حسين حبش: الشاعر هو الناقد الأوّل لنصّه

عماد الدين موسى 25 فبراير 2017

 

يبرز الشاعر الكردي السوري حسين حبش، بين الأسماء النشطة في الملتقيات الأدبيّة، ويُعتبر من المشاركين الدائمين وعلى مدار السنة في العديد من المهرجانات الشِعرية في العالم.

ضيفنا، المغترب في ألمانيا، أصدر خمس مجموعات شِعريّة، هي: "غرقٌ في الورد، هاربون عبر نهر إفروس، أعلى من الشهوة وألذ من خاصرة غزال، ضلالات إلى سليم بركات، وملاكٌ طائر". ولعلّ ما يميّز تجربته، أنّ قصائد كل مجموعة تتمحور حول ثيمة معيّنة، ففي الباكورة ثمّة نفحة رومانسيّة، بينما في الثانية تبدو اللغة قلقة في إبحارها ما بين ضفتي الوطن والمنفى، وفي الثالثة تطغى الأيروسية على أجواء القصائد، فيما الرابعة تُحاكي شِعرياً نصّ بركات وعوالمه، أما الأخيرة فتروي مأساة أطفال سورية، سيما حكاية صعودهم إلى حضن أُمّهم/ السماء.

تُرجمت مختارات من قصائده إلى عدة لغات، منها: الإنكليزية، الألمانية، الإسبانية، الفرنسية، الفارسية، الأوزبكية، الألبانية، الروسية والرومانية. كما وردت مختارات من قصائده في أكثر من أنطولوجيا شعرية عالمية.

للتوغّل أكثر في تفاصيل حياته وأسفاره وكذلك طقوس الكتابة لديه، التقينا الشاعر حبش وكان هذا الحوار:

 

شعاع النصّ الأوّل

- كل مبدع له حكايته الحميمة مع نصّه الأوّل، النص الذي ولِدَ من حيثُ ندري ولا ندري، ماذا عن خطوتك الأولى في أرض الكتابة؟

- لا أدري، لا أتذكر نصي الأول متى وأين كتبته، لكن كان عندي منذ الصغر شغف عظيم بالقراءة والاطلاع على كل ما يقع تحت يدي وحفظ الكثير منه، حتى أنني ـ وللطرافة ـ كنت أحفظ ما هو مدون من أبيات حتى على ورق الشام الرقيق الذي كانت السجائر تلف به وتُدخن بنكهة لذيذة "يا بني الأوطان جمعاً، ورق الشام خذوه، فهو صحي لذيذ، جربوه تعرفوه، ومن الغش خلي، فاشتروه واشربوه". والقراءة من حيث تأثيرها البليغ هذا كما تعلم لا بد أن تقودك من حيث تدري ولا تدري إلى دهاليز الكتابة وتدوين كتابات وملاحظات وخربشات هنا وهناك. إذن من هذا الانبهار بالقراءة والمتعة التي كانت تحدثها في النفس وما زالت، انبثق ذلك البرق من سماوات خفية وسقط شعاع النص الأول على بياض الورق محدثاً خطيئتي الشعرية الأولى. كما أنه ولحسن الحظ كان في ضيعتي "شيه" آنذاك شاعر معروف اسمه حامد بدر خان صاحب ديواني "على دروب آسيا" و"ليلة هجران". كان حامد محط احترام الجميع في الضيعة وخارجها وفي كل مكان كان يتواجد فيه. كنت معجباً به وبقصائده وكتبه الكثيرة في ذلك الوقت. وربما بسبب قربي منه وتأثيره المباشر علي اتجهت إلى الكتابة مبكراً.

