مأساة لؤلؤة

إنعام القرشي 4 ديسمبر 2017

اتركيني.. لا تلمسيني، أصابعك خشنة، لا لا تضعيني فوق صدرك دبوساً تتزينين بي، فصدرك لا يليق لي، هل تظنينني لؤلؤة صناعية؟ أنا ابنة محارة خرجت من أعماق البحر المالح..
ألا تعلمين أنني كنت أنام داخل فراش لؤلؤي، وبمعطف المحارة أمي أتدثر؟
أعرف أن لوني الجميل يغريك، ولكن لا تقارنيني بالخاتم الذي في معصمك الغليظ،، أنا قشرة رقيقة من صدفة، أفرزت أمي عليّ من عرق لؤلؤئها لتغطيني، احتضنتني وأغدقت علي الكثير من طبقاتها اللؤلؤية، أنام في حضنها الدافئ، لا يمر بي برد ولا ريح..

"...ماذا؟ ماذا تقولين؟"
- لو سمحت! هل هذه اللؤلؤة طبيعية؟
- نعم.
- سعرها مرتفع!
- لن نختلف!
- حسناً سأعود... أحببتها،

تحبينني؟ ...أنا لا أحبك؟" ماذا عليّ أن أفعل؟ هل ألقي بنفسي إلى الإسفلت فأعدم؟ أم أنتحر؟"
- ليس كل الناس تقدر اللؤلؤ الطبيعي، لكثرة الخرز المعروض في الأسواق، الذوق الخاص نادر هذه الأيام! قال صاحب المحل لصديقه.

"يا ويلي هذا يعني أنه سيبيعني لها، يدّعي أنها قدّرت قيمتي، لكنّ الحقيقة كان التقدير للدراهم التي تملأ حقيبتها، لا يعلم أنها خدشتني، ولم أحب أنفاسها حين وضعتني فوق صدرها، لي ذوقي الخاص في الرائحة، أرجوك لا تدعها تأخذني من أجل بضعة دراهم زيادة!".

أين أنت يا أمي وأين حضنك أعود إليه قشرة صغيرة من صدفة، أو طفيلياً يتعمشق حضنك إلى الأبد، أي معدة التهمتك وضعت بين هذه الكروش المنتفخة؟".