إمكانات الحياة في الكتابة

شربل داغر 28 أبريل 2022
يوميات
"الكاتب في الحديقة العامة"، ديفيد أناند، سكتلندا

 

يَحدث لي أن أعود إلى كتب قديمة في مكتبتي، فأجدني قد شدَّدتُ على كلمات أو جُمل فيها، من دون أن أجد الداعي وراء ذلك؛ بل أجد هذه الكلمات والجُمل عديمة النفع في بعض الأحوال...

هذا ما يَحدث لي في هاتفي الجوال، حيث أكتب ما لا أنتهي منه؛ وإذ أعود إليه، لا أفهم داعي الكتابة هذه...

هذا يُضحكني، من جهة، إذ تبدو الكتابة هشة، كما لو أنها تمشي فوق حبل دقيق، من دون أن يكون الداعي إلى ذلك نافعًا بالضرورة.

هذا ما يجعلني أفكر، من جهة ثانية، في أن المهم، إذ أقرأ، ليس الكتاب نفسه، بل ما يُحدثه فيّ.

هذا يُريحني في أن الكتابة مرورٌ، عبورٌ، وليست قطارًا ينطلق من...، ويصل إلى...

هذا يعني أن الكتابة إمكانٌ، احتمالٌ، قد يصيب، وقد يطيش؛ قد يستحصل على حقه في الوجود، وقد يتبدد مثل فقاعة في هواء.

ذلك أن الكتابة - عندي على الأقل- تسعى إلى ما تستحصله من عتمة، تجريبًا وتغويرًا، بما يقوى على الوقوف والتقدم.

أما هذه الكلمات والجمل المتروكة فتعني فشلي، تعثري. لهذا هي جامدة، وباردة، مثل نطف لم تبلغ الحياة.

 

* شاعر وناقد لبناني.