في خطوة لافتة تعكس تصاعد الضغط الشعبي على الحكومة الإسبانية، وقّع أكثر من 300 شخصية ثقافية وفنية إسبانية بارزة، بينهم المخرج العالمي بيدرو ألمودوفار الحائز على جائزة الأوسكار، رسالة مفتوحة تطالب بوقف تصدير الأسلحة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلية. وبحسب وكالة الأناضول التركية، فإن الموقعين على الرسالة يشملون نخبة من صناع السينما والموسيقى والتلفزيون والأكاديميين.
وتضمنت الرسالة تحذيرًا صريحًا للحكومة الإسبانية من أن استمرار العلاقات العسكرية مع إسرائيل يجعلها متواطئة في الإبادة المستمرة، داعية إلى فرض حظر شامل وفوري على تصدير الأسلحة. ويأتي هذا التحرك في وقت حساس، حيث تتزايد الانتقادات الدولية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وقد أشارت صحيفة "إلباييس" الإسبانية إلى أن من بين الموقعين على الرسالة المخرج المعروف فيرناندو ليون دي أرانوا، والممثلة بينيلوبي كروز، والموسيقار خوسيه ميركي، مما يعكس عمق التأييد الثقافي والفني لهذه المبادرة.
وربطت الرسالة بين الوضع الحالي والتجربة التاريخية لجنوب أفريقيا، مشيرة إلى أن حظر الأسلحة كان أداة فعالة في إنهاء نظام الفصل العنصري. وشددت على أن وقف توريد الأسلحة والذخيرة والوقود العسكري هو ليس واجب أخلاقي فقط، بل أيضًا التزام قانوني دولي.
ويأتي هذا التحرك في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، ضغوطًا متزايدة، رغم تأكيده أن بلاده أوقفت تجارة الأسلحة مع إسرائيل منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وقد كشفت صحيفة "إلموندو" الإسبانية أن حزب "بوديموس" اليساري يقود حملة برلمانية للمطالبة بمزيد من الشفافية حول العلاقات العسكرية مع إسرائيل.
وفي تطور لافت، دعا سانشيز مؤخرًا قادة الاتحاد الأوروبي إلى تبني موقف أكثر حزمًا، مطالبًا بفرض حظر شامل على الأسلحة وحث الدول الأعضاء على الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة. وقد أفادت وكالة "يوروبا برس" أن هذا الموقف لقي تأييدًا من بلجيكا وأيرلندا.
وتزامنًا مع هذا التحرك الإسباني، شهدت مدينة شيكاغو الأميركية مظاهرة حاشدة نظمها طلاب وأساتذة معهد شيكاغو للفنون، احتجاجًا على العمليات العسكرية في غزة. ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالدعم المالي للحرب واستمرار استهداف المدنيين في لبنان وفلسطين.
وأشارت صحيفة "شيكاغو تريبيون" إلى أن هذه المظاهرة تأتي ضمن سلسلة احتجاجات متصاعدة في الجامعات والمؤسسات الثقافية الأميركية، تطالب بوقف الدعم العسكري لإسرائيل ووضع حد للعمليات العسكرية في غزة.