}

لقاءُ ثلاثة عقولٍ عظيمة في العلم والفلسفة والأدب

مارسيلو غلايسر 20 يناير 2025
ترجمات لقاءُ ثلاثة عقولٍ عظيمة في العلم والفلسفة والأدب
هايزنبرغ/ كانط/ بورخيس
ترجمة: لطفية الدليمي

ما حدودُ قدرتنا المتاحة والممكنة على فهم العالم؟ هل إنّ أحلامنا ببلوغ معرفة كاملة للواقع تُعدُّ واقعية، أمّ أنّ هنالك حدودًا قصوى نهائية لما يمكننا بلوغه؟ يتخيّلُ مؤلّف كتاب (منشور أواخر عام 2023، المترجمة) لقاءً جمع ثلاثة عقول عظيمة: الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس/ Jorge Luis Borges، والفيزيائي الألماني فيرنر هايزنبرغ/ Werner Heisenberg، والفيلسوف الألماني إيمانوئيل كانط/ Immanuel Kant. الآتي حوارٌ مع مؤلّف الكتاب الدكتور ويليام إيغنتون/ William Egginton.
الدكتور ويليام إيغنتون هو أستاذ العلوم الإنسانية، ومدير معهد ألكساندر غراس للإنسانيات Humanities في جامعة جونز هوبكنز. كتابه الأخير، وهو موضوع حوارنا هذا، عنوانه صرامة الملائكة: بورخيس، هايزنبرغ، كانط، والطبيعة النهائية للواقع/ The Rigor of Angels: Borges, Heisenberg, Kant, and the Ultimate Nature of Reality.


(*) كتابكَ هذا يجمعُ ثلاثة من أعظم العقول الغربية في الفيزياء والأدب والفلسفة، وهي مناشط معرفية لا يحصل تقديمها معًا في غالب الأحايين. يبدو لي ثمّة خطّة ما تتبنّاها في هذا الكتاب. وأنا على يقين كامل من أنّ هذه الخطّة تتناغم مع روح مشروع أكبر تتفاعل تفاصيله في عقلك. هل في مستطاعك تبيانُ السبب الذي دفعك لجمع هؤلاء الثلاثة العظام معًا في لقاء متخيّل، وكيف أنّ هذا اللقاء الخيالي يكشف عن أهدافك في كتابة هذا الكتاب؟
ويليام إيغنتون: هذا الكتابُ هو نتاجُ عقود عدّة من القراءة والتدريس والتفكير في التداخلات المثيرة بين الأدب والفلسفة والفيزياء. من المؤكّد أنّ نطاق تفكيري في هذه التداخلات شملت عددًا أكبر بكثير من الكّتّاب والمفكّرين غير هؤلاء الثلاثة؛ لذا عندما نضج الوقت لتحويل المشروع إلى كتاب ارتسمت أمامي، بقوّة طاغية لم يكن هنالك مفرٌّ من مواجهتها، أسئلةٌ على شاكلة: كيف يتوجّبُ عليّ تنظيم الكتاب؟ ومن هم أفضل الشخصيات التي يمكن عدّها تمثلاتٍ صالحة للكشف عن التداخلات بين الأدب والفلسفة والفيزياء؟ والأهمّ من هذا: كم عدد الشخصيات التي يمكن تناولها في الكتاب؟
كان طموحي المبكّر عند التفكير في تصميم هيكلة الكتاب أكثر اتّساعًا ممّا انتهى إليه الشكل النهائي للكتاب. أغوتْني فكرة سرد حكايات عن شخوصٍ محدّدين بغية استخلاص رؤاهم من وراء تلك الحكايات؛ لكن في بداية الأمر واجهتني معضلة وجود عدد كبير من الحكايات التي يتوجّبُ عليّ سردها. خطّطتُ في بداية الأمر لتأليف كتاب يضمُّ إثني عشر فصلًا، مع شخصية مركزية مختلفة في كلّ فصل منها؛ أي بمعنى أنّ الكتاب سيحوي اثنتي عشرة شخصية. شعرتُ بعد تفكّر طويل أنّ الكتاب سيكون نتفًا مشتّتة تغيب معها الفكرة الأساسية التي أسعى لها. حتى لو ظلّ يدور في مدار المشروع الفكري الذي يجولُ في عقلي. بعد ذلك، استطعتُ السيطرة على ذلك التشتّت، وكبح مفاعيله، إلى حدّ ربّما يجوز لي القول معه أنّني ضيّقتُ على العدد كثيرًا عندما جعلته ثلاثة وحسب. وضوحُ الفكرة أفضل من كثرة الشخصيات: هذا ما انتهيتُ إليه من قناعة.
بعد قناعتي بتقليص الأعداد، وضعتُ مخططاّ لأن يكون الكتاب سيرة أدبية لرجل واحد تتمثلُ فيه كلّ الاشتغالات المعرفية. ذلكم هو بويثيوس/ Boethius، الفيلسوف الإغريقي. هل تصدّقُ أنّ بويثيوس يلعب دورًا ثانويًا (بمعنى من وراء الستار) في أحد فصول الكتاب. لم تنجح خطتي مع بويثيوس؛ فهو بعيد تاريخيًا بعدًا هائلًا عن بعض الابتكارات الخلاقة للفيزياء في القرن العشرين، والتي أردتُ التعامل معها وتضمينها حتمًا في الكتاب. ثمّ قدحت في عقلي فكرة مدهشة: كنت قبل بضع سنوات قد نشرتُ في صحيفة (نيويورك تايمز) مقالة قصيرة حول ثلاث شخصيات عظيمة (بورخيس، هايزنبرغ، كانط)؛ فتساءلت: لماذا لا أجعل هؤلاء الثلاثة محور كتابي القادم، وبخاصة أنّهم حازوا كلّ العناصر التي أريد تضمينها في الكتاب.