 

الشِعر يرتدي آلاف الألوان

- ما الذي يلفت انتباهك في العالم ويدفعك للكتابة عنه؟ ما الذي تودّ تغييره فيه؟ أنت أيضاً كثير الأسفار، هل تتقاطع لديك أفكار الانتقال والسفر والتجريب مع الكتابة بشكلٍ ما؟

- كل شيء موجود في هذا العالم يلفت انتباه الشاعر ويحفزه على الكتابة مهما عظم شأن ذلك الشيء أو صغر. مثلاً يجد الشاعر الشعر في جسد النبات الأخضر، في رزانة الحجر وهدوئه، في قلب عصفور يشاكس الأفق، في قطعة غمام على وشك أن تتحول إلى ذئبة، في مخالب سنجاب يشاغب أغصان الأشجار، في أناقة إوزة تقود صغارها على سطح البحيرة، في لون قوس قزح وهو ينبثق من خلف التلال، في طنين نحلة تطير من زهرة إلى أخرى، في جناح فراشة على وشك الانتحار، في قطرة الندى الغافية على خد وردة، في انبثاق برعم صغير من شق صخرة، في قش يهتز في منقار عصفور، في رشاقة غزالة تسابق الريح... وكذلك في حذاء طفل ممزق، في دمعة صبية حزينة، في حنين أم تنتظر ابنها الغائب في شوق، في قطرة عرق على جبين أب وهو يحرث الأحلام وفي لهفة عاشقين يعانقان بعضهما البعض ويلتهمان شفتيهما بلذة خارقة... إذن الشعر يلبس آلاف الألوان وكلها تناسبه وتأتي على مقاسه تماما.

يجسد في نفسه الحلم ونقيضه، وهو ذئب وخروف وأسد وغزال وعصفور وأفعى في الوقت نفسه. يبارز الريح ويشد أزر الغيوم، يفك القيد عن معصم الخيال ويدير دفة الغرابة في نفس الوقت. تغويه المناطق النائية، وينأى بنفسه عن البلادة. يحيا بأعصاب مشدودة دائماً، ويتحدث مع الصخور والأحجار كما لو أنه يتحدث مع الأشجار والأعشاب والنباتات. يركض في البراري ويغوص في قلب المدن والدساكر والقرى... صامت مجهول غريب الأطوار، يضع يديه في جيبه ويسير في كل الاتجاهات في نفس الوقت، ويصل دوماً... ها أنك ترى أن هناك أشياء لا تعد ولا تحصى تلفت الانتباه، لكن المهم في كل هذا ينبغي أن يكون الشاعر متيقظاً، منتبهاً، نبيهاً، شغوفاً ويمتلك حسَّاً قوياً وفريداً بالأشياء والكائنات من حوله، ومن ثم كيفية التقاطها وتوظيفها وصقلها ووضعها في قلب النص. أما بخصوص تغيير العالم! فليس لدي أدنى تفكير بتغييره، لكن لو استطعت أن أضيف إلى قلبه المريض أصلاً نبضة حب زائدة، صغيرة، حنونة وصادقة سأكون في غاية السعادة. أما السفر، فله تأثير حاسم وعظيم على الكتابة، فهو يزيل العطب عن المخيلة وينشط خلاياها الكامنة. يزيح القشور والأدران ويحمم الجسد والروح والقلب. فحين تسافر تنبثق من أعماقك شموس كثيرة وتأتلق أقواس قزح من خلف تلال الخيال العالية. ففي السفر تمتلئ جعبتك بالنجوم والبروق والغيوم والأطيار والأشجار والأعشاب... كل هذه الأشياء وأشياء أخرى تمنحك طاقة إضافية على التجدد والتأمل والكتابة والإبداع وإغناء التجربة وتوسيع رقعتها والأخذ بيدها إلى مناطق نائية وبعيدة وغير مطروقة. لذلك، بغية كتابة قصيدة واحدة ها هو ريلكه يحض على السفر ورؤية مدن كثيرة وأناس كثيرين، وأشياء كثيرة... إذن أستطيع أن أقول من كل ما سبق أن "أفكاري تشبه أفكار مسافرين" على طريقة والت وايتمان. وإذا لم أكن على سفر، أحدق طويلاً وبحسرة إلى الخطوط الطويلة البيضاء التي تخلفها الطائرات في السماء، وحركة القطارات التي توصل أعضاء المدن بعضها ببعض كخياطات ماهرات، وكذلك دوران عجلات السيارات المسرعة التي تربط خيال الأرض بسرعة الريح. وبعد ذلك أمشي كثيراً، أو أركب دراجتي الهوائية وأنطلق بها كيفما تشاء أو أشاء!

