وكما هي العادة في معظم فعاليات البيت العربي، قام كريم هاوزر عسقلاني، منسق الثقافة في البيت العربي في مدريد، بإعداد وتقديم هذه الفعالية والحديث عن نضال الشعب الفلسطيني الذي تجاوز المائة عام، في حين شارك في الفعالية الصحافي والكاتب روبرتو مونتويا كمتحدث عن الكتاب وعن مائة عام من النضال الفلسطيني ضد أعنف وأبشع احتلال لا يزال قائمًا على وجه الأرض، وعن التواطؤ العالمي في دعم المشروع الصهيوني وتقديم كل الفرص الممكنة لجعله قائمًا وقويًا ومتحكمًا.
وقد أكد الكاتب والباحث الدكتور أبو وردة على أن كتاب "فلسطين: تاريخ موثق لمائة عام من الحرب" هو سرد شامل وموثق بعناية لأحد أكثر الصراعات تعقيدًا وطولًا وحساسية في التاريخ المعاصر. ومن خلال لمحة تاريخية وتحليلية، يقدم الكتاب رؤية مفصلة لأهم الأحداث التي شكلت مستقبل فلسطين منذ نهاية الإمبراطورية العثمانية وحتى يومنا هذا. مضيفًا أن الكتاب يتعمق أيضًا في الأسباب التاريخية للصراع، بما في ذلك دور القوى الاستعمارية بعد الحرب العالمية الأولى، ووعد بلفور، والانتداب البريطاني، وتقسيم فلسطين من قبل الأمم المتحدة، والحروب العربية الإسرائيلية اللاحقة. كما يدرس تطوّر القومية الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال، وقيام دولة إسرائيل، ومبادرات السلام العديدة، التي باءت جميعها تقريبًا بالفشل بسبب غياب الوساطة المحايدة والمصالح الجيوسياسية المعرضة للخطر، الأمر الذي يفسر الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني المناضل في غزة منذ أكثر من عام وعشرة أشهر على مرأى ومسمع كل شاشات العالم.
وفي صفحاته الأخيرة، يحلل الكتاب التحول المدمر الأخير في غزة والضفة الغربية، واضعًا هذه الأحداث في إطار أوسع لعقود من الاحتلال والتوسع الإقليمي والإخفاقات الدبلوماسية. كما يوازن الكتاب بين السرد التاريخي والمنظور النقدي، الأمر الذي يجعل منه أداة مهمة للباحثين والمعلمين والقراء المهتمين بالسياسة الدولية.
ومن الجدير بالذكر أن الدكتور نجيب أبو وردة المولود في فلسطين وتحديدًا في مدينة غزة في عام 1953 هو صحافي وأستاذ في العلاقات الدولية، وله مسيرة أكاديمية ومهنية واسعة في مجالات العلوم الاجتماعية والسياسة والمعلوماتية. وقد حصل على درجة ماجستير في علوم المعلومات من جامعة كومبلوتنسي بمدريد، وعلى شهادة الدكتوراه في الدراسات الدولية من قسم القانون الدولي العام والعلاقات الدولية بكلية العلوم السياسية وعلم الاجتماع بجامعة كومبلوتنسي بمدريد (1989). كما كان أستاذًا للعلاقات الدولية في جامعة كومبلوتنسي بمدريد من عام 1989 إلى عام 2023، حيث أجرى أعماله التدريسية والبحثية في هذه الجامعة. وبالإضافة إلى ذلك فقد كان أستاذًا زائرًا في العديد من الجامعات الوطنية والدولية، مثل جامعات الجزائر والقاهرة والجامعة المستقلة في المكسيك والجامعة الأيبيرية الأميركية في المكسيك، وغيرها. وهو مؤلف الكتاب المعروف والتوثيقي عن جامعة الدول العربية ودورها في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما أنه شارك في تأليف كتب أخرى، وكتب العديد من المقالات والدراسات الأكاديمية المنشورة في المجلات الإسبانية والدولية.
وكريم هاوزر عسقلاني هو منسق الثقافة في البيت العربي في مدريد، كما كان قد عمل كصحافي في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في لندن وكمراسل لصحيفة "بي بي سي موندو" في الشرق الأوسط. وبصفته محررًا، نشر "حوارات حول المجتمعات المفتوحة"، و"المساهمات العربية في الهويات الأيبيرية الأميركية"، و"العراق عند مفترق طرق، السنة والشيعة: قراءات سياسية للثنائية الدينية"، والعدد 15 من مجلة "أوراق"، وهي مجلة مخصصة لعقد من التحولات في العالم العربي. وهو حاصل على درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية من المعهد التكنولوجي المستقل في المكسيك وعلى درجة الماجستير في الصحافة من كلية جولدسميث، جامعة لندن. كما أنه شاعر ومساهم دائم في مجلة الجامعات الأميركية.
أما روبرتو مونتويا الذي شارك في تقديم الكتاب مسهبًا في تحليل الوضع العالمي الحالي وسيطرة القطب الواحد المتمثل بالإمبريالية الأميركية التي تديرها وتحركها الجالية اليهودية الصهيونية في الولايات المتحدة، والمتمثلة أيضًا بالسياسات الأوروبية وخاصة سياسات ألمانيا التي لا تزال أسيرة التكفير عن ذنب الهولوكوست، فهو صحافي وكاتب منذ أكثر من خمسين عامًا. وُلد في الأرجنتين ونُفي إلى أوروبا في سبعينيات القرن الماضي بعد أن سُجن وتعرض للتعذيب. متخصص في العلاقات الدولية والجغرافيا السياسية، وعمل في الراديو الإسباني، ومجلة Tiempo أو الوقت الأسبوعية، وقد ساهم بانتظام في مجلة Le Monde Diplomatique أو العالم السياسي الشهرية، وراديو بي بي سي.
كما كان روبرتو مونتويا أيضًا مراسلاً لصحيفة "باجينا 12" الأرجنتينية في مدريد، ومراسلًا لقناة "يونيفيجن" التلفزيونية الأميركية في لندن خلال ثمانينيات القرن الماضي. وفي التسعينيات، كان محررًا دوليًا لصحيفة "إل إنديبندينتي" حتى إغلاقها، ثم لاحقًا لصحيفة "إل موندو"، حيث عمل أيضًا مراسلًا لها في روما وباريس.
قدّم برنامج "الجانب الخفي للأخبار" على قناة "هيسبان تي في" حتى عام 2017، والذي أصبح منذ ذلك الحين مدونة لصحيفة "إل سالتو". كما ساهم في صحيفة "لا ماريا" وينشر بانتظام في صحيفة "بوبليكو".
وقد قام أيضًا بتدريس وإعداد العديد من الندوات حول أميركا اللاتينية والإسلام والغرب في جامعة كومبلوتنسي بمدريد. وألّف عدة كتب مثل "الإمبراطورية العالمية" و"الإفلات من العقاب الإمبراطوري" و"الطائرات بدون طيار" وكتاب "ترامب 2.0" الصادر مؤخرًا. وشارك في تأليف كتابي "ملاك الأراضي" و"قضية بينوشيه والإفلات من العقاب في أميركا اللاتينية".