الفكرة الأساسية التي ارتسمت أمامي دومًا طيلة حياتي، ولديّ شغف عظيم بها، هي: الكشف عن الكيفية التي يستطيع فيها التفكير العميق في معضلة ما أن يقود إلى رؤى عميقة بصرف النظر عن النطاق المعرفي الخاص بالباحث. بعبارة اخرى مصاغة بطريقة تقنية: يمكن للمقاربات الناعمة (Soft) المعتمدة في الإنسانيات أن تقدّم استنارة عظمى للمقاربات العلمية الصارمة (Hard)، والعكس صحيح أيضًا.
في المقاربات الثلاث التي اعتمدتُها في كتابي، أعتقدُ أنني قدّمتُ شاهدة تطبيقية على ما قلته أعلاه: قراءة بورخيس، وتوظيفُ بعض ما استخدمه كانط للتفكّر، ومساءلة معضلات طرحها بورخيس قادتني على مدى سنوات عديدة إلى بلوغ فهم أعمق لما اكتشفه هايزنبرغ. أعتقد بقناعة مؤكّدة أنّ فهمي لإنجازات هايزنبرغ كان أفضل بعد اطلاعي على أعمال بورخيس وكانط، وما كانت لتبلغ هذا المبلغ من الفهم لو اكتفيتُ بقراءة ما كتبه هايزنبرغ ذاته بشأن منجزاته الثورية!!

