غيّبَ الموت الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن عمر 91 عامًا، في منزلها بنيويورك يوم الأحد الماضي، تاركةً خلفها إرثًا أدبيًا ضخمًا يتجاوز 91 مليون نسخة مبيعة من رواياتها حول العالم.
لم تكن برادفورد مجرد كاتبة عادية، بل كانت صوتًا ملهمًا للنساء عبر أجيال. بدأت حياتها المهنية في سن السادسة عشرة كمراسلة مبتدئة في صحيفة "يوركشير إيفيننغ بوست" في مسقط رأسها ليدز، قبل أن تنتقل إلى لندن لتعمل في "لندن إيفيننغ نيوز". وفي الستينيات، اتخذت من نيويورك موطنًا لها، حيث بدأت رحلتها مع الكتابة الروائية.
حققت شهرة عالمية مع روايتها الأولى "امرأة من جوهر" التي بيع منها أكثر من 30 مليون نسخة. تروي الرواية قصة إيما هارت، الفتاة الفقيرة التي تتحول إلى سيدة أعمال ناجحة في يوركشير. وقد تحولت الرواية إلى مسلسل تلفزيوني ناجح عام 1984، بطولة جيني سيغروف ولورا كارستيرز، ونال ترشيحين لجائزة "إيمي".
وكشفت برادفورد في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" قبل عامين أن شخصية إيما هارت كانت مستوحاة جزئيًا من قصة والدتها التي عملت في خدمة المنازل، وكيف كافحت لتوفير حياة أفضل لعائلتها. وأضافت أن تجربتها في الصحافة منحتها القدرة على سرد القصص بواقعية وعمق.
وتميزت رواياتها الأربعون بأسلوب سردي يركز على نساء قويات يواجهن تحديات الحياة بشجاعة. آخر أعمالها "روعة كل شيء" نُشرت العام الماضي، وتناولت فيها قصة مصممة أزياء شابة تصارع لإثبات نفسها في عالم الموضة النيويوركي.
نالت برادفورد وسام الإمبراطورية البريطانية عام 2007 تقديرًا لإسهاماتها في الأدب. وقال روبرت برادفورد، زوجها منذ 1963 والمنتج التلفزيوني المعروف، في تصريح لصحيفة "نيويورك تايمز" إن باربرا ظلت تكتب حتى أيامها الأخيرة، وكانت تعمل على مشروع رواية جديدة عن امرأة تدير سلسلة فنادق عالمية.
وأعلنت دار "هاربر كولينز" أن جنازة خاصة ستقام للراحلة في نيويورك، كما سيقام حفل تأبيني في لندن الشهر المقبل للاحتفاء بإرثها الأدبي المميز.