يوم في محل السيراميك
في الشارع أمام محل السيراميك، كنت واقفة أنظر إلى جمال ألوان السيراميك الراينسبيرغي المصنوع يدويًا. ذكرني اللون الأزرق مع الأبيض على المزهرية الموضوعة في الواجهة بالبيوت اليونانية في الجزيرة التي وصلتها هربًا عبر بحر إيجة. حين رأيت لوني الأزرق والأبيض على الجزيرة شعرت أنني أصبحت بأمان.
دخلت المتجر لألمس بيدي كيف يمكن لمجرد لون أن ينقل مشاعري من زمن إلى زمن آخر. كيف استطاعت قطع سيراميك ملونة أن تمنحني قطعة من زمن منسي؟
اشتريت قطعتين من الرخام، وطلبت من البائعة الألمانية كتابة اسم صديقتي على كوب قهوة، قالت البائعة: كفاح، اسم غريب وجميل.
ابتسمنا لبعضنا، ولاسم صديقتي الغريب بين يدي بائعة المتجر. كان اللون الأزرق الخزفي على تلك القطعة قد استولى على قطعة من قلبي وذاكرتي، حين وضّبت البائعة المبتسمة، القطعتين بمغلف ورقي.
يوم قطف الزهور مع امرأة من المدينة
في درب ينعطف من حديقة القصر، كنت أمشي عائدة إلى البيت ومعي باقة زهور وأعشاب طبيعية قطفتها من البرية. شاهدت امرأة تبدو في الستين، في يدها سلة مصنوعة من الخشب، تمشي وتقطف الأعشاب والزهور، وتصنع منها باقات صغيرة. حين تقاطعت دروبنا ألقت تحية السلام، وبادلتني بضع جمل عن الزهور في راينسبيرغ، عن جمال الطبيعة، وأعطتني ملاحظة بخصوص الزهور التي قطفتها. قالت لي "رائحتها قوية"، ويجب أن أستبدلها بأخرى. ابتسمت، وقلت سأفعل، وودعتها. وحين أدرت ظهري لها، بدأت تدندن بلحن حزين، أغنية لم أستطع التقاط كلماتها، لكنها كانت للغرابة شبيهة جدًا باللحن الحزين الذي كانت تدندنه جارتنا في شرفتها بحلب حين كانت تجلس في الشرفة وتراقب السماء، في انتظار أن يأتيها خبر من ابنها الجندي الذي مات في حرب قاده إليها ديكتاتور البلاد.
ترى ما الذي كانت تبكيه السيدة الألمانية بلحنها الحزين؟
يوم في الغابة مع صديقتي
في غابة بوبرو، توجد شجرة دلب تعانق شجرة كستناء. بدا المشهد غريبًا. سألتني صديقتي التي زارتني في يوم من أيام أيلول/ سبتمبر: ما الذي يجعل شجرتين من جنسين مختلفين تتعانقان بهذه الطريقة، وتنموان معًا كما لو أنهما شجرة واحدة؟ قلت: ربما الحب، فنحن البشر غير قادرين على تفسيره، لكنه يظهر دومًا في الطبيعة، وفي حياتنا، من دون أن نملك إمكانية تفسيره.
إنه يحدث فقط ببساطة.
(مقاطع من كتاب يوميات صدر باللغة الألمانية عام 2020).