الثنائيات
تعتبر الثنائيات الكوميدية ظاهرة مهمة في السينما والمسرح، ورغم اختفائها تبقى لها بصمة مؤثرة في الكوميديا السينمائية والمسرحية.
ولعل أهم ثنائي كوميدي ظهر في الساحة العالمية هو لوريل وهاردي (ستان لوريل وأوليفر هاردي)، إذ حققا نجاحاً خيالياً، وظهرا معاً في أكثر من 100 فيلم كوميدي بين عامي 1921 و1950. وتشبه قصة أل لويس وويلي كلارك قصة لوريل وهاردي إذ تشاجرا وانفصلا لسنوات ليعودا إلى المسرح في جولة عروض يمرض خلالها هاردي ويتوقف الثنائي مجدداً عن العمل، ومع موت هاردي يعتزل لوريل التمثيل لكنه يبقى يكتب مشاهد كوميدية للاثنين وكأن هاردي ما زال حياً. وكمثال على أهمية هذا الثنائي الكوميدي الذي عاش حياة تراجيدية يأتي فيلم Stan & Ollie, 2018 من إخراج جون بيرد المستوحى من كتاب "لوريل وهاردي – الجولات البريطانية" لإي. جي. ماريوت ليستعرض سنوات الأزمة التي عاشها الثنائي الذي أحب ثنائيته جداً.
أما في الدراما العربية، فالثنائي الأشهر هما دريد لحام ونهاد قلعي، اللذان مثلا معاً في مسلسلات شامية مثل "حمام الهنا" و"مقالب غوار" و"صح النوم"، وفي مسرحيات عديدة، وفي 26 فيلماً سينمائياً. وعملا معاً لمدة أكثر من أربعين عاماً، وشكلا أيضا ثنائياً كوميدياً وقوياً بالأبيض والأسود قد لا يضاهيه ثنائي حتى اليوم.
الإخراج
أخرج "الثنائي المرح" وأعدها مسرحياً بالنسخة الفلسطينية الفنان غسان عبّاس، الذي عمل مع
مكرم ويوسف كممثل في أعمال سابقة، وهذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها عملاً مشتركاً للممثلين. يشبه الإخراج أو على الأقل بعض التقنيات إخراج النسخة الأميركية للمسرحية، ولكن النسخة العربية تحمل رؤية إخراجية مختلفة ملائمة للثنائي الفلسطيني مكرم ويوسف، وتحمل زوايا كوميدية مختلفة وزوايا مسرحية تبرز قدرات متميزة عند الممثليْن وتناغماً مرحاً بين الثلاثي. أما التقنية الأجمل التي استخدمت برأيي فهي الانتقال بين فصول ومشاهد المسرحية، التي على ما يبدو دمجت بين صور أعمال مسرحية ليوسف ومكرم في الماضي، بمرافقة موسيقى سوينج، التي تميل الى المرح في إيقاعها، وساهمت في سلاسة الانتقال الزمني والمكاني على شكل شريط سينمائي سريع ومرح يشبه الأفلام الغنائية في السبعينيات.
"الثنائي المرح" مسرحية تستحق المشاهدة والضحك والتفكير في المسرح، وفي نجوم المسرح الفلسطيني وقدرتهم على العطاء للجمهور، ترافقها موسيقى جميلة للفنانة ميرا عازر، وديكور متناسق مع أجواء المسرحية لأشرف حنا. إنها كوميديا حقيقية في تراجيديا الواقع الغريب.
*صحافية ومذيعة تلفزيونية من حيفا - فلسطين 48.