}

صيف ثقافي في حضرة شاتوبريان

بوعلام رمضاني 5 سبتمبر 2021
تغطيات صيف ثقافي في حضرة شاتوبريان
ملصق مهرجان "ليلة الكتاب"



ليست قريةُ بشريل الصغيرة، التي تحتضنُ سنويًّا منذُ 26 عامًا "ليلة الكتاب"، هي التِّي أبهرَتْنا وحدها، كما ذكرنا في المقال السابق، فالجولةُ التي قادَتْنَا إلى بعضِ الأريافِ والمدُنِ المحيطةِ بها في شمالَ غربِ فرنسا مؤخرًا، أكَّدَت أنَّ الثقافةِ ليست تَرفًا، أو حاجة كمالية يمكن التردد في تجسيدها كمشروعٍ تربوي مُتكاملِ الأركانِ والمعايير والتجليات.
بفضلِ الجولةِ التي قادتنا إلى أريافٍ تقودُ أزِقتَهَا التاريخية إلى مُدُنٍ خلَّدَها الكاتبُ الكبير شاتوبريان، بعد حضورنا "ليلةَ الكتابِ" في قريةِ الكُتب والمكتبات، زاد انبهارُنا بمقاربةٍ مدروسةٍ بدقة مُرادفة لحياةٍ تضربُ بِجُذورها في صلب تنميةٍ لا تضمن الحاجات والمُتع المادية والأغذية الضرورية للأفواه والبطون فحسب، بل أيضًا الأُخرى الحتمية في دورها للعقول والقلوب والأرواح والعيون والآذانِ السليمة.
يومان فقط في أحضان بعضِ الأرياف والمدن، كانا كافيين للتأكيد أن التعاطي مع الثقافة كشرطٍ وُجودي حيوّي ومَصيري يَضمَنُ حياةً اجتماعية وإنسانية متوازنة لا تقبل الارتجال والتَّقَشُّفَ والتَّقاعُس عبر كل فصول السنة وفي كل الأحوال، وسواء أشرقتْ الشمس، كما يُفترض، أو هطل المطر بغزارة، وبرد الجو في عز الصيف. وقول نيكول لوفافر، المسؤولة الإعلامية، في بريدها الإلكتروني لكاتب هذه السطور قبل وصوله القرية البديعة والمبدعة في السابع من الشهر الماضي: "سَنقهر المطر المبرمج، وسوف لن يُثبِّطَ عزيمتنا، ولن يُنقِص شيئًا من قناعتنا"، حقيقةً بدتْ لي شامخة كجبال كلمنجارو، والهمالايا، والأوراس، وأنا أساعد أحدَ باعةِ الكتب القديمة على تغطية طاولةِ كتبه بعد أن تبللت أطرافُ بعضها، فضلًا عن صور قديمة عن الجزائر الفرنسية.



معارض لأطفالٍ في سن الربيع
بدأت رِحلتنا الثقافية في دارِ الكُتب التي احتضنت وَرشاتِ معارضٍ، ومن بينها مَعرض الخطَّاطة ميشال كورنيك Michèle Cornec، الذي زاره أطفالٌ في سنِّ الربيع، ابتداء من سن العاشرة، رفقةَ أولياءَ أَمرِهم، ومِن بينِ أولئك، رأينا الذِّين حاولوا التوفيقَ بِصعوبةٍ بينَ الشَّرح لفلذاتِ الأكبادِ، وبين قيادةَ الكُرسي المُتَحرِّك للجَدَّةِ المشلولةِ التي راحت هي الأُخرى تَتَمتَّع بِجَمَالية الخطَّاطة ميشال.