(*) كيف يكشف كتابك عن حيرة الإنسان من حيث كونه كائنًا بشريًا، وكيف يكشف عن قلقنا الوجودي لإدراكنا حقيقة حتمية مرور الوقت وبلوغنا طور الفناء المؤكّد. بمعنى آخر، كيف يتعامل الكتاب مع حقيقة أنّنا غير خالدين؟
ويليام إيغنتون: بعضُ ما أردت التأكيد عليه في كتابي، وهو كذلك طليعة المشروع الفكري الكامل الذي أعملُ عليه، هو ما يمكن أن نسمّيه (البُعد الوجودي) الذي جذب كلّ هؤلاء المفكّرين الثلاثة، وجعل كلًّا منهم يحقق اكتشافاته الرائعة في نطاقه البحثي والمعرفي. كان كلّ من هؤلاء المفكّرين الثلاثة ــ سواءٌ حصل الأمر عبر السرد القصصي، أو مواجهة الإعلانات الفلسفية، أو محاولة توظيف الصياغة الرياضياتية لتفسير النتائج التجريبية ــ شغوفًا إلى حدود غير متخيلة بما يمكن أن نسمّيه مواجهة مع طبيعة الوجود.
تظهر هذه المواجهة في حالة بورخيس عندما تواجه الشخصيات التي يخلقها بعض المفترضات الشائعة التي نميلُ إلى تبنيها كحقيقة مطلقة بشأن العالم، وتدفع هذه المفترضات إلى تخومها القصوى، وهنالك تعمل الشخصيات على دحض تلك المفترضات الراسخة (لا فرق في القول أنّ بورخيس هو من يدحضها. بورخيس يتماهى مع شخصياته). أما الحال مع كانط فقد نشأت من صراعه مع النزعة الشكوكية/ Skepticism الهيومية (إشارة إلى فيلسوف التجريب البريطاني ديفيد هيوم، المترجمة). لم تسمح هذه النزعة الشكوكية لِـ كانط الارتكان إلى اليقين العقلاني بأنّنا قادرون على معرفة العالم، لأنّ أفكارنا والعالم مصنوعان من الجوهر ذاته. أما المواجهة في حالة هايزنبرغ فقد تبدّت في استعداده الكامل لتجاهل أي شيء باستثناء عملية الرصد ذاتها للطبيعة، وفي الوقت ذاته الإلحاح حتى يوم وفاته على أنّنا نسعى من خلال العلم لا إلى تفسير الطبيعة ذاتها، بل "الطبيعة التي تكشفها طريقُتنا في المساءلة".




ما حاولتُ جهدي بعد تبيان هذه الأشكال الثلاثة من المواجهات الفكرية هو تتبّعُ الكيفية التي تجلّى بها إدراك طبيعة هذه المواجهات في حياة هؤلاء الثلاثة العظام. تساءلتُ في الكتاب: ما شكلُ العواقب التي أوقنُ أنّها ترتّبت على عاتق الأشخاص الذين تعاملوا مع أدبهم وفلسفتهم وعلمهم بأعلى أشكال الجدية لمعرفتهم المؤكّدة والمسبقة بأنّنا لا نكتشف العالم كما هو في سياق خالص من الموضوعية المطلقة؛ بل يتوجّبُ علينا أولًا أن نخلق الإطار المفاهيمي الذي يتيحُ لنا فهمه.
في فهمٍ للعالم مثل هذا يبطلُ الزمنُ عن أن يكون مؤثرًا ثانويًا، أو شيئًا في مستطاعنا تجنّبهُ. تجنّبُ الزمن يعني تجنّب الشرط ذاته الذي يتيحُ لنا إمكانية خوض التجربة في العالم. نحنُ لا نستطيعُ امتلاك العالم (بمعنى تجريب كل مسالكه الممكنة، المترجمة). نحن نستطيع خسارته فحسب. نحن نخسر العالم كلّ ثانية، وكل يوم، وكل سنة. إنّ كلّ خيار نتّخذه ينطوي على خسارة محتّمة لا يمكن إستعادتها لخيارات أخرى. هذه الإمكانات التي خسرناها، تلك "المسالك التي لم نسلكها" (كما في العبارة التي أوردها الشاعر النيوهامبشري روبرت فروست) لا وجود لها إلّا لأنّنا لم نسلكها. هي لا توجد إلا (وفقط إلّا) كمسالك للتعبير عن الندم المترافق كحتمية وجودية مع تجربتنا البشرية.