 

الأطفال أكبر ضحايا المحرقة

- انطلاقاً من ديوانك الأخير "ملاك طائر"، والذي تضمن نصوصاً عن أطفال سورية، إلى أي درجة أثّرت "الحرب" على تجربتك؟

- منذ البداية قادني شعوري بأن الأطفال سيكونون من أكبر ضحايا هذه المحرقة التي تحدث في سورية. تابعت بحزن عميق كيف يقتل الأطفال بوحشية ودم بارد وبشتى الطرق البشعة التي لا يتحملها الخيال! كتبت عنهم نصوصاً متتابعة، قصيرة، حارقة، مؤلمة وحزينة جداً. كتبت عن بشاعة مقتل الطفل حمزة الخطيب والتمثيل بجثته. كتبت عن الطفلة شانتال العواد التي استشهدت مع أمها في تفجير أعمى ضرب حي جرمانا. كتبت عن الطفلة ذات البكلة الحمراء وجوارب الكيوي التي غرقت في بحر إيجة. كتبت عن الرَّضيعة نَاتَالي الخَطيب التي استشهدتْ في بلدة "طفس" الحُورانية. كتبت عن الطفلة فاطمة المغلاج التي عثر على جسدها وهو بلا رأس في قرية كفرعويد في مدينة إدلب. كتبت عن الطفلة آديل زعتري التي استشهدت برصاص القناصة في حرستا... كتبت عنهم، وهم يتحولون إلى ملائكة. كتبت عن جوعهم وتشردهم ويتمهم وبؤسهم. كتبت عن مدارسهم التي تحولت إلى أنقاض، عن كتبهم الممزقة ومقاعدهم المهشمة وأقلامهم المكسورة. كتبت عن دُمياتهم ودراجاتهم التي كانت تقضي نحبها معهم. كتبت عن أطفال درعا الذين عُذبوا وهشمت أصابعهم بوحشية لا مثيل لها. كتبت عن أطفال الحولة وأطفال التريمسة وأطفال تلبيسة... كتبت وكتبت حتى أصابني الحزن في مقتل واجتاحتني الكآبة في العمق ولم يعد بمقدوري متابعة هذه الأهوال التي كادت تودي بعقلي، فتوقفت عن المتابعة والكتابة في هذا الموضوع. ها أنك ترى أن الحرب تفتك بالروح وتنخر العظام وتمزق نياط القلب حتى لو لم تكن في أتونها. الحرب، هذه القذارة التي تدور وتتضخم في رؤوس الطغاة سرعان ما تقع على رؤوس الأبرياء، ويصبحون من أكبر ضحاياها. أما الآن، ها أنني أقف على تلة اليأس وأردد بحزن وألم بالغين: لا أمل لا أمل لا أمل.. وطوبى للذين ما زالوا يأملون بانتهاء الحرب والتفاؤل بمجيء غد جميل ومشرق!

 

الكتابة حاجة داخليّة

- ثمّة ظاهرة لافتة في الوسط الإبداعي، إذ نلاحظ تحوّل العديد من الشعراء إلى عالم الرواية، كشاعر كيف تنظر إلى هذه الظاهرة وما هي الأسباب التي تدفع الشعراء تحديداً إلى كتابة الرواية؟

- قبل سنوات ليست بعيدة كان الشعراء يكتبون الرواية كحاجة داخلية وحالة ضرورية تجتاح كيانهم ويستحيل إبعاد تلك الحاجة والحالة إلا بكتابتها، فظهرت روايات عظيمة في غاية الروعة والجمال والأهمية... أما الآن، فأغلب الشعراء الذين يتجهون إلى كتابة الرواية، فهم إما يكتبونها بحسب الموضة الجارية أو لأجل الحصول على الجوائز الطارئة! لذلك تأتي رواياتهم سطحية، مستعجلة، ساذجة ولا قيمة لها.

