يوميات
وكأنه لم يهدم
وكأن جدرانه لم تتألم
ولكأنها لم تبكِ ليلة وداعي كل الأشياء
ولم تلوح لي جنباته أن ابقي معنا..
كيف تشعر أن الحجارة تشعر، والجدران تتكلم؟! كيف تعانقنا وداعاً أعز الأشياء؟!
ليس للجدران آذان
بل لها قلب وروح وذاكرة، تنزفنا تماماً كأتربتها المتناثرة عند كل معول هدم طالها ذات شقاء...
***
حُب…
رأيتني وقد مت والحزن يبلل وجوه الأصدقاء
هذا يكتب تفاصيلي في قصيدة وذاك ينعي شمس عمري التي انطفأت
وذاك يسهب في تأبيني في جمع مهيب
الكل واقف دقيقة صمت،
دقيقة حداد
وتغيرت واجهة إعداداتهم بملامحي وصوري، وحالات هواتفهم تضج بي، بمغادرتي
بذاك الرحيل الذي انتزعني من بين أيديهم على غفلة
فتساءلت:
هل كان على الموت أن يشرع في الاستئذان؟!
هل للموت أقدام فتسمع خطواته كلما حاول أن يخطف روحاً آن قطاف نبضها لتغادر عالم البشر وتعود غداً تنبت في مرعى آخر أو في إحدى الحدائق العامة أو في البستان..
خنقتني دموعهم وأرعبني حزنهم
وتأكدت أن الحب لا يظهر إلا في المقابر..