عن أنسنة الحيوانات وعن ضميرنا الذي أضعناه

باسم سليمان 4 أغسطس 2022
اجتماع
(باتريسيا كوتيريل، الولايات المتحدة)



لقد دجّناه وألبسناه طبائعنا، فكان مهرّج البلاط الإنساني، نهزأ من حماقته، والأحرى أنّنا نضحك من أنفسنا، لكنّنا لا نجرؤ على الاعتراف بأنّنا الحمار الذي لبس جلد ملك الغابة في أمثولة إيسوب، وعندما رأى الخوف في عيني مالكه، أراد أن يعبّر عن فرحته، فنهق ولم يزأر.

أراد الفيلسوف جان بورديان في القرن الرابع عشر أن يناقش مفهوم حرية الإرادة، فلم يجد أمامه متطوعًا غير الحمار. تقوم مجادلة بورديان على أنّه لو وضع حمار جائع وعطش في منتصف مسافة بين سطل ماء وكومة من التبن، واستوت دوافع العطش والجوع لديه، فلن يكون قادرًا على اتخاذ قرار عقلانيّ وحرّ، لأنّه لا يمكن له أن يتخذ قرارين عقلانيين متضادّين ومنطقيين في الوقت نفسه، كأن يختار الماء والتبن سواء بسواء. ولأنّ استواء الدوافع يمنعه من الحسم، سيظل الحمار حائرًا، وسيموت من العطش والجوع. هذه هي مفارقة الحمار والتي تعرف بالمقولة: تفلسف الحمار، فمات من الجوع والعطش، والتي كانت تناقش حرّية الإرادة. لكن العلم يقول غير ذلك، فالحمار الجائع والعطش بشكل متوسّط سيأكل أولًا، ومن ثم يروي عطشه، وإذا كان جوعه وعطشه كبيرين، سيشرب أولًا، ومن ثم يأكل، فالحمار وفق فلسفته الخاصة لن يموت! هكذا يرفس الحمار بحافر واحد كل الجدل الفلسفي عن حرّية الاختيار التي أصبح الإنسان يتغنّى بها.   

ترجع أنسنة الحيوانات في ثقافات الشعوب إلى فجر البشرية، هذه الأنسنة التشاكلية مع الوجود، لعب التشبيه الدور الأكبر فيها، فهو الاستقراء العلمي الأول للإنسان والتجريدي في الوقت نفسه. وعندما أدرك الإنسان أنّه كائن خُلق ليعمل، أبان ذلك عبر أساطيره، فكان الحمار الكائن الأنسب ليسقط معاناته وطبائعه وحالاته النفسية عليه، عبر أمثلة تهكمية مضلّلة، تظهر عكس ما تبطن.

إنّ الحمار حيوان خُلق ليعمل، فهو أول قنٌّ اتخذ منذ أن دجّن الإنسان الحيوانات الأخرى لتكون شريكته في مزرعته. ليس غريبًا أن ينصّ قانون حمورابي على غرامات مضاعفة على كل من يقتل حمارًا، وأن تنصّ التوراة على التضحية ببكور الحيوانات، واستثنت البكور من ولد الحمير. فعلى الرغم من ازدرائها للحمير وتبخيسها لتصبح شتيمة، لم تجد بدًا من أن يتم التضحية بالخرفان بدلًا من بكور الحمير. وعندما لا توجد إمكانية للتضحية بالخرفان، تكسر رقبة الحمار البكر كي لا تسفح قطرة دم واحدة منه، وكأنّ الإنسان عبر هذا الإسقاط التشخيصي من ذاته على الحمار دفعه إلى هذا الاستثناء.

