ترجمة: سارة حبيب
ليس الوصول إلى قرارات السنة الجديدة أمرًا سهلًا دائمًا. لذلك، ولمساعدتك في هذا الشأن، جلبنا لك أفكار بعض أبرز المفكرين على مرّ العصور.
1. تمشَّ كل يوم
"قبل كل شيء، لا تفقد رغبتك بالمشي. كل يوم، أقود نفسي مشيًا إلى حالة من العافية وأمشي مبتعدًا عن كل مرض. لقد مشيتُ إلى أفضل أفكاري، ولا أعرف أي فكرة أكثرَ إنهاكًا من أن يستطيع المرء أن يمشي مبتعدًا عنها. أما بالجلوس بلا حراك، وكلما جلس المرء أكثر بلا حراك، يقترب أكثر من المرض. بالتالي، إذا استمر المرء بالمشي فحسب، سيكون كل شيء على ما يرام". (سورين كيركِغارد)
كيركغارد، الذي من شأن فزعه أن يشلّ حتى المراهق الأكثر دراماتيكية، غالبًا ما وجد ملاذًا من القلق الوجودي في المشي. وإذا تعذر ذلك، حاول شرح صعوبة حياته في كتاباته. لقد كان لديه الكثير ليقوله عن الفزع، القلق، الله، الموت، والتصالح مع الحرية.
2. تبنّ نفسك – والآخرين- بوصفك نظامًا بيئيًا كاملًا
"عملتُ بحرص على ألا أسخر من الأفعال البشرية، أرثيها، أو أشجبها، بل أن أفهمها؛ ونظرتُ، لأجل هذه الغاية، إلى العواطف، مثل الحب، الكراهية، الغضب، الحسد، الطموح، الشفقة، واضطرابات العقل الأخرى، لا في ضوء رذائل الطبيعة البشرية، بل بوصفها خصائص، وثيقة الصلة بها، تمامًا كما هو الحر، البرد، العاصفة، الرعد، وما يشابهها، وثيقةَ الصلة بطبيعة الجو الذي تعدّ ظواهره، رغم أنها مزعجة، ضروريةً مع ذلك، ولها أسباب ثابتة، نحاول بواسطتها أن نفهم طبيعة تلك الظواهر، والعقلُ يتمتع بمشاهدتها على النحو الصحيح، بقدر ما يتمتع بمعرفة أن مثل تلك الأشياء تطري على الحواس". سبينوزا (مقطع تم تحريره)
رأى سبينوزا، صاحب الفلسفة المذهلة، الكونَ بوصفه حتميًا. كل فعل، بالتالي، له سبب مباشر يمكن اكتشافه. فإذا تمكنتَ من اكتشاف السبب الذي جعل شخصًا ما غاضبًا، عنيفًا، بائسًا، أو مكتئبًا، يسهل عليك أن تفهم تصرفاته، وتغدو مسامحته على أخطائه أكثر بساطة. التصالح مع فكرة أن لدى الجميع الكثير للتعامل معه، أشياء تجعلهم بغيضين لفترة، يمكن أن يجعلنا جميعًا أكثر تفهّمًا.
3. حاول أن تعيش مثل الماء
"إن أفضل البشر، مثل الماء، يعودون بالنفع على الجميع ولا ينافسون.
يقطنون في الأماكن الواطئة التي يزدريها الآخرون جميعهم.
وبوضع الآخرين قبل أنفسهم، يجدون أنفسهم في المقدمة ويقتربون جدًا من الطاوية.
في مسكنهم، يحبون الأرض؛ في قلبهم، يحبون ما هو عميق.
في علاقاتهم الشخصية، يحبون اللطف.
في كلماتهم، يحبون الحقيقة. في العالم، يحبون السلام.
في شؤونهم الشخصية، يحبون الصواب. في التصرف، يحبون اختيار الوقت المناسب.
ولأنهم لا يتنافسون مع الآخرين، لا تشوبهم شوائب العالم". (لاوتزه)
الطاوية، التي تُعرف أيضًا باسم "الطريق"، غالبًا ما تقارن بالماء. كريمة، ناعمة ومتدفقة، نقية، متجددة، وغالبًا تدور في حلقات؛ أن تكونَ مثل الماء يعني أن تعتنق الطريق. وضعفُ الماء، حقيقة أنه ناعم ولطيف، يجعله أكثر قوة؛ بوسعه أن يتدفق إلى أي مكان ويحتّ حتى الصخر. من الصعب العثور على مثال أفضل من هذا عن انسجام الأضداد.
