تحقيق: أي حالٍ للشعر العربي اليوم؟

إبراهيم قعدوني 31 مايو 2018
هنا/الآن
من أعمال الفنان الجزائري رشيد قريشي

تقديم

بعد ما يزيد عن سبعة عقودٍ من نقلته الحداثية الأولى، وهي النقلةُ التي قد يتعذر الجزمُ بما إذا كانت نقلةً شكلانِيةً أنجزت انعتاق القصيدة من صرامة العمود وقالبه العَروضي ومِن غلَبةِ الإيقاع الخارجي فقط، أم أنها طاولت جوهر القول الشعري العربي وماهيَةَ خِطابه الذي يخبرنا الأثرُ أنه، وأسوةً بالخطاب الشعري البشري، وُلِدَ لِيُتلى أولاً، قبل أن تحمله الكتابةُ إلى فضاء ما يُقرَأ؛ وبعدَ مدارس وأجيال وتحولات ومواكبات تجريبية وتنظيرية لا يُمكن إغفال أثرها في راهِن النص الشعري، كيف يُنظَرُ اليوم إلى واقع هذا النص؟ وأيّ منزلةٍ ينزِلُ في قائمة القارئ العربي المتواضعة أصلاً؟ كيف يستجيب النص الشعري للتحولات العميقة التي تشهدها اللحظة العربية بمختلف أبعادها؟ وإذا ما سلّمنا بأنّ القصيدة، وخلافاً لسيرتها الأولى، باتت نصّاً مقروءاً أكثر من كونها قولاً منبريّاً، كيف يُنظَرُ اليوم إلى التعاقد بين النص الشعري وقارئه؟ هل من قارئ عربي لقصيدة اليوم؟ وهل يمكن التسليم بالجدلية التي تقول بالعلاقة العكسية بين تطوّر النص الشعري ورواجه؛ أي هل تغتربُ القصيدةُ عن القارئ كلما ارتادت أقاصي جديدة وغير معهودة وتخلَّت عن ثيماتها الكلاسيكية وعتَلاتِها التقليدية من إيقاعٍ وقافيةٍ وقضايا "كُبرى"؟

بعد رهاناتِ التجريب والتجديد التي توسّلت وما تزال أن تبلُغ الشّعر بواسطة النثر، وبعد أن أودت الحداثة بالشكل الراسخ لتُشيدَ جمالياتها الخاصة والمفارِقة انطلاقاً من قوانين جديدة، يُلحَظ انحسارٌ متزايد للحضور الشعري في الفضاء الثقافي، نتاجاً ونقداً، في الوقت الذي يزدهر فيه السردُ مثلاً، مع أن كلا النّوعين يمتحُ من خامةِ النثر! ولعلّ ذلك يُلمَس من عزوف الناشر العربي عن ترويج المنتج الشعري، وبالتالي انصراف النقد عن مواكبة الشعر أو السجال فيه، وتحوّل الشعراء إلى ناشرين شخصيين، بالكاد يجدون من يقرأ دواوينهم! فهل يُقرَأ هذا الانحسار على أنه تراجعٌ يعزى إلى إخفاق المقترح الشعري الحديث في إرساء تعاقدٍ حيوي مع قارئه المنشود؟ أم أنّه ينسجم مع طبيعة الشعر بوصفه فنّاً للخاصة وأنَّ توهُّمَ انتشاره مغلوطٌ أصلاً؟

نسألُ كوكبةً من الشعراء العرب عن آرائهم في واقع الشعر العربي اليوم ومنزلته القرائية لدى جمهور النص العربي، وعن العلاقة الجدلية بين تطور المقترح الشعري ومستوى رواجه وما يُلحظ من انتشار للسرد وانحسار للشعر وعمّا إذا كان هاجس القصيدة الحديثة في أن تنقل الشعر إلى مستوى ما من الحكي قد تعثَّر في بلوغ غايته، وأين وصلت قصيدة النثر، أجدُّ الأشكال التطورية للنص الشعري العربي.

