}

سيلفيا بلاث وعودة متجددة: "المُذنّب الأحمر" الذي لمع.. لينطفئ!

يان رايتيرز 6 أبريل 2021
ترجمات سيلفيا بلاث وعودة متجددة: "المُذنّب الأحمر" الذي لمع.. لينطفئ!
هيذر كلارك كاتبة السيرة الذاتية لـ سيلفيا بلاث
كُتب كثيرٌ عن حياة وأعمال الشّاعرة الأميركية المنتحرة، سيلفيا بلاث (1932 ـ 1963)، لكن هذه السيرة الجديدة عن حياتها ستجعل جميع السير الأخرى، التي تناولت لغز انتحار الشاعرة الأميركية الأشهر على الإطلاق، غير ضرورية بعد اليوم.
ربّما تكون هيذر كلارك، أستاذة الشِّعر المعاصر في جامعة هدرسفيلد البريطانية، أكثر المتخصّصات اليوم في شعر وحياة الشّاعرة الأميركية المنتحرة، سيلفيا بلاث، فبعد أن قدمت كلارك دراستها الأكاديمية القيّمة حول العلاقة العاصفة التي جمعت سيلفيا بلاث بالشاعر البريطاني تيد هيوز (1930 ـ 1998)، والتي صدرت تحت عنوان "حزن التأثير: سيلفيا بلاث وتيد هيوز" The Grief of Influence: Sylvia Plath and Ted Hughes، (أكسفورد 2010)، ها هي اليوم تقدّم لنا أضخم سيرة ذاتية عن سيلفيا بلاث، السيرة التي صدرت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي تحت عنوان "المذنّب الأحمر، الحياة القصيرة لسيلفيا بلاث وفنّها المشتعل" في 1152 صفحة، وفيها تكشف كلارك عن حقائق جديدة في حياة بلاث العاصفة، في محاولة منها لتفهّم كيف عاشت بلاث سنواتها الأخيرة، قبل أن تقرّر إنهاء حياتها منتحرة خنقًا بالغاز، صبيحة 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 1963، وهي في الثلاثين من عمرها فقط.
هنا، حوار أجرته مؤخرًا صحيفة Trouw الهولندية مع الكاتبة هيذر كلارك، بمناسبة صدور الترجمة الهولندية لكتابها الجديد عن سيلفيا بلاث.

                                                                                                                                              (ترجمة وتقديم: عماد فؤاد)

سيلفيا بلاث، وغلاف كتاب هيذر كلارك عن سيرة حياتها


في كتابها "المذنّب الأحمر، الحياة القصيرة لسيلفيا بلاث وفنّها المشتعل"، تكشف كاتبة السير الذاتية البريطانية، هيذر كلارك، عن حقائق جديدة في حياة الشّاعرة الأميركية سيلفيا بلاث: "معرفتها بتاريخ الأدب الإنكليزي أرعبت الشّعراء"..
حقيقة أخرى ممتعة: كانت سيلفيا بلاث على علاقة سريعة بأحد الذين أقاموا لاحقًا علاقة مع المغنية يوكو أونو، أرملة المغني جون لينون، كان هذا هو ميل وودي، أحد طلاب جامعة ييل. تضحك كاتبة السير الذاتية هيذر كلارك عبر شاشة زووم من منزلها في تشابكوا شمال نيويورك وهي تقول: "نعم، هذه إحدى التفاصيل الصغيرة التي تكشف عنها السيرة، فكرة الجمع بين اسمي سيلفيا بلاث، ويوكو أونو، ولو من خلال العشيق ذاته، لا تزال جذابة ولافتة".

إنها حقيقة صغيرة في سيرة كلارك الضخمة عن حياة سيلفيا بلاث، التي نقلت مؤخرًا إلى الهولندية في نحو 1334 صفحة، عمل ضخم ومفصّل عن شاعرة القرن العشرين الأشهر على الإطلاق، كتاب لم تعتقد هيذر كلارك أن إنجازه ممكن بعد عشرات الدراسات التي قدّمت عن بلاث، لكنّها اليوم تكشف لنا من خلاله عن العديد من الحقائق الجديدة في حياة الشاعرة الأميركية.