4. تفحصْ حياتك ومعتقداتك بانتظام
"حياة غير خاضعة للفحص لا تستحق بأن تُعاش". (سقراط)
عمل سقراط الملقب "ذبابة خيل أثينا" على تفحصَ كل معتقد، مهما كان سائدًا، وتحديد ما إذا كان صحيحًا أم لا. وكان في كثير من الأحيان يطلب إلى الناس تعريف فضيلة ما، مثل الشجاعة، ليجد أن أولئك الذين يعطونها أعلى قيمة ليست لديهم أية فكرة عن ماهيتها. بالتالي، لا يمكن لنا أن نأمل بتحسين حيواتنا إلا من خلال تفحصها.
5. اقرأ كتابًا جديدًا كل شهر
"لم يمتلك البراهمة أي ماشية، أي ذهب، أي ثروة. كانت الدراسة ثروتهم وحبوبهم". (بوذا)
كان البراهمة معلميّ الهند القديمة ورجالها المقدسين، ولا يزالون يشكلون طائفة حتى هذا اليوم. من الناحية النظرية، كانوا أعلى طبقة اجتماعية. وبدلًا عن التركيز على النقود والشؤون الدنيوية، ثمّنوا التعلم والمعرفة. يذكّرنا بوذا بأن أولئك الرجال المحترمين كانوا رجال عقل ويشجعنا على أن نحذو حذوهم.
6. امضِ وقتًا أكثر مع أصدقائك
"أفضل صديق هو ذاك الذي عندما يتمنى مصلحة الشخص، يتمناها لأجل مصلحة ذلك الشخص نفسه". (أرسطو)
اعتقد أرسطو أن الصداقة ضرورية لعيش حياة جيدة، لكن، لا يؤدي كل الأصدقاء هذا الغرض. كان لدى أرسطو نظام ثلاثي الأجزاء لفهم الصداقة. والصداقات الأكثر حقيقية، الصداقات التي على الجميع أن يسعى من أجلها، هي الصداقات التي يقدّر فيها شخصان واحدهما الآخر بوصفهما بشرًا لا وسيلة لتحقيق غاية.
7. قلّلْ من كونك الشخص الذي من المتوقع أن تكونه، وكثّرْ من كونك الشخص الذي تريد أن تكونه
"كن من أنت عليه!" (نيتشه)
كان نيتشه، صاحب الأفكار الرائعة الأخرى المؤلفة من سطر واحد، ملكَ الفردية. ولم يكن يرى شيئًا أسوأ للشخص من انضمامه إلى قطيع الناس الذين اكتفوا باللحاق بالقطيع. وعلى الرغم من أنه كان حتميًا، رأى مع ذلك أن علينا أن نتقبل حيواتنا وكل ما يحلّ بنا.
8. اسعَ للتفوق كل يوم
"ما نحن عليه هو ما نفعله بشكل متكرر. التفوق، إذًا، ليس فعلًا، بل عادة". (أرسطو)
نظر أرسطو إلى الفضائل بوصفها مهارات؛ مهارات نسعى لأن نتقنها عبر مسار حيواتنا. أن تكون فاضلًا كان يعني أن تجسّد تفوقًا في مجال معين مثل الشجاعة، الاعتدال، أو الصداقة. بالتالي، ممارسة الفضيلة مرة أو مرتين لم يكن كافيًا، عليك أن تجعل من تجسّد تلك الفضيلة بحق عادة لك.
9. تقبلْ التغيير
"لا يمكنك أن تخطو في ذات النهر مرتين". (هيراقليطس)
كان هيراقليطس فيلسوفًا إغريقيًا من فلاسفة ما قبل سقراط، وقد ناقش بأن كل شيء متغير باستمرار. لا يعني هذا فحسب أن النهر يتغير، بل أنك تتغير كذلك. وبدلًا من محاولة التشبث بالأشياء التي لا يمكن أن تدوم، علينا أن نتقبل فكرة أن كل شيء سيزول قريبًا.
10. تولّ زمام حياتك
"غيّرْ حياتك اليوم. لا تراهن على المستقبل، تصرّفْ الآن، من دون تأجيل". (سيمون دو بوفوار)
تُظهر لنا الوجودية أننا جميعًا مسؤولون عمّا نحن عليه وما سنصبح عليه. انتظار أن تتغير حياتك خيار ممكن، لكنه خيارٌ يحرمك القدرة على تشكيل نفسك إلى ما ترغب أن تكونه. انتهز الفرصة!
(*) سكوتي هيندريكس: كاتب وصحافي أميركي. حاصل على إجازة في الفلسفة وماجستير في السياسة العامة.
رابط النص الأصلي:
https://bigthink.com/thinking/10-new-years-resolutions-you-can-steal-from-philosophers