كان الحكيم إيسوب قد استخدم ثيمة الحمار في الكثير من أقاصيصه  



قلنا عن علاقة الإنسان بالحمار بأنّها تقوم على أمثلة تهكمية مضلّلة. وحتى يتضح لنا ذلك لنذكر بعضًا من تفاصيل أسطورة برومثيوس(1). بعدما قيّد برومثيوس إلى جبال القوقاز وسلّط عليه نسر ينهش كبده كل يوم، خرجت من دمائه والصديد النازف من جروحه نبتة تعتبر تعزيمة تبعد الشيخوخة عن الإنسان وتجعله يتمتع بشباب دائم. وقد كانت هذه النبتة هدية زيوس للبشر الذين وشوا ببرومثيوس وأخبروه بأنّ برومثيوس هو من منحهم النار. وعندما عاد هؤلاء الواشون حملوا تلك النبتة على ظهر حمار وكان ذلك في يوم قائظ، ولأنّ الحمار كان عطشًا جدًا، فقد اندفع نحو الماء، لكنّ حيّة كانت تحرسه منعت الحمار من الاقتراب ما لم يقايضها، بأن يعطيها النبات المانح للشباب في مقابل أن تسمح له بالشرب وهذا ما حدث. لقد خسر البشر الخلود بسبب تهاون الحمار بالأمانة التي على ظهره، ولكن لنقف قليلًا، فالحمار لن يُطعم من تلك النبتة، فلماذا عليه أن يعاني العطش لأجل حفنة من الواشين سلّموا برومثيوس إلى زيوس، وهو من منحهم النار الحلقة الأولى في حضارة الإنسان. من هنا جاء نعت الحمار بالغباء لدى الإغريق. هل حقًا كان غباء أم تغابيًا أم خطّ رجعة يستسمحون به من برومثيوس المشهور عنه أنّه كان المارد الذي أحب الإنسان، حتى أنّه حذر أخاه من أن يقع تحت غواية بندورا، هدية آلهة الأولمب له، لأنّها دومًا ماكرة.

أصبح نعت الغباء لصيقًا بالحمار بعد تلك الواقعة، لكنّه لم يُكره ويعادَى ويُقتل، كما حدث مع الأفعى التي كانت سببًا في خسارة جلجامش الخلود وإهباط آدم من الجنة. إنّ تبصّرًا يكشف لنا بأنّ خلودًا، كما كان حال خيرون؛ الحكيم السنطور الذي له جسد حصان وجذع ورأس إنسان متأبدًا في ألمه، بعد أن جُرح بسهم أطلقه هرقل، لن يكون مناسبًا للإنسان الذي لن يأمن أن يصيبه جرح، وليس منيعًا ضد الآفات كما الآلهة الحقّة. إنّ هذا الخلود الهشّ الذي كان من الممكن أن تمنحه تلك النبتة للإنسان، أسوأ ألف مرّة من حياة الإنسان الفانية. لقد أنقذ الحمار بتهاونه الإنسان من خلود، هو العذاب بعينه، فلنقل إنّه غبيّ كي نحمه من بطش آلهة الأولمب.

يحكى(2) أنّه عندما جاء دور الحمار ليدخل إلى سفينة نوح تعلّق الشيطان بذيله يشدّه إلى الخارج، فيما النبي نوح يجذبه إلى داخل السفينة وعندما عيل صبر النبي، قال له: ادخلْ أيّها اللعين. هنا دخل الحمار، ودخل الشيطان واختبأ في زوايا السفينة، لكن نوحًا وجده، فقال له: من أدخلك السفينة، قال الشيطان: أنت! فقال له كيف، فقال: ألم تقل، ادخل يا لعين.

في هاتين القصتين يكون الحمار القناع الذي تختفي وراءه هواجس الإنسان، حيث الرمزية في تألّقها الأعظم.

كانت "كليلة ودمنة" لابن المقفع مثالًا عن مسرحة حياة الإنسان بشكل حيواني لاستخلاص العبر  



"الحمار الذهبي" (3)   