دار الكتب نفسها الرئة الثقافية لقرية بشريل، احتضنت أيضًا مَعرض الفن التَّصويري لسارة وليامس Sarah Williams، الذي انطلق أثناءَ الحجر الصحي الأول، وأُعيدَ تَقديمه بمشاركةِ زُوَّارٍ مِنْ كلِّ الفئاتِ الاجتماعية والعُمَريَّةِ، كما لاحظنا ذلك مُجددًا ونحنُ نُشاهِدُ في مسرحِ الدَّار عرضَ "شجرةِ البلُّوطِ التي تَتَحدَّثُ" للكاتبة جورج صاند (1804 ـ 1876)، والتي مثَّلت قصَّتَه بِمهارةٍ فنيةٍ كبيرةٍ الفنانةِ القديرةِ فاليري أوبار Valérie Aubert، خريجة المدرسة العليا للمسرح الوطني لمدينة ستراسبورغ.
عِشتُ لحظاتٍ عجيبةٍ وأنا أُتابِعُ العرْضَ في الصّف الأخيرِ، راصدًا الانضباطَ المُطلق لجمهورٍ ملأَ المسرح عن آخره رفقةَ بنينَ وبناتٍ تتراوحُ أعمارهم وأعمارهن بين السابعة والسابعة والسبعين، كما يقول ميشال ساردو في أُغنيته الشهيرة. وفي الوَقتِ الذّي كانت فيه المُمثِّلة تُبدِع وحيدةً على الخشبة، مُجسِّدَةً دورها المونودرامي بالإيماءاتِ الحركيّةِ والصَّوتية والإشارات الإيمائية المُختلفة والفراغات الصامتةِ والمُوحية والمُعبرة عن الموقِفِ بدِقَّةٍ مدروسة، كان الجميع مُلتَزِمًا الصَّمتَ المُطلق، وكَأنَّه في معبدٍ، أو كنيسةٍ، أو مسجدٍ، وحتى حادثةَ الأبِ الذي راح ضحيةَ شغبِ ابنه طيلةَ العرضِ، لَعِبَ دورَهُ بمهارةٍ فَرضَها المَوقِف غَيرَ المُنتَظر. ولفتَ انتباهي الأبُ الذِّي اصطحبَ ابنه الأصغرَ بينَ الأطفالِ الذين جاؤوا للاستمتاع بقراءَةِ مسرحية، بتَمثِيلِه التراجيدي الهادئ، وهو يَتَصارع مع ابنِه المُتمرِّد بكلِّ ما أُوتي من قُدرة على مُقاومةِ طفلٍ لمْ يَأسَره النَّص الذي طغتْ عليهِ سَرديَّةٌ منطقيةٌ كانت في حاجةٍ إلى إخراجٍ يُراعي حاجة أطفالٍ قَلَّ سنُّ بعضِهِم السادسة.
خلالَ العرضِ الذّي لمْ يَعرِف الحدَّ الأدنى من الإخلالِ بشُروطِ ارتداء الكمامة وغلق الهواتف، وعدم التقاط الصور، ارتجل الأبُ المتورِّط كَلامًا مُغريًا، وحركاتٍ كلّها لطفٌ ودُعابة مُتسوِّلاً ومُتَوَسِّلاً ابنه المتمرد على مرأى ومسمعِ جُمهورٍ لمْ يَقلق من انزعاجٍ غيرَ مُتوقع، ولم يتَأثَّر بِهِ تحت وطأةِ مُتعَةِ حِكايةٍ تربويةٍ قِوَامها صَداقَةٌ تَمَّت بينَ الشَّجرَةِ الناطقة التي كان يَخشاهَا الفلاحون وبينَ الطّفل اليَتيمِ الذِّي وَجدَ فيهَا خيرَ سندٍ نَفْسيٍّ واجتماعي.
دارُ الثقافة التي قُدِّمَ في بهوها الكبير عرضَ القصة الموسيقية "الكفيف صاحب الصوت الذهبي ديو كالمداز"، احتضنت أيضًا معرضَ "الفضولية"، أو العالم الصغير لـ"أليس في بلاد العجائب"، واستطاع المعرض أن يَحظى بأكبرِ إقبالٍ لخصوصيتهِ الفنيةِ والأدبيةِ التي تَعني الكبارَ والصغارَ، ولتنوُّعِ التُّحف الغريبة المعروضةِ والمستوى الفنّي العَالي الذي أَبرَزَته الرسَّامتان نيكول كلافلو، ودلفين جاكو، والرسام فردريك كليمو.



المُنادي الأدبي: بين أزقَّةِ القرية التاريخية وسوق الكتب

المعرض التشكيلي في "ليلة الكتاب" بقرية بشريل


قبلَ مُتابَعتنا المُنادي الأدبي الذي انطلق من دار الكتب صوبَ أَزِقَّة القرية التاريخية وباعةِ الكُتب القديمة والجديدة، وَقَفنا عندَ مَعارضَ وَورشاتٍ فنية وأدبيةٍ ومسرحيةٍ أخرى احتضنتها دار الكتب، ومن بينها ورشةَ "الرسوم التوضيحية المختومة" لمسؤولي دار نشر "كومويوكو" أليس بوسو، وماركو شامورو، والتي أقبلَ عليها الآباء والأمهات رفقةَ أبنائهم البالغين من العمر أربعة أعوامٍ وأكثرَ، ومعرضَ الرسم على الزجاجِ والسيراميكِ لكلِّ من إليس مانغ، وفريدي رابان، واويجني، ولورا هوسان، وجان جوكانج. ورشة سارة عمروس Sarah Amrous المغربية الأصل التي أتت من باريس لتُنهِي كتابةَ مسرحيتها الجديدة "بعيدًا"، شكَّلت حدثًا فنيًّا وحدهَا داخل الحدثِ الثقافي الكبير الذي تحتضنه القرية التاريخية، وجاءت سارة من باريس بدعوةٍ من دارِ كاتب لتقيم في إطار إقامةِ كتابة لمدة شهر، وقامت الكاتبة والممثلة والمخرجة بتنشيط ورشة عن الكتابة المسرحية والتمثيل وبقراءةِ نصِّها الجديد يوم الثالث من أغسطس/ آب قبل وصولنا إلى بشريل، وورشاتٍ سابقةٍ خلال شهر يوليو/ تموز قُبالةَ جمهورٍ مكوَّنٍ من كهولٍ وأطفالٍ تتراوحُ أعمارهم بين السابعة والثانية عشرة.