(*) يبدو للقارئ المتفحّص لكتابك أنّ الموضوعة الأساسية فيه والتي تقود كلّ الفعالية السردية فيه هي الصراع الجوهري بين رغبتنا في المعرفة، والتوق لبلوغ نوع من الإجابة "النهائية" عن أعمق أسئلتنا بشأن الوجود من جانب، واستحالة بلوغ مثل هذه الإجابات أبدًا من جانب آخر. هل يمكننا تلمّسُ بعض العزاء في محض محاولة بلوغ هذه الإجابات؛ أم أنّنا كائنات مقدّرٌ لها مواجهة نهاية وجودية مغلقة، والبقاء في متاهة الأسئلة الوجودية التي لا إجابات نهائية لها؟
ويليام إيغنتون: أعتقد بقوة أنّ ما نفترض فيه أن يكون الأقل حسًا شعريًا بين الثلاثة (أعني هايزنبرغ) هو الذي عبّر عن هذه المعضلة بكيفية أكثر كثافة وقوّة مفاهيمية من الإثنيْن الآخرين. في عمله المؤلّف المسمّى (مخطوطة 1942) كتب يقول: "قدرة البشر على الفهم لا حدود لها؛ أما (الأشياء النهائية/ Ultimate Things) فلا نستطيع الحديث عنها". أرى أنّ هايزنبرغ كان يقصدُ بملحوظته هذه شيئًا ما حول ما رأى فيه محدّداتٍ (داخلية)، أو (جوهرية)، للمعرفة البشرية. سعيُنا إلى المعرفة لا يمكن أن ينتهي لمجرّد معرفتنا بوجود هذه الحدود الجوهرية لما يمكننا معرفته. إنّ معرفة العالم على نحو كامل وتام تعني القدرة على بلوغ تلك (الأشياء النهائية) التي عناها هايزنبرغ، وهذا يستلزم الوقوف خارج إطار الزمان والمكان (أي خارج كلّ حدود الوجود البشري) بطريقة مماثلة لما تصوّره القدّيس أوغسطينوس والأفلاطونيون الجُدُد عن الرب باعتباره قادرًا على استيعاب وحدة الوجود في كليته وخلوده. من الواضح أنّ مثل هذا التوصيف للمعرفة لا يتوافق أبدًا مع أيّ شيء يمكننا توصيفه على أنّه معرفة بشرية. الخواص المطلقة والنهائية لا تتفق مع أية معرفة بشرية. نحن عاجزون عن بلوغ المعرفة المطلقة، لا لنقص أو عيب فينا، بل لأنّ هذا العجز واحد من المظاهر الحتمية المرافقة للوجود البشري.

(*) يلْمح قارئ كتابك أنّ شخصياتك الثلاث توجّب عليها التصالح مع الخسارة. الخسارات أشكال عدّة: الحب واقترانه مع الخسارة لدى بورخيس، فقدان اليقين والموضوعية لدى هايزنبرغ، غيابُ نوعٍ من البراءة الأفلاطونية المقترنة بالقوى اللامحدودة للعقل لدى كانط. يبدو لنا أنّ الخسارة قرين حتمي لكينونة الإنسان؛ بل وربما هي جزء ضروري من تجربة هذا الوجود. هل ترى أنّ الخسارة هي المعلّم الأعظم لنا في كيفية إيجاد المعنى في الحياة؟ وإذا رأيتَ الأمر على هذه الشاكلة، فهل يكون من العدل القولُ إنّ كتابك يمثلُ رؤية متفائلة للحالة الإنسانية، ودليلًا، في الوقت ذاته، على إمكانية المعرفة الذاتية، والنمو المعرفي؟
ويليام إيغنتون: إنّه لمن العدل تمامًا قولُ هذا. إنّ حكايات تلك الشخصيات الثلاث وفلسفتهم وعلمهم كانت ذات دلالات وجودية مدهشة، وقد مضى كلٌّ منهم للتعمّق فيها بمقاربته الخاصة. لا يمكن أن يوجد حبّ من دون احتمال دائم بإمكانية الخسارة، ولا يمكن أن يكون ثمّة حقيقة (أو واقع موضوعي) من دون احتمال اقترانه بمقدار من الخطأ والزيف، ولا يمكن أن يكون خيرٌ من دون احتمال اختيار الشر أحيانًا. هذه الشخصيات الثلاث، وبرغم عملهم الجاد في تخليق الخيال والفلسفة والعلم، والمضي بها أشواطًا بعيدة، فإنّ الجوهر الحقيقي الذي يوحّدُ أعمالهم هو رؤية للعالم تستلزم استثمارنا والتزامنا ومسؤوليتنا وشغفنا.
على خلاف سارتر، فإنّ رؤيتي (كما قلت في سؤالك) منطوية على تفاؤل عميم. أنا، كشخص وقف كتلميذ أمام أقدام بورخيس وكانط وهايزنبرغ وتعلّم الكثير منهم. وفضلًا عمّن تعلّمتُ منهم من أسماء كثيرة وردت في الكتاب، فإنّ الحقيقة التي جوهرها أنّ الصرامة الوحيدة هي تلك التي يمكن أن نجدها في العالم هي صرامة لاعبي الشطرنج، وليست صرامة الملائكة (كما عبّر بورخيس مرّة في بعض ما كتب) أراها عبارة منقوصة ومثلومة. يمكن لنا أن نكون صارمين حتى لو تعاملنا خارج نطاق الخوارزميات المحدّدة بترتيب قاس لا يحيد. إنّ ما نصادفه، عندما ندرسُ العالم، وعندما نتعاملُ مع العلاقات الإنسانية بيننا والآخرين، وعندما نسعى إلى تكوين رأي فني بالقيمة الجمالية لعمل فنّي، هو تصوّرات بشرية، ورموز بشرية؛ لكنما هذه التصوّرات والرموز لا يجعلها أقلّ واقعية وقدرة في فهم العالم، لأنّها ليست بصرامة قواعد الشطرنج. الفلسفة العظيمة التي استخلصتها من قراءة ودراسة أعمال هؤلاء المفكّرين الثلاثة هي: لا يمكن للذكاء الاصطناعي، أو علم الأعصاب، أن يسلبنا ولو حتى ذرّة واحدة من حريتنا على الاختيار، أو مسؤوليتنا تجاه بعضنا، أو تجاه كوكب الأرض. أعتقد أنّ هذا الأمر جيّد؛ بل أعتقدُ أنّه الأمر الوحيد الذي يستطيع إنقاذنا.