يشار دومًا إلى أنّ فنّ الرواية نشأ من القلق الوجودي الذي اعترى الكائن البشري بعد تهدّم الأنساق الكلاسيكية الكبرى وخاصة الدين، فأضحى متشظيّا في عالم يتقاسمه التقييد والفوضى، وتضاد المدينة والريف، وعالمية فجّة مقابل محلية آفلة. لم يكن عالم الرواية الحديث يفترق عن العالم الذي وجد لوكيوس أبوليوس نفسه فيه، فهذه الكوزموبوليتية التي أنشأها الإسكندر الكبير وأورثها للإمبراطورية الرومانية شظّت الانتماءات السابقة الضيّقة، فبدأ البحث عن منابع جديدة توفّر تأقلمًا مع هذا الوجود الجديد، الذي ولد من العالم القديم، حيث كان الإنسان متنعمًا في جنّة محيطه الضيق. تبدأ الرواية بهرب لوشيوس والذي يعني الحمار مع صديقته من المدينة عبر دواء سحري يحوّلهما إلى بومتين، لكن صديقته تخطئ وتعطيه عقارًا سحريّا آخر يحوّله إلى حمار، وهنا تبدأ رحلة لوشيوس بجسد حمار وعقل إنسان يخوض مغامرات متطرّفة، لكنّه في النهاية يعود إنسانًا، بعد أن يتآلف جسده وعقله بمساعدة الإلهة إيزيس.

اعتبرت البومة في التاريخ رمزًا للحكمة، وما سعي لوشيوس لأن يتحوّل إلى بومة إلّا لكي يواجه بالحكمة فوضى هذا العالم، إلّا أنّه تحوّل إلى حمار؛ الرمز الحقيقي الفلسفي للإنسان الذي وضعت فيه كل ثنائيات الكون المتناقضة، وطلب منه أن يسوس نفسه في ظلّ شقاء لا ينتهي من ولادته إلى موته، فكان الأنسب له أن يغدو حمارًا، فحكمة البومة مفارقة لهذا العالم، في حين تجربة الحمار محايثة له وتنتج حكمة عملية لا تنظيرية. حدث ذلك كلّه للوشيوس في ثنايا عالم انفتح عن آخرته، فالحكمة اليونانية المتمثّلة بالفلسفة، لم تعد قادرة على إنقاذه، لذلك كان لا بدّ من عبادة جديدة تتمظهر بإلهة لها مميزات تستوعب هذه الكوزموبوليتية، وتقبل تعارض الثنائيات في الهوية، فكانت إيزيس. هذه الديانة الغنوصية الحدسية التي لا تستبعد اللاوعي من ساحة الشعور، وتستند إلى الانفعالات وإطلاق المشاعر. فهي لا تختلف كثيرًا عن عبادة دينيسيوس والتي صورّها يوريبيدوس في مسرحيته "عابدات باخوس" في زمن هزيمة أثينا كما شرحها تيري إيغلتون(4) فالحكمة الفلسفية المحلية لم تعد تجيب على تناقضات الوجود، فهناك آخر له من المشروعية الوجودية كما للذات المرتحلة في هذا العالم، فالعقل لا يقوم من دون غريزة، والغريزة فوضى من دون عقل. لم تكن نجاة لوشيوس إلّا بعد أن جمع بين الاثنين في إلفة وتعارض، لكن في وئام قلق. هكذا يعود إنسانًا بعد أن تحوّل إلى حمار؛ أكثر الحيوانات التي تكرهها إيزيس، يا للعجب!

لقد كان دون كيشوت إنسانًا عاديّا قبل أن تلحس عقله روايات الفروسية، أو أوهام المُثل



كان الحكيم إيسوب قد استخدم ثيمة الحمار في الكثير من أقاصيصه. ولعلّ أشهرها قصة الحمار الذي يرتدي جلد الأسد. كان إيسوب عبدًا محرّرًا دميمًا، فهل كان يقصد أنّه يشبه ذلك الحمار بأقصوصته؟ ليس مهمًا أن نجيب، فالعبرة من الأقصوصة أن تكون أنت، وما تظنّه بجلد الأسد من مهابة، ما هو إلّا خداع، فالأسد ليس في جلده، بل في شيء آخر تمًامًا، وهو ذاته التي إن خرج عنها، لا تنفعه ألف لبدة تحيط بعنقه.  