ضد المكارثية

سيلفيا بلاث مع تيد هيوز 


عثر كُتّاب السير الذاتية السابقة لسيلفيا بلاث على صورتها كامرأة "مضطربة نفسيًا"، لكن ها هي فريدا، ابنة الشاعر البريطاني تيد هيوز، تمنح هيذر كلارك الحرية الكاملة لتعمل على أرشيف والدها. وفوق ذلك، كانت لدى كلارك مواد جديدة تحت تصرفها، فسمحت لها الباحثة هارييت روزنشتاين بالاستفادة من المصادر التي جمعتها عن حياة وانتحار بلاث في أوائل سبعينيات القرن العشرين. كما التقت كلارك بأشخاص عرفوا بلاث عن قرب، وتلقّت من معالجة بلاث النفسية، روث بوشر، أربع عشرة رسالة، كانت قد أرسلتها بلاث إليها أثناء خضوعها للعلاج النفسي. تقول كلارك: "الرسائل الهشّة والمؤثرة أكثر الرسائل التي كتبتها بلاث صدقًا على الإطلاق".

تحلّل هيذر كلارك، بدقّة، وبعيدًا عن ميلودرامية حياة سيلفيا بلاث، التصوّرات المسبقة للشاعرة، وتفصل بين الشِّعري، وحقائق الحياة التي عاشتها، كإلقائها الضوء على شخصية الأب في حياة بلاث، فالأب أوتو بلاث كان أستاذًا ألمانيًا في جامعة هارفارد، ومؤلف كتاب مهم عن النحل، مات بمرض السكري عندما كانت سيلفيا في الثامنة من عمرها. من التفاصيل الأخرى التي تذكرها كلارك، أن الأب المهاجر خضع لتحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي قبل الحرب، ظلمًا، بسبب تعاطفه المزعوم مع بلاده ألمانيا. كانت شخصية الأب، الذي غالبًا ما وصفته بلاث بـ"النازي" في قصيدتها الشهيرة "أبي"، جامدة إلى حد ما، لكنه كان أيضًا من دعاة السلام الذين يكرهون النزاعات العسكرية.
تفسح كلارك المجال واسعًا للتّعرف على العديد من القصائد والقصص القصيرة الملتوية التي كتبتها بلاث في سن المراهقة، وتذكر أن بلاث أرسلت ما لا يقل عن خمسين رسالة إلى المجلات الأدبية، حتى تم نشر أول قصيدة لها وهي في السابعة عشرة من عمرها. نقرأ تتابع أسماء العشاق واحدًا بعد الآخر في يوميات بلاث، إلى جوار تتابع فصولها المدرسية وسنواتها الجامعية. كما تكشف كلارك عن العلاقة المضطربة التي ربطت بلاث بأمها أوريليا، التي كانت تحث ابنتها على التفوق الدائم، لكنها فرضت عليها أيضًا الأسلوب الأميركي، وأثقلتها بمخاوفها الخاصة. كما تشير كلارك إلى استقبال رواية بلاث الوحيدة "الناقوس الزجاجي/ The Bell Jar"، وهي سيرة ذاتية كلاسيكية وجزئية في سردها للانهيار العقلي والصدمات الكهربائية القاسية التي خضعت لها بلاث أثناء مرضها النفسي، وتعدها كلارك، أيضًا، رواية سياسية بامتياز، خاصة برصدها لكيفية تحوّل بلاث ضد المكارثية وأيزنهاور، وإظهار مدى سوء تطور هذه السياسات على النساء في روايتها.

