}

عن "نشاز" كرواية/ ظاهرة.. كوكتيل غارق في الخيال العلمي

بوعلام رمضاني 10 مايو 2021
تغطيات عن "نشاز" كرواية/ ظاهرة.. كوكتيل غارق في الخيال العلمي
إرفيه لوتلييه وروايته "نشاز"
لم يحدُث في تاريخ النشر الفرنسي المعاصر أن نَحتَ روائي اسمه بسرعة البرق تحت شمس ذهبية وسَخية بخيوطِها الساطعة التي تمتدُّ من يومٍ لآخر إلى أقصى الأصقاع الداخلية والخارجية، مُخترقة كل ما لم يكُن في الحسبان، ومُثيرة الدهشة لدى كاتبها الذي لا يصدق ما حدث له على حد تعبيره، والانبهار لدى قراء سيبلغ عددهم في القريب العاجل المليون.
الموضوع يتعلق برواية "نشاز"، التي تناولتها بالكتابة "ضفة ثالثة" مباشرة بعد حُصول مؤلفها، إرفيه لوتلييه، على جائزة غونكور، أشهر الجوائز الأدبية في سِياق غير مسبوق ثقافيًا واجتماعيًا، الشيء الذي دفع بالمشرفين عليها إلى تأجيل حفل الإعلان عنها من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني إلى نهاية السنة، دعمًا للمكتبات التي عانت من الإقفال جراء الإجراءات الصحية التي فرضتها "السيدة كورونا"، ولم يُنظَّم حفل الإعلان عنها كما جرت العادة بحضور أعضاء لجنة تحكيم جائزة غونكور في مطعم دروو الشهير، وتمت تهنئة الفائز بها عن طريق تقنية الزوم برئاسة الروائي ديدييه دوكوا، وبإشادة لافتة خصه بها الروائي المغربي الطاهر بن جلون، عضو أكاديمية غونكور.



بين السياق والإبداع
رواج "نشاز" لا يعني مبدئيًا أنَّها مُرادفة لإبداع روائي خالص لا يقبل الطعن والنقد، وإقبال ما يقارب مليون قارئ على الرواية لا يُبرر بعوامل التجديد وكسر المألوف وتثوير الجاهز المتداول فقط كما سنرى، وتُعَدُّ عوامل سياق تسويقها بالتزامن مع احتفالات نهاية السنة بعد توقف المكتبات عن التواصل مباشرة مع محبي الكتاب، وخطة دار "غاليمار" التسويقية والإشهارية والمعنوية تجاريًا وسيكولوجيًا وسوسيولوجيًا بدقة محسوبة، من الأسباب التي تركَت الآلاف من الناس يتلقَّفُون رواية كاتب لم يسبق أن اخترق السوق بقوة كما فعل هذه المرة بـ"رواية الروايات"، بحُكم جمْعِها بين عدة أساليب ضمت بين طياتها نزعة الخيال العلمي بصورة أساسية ومتقدمة والرياضيات (إرفيه لوتلييه متخصص في الرياضيات)، والفلسفة الوجودية والروح البوليسية والسخرية السوداء والشعر والسيكولوجيا والأيديولوجية والدين والعبث أو اللامعقول، في قالب روائي مُتعدد الطبوع والإيقاعات والأساليب والحكايات بواسطة مسافرين على مَتن طائرة تعرَّضت لعاصفة هوجاء حالت دون وصولها من باريس إلى نيويورك، الأمر الذي تركَ الروائي يتصور ازدواجية أبطال يكتشفون ذواتهم الحقيقية لحظة الضعف ومواجهة المصير غير المنتظر الذي لم يتصوروه أبدًا، وربما هذا ما دفع القراء الأوائل يمررون للآخرين في شكل إشهار فصول مسلسل هتشكوكي ظاهره رعب وباطنه بحث عن طريقة للهروب من الذات مؤقتًا لاكتشافها من جديد، بشكل جديد، أيضًا.
عُمق وسَعة وجُرأة وثَراء ونوعية كتابة اللغوي، والأستاذ في الصحافة، وفي الرياضيات غير التقليدية، عوامل موضوعية لَعِبت، حَسب كثير من النُّقاد، دورًا محددًا في تذوق القراء توابل كوكتيل روائي غارق في الخيال العلمي. وزاد من حماس القراء لاقتناء الرواية التي أصبحت متداولة على كل الألسن في نهاية سنة تراجيدية قلبًا وقالبًا، حديثُ إعلامٍ عن رواية خرجت في حلة حلقات مسلسل يصلح كمشاهد تَقطع الأنفاس، كما اتضح لاحقًا، بعد أن أضحت الرواية مشروع فيلم يُنتَظر أن يَدُرَّ كثيرًا من المال، ويأسر الملايين ليس من عباد البلاد الفرنسية فحسب، بل من كل عباد معمورة بشرية لم تعد تطيق هموم واقع قديم، وآخر جديد وغير مسبوق ومصبوغ بواقعية مؤذية بآثار فيروس كورونا!!