 

سعد الياسري- شاعر عراقي مقيم في الكويت

يقترح سعد الياسري عنواناً بديلاً لتشخيص الظاهرة موضع التساؤل وهو (واقع انتشار الشعر العربي الفصيح)، إذ يرى أنّ الشعر المكتوب باللهجات العربية العامية لا يعاني من شيء، بل ربما يعاني من ترهل في الإنتاج والانتشار والمساحة الإعلامية، والتصفيق بالطبع! ويضيف الياسري أنَّ انتشار الشعر يكاد يكون اليوم في أشد فتراته انحطاطًا، وذلك في إشارته إلى "ذلك التحالف المريب بين قارئ متواضع المعرفة ودور نشر بالغة الجشع والشراهة ومؤسسات ثقافية رسمية، وغير رسمية، تعاني من أمراض لا علاج لها، ليس أولها المحسوبية، ولا آخرها الكواليس الغامضة." ويضيف قائلاً إنَّ هذا هو واقع انتشار الشعر الفصيح، أما واقع الشعر نفسه؛ فهو بخير كما أرى، ونضوجه بائن، وارتقاؤه بأدواته قبل كل شيء متحقق برأيي.

أمَّا بالنسبة لقارئ الشعر العربي الفصيح وعلاقته بالنص، فيقول الياسري إنَّه ليس أمام هذا القارئ سوى الاستمرار والنضال في هذا المعترك، فقراءة الشعر لا تشبه قراءة الحكاية، وأول ما تتطلبه خيالاً خصبًا حاضرًا ومستعدًّا لمغامرة التأويل... فالشعر ابن الحرية وخدين التمرد، وعلى قارئه أن يرتقي إلى هذه المنزلة أو أن يمارس نشاطًا لا يشترط الخيال والحرية، ولا التمرد!

وعن العلاقة بين تطور القصيدة ومتابعة القارئ لها، يرى الياسري أن "القارئ الفطن مطالب بضمان حياة القصيدة عبر تلقيها بنضج، أو ستتحول على يديه إلى نص ميت؛ إذ لا يمكن- في رأيه- مطالبة الشعر والشاعر بالنزول إلى ما يفضله القراء، وإذا كان مصرًّا فهناك شعراء مشاهير وجماهيريون وظائفهم بالأساس تراعي دغدغة أحاسيس القراء العاطفية أو السياسية أو الجنسية... أما الشاعر الحقيقي فليست تلك غايته، ولا هذه حلبته."       

وفي ما يتعلق برواج السرد وانحسار الشعر في فضاء النشر العربي، يشخِّص الياسري الأمر على أنه و"ببساطة: يتعلق بتجَّار (ناشرين) يفضلون طباعة السرد (الرواية) لاعتبارات تتعلق بالرواج والربح، وأخرى تتعلق بفورة الجوائز وحمَّى النجومية التي أتيحت مؤخَّرًا لهذا اللون من الكتابة. تلك هي المسألة، باختصار! وهي لا تتعلق بالشاعر ولا بالشعر، بل بالتاجر (الناشر) وبحشد القراء المرتاحين لسهولة تلقي الحكاية ولسحر (الحدوتة) غير المكلف... عمومًا، الشعر ليس حكيًا ولن يكون، حتى في أسوأ حالاته وأشدها ركاكة، ستجد خلفه لوعة ورغبة جارفة أحرقت صاحبها فاجتهدَ وفشلَ، تلك اللوعة وحدها لا تكفي، كما بتنا نعلم، ولكنها ليست حكيًا كذلك."

