الجزائرية أليس زنيتر تفوز بـ "غونكور" الإسبانية
هجرة وتيه
في هذه الرواية تسرد زنيتر قصة "نعيمة"، حفيدة أحد الحركيين الجزائريين الذين حاربوا في الجيش الفرنسي ثم اضطروا إلى الهجرة بعد أن لفظهم بلدهم لاتهامهم بالخيانة بعد الاستقلال الجزائري. حفيدة من أب جزائري وأم فرنسية، تحاول أن تخرج من الإطار الضيق الذي فرضه عليها أفراد عائلتها، الذين بدورهم وجدوا أنفسهم مسجونين داخل بلد ليس بلدهم، سجن اختياري في ظاهره، غير أنهم اضطروا إليه في نهاية المطاف. وعبر هذه الثيمة، تكشف زنيتر أوضاع المهاجرين العرب في فرنسا، وتسلط الضوء على مشاكل الاندماج التي عانى منها الأب وورّثها للابن ثم الحفيدة. إننا أمام حالة فنية تقرأ المجتمع الأوروبي وتنقده بجرأة، وتضع إصبعها في جرح عميق لمجتمع يدّعي الكمال، فيما يعجز عن احتواء الغرباء. ما بين الجزائر المطرودين منها وبين فرنسا التي لم ترحب بهم، تدور أحداث الرواية لتكشف فرنسا الأخرى.
"فن الفقد"، كانت إحدى روايات القائمة القصيرة في غونكور الفرنسية. ومع تأسيس غونكور الإسبانية، اختارتها لجنة التحكيم لتكون الرواية الفائزة في دورتها الأولى. بذلك تصبح إسبانيا الفرع العاشر للجائزة الفرنسية الأدبية الأهم التي انطلقت منذ 1903، وضمت بلجيكا وإيطاليا ولبنان ورومانيا وبولندا وصربيا وسلوفينيا وسويسرا، وذلك بهدف دفع الأدب الفرنسي المعاصر خارج حدود بلده.