مهما يكن من أمر، الرواية أصبحت ظاهرة في عالم النشر الذي ما زال يئن تحت وطأة مخلفات انعكست سلبيًا على كافة مناحي الحياة، ودار "غاليمار"، التي لم تتأثر ماليًا، كما تأثرت الدور الصغيرة وغير الغنية، عرفت كيف تلعب على نوع روائي جمع بين شعبية فرضها التواصل الاجتماعي الافتراضي، وبين الطرح الفلسفي العميق والذكي لواقعنا ولمعنى وجودنا.
مبدئيًا، نجحت دار "غاليمار" في قراءة محاولة أدبية غير عادية مزج صاحبها بين العلوم والتقنية الحديثة مستهدفًا من حيث لا يدري أو يدري كل الشرائح الاجتماعية، الأمر الذي مكنه من نجاح تجاري وإبداعي. وتعمد الكاتب الفضاء من منطلق علمي وافتراضي كإطار وكمرجعية للأحداث الغامضة والمثيرة وغير العادية، التي تدور أحداثها تحت السماء، دافعًا القراء إلى ترقُّب بلهفٍ وخفقانِ قلبٍ معلق رُدُود أفعال أبطال خيال يضرب بصلبه في بحث إنسان يصعد إلى السماء مؤقتًا، ليسافر قبل عودته إلى الأرض التي يعتقد أنه يعرف فيها ذاته بواقعية المتيقن والمسيطر على حاله، في حين أنّ الأمر غير كذلك ما دام يبقى عرضة لهشاشة سرمدية ولقدرات محدودة مهما ادعى من قوة على أكثر من مستوى!
وخلص إرفيه لوتلييه إلى ذلك، كما فهمنا من قراءتنا لـ"نشازه"، من خلال عدة شخصيات ركبت طائرة اختفت كما اختفت أخرى ثانية في نفس الوقت، وبنفس الركاب من منطلق الازدواجية ـ التي سبقه إليها ستيفان كينغ، وفليب روت، ولم تصل الطائرة الفرنسية في حزيران/ يونيو 2021 إلى وجهتها، كما لم تصل الطائرة الماليزية إلى وجهتها، ولا شك أن ركابها قد اكتشفوا أنفسهم مجددًا وهم يشقون طريقهم نحو مصير مجهول مستسلمين لضعف وجودي يتجاوزهم.
شخصيات لوتلييه لا تعد غريبة في المطلق تاريخيًا، إذا ما استندنا إلى ما يمكن أن يصدر عن الإنسان منذ أن خلقه الله، أو الطبيعة، بواسطة الانفجار الكبير أو"البيغ بانغ". وحسب "إسخيلوس" الحي الذي يرزق بيننا، فإن الإنسان الذي قال عنه إنه أغرب المخلوقات ليس هو نتاج الخيال العلمي، ومن يقرأ بعمق ما يدور اليوم من وراء وأمام حياتنا المنكوبة بفيروس واقع إنساني يحيلنا على نفس ضعف وحميميات شخصيات رواية "نشاز".
ما لم يُشر إليه ناقد ما حسب تقديرنا مُنبِّهًا إلى علاقة تداخل الخيال بالواقع، حينما يتعلق الأمر بقضية تبدو تقنية خالصة، هو الغموض الفرعي الذي تمثل في تصوّر الكاتب لحظة تعرض الطائرة الفرنسية رقم 006 إلى عاصفة هوجاء لم يقدر الجيش الأميركي على استنطاقها من برج المراقبة، وهو الذي دفع الكاتب تيري ميسون إلى التساؤل عن عدم تمكن الجيش من التقاط توجه الطائرات التي ضربت برجي التجارة والأخرى، والتي سقطت على مقر البنتاغون، فأين هامش الخيال والواقع حيال هكذا حالة؟

بالأرقام الواقعية الملموسة، وغير الخيالية والمتخيلة، ورغم أنف كل ما استغرب صهيرة لوتلييه، أو مزيجه الروائي الهجين، باسم إبداع يسمى رواية الروايات، أو روايات رواية، لم تتردد معظم المنابر الإعلامية في كافة توجهاتها وأنواعها في الإجماع على صحة أرقام لا تنطق بأمر واقع مسلم به حتمًا، ولكنها الأرقام التي تستحق الاهتمام والتمحيص والتقدير، وتفسر الإقبال النخبوي والشعبي على رواية ترادف عبقرية نجح صاحبها في استثمارها وتوظيفها أدبيًا في علاقة جدلية الخيال بواقع الأرض التي أنجبت شخصيات متناقضة تعمدنا الكشف عنها في الأخير لدفعك أخي القارئ لمرافقتنا "هتشكوكيًا"، ولمعرفة خلفيات منطلق الإبداع الروائي عند لوتلييه، كممثل توجه أدبي غير معروف عند عامة الناس، وحتى عند الكثير من خاصتهم.