كذلك تظهر كلارك معرفتها العميقة بسنوات سيلفيا بلاث الجامعية في كامبريدج، حيث التقت بتيد هيوز، وتزوجته لاحقًا. نشرت كلارك، في وقت سابق، كتابًا لافتًا عن علاقة الحب والتنافس التي جمعت بين الشاعرين، والنتيجة القاتلة عندما هجر تيد هيوز بلاث وطفليهما الصغيرين إلى أحضان امرأة أخرى. في الأشهر الستّ التي سبقت انتحارها، ستكتب بلاث أفضل قصائدها على الإطلاق، في سطور متلألئة ومشتعلة. وعلى العكس من كُتّاب سيرة حياة بلاث السابقين، لا تقع كلارك في فخ الصراع الذي نشب بين بلاث وهيوز، لكنها تقدّم روايات مختلفة للأحداث، ورغم ذلك، فإن سردها لأسابيع بلاث الأخيرة مفجع.
نهج آخر تختاره كلارك، حين تلقي الضوء على موهبة بلاث الشّعرية، فتكتب: "كانت سيلفيا بلاث نجمة أكاديمية فازت بجوائز عديدة، حتى أن معرفتها بالأدب الإنكليزي أرعبت مجايليها من الشّعراء، ولاحقًا كانت بلاث تناقش تي إس. إليوت، وستيفن سبندر، في التجمعات الأدبية، بندّية وتكافؤ، حيث نُظر إليها على أنها مثال للذكاء والثقافة".

مارلين مونرو الأدب

صورة سيلفيا بلاث (1932 ـ 1963) على قبرها في ساحة كنيسة سانت توماس/ أ بيكيت/ هيبتونستول/ غرب يوركشاير (5/ 5/ 2011/Getty)


(*) تبدأين سيرتك الجديدة عن حياة سيلفيا بلاث من انتقادك للصورة الاعتيادية عنها، بوصفها "ضحية منتحرة"، واعتبارها "مارلين مونرو الأدب"، كيف استطعت أن تخالفي التيار السائد هكذا؟
غالبًا ما كان انتحار بلاث نقطة البداية في السير الذاتية التي تناولت حياتها. حتى أن بعض كتّاب هذه السير بدأوا حرفيًا من لحظة الانتحار، واستندوا إلى التراجع في الأحداث التي أدت إليه، لكنني فضّلت أن أبدأ منذ البداية، لأفهم تطلعاتها وتطوّرها ونموّها. كان أحد أهم مصادر إلهامي في أن أسلك هذا الطريق، السيرة التي كتبتها الإنكليزية، هيرميون لي، عن حياة فيرجينيا وولف، كانت هذه السيرة عملًا علميًا وشاملًا ومقروءًا. كتبت هيرميون لي فيها أن الكاتبات اللاتي يعانين من أمراض نفسية يُنظر إليهنّ دائمًا على أنهنّ "مريضات" أولًا، ثم "كاتبات" ثانيًا. وضعت ذلك دائمًا في اعتباري وأنا أتعامل مع سيرة حياة بلاث، من دون التقليل من اكتئابها، ثم انتحارها. وباعتبارها شاعرة، فمن المؤكد لديّ أن بلاث تعلّمت من شعراء متمردين آخرين، مثل روبرت لويل، وآن سيكستون، لكن قصائدها ليست اعترافات فقط، بل تنم، أيضًا، عن روح ساخرة.



(*) تنتقدين في مقدّمتك ظاهرة تقديس صورة بلاث الشِّعرية. هل قرأتها بنفسك عندما كنت صغيرة؟
بقيت بعيدة عن قراءة بلاث لفترة طويلة، بسبب الكليشيهات المحيطة باسمها، لم أبدأ في قراءتها بشكل حقيقي إلا بعد أن بدأت بتدريس أعمالها بشكل أكاديمي، ثم لاحظت كيف تطوّرت قصائدها، كذلك أصبحت مفتونة بتعاون بلاث مع تيد هيوز، وتأثيرهما المتبادل والتنافسي.



(*) تفسحين كذلك المجال واسعًا لتناول العديد من قصائد وقصص بلاث القصيرة التي كتبتها خلال سنوات مراهقتها، فلماذا هذا الاهتمام بأعمالها المبكرة؟
أردت أن أظهر أن سيلفيا بلاث امتلكت نبرتها الشعرية الخاصة مبكّرًا، ظلّ صوتها أصليًا وساخرًا. لاحقًا، اختفى هذا الصوت للحظة خلال سنوات دراستها في جامعة سميث، وأصبح أكثر رسمية. لكن عندما التقت بلاث بتيد هيوز وأصدقائه الشعراء في كامبريدج، خلال خمسينيات القرن الماضي، أدركت بذكائها أن هناك شيئًا ما في قصائد هؤلاء الشعراء تريد هي، أيضًا، تحقيقه، خلال تلك الفترة كتبت بلاث في يومياتها أنها كما لو كانت "تخرج من عنق زجاجة"، أرادت الخروج بقصائدها من إطار الشِّعر الزخرفي المتأنّق إلى شعر أكثر خشونة، وأقل حرصًا على الشكليات. أعتقد أنها اكتشفت في هذه الفترة المبكّرة صوتها الشّعري الخاص.