كانت "كليلة ودمنة" لابن المقفع مثالًا عن مسرحة حياة الإنسان بشكل حيواني لاستخلاص العبر. ففي حكاية الأسد والحمار، نرى ملك الغابة مريضًا ولن يشفى إلّا بقلب وأذني حمار. إنّه دواء غريب لجأ إليه ملك الغابة، فليس من جاهل إلّا ويعرف مقدار عماء قلب الحمار وأن أذنيه لا تصلحان إلا لكشّ الذباب، لا للسماع! وكأنّ ابن المقفع يقول هذه حال سلطات الحكم، فبدلًا من الكحل تختار العماء. لذلك كان جواب ابن آوى لملك الغابة الذي تفاجأ بأنّ الحمار ليس له قلب ولا أذنان، فالحمار الهارب من استغلال صاحب المطحنة، لو كان له قلب يعي وأذنان تسمعان لما رجع إليك يا ملك السباع، بعد أن نجا منك أول مرّة. والأحرى أنّه كان يقول: لو كنت يا ملك الغابة بقلب يعي وأذنين تسمعان لما وصل حالك إلى هذا الدرك الأسفل.

يحضر الحمار كناصح في "ألف ليلة وليلة"، عبر تمثّل يريد فيه الوزير أن يقنع ابنته بالتراجع عن الزواج من شهريار، فيحكي لها قصة الحمار الذي نصح الثور كيف يتحايل على صاحب المزرعة كي يرفع عنه أعباء الأعمال المنوطة به. تجدي نصائح الحمار للثور ويضع عنه صاحبه نير العمل، لكنّه يزج بالحمار بدلًا عن الثور في تلك الأعمال القاسية. وأنت يا شهرزاد تشبهين هذا الحمار! هل حقًّا هذا ما قصده الوزير أم أنّه أضمر عبر هذه القصة مقدار تخاذله عن نصيحة الملك شهريار، أليس هو وزيره ومستشاره ومن واجبه أن يقوم بدور الناصح، مهما كانت العواقب؟ والأكثر غورًا في قصته أنّه لا يريد أن تكون ابنته متخاذلة عن النصيحة مثله، وإلّا لماذا استكمل محاججته بإقناع ابنته بأن قصّ لها حكاية الديك ودجاجاته الخمسين وقدرته على سوسهن بإرضاء هذه وإغضاب تلك، بعد قصة الحمار والثور. ألم تصبح شهرزاد تشبه الديك، ترضي الملك بقصة وتعلّق قلبه بقصة أخرى؟

من حمار جحا إلى بنيامين

لا يمكن أن يكون جحا راكبًا لجمل أو حصان، لأنّ الفكاهة ستموت، فراكبو الجمال والأحصنة جادون جدًا! هكذا كان الحمار هو رفيق دربه أو قناعه الذي يتهكّم به على العادات والتقاليد ويهجو به السلطات وهي تضحك عليه، لكن ضمنًا على نفسها. هذه الرمزية للحمار التقطها سرفانتس وأركب سانشو حمارًا يدعى دابل، لا فرق عمليّا بينهما، فعندما ينعت سانشو حماره يقول عنه: ابن أحشائه، وفرحة أولاده، وغبطة زوجته، وأنّه يكسب من المال ما يزيد عن علفه وكأنّه يصف نفسه. يقف دابل وسانشو في مواجهة دون كيشوت وحصانه روزنناتي الذي يعني اسمه في الإسبانية(5): الحصان الذي كان عاديًا. لقد كان دون كيشوت إنسانًا عاديّا قبل أن تلحس عقله روايات الفروسية، أو أوهام المُثل، ويحوّل حصانًا أعجف، أشبه بالعصر الذي كان فيه، إلى حصان يخوض المعارك مع مردة الطواحين، هكذا انتقم سرفانتس من راكبي الأحصنة وما يمثلونه. يؤكّد سرفانتس على هذه المفارقة حتى في اللحظات التي يشطح بها عقل سانشو بانزا ويحلم بمملكة تخصّه، فإنّه لا يغادر الواقع. في كلتا الحالتين نرى حمار جحا وحمار سانشو كواقعين يركبهما ساخران كبيران. 

