اتهام "معازف" بتجاهل شكوى تحرّش و"آفاق" تفضّ الشراكة معها

ضفة ثالثة 28 يونيو 2022

 

أعلن الصندوق العربي للثقافة والفنون "آفاق"، يوم الأحد الفائت، فضّ الشراكة الفنيّة مع مجلّة "معازف" الموسيقيّة في تنظيم حفل "ميدان" المقرر يوم 16 تموز/ يوليو، على خلفية الشهادة التي نشرتها فاطمة فؤاد في مواقع التواصل الاجتماعي، وتحدثت فيها عن تعرّضها للاغتصاب من قبل فنان وفنانة عربيين عام 2019 قدّمت فيهما شكوى لإدارة "معازف"، التي تجاهلت وتستّرت على الموضوع بحسب الشهادة.

ونشرت فؤاد، وهي من العاملات في الحقل الثقافي في لبنان، شهادتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأعادت نشرها مواقع وصفحات نسويّة ناشطة قالت فيها ملخصّة للشهادة: "كنت أعمل كمديرة لمساحة ومكتبة "برزخ" في منطقة الحمراء ضمن بيروت، بين ديسمبر/كانون الأول 2019 ومارس/ آذار 2020. ليلة رأس السنة، نظّمنا الحفلة الافتتاحية لـ"برزخ" بالتعاون مع فريق "معازف" و Ballroom Blitz بعنوان "تسقط الـanxiety"، قام بإحيائها 12 موسيقيا/ة من المشهد العربي، من بينهم المدعو ب. س. (فلسطيني-أردني) والمدعوة آ. م. (مصرية)، اللذَان قاما بالاعتداء عليّ عبر تخديري رغماً عني واغتصابي، وذلك بتاريخ 31/12/2019".

وشرحت فؤاد في شهادتها ما حصل لها بشكل مفصّل مشيرة إلى أنّها توجّهت بشكوى لإدارة "معازف" إلّا أن الأخيرة عبر مديرها، تجاهلت وتستّرت على الشكوى، لذلك قررت اليوم نشر قصّتها علنًا لفضح المعتدين، داعية النساء اللاتي تعرّضن للتحرش من قبل الفنانين المذكورين للتبليغ عنهما.

فاطمة فؤاد 



توالت ردود الفعل في أعقاب نشر الشهادة، إذ أدان العديد من الناشطين والناشطات والفنانين والفنانات عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الحادثة. بدورها أصدرت "معازف" بيانًا في صفحتها في الإنستغرام أكدت فيه دعمها لفاطمة فؤاد وشهادتها و"تأسف لسماع الأحداث التي حصلت ليلة 31 ديسمبر 2019". وأكد البيان أن "معازف" سوف تبدأ تحقيقًا داخليًا مستقلًا وفي دور مديرها في الأحداث واستغلال الوقت "لإعادة التفكير بممارساتنا كمؤسسة، والحرص أننا كمجلة لا ندعم أي بنى عنف ذكوريّة في صناعة الموسيقى".

وأشار البيان إلى أن "معازف" ستتوقف عن العمل مع "مرتكبي الجريمة (الفنان ب.س والفنانة آ.م) التي وقعت ليلة 31 ديسمبر، ونعمل حاليًا على مسح كل المحتوى المرتبط بهما من مجلتنا".

بدورها، عبّرت "مؤسسة آفاق" (وهي أحد الصناديق الداعمين لـ"معازف") عن تضامنها مع فاطمة فواد قائلة: "نصدّق الناجيات دومًا ونرفض أي شكل من أشكال التعدّي والانتهاك، دون مساومة (...) وعليه، وفي ظلّ الاتّهامات الحالية لإدارة مؤسسة ’معازف’، وإيمانًا منّا بالمسؤولية التي تحتّم على أي مؤسسة/ جهة/ فضاء التعامل مع أي اعتداء بحماية الناجيات منه أولًا ومحاسبة المعتدين/ات ثانيًا، نعلن فض الشراكة مع ’معازف’ فورًا وإنهاء أي دور لها في تنظيم الحفل وإقامته، إيمانًا بضرورة أن تكون المؤسسات الثقافيّة والفنيّة مساحات آمنة للعاملات والعاملين فيها ولمرتاديها".

وانطلقت عريضة الكترونيّة تُطالب الممولين والداعمين لمؤسسة "معازف" بـ"عدم الاكتفاء بفض الشراكة مع المؤسسة، بل واتّخاذ مواقف واضحة تضامنًا مع الناجيات ومحاسبة المجرمين وكل من تواطأ معهم وتستّر عليهم".