استغراب الروائي نفسه!



لأن إقبال قرابة مليون قارئ على روايته "نشاز" لم يكن ينتظره صاحب الرواية نفسه غير المعروف، رغم كتابته أكثر من عشرين رواية قبلها، كان من الطبيعي أن يطرح أمر رواج روايته تجاريًا إشكالًا وجوديًا حول طبيعة علاقة الإبداع بمفهوم النجاح، ما دام كل نجاح تجاري لا ينم حتمًا عن حالة إبداع في الوقت الذي يعد كذلك في الوقت نفسه. وإذا كان تحليل أي نوع من الحالات والمعايير التي يمكن أن يوضع فيها لوتلييه خارج الأرقام غير الناطقة حتمًا بشرط الإبداع استنادًا للسياق الذي تحدثنا عنه سلفًا، فإن الأرقام والنسب التي تحيط بإبداع كاتب كبير حاضرة بشموخ ناطق في تاريخ كتاب موهوبين انضم صاحب رواية "نشاز" إلى ناديهم بشكل غير منتظر على الإطلاق.

لوتلييه المتواضع كما بدا لنا، وهو يتحدث مباشرة عبر تقنية الزوم، لم يغير من موقفه ومن صدقه حتى هذه اللحظة، وبلغ به الأمر أن يقول بجمالية أخلاقية لعدة صحف وقنوات إذاعية وتلفزيونية بصيغ مختلفة بعد توقيع كتابه للآلاف من المعجبين: "4 من 5 معجبين أكدوا لي أنهم لم يكونوا يعرفونني كروائي، وأنا شخصيًا لم أكن أنتظر هذا الإقبال غير العادي (يعني إقبال مرادف للنشاز وللغرابة). ليست هناك طبخة ضرورية وإجبارية في الإبداع. ما يحدث لي شيء جنوني، وليس لدي ما يشرح ذلك منطقيًا الأمر الذي يؤكد أنه يفلت مني".
النشر الفرنسي الذي تنفس الصعداء في نهاية العام الماضي بفضل الرواية الأخيرة "ليكابوغ" للروائية البريطانية الشهيرة ج. ك. رولينغ، وبكتاب مذكرات باراك أوباما، انبعث من الرماد كالعنقاء برواية كاتب كان مجهولًا، وربما نكرة لدى قراء كسالى كثر، وأضحى نجمًا ومعبود جماهير أحبت تواضعه الخلقي والعادي، خلافًا لمبدعين غير عاديين، لكن نرجسيين إلى حد مرضي. لوتيلييه "صاحب أحسن غونكور في تاريخ فوج مادريغال"، الذي يضم داري غاليمار وفلاماريون، على حد تعبير برونو كاييه، أحد مسؤوليها، فرض على غاليمار إعادة طبع روايته عشرين مرة تحت ضغط الإقبال، بعد أن برمجت الدار الشهيرة الأولى في فرنسا توزيع ما لا يزيد عن 12000 نسخة فقط من الطبعة الأولى، حسب مسؤولة النشر كارينا حسين. ودخل صاحب "الرواية الظاهرة" تاريخ مواعيد غاليمار مع جائزة غونكور للمرة الثامنة والثلاثين محتلًا المرتبة الثانية في تاريخ الأكاديمية بالتساوي مع جوناتان ليتل صاحب رواية "المتسامحات"، بعد مارغريت دوراس، متصدرة هرم القمة إلى يومنا هذا بروايتها "العاشق"، التي باعت منها مليون و600 ألف نسخة في عام 1984.