(*) ألا تجدين أنه من المثير للسخرية أن يُنظر إلى منجز سيلفيا بلاث الشِّعري باعتباره مبتكرًا وأصيلًا، ولكن بتحولها إلى رمز نسوي، يختفي إرثها الشِّعري تمامًا؟
في لحظة ما، شعر تيد هيوز أن النسوية استولت على بلاث. بل وكتب أنهم كانوا يسعون وراء "خيال لورنسي". لقد شكَّلا فريقًا أدبيًا يريد اكتشاف أرض أدبية جديدة. صحيح، أيضًا، أن بلاث عبّرت عن بعض الآراء المناهضة للنسوية. عندما كانت تدرس في كامبريدج مثلًا، وصفت معلّماتها بأنهنّ "غريبات"، بل وتطمئن أمها في رسالة أنها لا تريد أن تصبح امرأة عاملة، وهذا غريب لأنها كانت تعمل في ذلك الوقت، لكن رغم هذه التوجهات المناهضة للنسوية التي كانت تعبّر عنها بلاث أحيانًا، إلا أنني أعتقد أنها كانت ستعانق الموجة النسوية الثانية، التي أعقبت انتحارها. أرادت سيلفيا كل شيء: زوج وأطفال وكتابة وشهرة، كل هذه الأهداف يمكننا اعتبارها، أيضًا، نسوية بامتياز.



على الحافة من كلّ شيء
(*) يُلاحظ أيضًا أنك كنت تتجنّبين قدر الإمكان الانحياز إلى جانب معين في صراع بلاث مع هيوز، لكن يبدو أن تقريرك عن سنتها الأخيرة جعل حياديتك تجاه هذا النزاع أمرًا صعبًا.
أعتقد أنك تقصد تلك الرسالة التي كتبتها بلاث إلى معالجتها النفسية، لتخبرها أن هيوز هو الذي أجهضها حين ضربها بقسوة أثناء حملها. نعم، كان ذلك أمرًا صادمًا وكريهًا.



(*) هل كان من الصعب الكتابة عن مثل هذه التفاصيل الحميمة؟ رغم أنك اقتبست ما كتبته بلاث عن الجنس في رسالة إلى معالجتها النفسية؟
تمّ نشر جميع هذه الرسائل من قبل، وشعرت بالحرية في الاقتباس منها. في بعض اللحظات، كان عليّ توضيح بعض الظروف والملابسات التي أحاطت بالتفاصيل الواردة في هذه الرسائل، لكنّي رأيت في رسائل الأشهر الأخيرة من حياة بلاث كيف تحطّم قلبها تمامًا، ورأيتها، أيضًا، وهي تحاول بناء حياة جديدة، فأعلنتْ صراحة عن رغبتها في التمتع بحياة جنسية مستقرة.



(*) لماذا لم تفكّري في إضافة تفسيرات نفسية لهذه الفترة من حياتها؟
لم أرغب في خوض هذا النوع من التشخيص النفسي، لكن الواضح أن بلاث تعرّضت لأضرار بالغة جراء العلاج بالصدمات الكهربائية، التي تلقّتها أثناء انهيارها النفسي الأول. وزاد ذلك من قلقها في الاكتئاب الثاني. لقد كانت خائفة من دخول مستشفى للأمراض النفسية، مرة أخرى.



(*) ألم تصطدم بلاث، أيضًا، بالتصوّرات الفرويدية في ذلك الوقت؟ قالت طبيبتها النفسية، مثلًا، إنها "لا بدّ تكره أمها"؟
في ذلك الوقت، كان من الطبيعي أن ينظر إلى الأمر على هذا النحو. أرادت المعالجة النفسية روث بوشر Ruth Beuscher أن تكون أمًّا بديلة لسيلفيا بلاث. وربما أرادت بلاث ذلك، أيضًا، بل لمحت إلى هذا في يومياتها. تجنبت كثيرًا من الشروحات النفسية عن حالة بلاث في هذه السيرة، ولهذا السبب كنت أستمر في العودة إلى رسائلها وقصائدها، إلى عملها فقط.

