}

ترامب يستهدف "أمينة ذاكرة" أميركا التاريخية

12 يناير 2025
تغطيات ترامب يستهدف "أمينة ذاكرة" أميركا التاريخية
توتر متصاعد بين الرئيس المقبل والأرشيف الوطني (Getty)
أثار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب جدلًا واسعًا بإعلانه نيته استبدال رئيسة الأرشيف الوطني كولين شوجان، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة للسيطرة على المؤسسة التي تحفظ الذاكرة التاريخية للولايات المتحدة. وكشف ترامب عن هذه النية خلال مقابلة مع المذيع هيو هيويت مؤخرًا، مؤكدًا عزمه تعيين شخصية "أكثر ولاءً" لإدارة هذه المؤسسة العريقة.
وتأتي تصريحات ترامب في سياق توتر متصاعد بين الرئيس المقبل والأرشيف الوطني، الذي يشرف على شبكة واسعة من المكتبات الرئاسية والمتاحف ومرافق حفظ الوثائق في أنحاء البلاد. وكان الأرشيف قد لعب دورًا محوريًا في كشف قضية احتفاظ ترامب بوثائق سرية في منزله بفلوريدا، حين نبه وزارة العدل في مطلع عام 2022 إلى وجود أكثر من عشرة صناديق من السجلات الرئاسية السرية في مقر إقامته.
ويمثل الأرشيف الوطني، الذي يحتوي على أكثر من 15 مليار وثيقة نصية و18 مليون خريطة و43 مليون صورة و365 ألف بكرة فيلم، ذاكرة الأمة الأميركية الحية. ويضم المبنى التاريخي في واشنطن أهم الوثائق في تاريخ الولايات المتحدة، بما فيها النسخ الأصلية من إعلان الاستقلال والدستور ووثيقة الحقوق.
وتولت شوجان، أول امرأة في تاريخ المؤسسة، إدارة الأرشيف في عام 2023، خلفًا لديبرا ستيدل وول التي كانت قد أرسلت الخطاب المثير للجدل إلى وزارة العدل. ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن تهديد ترامب باستبدال شوجان يعكس نمطًا من الانتقام السياسي الذي يخشى كثيرون من أن تشهده فترته الرئاسية الثانية الوشيكة.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة عن أن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان قد حاول لأكثر من عام إقناع ترامب بإعادة المستندات قبل إصدار أمر تفتيش مارالاغو في آب/ أغسطس 2022. ويلزم قانون السجلات الرئاسية جميع الرؤساء بتسليم معظم وثائقهم للأرشيف فور مغادرة مناصبهم.
ويشهد المبنى التاريخي للأرشيف، الذي ظل مظلمًا لـ19 عامًا بعد افتتاحه بسبب نقص التمويل، تطورًا مستمرًا في خدماته. وأكدت ميغان رايان جوثورن، القائمة بأعمال نائب الرئيس التنفيذي للعمليات، أن المؤسسة تركز على تعزيز الشفافية والمشاركة العامة، واصفة الأرشيف بأنه "خزانة ملفات البلاد".
وفي تطور لافت، كشفت تقارير إعلامية حديثة أن الأرشيف الوطني يعمل حاليًا على رقمنة ملايين الوثائق التاريخية لضمان حفظها وتسهيل وصول الباحثين والعامة إليها، في مشروع طموح يهدف إلى حماية التراث الوثائقي الأميركي للأجيال القادمة.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.