(*) نميل ككائنات بشرية إلى التأكّد واليقين في كلّ ما نفعله وما نتخذه من خيارات في الحياة، وأنت تقول إنّ هذا الميل الطبيعي ليس توقعًا واقعيًا، أو مرغوبًا فيه. لماذا ترى عدم اليقين أمرًا طيبًا؟
ويليام إيغنتون: لأن سعينا إلى اليقين يقود إلى الغطرسة، ومحدودية الأفق والرؤية، وإغلاق مسالك جديدة للتفكير. العلمُ نشاطٌ يختصُّ بالملاحظة والتجريب وبلوغ تفسيرات مؤقّتة، وهذه التفسيرات تخضعُ لتدقيق الجماعات العلمية، وإذا دُعِمت بالأدلة فإنّها تُقبلُ بوصفها أفضل تفسير لدينا حتى الآن. لكنّما العلمُ لا يرتقي في مسلكه الحثيث متى ما قلنا إنّ اللعبة انتهت، وبلغ العلم حدوده النهائية: الحقيقة المطلقة. هذا الموقف المعاصر ليس سوى نسخة ممّا قاله سقراط في (اعتذاره/ Apology) الشهير: ما لا أعرفه لا أعتقد أنني أعرفه أيضًا/what I do not know I do not think I know either. هي كلمات مسوّغة أراها مثالًا للحكمة والتواضع الفكري الذي يتوجّبُ أن يقود لا البحث العلمي فحسب، بل كيفية الحكم على سلوك الآخرين وأنفسنا معًا.

هوامش:
مارسيلو غلايسر: أستاذ الفيزياء والفلك والفلسفة الطبيعية في كلية دارتماوث الأميركية. له خمسة كتب منشورة. أنشأ بالاشتراك مع آدم فرانك مدوّنة 13.8، ضمن موقع Big Think الإلكتروني، سعيًا للترويج لجمال العلم (الفيزياء بخاصة). (المترجمة).
ــ الحوار المترجم أعلاه منشور بتأريخ 1 سبتمبر/ أيلول 2023 في موقع Big Think الإلكتروني. العنوان الأصلي للمادة المنشورة باللغة الإنكليزية:A meeting of the greatest minds in science, philosophy, and literature.

مقالات اخرى للكاتب

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.