 

لغة النخبة

- هل يحقق الديوان الشعري نسبة مهمة من المقروئية في العالم العربي، أم أن الغلبة للرواية؟

- لا أدري، لا أعيش في العالم العربي وليس لي اطلاع كاف على مثل هذه الأمور، وفي الأصل ليس لي اهتمام كثير بها. لكن أريد أن أقول أن الشعر هو لغة النخبة والأقلية. قراء الشعر قلة قليلة جداً، سمَّاهم خوان رامون خمينيث ذات يوم "بالأقلية الهائلة" أو "الأقلية السعيدة" كما كان ستندال يقول. الجماهيرية والكثرة تبتذل الشعر في أغلب الأحيان. وأكاد أقول أن أعظم الشعراء وفي كل العصور لم يستطيعوا أن يجدوا ما يسد رمقهم من مبيعات كتبهم التي كانت تطبع بنسخ محدودة لا تتجاوز المئات إلا باستثناءات قليلة جداً، فما بالك إذن بأوضاع شعراء العربية المساكين! الرواية مبيعاتها أعلى دائماً من مبيعات الشعر في أغلب دول العالم، وأعتقد أن الوضع في العالم العربي لا يختلف عن ذلك كثيراً مع فارق عدد القراء طبعاً. وهذا الأمر يعود إلى طبيعة الرواية، فالرواية لا تحتاج إلى مشقة وجهد كبير لفهمها والوصول إلى مضامينها الظاهرة والخفية. فالرواية مسلية في أغلب الأحيان، أما الشعر فصعب وشد أعصاب، وأغلب الناس تريد أن تتسلى وأن تكون أعصابها مسترخية تماماً!

 

القراءات النقديّة

- البعض يعتبر المبدع ناقداً بالضرورة، انطلاقاً من نصّه مروراً إلى نصوص الآخرين، كيف تنظر إلى هذه الظاهرة، وقد كتبت العديد من الدراسات في هذا المجال؟

- الشاعر هو الناقد الأول والحقيقي لنصه، فهو يعرف بالضبط مواقع القوة ومواقع الضعف فيه. وأجمل القراءات النقدية التي تتناول الشعر هي تلك القراءات التي يقوم بها الشعراء بأنفسهم. فأدوات الشعراء التحليلية هي النباهة والذكاء والشعور والحب والحرية، لذلك تأتي عميقة وصادقة وطازجة ونزيهة وسلسة، وذلك بعيداً عن المصطلحات النقدية الثقيلة والمساطر الجاهزة التي يستخدمها النقاد عادة. لا شك هناك قلة قليلة من النقاد يغوصون برؤية ثاقبة إلى أعماق النصوص، يفتتون طبقاتها ويستخرجون كنوزها الخفية، ومن ثم يضعونها بجمال نادر وفريد على طاولة المحبة، ويعرضونها بذكاء خالص لأشعة الكتابة العالية.

 

قارئ آخر

- تكتب باللغتين العربية والكرديّة، عدا عن ذلك تُرجمت قصائدك إلى لغات أخرى، ما الإضافة التي حققتها الترجمة؟