آخر رسالة من بلاث إلى طبيبتها النفسية


(*) نجدك، أيضًا، تقتبسين كثيرًا من قصائد بلاث الأخيرة، وخاصة قصيدتها الشهيرة "حافة"Edge، فهل هذه القصيدة هي المفضّلة لديك؟
غالبًا ما تتم قراءة Edge على أنها رسالة انتحار سيلفيا بلاث، ولذلك فهي من أكثر القصائد، في الأدب الإنكليزي كله، التي تمّ تفسيرها على ضوء السيرة الذاتية لكاتبتها. وخاصة صورة المرأة الميّتة وهي تطوي أطفالها إلى جسدها من جديد.

قرأت تفسير الناقدة، هيلين فيندلر، لهذه القصيدة، وقولها بأن الأم تحاول حماية أطفالها من شرور العالم الخارجي. وأيًا تكن الآراء، فهذه القصيدة غيّرت نظرتي إلى عمل بلاث كله، خاصة حين وجدت أنها تحتوي على إشارات إلى شعراء آخرين؛ إلى "الإلهة البيضاء" لروبرت جريفز، مثلًا؛ كما تستعير فيها صورًا من شكسبير. أعتقد أنها ليست فقط قصيدة جميلة، بل غريبة ومخيفة، أيضًا، تقف فيها بلاث على الحافة من كل شيء.



(*) تُدرِّسين الشِّعر في الجامعة، هل لا يزال الطلّاب يحبّون قصائد بلاث؟
قطعًا، تثير بلاث كثيرًا من الشغف لدى قرّائها، وأشعر أن هناك حبًّا عظيمًا يربطهم بها، كأنها نجمة بوب في سماء الشِّعر، والنساء منهم على وجه الخصوص. في الأسبوع الماضي، وأثناء محاضرة لي حول أدب السيرة الذاتية، سألني أحد الطلاب: لماذا يجب على الرجال قراءة سيلفيا بلاث؟ فوجدتني أرد: ولماذا علينا نحن النساء أن نقرأ هيمنغواي، أو تي إس إليوت؟ لكنّني فهمته، لقد كان فضوليًا حقًا بشأن ما يمكن أن يتعلّمه الرجال من مثل هذه الأيقونة النسوية.



(*) حسنًا، وما الذي يمكن أن يتعلّمه الرجال من سيلفيا بلاث، إذًا؟ كيفية تصعيد الغضب؟!
بالتأكيد، هذا الغضب الذي عبّرت عنه امرأة، في ذلك الوقت، مثير للإعجاب طبعًا، ولكن، أيضًا، الطريقة الخاصة التي كتبت فيها سيلفيا بلاث عن الأمومة، والصور الأدبية والذهنية التي تثيرها في قصائدها، كانت بلاث رائدة في اختيار هذه الموضوعات، ثمة تسجيل صوتي لها وهي تقرأ قصيدتها "برلمان هيل فيلدز"، في أحد تسجيلات "بي بي سي". في هذه القراءة، أعطت بلاث مقدّمة قصيرة عن الإجهاض، حتى أصبح من الواضح للجميع أن قصيدتها ستكون عن الإجهاض، كان ذلك عام 1961، ألم يكن ذلك عملًا ثوريًا آنذاك؟

*هيذر كلارك: أستاذة الشِّعر الحديث في جامعة هدرسفيلد في إنكلترا، ومؤلفة كتاب Red Comet: The Short Life and Blazing Art of Sylvia Plath، الذي نشر في تشرين الأول/ أكتوبر 2020. كما قدمت كلارك عام 2011 كتابها The Grief of Influence: Sylvia Plath and Ted Hughes.
في عام 2018، شاركت كلارك في فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية عن سيلفيا بلاث بعنوان "الحياة داخل الناقوس الزجاجي" Life Inside the Bell Jar، حيث كانت أيضًا مستشارة علمية للعمل. تشمل اهتماماتها البحثية الشِّعر، والسير الأدبية البريطانية والإيرلندية والأميركية، في فترة ما بعد الحرب.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.