"أوليبو" أو سر الخلفية
لمن لم يسمع باسم إرفيه لوتلييه من قبل، ولم يقرأ عن نزعته الروائية، يجب أن يعرف بأنه الابن البار الذي خرج من معطف تيار "أوليبو" (oulipo)، أو ouvroir de littérature potentielle (افتتاحية الأدب المحتملة). ويعود تاريخ تأسيس التيار إلى عام 1960 على يد ريمون كينون، الذي تاب تاركًا السريالية؛ وفرنسوا لو ليونيه الذي يعتبر الأب المؤسس للجماعة التي راحت تلعب بالكلمات، وتتمرن على الأساليب غير المعتادة وتقفز على الكتابة التي سعوا لتجاوز "أرثوذكسيتها" إلى درجة تأليف روايات كاملة من دون استعمال حرف الأو، أي E، إضافة إلى التلاعب بالأحرف، وتجنب استعمالها من البداية حتى النهاية، وهذا ما قام به لوتلييه في نهاية الرواية بطريقة لم نعهدها. قبله كتب جورج بيراك، العضو البارز الثالث في نادي "أوليبو"، روايته "الرحيل"، من دون استعمال حرف "الأو"، E، وحصل بيراك على جائزة "ميديس" في عام 1978 عن روايته "الحياة.. طريقة استعمال".
فرنسوا لو ليونيه، الذي يعتبر الرئيس المؤسس للنادي الأدبي التجريبي بامتياز، استبدل صيغة كتابة كلمتي (الفرسيدان بونداتور) أي البريسدان فونداتور président pondateur بدل président fondateur!!. إيتالو كالفينو، وجان كيفالو، وكلود بيرج، هم أيضًا أعضاء في نادي "أوليبو"، الذي يسعى إلى ابتكار طريقة جديدة في كتابة الرواية والشعر بإدماج التحديات العلمية في الأدب، وهذا ما قام به لوتلييه في رواية لم ترق للبعض، وسحرت كثيرين في الوقت نفسه، كما مر معنا.
انطلاقًا مما ذكرناه سلفًا، لا شك أن عددًا كبيرًا من الذين أُعجبوا بالرواية هم من محترفي وهواة العلوم والتقنيات الحديثة العامة، وخاصة تلك المتعلقة بالفضاء وعلوم الفيزياء الإحصائية والجينات والفلك والإعلام الآلي، ومن محبي الأدب المجدد باسم علم خيال ما بعد الحداثة، كما جاء في تعريف أسلوب كتابة الرواية المثيرة المذكورة على أكثر من صعيد.

لوتلييه حصل على أرفع الجوائز الفرنسية برواية تقع في 336 صفحة، ومكونة من ثلاثة أجزاء، و11 شخصية يجمعها النشاز بحكم ازدواجيتها المتخيلة. الشخصيات التي عكست شغف وولع متخيلها الروائي وصاحب الهوية العلمية كانت كلها مزدوجة، وقدمها بالتسلسل على النحو التالي: بلاك القاتل، فيكتور مييزيل، الكاتب الفاشل الذي انتحر قبل نشر روايته "نشاز" (لوتلييه ما زال حيًا ونجح مؤخرًا)، لوسيه بوغارت، العاملة في المونتاج السينمائي، دافيد ماركيل، الطيار الذي أصيب بسرطان اكتُشف بعد فوات الأوان، صوفي هكوفمان، ابنة الجندي الأميركي الذي حارب في أفغانستان والعراق (إشارة إلى تعاطف مع جهة ما)، جوانا وودس، المحامية السوداء المدافعة عن مؤسسة صيدلية كبيرة، سليم بوي، الفنان النيجيري المثلي الذي يكذب كما يتنفس، أندريان، الأستاذ في الرياضيات مثل لوتلييه، ميرديت هاربر، الأستاذة في الرياضيات أيضًا، جيمي بودولسكي، الضابط في مكتب الاستخبارات الأميركية المكلف بالعمليات النفسية، أندري فانييه، المهندس الفرنسي الذي يعيش حياة زوجية مهددة.
شخصيات تنضح بنزعة خيال علمي أضحى مطلوبًا في سوق أيديولوجية تتجلى خلفياتها في الرواية التي أصبحت جاهزة لتولد من جديد في شكل مسلسل تلفزيوني يمجد الأقوى علميًا وسياسيًا أيضًا من دون الكشف عن المستفيد من هذه القوة، وعن كيفية تطبيقها، وعلى من؟ الرواية التي تبدو إنسانية النزعة وسيكولوجية المعالجة والمنحى وعلمية الطابع، هي بصدد الترجمة إلى أكثر من أربعين لغة!
بهذه الرواية، اكتشف القراء فجأة كاتبًا لم يكن معروفًا قبل بلوغه سن الرابعة والستين. كتب منذ ثلاثين عامًا 26 مؤلفًا في الرواية والشعر والقصة والمسرح والبحث والأوبرا. من كتبه نذكر "فرنسا.. الصناعة والأزمة"، و"أنا وفرنسوا ميتران"، وروايات وقصص "سارق الحنين"، و"رحيل بيراك"، و"إحياء الذاكرة"، و"حرب وجراح"، و"حكايات سائلة"، و"كل العائلات سعيدة"، ودواوين شعرية، ومجموعات قصصية أخرى. عمل صحافيًا في صحيفتي "لوموند"، و"لوكانار انشينيه"، كمعلق ساخر. وروايته التي أخرجته إلى النور مفعمة بالسخرية السوداء تحديدًا.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.