فابيا موريتي منادي الشارع، وزارع الحس الأدبي، أو ما يعادل عندنا المسحراتي، ولو شكلًا، ضَمِنَ هو الآخر لحظاتٍ خارقةٍ جمعتْ بين المُتعة والمزحِ والتسلية والتربية الثقافية والترقية الأدبية، وانطلق فابيا من دار الكتب بعد الظهرِ على مَتنِ دراجتِهِ الهوائية مُتوجِّهًا إلى الساحة الرئيسة لقرية بشريل حيث تقع مكتباتها الدائمة وسوق الكتب القديمة. فابيا الذي حضَرنا قراءَتِه الأولى للأشعارِ والمقولاتِ الفِكرية والأدبيَّةِ التِّي وَضعها جمهورُ ليلةِ الكتابِ في صندوقٍ خاصٍ بدار الكتاب، ردَّ على تحيّتِنَا مُبدِيًا سعادتَه بالمُهمَّة التي يقوم بها وشاكرًا الجمهور الذي كان يتوقف عند "صراخه الأدبي" من فترة إلى أُخرى طالبًا المزيد. بعد حوالي نصف ساعة، وفي إحدى الأزقة الضيقة المؤدية إلى سوق الكتب المعادل "لسوق عكاظ" تحديدًا، انتشى الجمهور الذي ملأ ساحتَه على الآخر بأشعارِ وقراءاتِ ومقولاتِ فابيا، والذي اضطر إلى فتحِ مظلته الشّتوية في عزِّ الصيف، مِثلي ومِثلَ المئاتِ من المُتفرجِينَ الذين تحدَّوا المطر السّخي في انتظار عودة الشمس البخيلة، وحتى الوالد الذي كان يتمتَّعَ بفرجةٍ فنية وأدبية ومسرحية في الهواء الطلق حاملًا رضيعًا لم يبدأ في المشي، تحدى هو الآخر المطرَ، مثلهُ مثلَ آخرينَ راحوا يبحثون أثناء استراحة المنادي الأدبي عن كتب جديدة وقديمة في 16 مكتبة تجاور بعضها بعضًا، وعلى عشرات الطاولات التي عانى أصحابها أكثر من مرّةٍ مع مطرٍ عنيدٍ فشلَ في مُحاربةِ كُتبهم، وفي إخضاعهم للأمر الواقع.
على مقربة من شاحنة "ميكانيك الكلمات" لصاحبتها المتخصصة في بيع الكتب بالأرياف، وَقفنَا قبل مغادرتنا ساحة الكتبِ ونحن نتجول بين آثارِ القرية وفي ربْوَتِها البديعة المطلة عليها، عند فضاءاتٍ خضراءَ مُحيطة بأشجارٍ باسقةٍ خُصِّصت لقراءاتٍ أدبيّةِ ولنشاطاتٍ مُوسيقية ولرقصاتٍ فنيةٍ على إيقاعِ مُختلف الآلاتِ والإيقاعاتِ في جوٍّ مُغيم وباردٍ في بعضِ الأحيانِ.
مشهدٌ غريبٌ لفتَ انتباهي قبل إصابتي بنزلةِ بردٍ نتجتْ عن تداعياتِ الاستخفاف من تقلبات جوية في عز الصيف، وتمثَّلَ في استمرار غِناءِ شابَّةٍ قُبالة الكنيسة رفقة العازف على الأكورديون، رغم نباح كلب من نوع بولدوغ، الأمر الذي زرع الرعب في قلبي وأفزعني رغم حبي لكل الفنون، وفرض عليَّ الهروبَ خلافًا لجمهورٍ بقِيَ مُتَسمِّرًا تحتَ وطأةِ إحدى المتع غير المحدودة في القرية العجيبة.
الطفل لوكا (9 أعوام)، الذي التقيته في الفندق، زار رفقة أمِّه الأستاذة قرية بشريل بمناسبة "ليلة الكتاب"، واقتنى بعض الكتب، وصفَّق مُبتهجًا للمنادي الأدبي الذي أقنعه أن القراءة التي تربَّى في أحضانِها أحسنَ بكثيرٍ للعقل وللقلب من التلفزيون الذي لم يدخل يومًا ما بيت والديه اللذين اختلفا حول أكثر من أمرٍ كما أخبرني، لكنهما اتفقا على منع فلذات الأكباد من مشاهدة صندوق العجب، كما كنَّا نَصِفُه في الصِّغَرِ، رغم ظهوره باللونين الأبيض والأسود فقط.