 

سلام حلوم - شاعر سوري مقيم في هولندا

في معرض إجابته عن السؤال حول واقع الشعر العربي، يرى حلّوم أن واقع الشعر لا يختلف عن غيره من الفنون، ولا عن غيره من أشكال الوعي البشري من حيث هي تجليّات لصيرورة واقع الإنسان، سواء أكانت هذه التجليات مباشرة في الوعي السياسي أم غير مباشرة كما في الفن، ولا يخفى على أحد أنَّ الإنسان في هذا الواقع بات مستلباً كلّ ما لديه، من الأرض التي يمشي عليها حتى الحلم الذي كان يجعله صابراً في عالم تُهدر فيه حقوقه الأولى ليصبح لا أكثر من ورقةٍ في مهبّ.

أمّا عن قارئ الشعر، فيقول حلوم إن كلّ قارئ يعتدّ به، ولكنّه يتساءل أين هم القرّاء اليوم؟ لا سيّما قرّاء الشعر الذين هم نُدرة في كل زمان ومكان. ويلفت حلوم إلى طرافة ظاهرة أنَّ الشعراء لا يقرأون بعضهم! وعن قراءاته الشخصية للشعر، يقول حلوم إنّه لم يعد يقرأ للمشاهير؛ إذ يريد أن يتعرًّف لا أن يعرف.  

لا يتفقّ حلوم مع الرأي القائل إنَّ القصيدة كلما تطوّرت اغتربت أكثر عن القارئ، مؤكّداً أن هذه الرؤية المتعالية إنما تتعاطى مع الشاعر بوصفه نبيّاً ومخلّصاً، وأنها تستند أصلاً إلى تنظيرات أساسها الرؤيا لا الحياة، وتستند بالتالي إلى الغموض والعقل في النخبة وليس إلى التأثير الجمالي في وجدان الناس. أمّا عن رواج السرد، فيرى حلوم أن الرواية جنس أدبي مأزوم بأزمة الإنسان العربي أيضاً، وأنَّ ترويج الرواية عبر الجوائز لا يعني أنها صارت النوع الأدبي المهيمن الوحيد. وعن واقع قصيدة النثر وتطورها، يقول حلوم إن قصيدة النثر ليست كغيرها من الأشكال السابقة خاضعة لقواعد تنتظمها، فتصير عبر التجربة التاريخية الطويلة قيودا ثقالا تعيقها عن تجاوز نفسها، تلبية لمقتضيات تطور الذائقة الجمالية البطيء نسبياً، وبالتالي فإنّك ستتعاطى مع صيرورتها من خلال التجارب الفردية فيها، ومن هنا يصح قولك على تجربة فلان من شعرائها ولا يصح على تجربة غيره.  

  

عماد فؤاد - شاعر مصري مقيم في بلجيكا

يرى فؤاد أنَّ واقع الشعر العربي اليوم ليس بمعزل عن واقع الفنون الكتابية الأخرى التي تنشد قارئاً حقيقياً يسعى إلى الكتاب وليس مجرد متصفح يومي للجريدة. ويؤكد فؤاد وجود قارئ يُعتدُّ به للنص الشعري الراهن، كما أن هناك قارئا يعتد به للرواية أو غيرها من فنون الكتابة، ولكن فئة قرَّاء الشعر كما في جميع اللغات هي فئة قليلة، ذلك أن قارئ الشعر ليس قارئًا عاديًا هو الآخر، ربما يكون من السهل على كثيرين قراءة رواية أو عمل مسرحي أسهل من إقبالهم على قراءة مجموعة شعرية أو قصصية، وهو ما يشير بصورة أو بأخرى إلى أن الفن الشعري هو الأكثر تطلّبًا بين فنون الكتابة الأخرى.

أمَّا أين يجد عماد فؤاد قارئه فذلك ما يصعب الإجابة عنه في رأيه، إذ أحيانًا ما يتلقى المرء رسالة من شخص مجهول يخبره فيها بأنه قرأ كتابًا أو نصًا له وأعجِب به، وأنَّ ذلك من بين أفضل ما قد يرتجيه الكاتب، حسب رأيه، وهو ما يجعله أيضًا يكتب الرسالة ذاتها إلى من قرأ لهم وتوقّف أمام نصوصهم. وفي ظاهرة غلبة انتشار الرواية أمام الشعر، يرى فؤاد أن هذه الظاهرة ليست حكرًا على اللغة العربية وحدها، فالرواية هي الفن الكتابي الأكثر انتشارًا بين القراء في الكثير من اللغات الكبيرة اليوم، وعلينا أن نتقبل فكرة أن للشعر الكثير من الأشكال والمستويات.