- هناك بضع قصائد لي مترجمة إلى اللغة الإسبانية بترجمة ساحرة من ترجمة صديقي الشاعر العراقي عبد الهادي سعدون حققت نجاحاً باهراً في أميركا اللاتينية والعالم الناطق بالإسبانية، فمنذ ترجمتها وإلى الآن تتناقلها الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية والأنطولوجيات الشعرية. ولحسن الحظ صدرت أخيراً في كتيب تم توزيعه في مهرجان الشعر العالمي في بورتوريكو. أما كتابي عن أطفال سورية "ملاك طائر" فترجم إلى الأنكليزية بترجمة منى زيناتي، ونشر بمبادرة من صديقي الشاعر الألباني جيتون كلمندي. هذا بالاضافة إلى ترجمات لقصائد متفرقة إلى الفرنسية والتركية والأوزبكية والفارسية والألبانية والرومانية والألمانية والروسية... هذه الترجمات أضافت إليّ الكثير، فقد أوصلت نصوصي إلى قراء ما كنت أحلم بالوصول إليهم لو بقيت تلك النصوص حبيسة لغتها وحدها. الترجمة إلى لغات أخرى ضرورية جداً وفي غاية الأهمية للوصول إلى قارئ مختلف وذائقة مختلفة والتواجد في ثقافات أخرى بشكل أو بآخر.

 

الكتابة بنكهة مختلفة

- الحركة الشِعرية للكُرد الذين يكتبون بالعربيّة، ألا ترى أنها حساسيّة مختلفة عن الشعراء العرب الذين يكتبون بلغتهم، برأيك ما السر في ذلك؟

- نعم، ذلك صحيح. حين يكتب الكرد باللغة العربية أو بأي لغة أخرى، فإنهم يمزجون تلك اللغة بقصصهم وحكاياتهم وأناشيدهم وأساطيرهم وأغانيهم وترانيمهم وأنغامهم ومواويلهم الحزينة... يمزجونها بعاداتهم وتقاليدهم وأعيادهم وأمكنة إقامتهم وبيئتهم ورائحة جبالهم وكذلك بالملابس المزركشة لأمهاتهم وحبيباتهم... وكذلك يمزجونها بأحزانهم الطويلة وانكساراتهم وأحلامهم المجهضة، وحتى ببعض المفردات من لغتهم أيضاً. لذلك، في أغلب الأحيان تأتي لغتهم الشعرية مختلفة عن لغة أقرانهم العرب بشكل أو بآخر. حتى هنا في ألمانيا تتلمس فرقاً واضحاً بين ما يكتبه الكتاب الألمان والكتاب الآخرون الذين يكتبون بالألمانية، مثلاً حين يكتب شيركو فتاح أو نافيد كرمياني أو رفيق الشامي أو سليمان توفيق أو عادل قره شولي باللغة الألمانية، فإنهم يكتبون بنكهة مختلفة جدا عما يكتبه الكتاب الألمان. وعلى سبيل المثال أيضاً، مرة كنت في مهرجان شعري في نيكاراغوا وكتبت بضع قصائد تحت تأثير المشاهدات الرائعة التي رأيتها هناك والأجواء الساحرة التي عشتها فيها. فجاءت قصائدي تلك قريبة من أرواح شعراء أميركا اللاتينية دون أتقصد ذلك طبعاً، قصائد قريبة من روح أمبرتو أكابال وسيزار باييخو وخوسيه إميليو باتشيكو وبابلو نيرودا خاصة في نشيده الشامل. هذا يعني المكان والبيئةـ بالإضافة للأشياء التي ذكرتها في البدايةـ لهما التأثير الحاسم في نوعية الكتابة وحساسيتها المختلفة.

 

الكثير من الحبّ

- ما الذي تود أن تضيفه في نهاية حوارنا معك؟

- "كثير من الشعر وقليل من البوليس" هذه العبارة التي لا تفارق ذهني، قرأتها على لافتة كبيرة كان يرفعها عشاق الشعر في أعلى المدرج في مهرجان الشعر العالمي في مدلين/ كولومبيا، عام 2009. وكأنها كانت تقول بالضبط نريد "الكثير من الحب والقليل من الكراهية". عبارة لا بد أنها ستكون أجمل ما يمكن أن نختم بها حوارنا هذا، أليس كذلك؟