لم ينسب جورج أورويل حماره بنيامين في روايته "مزرعة الحيوان" إلى أحد حمير الثقافة العالمية



لم ينسب جورج أورويل حماره بنيامين في روايته "مزرعة الحيوان" إلى أحد حمير الثقافة العالمية، لكن بالتأكيد لا ينتسب بنيامين إلى حمار جحا ولا إلى دابل. فحمار أورويل جده يُدعى صابر. وقد خلّده فيكتور هيغو في قصيدة طويلة يحاور الحمار فيها كانط أكبر الفلاسفة الأخلاقيين في أوروبا وينتصر عليه، ويعلن هيغو بأنّ الحمار صابر أفضل من أرسطو وأفلاطون. لقد بدأت النزعة التشاؤمية تكبر وتتجذّر في العصور الحديثة مع تلاشي وعود عصر النهضة والتنوير بإقامة مجد الإنسانية. لم يكن بنيامين إلّا شوبنهاور "مزرعة الحيوان". لقد كان تشاؤميّا بشكل كبير، فماذا يفعل بذكائه وقدرته على القراءة، وهو يرى الخنازير ترث الإنسان الذي أذاقهم الويلات، فلم تكن الخنازير أقل قدرة من الإنسان على سفك دماء أخوتها من الحيوانات لأجل مصالحها الخاصة. قيل عن رمزية بنيامين الكثير من أنّه يمثل المثقفين الذين صمتوا عن ديكتاتورية ستالين، لكنّ الحمار بنيامين كان متأكّدًا أنّه لا جدوى، وأنّ عصر الإنسان الذي بلا معنى قد حلّ، كذلك عصر الحيوان الذي بلا معنى. هكذا تخلّى بنيامين عن إرث الحمير الساخر التهكمي، لكنّه أراد أن يذكّرنا للحظة بطبيعة الحمير الساخرة، عندما همّ بمساعدة صديقه الحصان، لكن بعد فوات الأوان، ولم يبق بيده من فكاهة إلّا السخرية من نفسه ومن تاريخ الحمير، لأول مرّة، هكذا أعلن بنيامين هزيمة الإنسان والحمير أمام عقم التاريخ الذي ينتقل من مأساة إلى مهزلة وفق تعبير ماركس.

نسق الحمار ونسق الإنسان

تكلّم فلاديمير بروب عن الأنساق الحكائية المتكرّرة في تاريخ الإنسان. ونستطيع استنادًا إلى بروب أن نقول بأنّ ما ذكرناه أعلاه مجرد إضاءة على النسق الحكائي للحمار الذي اشتكل وتجادل مع النسق الحكائي للإنسان. فمن هوميروس والديانات السماوية وشكسبير وتوفيق الحكيم وخوان رولفو وآخرين كثر، إلى السياسة وحزب الحمير، حضر الحمار كشخصية أساسية في الثقافة الإنسانية، لكنّ الحمار يواجه الانقراض، ليس بيولوجيّا فقط، بل جماليّا، فحمار الأدب أصبح أكثر تأنسنًا وهذا يضعفه جماليًّا، فالمكر الحكائي الذي رأيناه مع لوكيوس أبوليوس ودابل قد ضعف كثيرًا، فلم يعد حمار الأدب ينهق في سرديات الأدب الحديث كما برهن بنيامين.
وقبل أن نختم هذه السيرة المختصرة لأدبيات الحمير في الثقافة الإنسانية لا بدّ من القول، بأنّ الأنسنة يجب أن لا تُفقد الأشياء والحيوانات طبيعتها، لأنّه قد يأتي يوم لا نجد فيه حمارًا يحذّرنا من أنفسنا، فالأسطورة تقول بأنّ الحمار ينهق عندما يرى شيطانًا.

مصادر:

1-  أسطورة برومثيوس في الأدبين الإنكليزي والفرنسي، لويس عوض، المركز القومي للترجمة – مصر، الطبعة الثانية 2009.
2-  الكامل في التاريخ، ابن الأثير، دار الكتب العلمية 1987.
3-  الحمار الذهبي، لوكيوس أبوليوس. ترجمة: د. أبو العيد دودو، منشورات ضفاف والاختلاف- بيروت 2004.
4-  الإرهاب المقدس، تيري إيغلتون. ترجمة أسامة أسبر، بداية للنشر - سورية 2007.
5-  https://www.shmoop.com/study-guides/literature/don-quixote/rocinante-dapple