بين مدن دينا وسان مالو وكومبور

مسرح مفتوح داخل آثار قرية بشريل 


لأنَّ الكاتبَ والسفيرَ والسياسي شاتوبريان (1768ـ 1848) هو الاسم المرتبط تاريخيًا بمنطقة بريتاني/ La Bretagne، التي خلدها في كتابه الشهير "مذكرات من وراء القبر" (1848)، كما مرَّ معنا في المقال السابق، لا يُمكن زيارتهَا ثقافيًّا من دون الوقوفِ عندَ قصرِ مدينة "دينا/ Dinan"، وأروقة معارضها ونشاطاتها الفنية الصيفية المعلن عنها على واجهاتِ المحلاتِ، وفي المكتبِ السيَّاحي الواقعِ في قلب المدينة القديمة. على بعد خطواتٍ من قصرها الذي يَؤُمُّه السُّيَّاحُ من كل أنحاءِ فرنسا، ومن الخارج، تقعُ أروقةُ الفنانين التشكيليين الذينَ يتنافسون جنبًا إلى جنبٍ بشتَّى الأساليبِ لبيعِ ما أمكن في ظل أزمة اقتصادية صعبة لا تَسمحُ باقتناء لوحات غالية.
رغم غلاءِ لوحات الفنّان جان لوي لامي المتأثر بتقنية المنمنمات الإسلامية، وبرتارا لومارشون الخارج من معطف جياكوميتي، لم تَكنْ الأروقةُ التي احتضنت أعمالهم خالية من الجمهور الزائر لمدينة دينا، واكتفى بعضهم بالتجوُّل عبر لوحاتٍ تنوَّعَت شكلًا ومضمونًا، وحسب الفنان لامي "فإن بعضَ الزُّوار غيرَ الميسورين بالضرورة لم يترددوا في شراء لوحة يبلغ ثمنها 2400 يورو، بعد قبوله عرض الدفع بالتقسيط"، وفعلَ زَميلَه لومارشون الشيء نفسه عند بيعه لوحةً تُمثِّلُ رفوفَ مكتبةٍ ضخمةٍ.




تهافَتَ السُّيَّاح الفرنسيون والأجانب على كل ما هو تاريخ أثري ومعماري وفكري وأدبي، يبلغ ذروته في مدينة كومبور التي يتباهى بها أهلها أكثر من أي فرنسي بحكم رسوخها في مخيلة المعجبين بشاتوبريان الذي كان من أقربَ الكتَّابِ إلى عقلِ وقلبِ الجنرال ديغول. في هذه المدينة الوديعة التي تتوسَّطُ مدنَ رين جنوبًا، وسان مالو شمالًا، ودينا شرقًا، يتجمَّعُ الآلاف من السياح سنويًّا بمختلف مشاربهم الفكرية والعقائدية لتخليد ذكرى أحد أهم كُتَّابِ فرنسا القرون الوسطى غير عابئين بمواقفه المحسوبة على الإقطاع والملكية المسيحية، ومُكتفين برمزيته الإبداعية التي تخترق كل أنواع الصراع الأيديولوجي.
في قصر كومبور، مهد الرومانسية، الذي قضى فيه شاتوبريان النبيل طفولته، يجتمعُ ميسورو الحال بمتوسطيهم مُتجولين عبر أريجِ وعطرِ حدائقَ غنَّاء وأشجارٍ بديعةٍ، ومن بينها تلك الشجرة المعمرة (قرنان) التي تُحطِّمُ الرقمَ القياسي في الصور الملتقطة بتقنية "السلفي"، والتي أضحَت تُحفةً منحوتَةً بأغصانها الغارقة في التاريخ. شاتوبريان الذي يعيشُ حيًّا يُرزق عبرَ أحفاده الذين رمَّمُوا القصرَ بذوقٍ نيوقوطي gothique Néo، هو نفسه شاتوبريان الحيّ بتمثالِهِ الذي يتوسَّطُ ميناءَ وجبهة سان مالو البحرية، حيثُ وُلِد، وحيثُ دُفِن، كما نقرأُ ذلك في كتابه "مذكرات من وراء القبر". في هذا الكتاب الذي يُباعُ كالخبز في مكتبة القصر الذي سكنه، وشَهدَ على تديُّنِه وعلى حياته المخملية، لا عجب إن أقبَلَ مُعظمُ السيّاحِ على كتابه الذي وُصِف فيه باليه طيور النورس والبطرق على إيقاع سمفونيات أمواج هائجة في عز الصيف.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.