لا يرى فؤاد أن هناك مصطلحا ناجزا يمكن تسميته "قصيدة النثر العربية"، وإنما تجارب مهمة ولافتة في إطار ما كُتِب تحت هذا المسمى، ويضيف قائلاً إنَّ السياق ذاته استمر حتى يومنا هذا، لذلك لا يتفق مع "فكرة المجايلة العقدية التي ينتهجها النقد العربي منذ سنوات في تقسيمه للأصوات الإبداعية وتصنيفها تحت خانات عمرية". ذلك لأن هذه الأجيال لم تنشأ وفق مانيفستو شعري، بقدر ما كانت تكتب مفهومها الفرداني والذاتي عن الشعر في صورته النثرية الجديدة. من هنا مثلا لن أستطيع وضع شاعر مثل وديع سعادة في ذات الخانة التي سأضع فيها أدونيس أو أنسي الحاج، ثمة تجارب متباينة ومتفاوتة ومختلفة لدى هذه الأسماء وغيرها."

 

رشا عمران – شاعرة سوريَّة مقيمة في مصر

 

ترى عُمران أنه من الصعوبة بمكان القول إنَّ الشعر اليوم في أفضل حالاته بينما العرب جميعاً في أسوأ حالاتهم، إذ إننا كعرب "نعيش زمن انحطاط مريع على مختلف الأصعدة، فلماذا سيكون الشعر متفرداً عن الحالة العامة؟!" تتساءل رشا عمران التي ورغم ذلك لا تُخفي بعض تفاؤلها لجهة استجابة النص الشعري لتحديات الواقع السياسي والاجتماعي العربي، في محاولة لاختراق هذا الخراب ببعض الجمال، محاولة لتعويض الفشل الجماعي بالتغيير بما هو فردي، الإبداع فعل فردي، الشعر على وجه الخصوص، يشبه التأليف الموسيقي، أعتقد أنه وسط هذا الخراب العميم يمد الشعر أصابعه بحذر ربما، لكنه يجاهد للنجاة، كما تقول.

وتتفق رشا عمران مع ما أورده الشعراء الآخرون حول ندرة واستثنائية قارئ الشعر، أو "القارئ النوعي" كما تسميه. وعن التواصل بين القارئ والنص، تلحظ الشاعرة دور وسائل التواصل الاجتماعي التي ترى أنها خلقت قرَّاءً جدداً للشعر، لكنهم قراء سريعون، يقرؤون النص الشعري كقراءتهم لأي منشور فيسبوكي آخر، إلا أنها مع ذلك ترى أنّ هذه الوسائل قدّمت منبراً مهماً بعد انحسار دور المجلات والصفحات والمواقع الأدبية، كما أتاحت فرصاً للشعراء أنفسهم للاطلاع على جديد الآخرين، وتضيف أنها شخصيا استفادت من الفيسبوك في الاطلاع على تجارب ملفتة لشعراء شباب بما فيها تجارب شعرية نسوية شابة مُلفتة.

أما في شأن العلاقة بين تطور النص ودرجة انتشاره ومقروئيته، فتشيرُ عمران إلى ميلها لاعتبار أن هذه الأزمة عربية بامتياز؛ إذ إنَّها تلحظ إقبالاً لافتاً على حضور الأماسي الشعرية في العواصم العالمية من واقع مشاركاتها فيها، في حين يندر الحضور في الأنشطة الشعرية العربية، وتفسِّرُ ذلك بأنَّ الموسيقى والإيقاع هما الأساسان في تلقي القصيدة لدى القارئ العربي، وهما ما لا تتوفر عليه النصوص المعاصرة. وتعتبر عمران أنّ الجوائز الروائية التي تتكاثر في بلادنا العربية، فضلاً عمّا تُدرُّه الرواية من ربح مادي، تأتي في مقدمة الأسباب التي تساهم في رواج هذا النوع الأدبي أكثر من غيره، في حين يغيب الشعر عن الجوائز والتغطية والحفاوة الإعلامية.

