكون مخلصًا، قوي الاحتمال ونافعًا لك بشتّى الطرق. ولن أرغب بأكثر مما أخبرتك به للتو، باستثناء في يوم الرابع والعشرين من أغسطس/ آب، يوم معموديتي، فأريد برميلًا صغيرًا يحتوي غالونين من شراب الرُّم".

"غالونان!"، صاح المزارع، صافقًا يديه معًا.

"نعم، غالونان"، قلت. "إنه ليس كثيرًا. ربما تعتقد أنك تستطيع أن تقنعني بالتخفيض. لكني أساسًا خفّضتُ مطالبي للحد الأدنى، من باب التقدير لك، بالطبع؛ وسأشعر بالخجل لو سمع حديثنا شخص غريب. وربما لن أستطيع التحدث كما نفعل الآن أمام شخص غريب. فلا يجب أن يسمع أحدٌ اتفاقنا. حسنٌ، من سيصدقه على أية حال؟".

لكنّ المزارع قال: "من الأفضل أن تذهب في طريقك. سأعود للمنزل وأحاول أن أسويّ الأمور مع زوجتي. صحيح أني ضربتها كثيرًا مؤخرًا - أعتقد أني سأكون أقلّ قسوة، لعلها تكون ممتنة لي- وقد ضربتُ الأطفال كثيرًا أيضًا؛ كنت دائمًا أحضر السوط من الإسطبلات وأضربهم. سأخفّف من ذلك قليلًا، وربما تتحسن الأمور. لا بدّ من الاعتراف، لقد حاولتُ ذلك في الماضي من دون أي تحسّن. لكنّ طلباتك كثيرة جدًا، وحتى لو لم تكن كذلك؛ لكنْ، لا، إنها أكثر مما يستطيع العمل تحمله، غيرُ ممكن، لحمٌ كل يوم، غالونان من الرُّم، وحتى لو كانت ممكنة، فزوجتي لن تسمح بذلك أبدًا، وإذا لم تسمح به، فلن أستطيع فعل ذلك".

"لمَ المفاوضات الطويلة، إذًا"، قلت.

 

******


بصراحة تامة، لست مهتمًا كثيرًا بالأمر برمّته. أنا مستلقٍ في زاوية، أراقبُ بقدر ما يمكن للمرء أن يرى شيئًا وهو في وضعية مستلقية، وأستمعُ، بقدر ما يمكن لي أن أفهم شيئًا عدا عن كوني أعيش منذ شهور في نوع من الشفق، منتظرًا هبوط الليل. أمّا شريكي في الزنزانة فهو في وضع مختلف تمامًا، شخصيةٌ صلبة، كابتن. أستطيع تخيّل حالته. إنه يرى أن مأزقه شبيه بمأزقِ مستكشفٍ قطبيّ تجمّدَ في برية موحشة إلا أنه سُينقَذ بالتأكيد، أو بالأحرى، أُنقِذ بالفعل، كما قد يقرأ المرء في حكايةِ استكشافٍ قطبيّ. والآن ثمة الشقاق التالي: حقيقة أنه سيُنقَذ لا تحتمل الشك بالنسبة إليه، وهي ستحدث بغض النظر عن رغبته، ببساطةٍ بفضلِ ثقلِ شخصية المنتصر فيه. لكنّ السؤال الآن: هل عليه أن يرغب بذلك؟ إن رغبته، أو عدم رغبته، لن تؤثر على شيء، فسوف يتم إنقاذه في كلتا الحالتين، لكنّ السؤال - فيما إذا كان عليه أن يرغب بذلك- يبقى ماثلًا. وبهذا السؤال الإشكاليّ ظاهريًا هو مشغول البال: إنه يفكر به مليًا، يعرضه أمامي، ونناقشه سوية. إننا لا نتكلم عن إنقاذه. فلأجل الإنقاذ، من الواضح أنه مكتفٍ بأن يعلّق آماله كلّها على مطرقة صغيرة حصل عليها بطريقة ما، ذلك النوع من المطارق الصغيرة الذي تُستخدم لدفع الدبابيس في لوح رسم، فهو لا يستطيع أن يتحمّل شراء ما هو أكثر من ذلك، غير أنه لا يستخدمها؛ مجرد امتلاكها يبهجه. أحيانًا، يجثو بجانبي ويحمل المطرقة التي رأيتُها آلاف المرات أمام وجهي، أو يأخذ يدي ويبسطها على الأرض، ثم يطرق كل أصابعي تباعًا. هو يعرف أن مطرقته غير كافية لهدم أصغر قطعة من الجدار، كما أنه لا يسعى لفعل ذلك. وأحيانًا، يمرّر مطرقته على الجدران، كما لو ليعطي الإشارة لآلة الإنقاذِ العظيمة المنتظرِة لكي تنطلق إلى العمل. لن يحدث الأمر على هذا النحو تمامًا - سيبدأ الإنقاذ في وقته، بغضّ النظر عن المطرقة- لكنها تبقى شيئًا ما، شيئًا ملموسًا وقابلًا للإدراك، تذكارًا، شيئًا يستطيع المرء أن يُقبّله، في حين لا يستطيع المرء أن يقبّل الإنقاذ.

قد يُقال بالطبع إن الكابتن أصيبَ بالجنون بفعل الأسر. لقد تضاءلت دائرة تفكيره للغاية حدّ أنها بالكاد تتسّع لفكرة واحدة.

 

******

رابط النص الأصلي:

https://www.newyorker.com/magazine/2020/06/29/the-rescue-will-begin-in-its-own-time

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.