}

جائزة المرأة للإبداع.. حيوات لم تقرأ عنها بعد

تغطيات جائزة المرأة للإبداع.. حيوات لم تقرأ عنها بعد
الروايات الست المرشحة في القائمة القصيرة لجائزة المرأة للإبداع
على غير المتوقع، خلت القائمة القصيرة لجائزة المرأة للإبداع، التي أعلنت قبل أيام، من رواية توري بيترز، التي أثارت جدلًا واسعًا، كونها أول امرأة متحولة يتم ترشيحها للفوز بجائزة تخص المرأة تحديدًا.

توري بيترز وروايتها "detransition baby" التي لم تترشح للقائمة القصيرة للجائزة

فبالرغم من البيان شديد اللهجة من الهيئة المانحة للجائزة، لما وصفته بـ"التنمر" من شخصيات تتخفى تحت أسماء مستعارة على كاتبة تحمل هوية بالفعل، جاءت القائمة القصيرة متضمنة ستة أسماء لم يسبق لها الترشح للجائزة من قبل، وبيترز ليست من بينها.



"أرض غير مستقرة" و"النصف المتلاشي"

كلير فولر وروايتها "أرض غير مستقرة" 

 

بريت بينيت وروايتها "النصف المتلاشي"


بين غمضة عين وطرفتها، قد تُسلب منك الحياة التي عرفتها جيدًا وألفتها طويلًا، وبينما تحاول استعادتها بشتى الطرق الممكنة، أو حتى الاكتفاء بالبناء على أنقاضها، تتكشف لك أسرار رهيبة. هذا ما تفشيه البريطانية، كلير فولر، في روايتها الرابعة "أرض غير مستقرة". تتعمق الرواية في المناطق الريفية في إنكلترا، والأشخاص الذين خلفهم النظام وراءه، من خلال قصة التوأمين جيني، وجوليوس، اللتين تعيشان في عزلة وفقر في ريف ويلتشير مع أمهما دوت، رغم بلوغهما سن الخمسين. داخل جدران كوخ عتيق، يعزفن الموسيقى، وفي الحديقة يزرعن كل ما يحتجن إليه لقوتهن (ويقتلن أحيانًا). غير أن موت الأم المفاجئ يقلقل الحياة المطمئنة للتوأمين، ويكاد يفضي بهما إلى الانهيار. وبينما تعافران للحفاظ على ملاذهما الصغير ضد مخاطر العالم الخارجي، تبدأ أسرار والدتهما في التكشف. إنها رواية مثيرة عن الخيانة والصمود والحب والبقاء، وصورة للحياة على أطراف المجتمع تستكشف كيف يمكننا تحويل بؤرة الضوء من قلب العتمة إلى ما تبقى من حياتنا.
فازت فولر بجائزة ديزموند إليوت لعام 2015 عن روايتها الأولى "أيامنا المعدودة التي لا نهاية لها"، ورشحت روايتها الثانية "دروس السباحة" لجائزة الجمعية الملكية للآداب لعام 2018، وكذلك روايتها الثالثة "برتقال لاذع" لجائزة دبلن الدولية للأدب. وهو ما يعني أن روايات فولر الأربعة ترشحت لجوائز.
في "النصف المتلاشي"، الرواية الثانية لبريت بينيت، نصطدم بتوأمين آخرين، بشرتهما الأفتح تتيح لإحداهما التسرب سرًا إلى مجتمع البيض، وزوجها الأبيض لا يعرف شيئًا عن ماضيها، بينما تتمسك الأخرى بهويتها، وتنجب فتاة سوداء تعود بها إلى المجتمع الذي فرت منه هي وأختها ذات يوم حين كانتا في السادسة عشرة من عمرهما. ومع ذلك، حتى لو بلغت المسافة بينهما أميالًا شاسعة، سيظل مصيرهما مشتبكًا. تشيد بينيت من خلال نسج خيوط أجيال متعددة من هذه العائلة، من أعماق الجنوب إلى كاليفورنيا، من الخمسينيات إلى التسعينيات، قصة بقدر ما هي عائلية عاطفية ومثيرة للانتباه بقدر ما تستكشف تاريخ الزوال الأميركي، مع الأخذ في الاعتبار التأثير الدائم للماضي، لأنه يشكل قرارات الشخص ورغباته وتوقعاته، كما تستقصي الأسباب والعوالم المتعددة التي يشعر الناس أحيانًا بالانجذاب للعيش فيها، لكنها تقترح عليهم هويات أخرى.



وصفتها لجنة التحكيم بأنها رواية مكتوبة بشكل جميل، ومعقدة من الناحية النفسية. وقالت برناردين إيفاريستو، رئيسة اللجنة: "التوأمة فكرة مثالية حقًا". لدينا روايتان في القائمة القصيرة هذا العام تتناولان التوائم على نحو مدهش.



الرواية الأولى في قائمة المرأة

شيري جونز وروايتها "كيف تكنس الأخت بيتها بذراعها الوحيد" 


من ضمن العناوين الستة الواردة في القائمة القصيرة، روايتان كل منهما هي الأولى لكاتبتها: "كيف تكنس الأخت بيتها بذراعها الوحيد" لشيري جونز، و"لا أحد يتحدث عن هذا" لباتريشيا لوكوود.
توجه جونز في روايتها الأولى رسالة تحذيرية للفتيات اللاتي يتجاهلن تحذيرات الأمهات، فيعانين بقية حياتهن جراء عنادهن الأعمى، وقلوبهن التي ينضجها الألم، وذلك من خلال ثلاث زيجات تكشف عما يحدث وراء الكواليس في صناعة السياحة في مجتمع من الأشخاص لم يُكتب عنهم مطلقًا يعيشون في منطقة البحر الكاريبي، حيث يكمن الفقر وراء شواطئها الرملية البيضاء والسياح الأثرياء، والعنف المهدد والتضحيات التي تضطر المرأة إلى تقديمها للبقاء على قيد الحياة.