كما رأت رشا عمران أنَّ قصيدة النثر العربية تمرُّ بمرحلة كمون حالياً متأثرة بمحيطها المرعب، لكنَّ "انفجارها سيحدث ذات يوم، فبوادره بالنسبة لي ظاهرة، ومتابعة ما يكتبه الشعراء والشاعرات من الجيل العربي الجديد تكفي للقول إن قصيدة النثر العربية بدأت أيضاً الدخول في مرحلة التجريب والتنوع، أنا أقرأ ما يُترجم من شعر عالمي جديد في المواقع الثقافية وأقارنه بالشعر العربي الجديد، وأشعر بالحزن أن شعراءنا لا يصنفون كشعراء عالميين، مع أن ما يكتبونه يتجاوز ما تتم ترجمته إلى العربية من الشعر العالمي الجديد."

 

علي ذرب - شاعر عراقي

يرى علي ذرب، وهو شاعر عراقي من جيل الألفية، أنَّ الشعر في حاجةٍ إلى من "يحملون أحلامه ويضحُّون في سبيله"، وهؤلاء ظلّوا وفرةً على امتداد سيرة الشِّعرية العربية في رأيه، وإن كان هناك الكثير من النتاج الذي وقع كحِملٍ ثقيلٍ على كاهل الشّعر. ويؤمن ذَرب بأنَّ قارئ الشعر موجود دوماً وهو "لم يتوقف عن نموه أبدا كحاضنة للذائقة، بيد أنَّ الفارق الوحيد يكمن في مستوى التلقي، وهذا يتطور مع عمق الانخراط في التجربة، فكل ما يحتاجه القارئ هو تجارب شعرية حقيقية. وعن قراءاته الخاصة، يقول ذرب إنّه منفتح على "كل نص جيد، وأنَّ بسام حجار يبقى أقرب الشعراء إلى نفسه".

وفيما يخصّ سؤال التجديد في بنية النص الشعري، يرى ذرب أنّ "المعركة الحاسمة لمفهوم التجديد يجب أن تحدث دائماً في أقاصي الجوهر، بمعنى ألا تقف عند السطح... وأنَّ أيّ رؤية جديدة هي إضافة للشعر وباب آخر ينفتح داخله... والقارئ يريدك أن تقف في قاعه وتصرخ، أن تذهب إليه وتحاوره وأن تخلق معه مسارات جديدة...". 

أّما عن ظاهرة رواج الرواية أكثر من الشعر، فلا يرى ذَرب مشكلة في الأمر، إذ إن هنالك حاجة للأدب الجيّد، سواء كان سرداً أم شِعراً، كما يقول. ثم إنَّ قارئ الرواية ليس طارئاً كما يقول البعض، بل إن هذا القارئ قديم قِدَم هذا الجنس الأدبي. مع ذلك يشير علي ذرب إلى الدور المؤثر الذي تلعبه دور النشر في إزاحة الشعر لصالح الرواية، لكنّه يشدِّد على ثقته في أنَّ قارئ الشعر "الأصيل" لا يبدله حينما يجد ضالته من الشعر.

وعن واقع قصيدة النثر العربية وتطورها، يقول على ذرب إن هذه القصيدة لم تتوقف عن تقديم الجديد والمُفارق، بعيداً عن التغيير الشكلاني الذي توهّمه البعض على أنه رؤية قصيدة النثر، وأنّ التجارب اللافتة في سياق النص الشعري الحديث ما برحت تؤكد حيوية القصيدة الجديدة.