باتريشيا لوكوود وروايتها "لا أحد يتحدث عن هذا"


بينما تصطدم الحياة الواقعية بالعالم الافتراضي في "لا أحد يتحدث عن هذا"، التي تركز على ثقافة الإنترنت والاتصال البشري، من خلال امرأة معروفة بمنشوراتها الرائجة على وسائل التواصل الاجتماعي. قالت عنها هيئة التحكيم: "إنها تنطوي على مخاطر جمة رغم دفء السرد، هذه الرواية المؤثرة جدًا تغوص عميقًا في النفس البشرية".



"مملكة متعالية".. قلب أميركا المظلم

يا غياسي وروايتها "مملكة متعالية"


تتبع يا غياسي في روايتها الثانية "مملكة متعالية"، أسرة من غانا يدمرها الاكتئاب والإدمان والخسارة حين يستسلم الأب والأخ للواقع الصعب لحياة المهاجرين في الجنوب الأميركي وتتقلص أسرتها المكونة من أربعة أفراد إلى اثنين فحسب، فتتلاشى الحياة التي حلمت بها جيفتي. وفي محاولة يائسة منها لفهم إدمان المواد المخدرة التي دمرت حياتها، تلجأ إلى العلم للحصول على إجابات. وسرعان ما تنتبه إلى أن جذور مشكلتها المتشابكة تصل إلى أبعد مما كانت تعتقده من قبل، حيث تأخذها قصة عائلتها عبر القارات والأجيال إلى أعماق القلب المظلم لأميركا الحديثة.

سوزانا كلارك وروايتها "بيرانيزي"


برواية سوزانا كلارك الثانية "بيرانيزي"، التي نُشرت بعد 16 عامًا من روايتها الفنتازية الأولى "جوناثان سترينج والسيد نوريل"، تكتمل القائمة القصيرة لجائزة المرأة هذا العام. وهي مزيج من الغموض والسحر، يشيد عالمًا متعدد الطبقات يرويه بيرانيزي، عن محيطه والسكان الغامضين. قالت إيفاريستو: "إنها رحلة". و"ربما تكون أقرب إلى تناول عقار هلوسة إذا لم تكن قد تناولته من قبل. إنها تغويك بعالم خيالي رائع يوسع مداركك، وأصيل تمامًا".
وصفت إيفاريستو الروايات المختارة بأنها عن حيوات لم تقرأ عنها من قبل: "أردنا أن ندافع عن الكتب التي تقدم للقارئ قصصًا قليلة السرد. وهذه الكتب تدور حول المجتمعات المهمشة، وهي طازجة جدًا بسبب ذلك".



كتابة المرأة تتحدى التصنيف والتنميط
هذه هي السنة الأولى منذ 2005 التي أدرجت فيها الجائزة في قائمتها القصيرة مرشحات لأول مرة فقط، بعد أن توقع كثيرون ورود الكاتبة إيلي سميث، التي ترشحت في القائمة الطويلة عن روايتها "الصيف"، الجزء الأخير في رباعيتها حول فصول السنة. أما عن توري بيترز، التي تعرضت لكثير من الانتقادات عبر الإنترنت عن روايتها الأولى عن مجتمع متحول جنسيًا، فقالت إيفاريستو: "كان الكتاب مؤهلًا وفقًا لقواعد الجائزة، ومن الواضح أنه حاز على كثير من المؤيدين، ولهذا السبب وضع في القائمة الطويلة. لكن الوصول إلى القائمة القصيرة يتطلب اتخاذ بعض القرارات الصعبة حقًا. وللأسف، رواية بيترز لم تدخل فيها".



ووصفت إيفاريستو، التي انضمت إليها في لجنة التحكيم كل من الكاتبات إليزابيث داي، فيك هوب، نسرين مالك، سارة جين مي، القائمة المختصرة بأنها "استكشاف متنوع على نحو رائع وثري من حيث الموضوع لحكايات المرأة في أفضل حالاتها، إنها قائمة كاملة من التناقضات تتحدى التصنيف السهل، أو التنميط، وكل هذه الروايات تتصارع مع قضايا المجتمع الكبرى التي يتم التعبير عنها من خلال قصص مثيرة، ملأتنا حقًا بالشغف، ونأمل أن تفعل ذلك بالقراء أيضًا".
جدير بالذكر أن جائزة المرأة للإبداع أطلقت في عام 1996، بعد أن اعترضت مجموعة من الصحافيين والمراجعين والوكلاء والناشرين وأمناء المكتبات وبائعي الكتب على القائمة المختصرة لجائزة بوكر لعام 1991، لعدم تضمينها أي امرأة. ويتم الإعلان عن الفائزة النهائية بما قيمته 30 ألف جنيه استرليني يوم 7 يوليو/ تموز، لتنضم إلى الفائزات في السنوات القليلة السابقة: تاياري جونز، وكاميليا شمسي، وزادي سميث.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.