وأنشأ هاشم عطار أوّل جريدة عربية خالصة، أسبوعية، وهي "الشهباء" وانضم إليه عبد الرحمن الكواكبي وميخائيل أنطون صقال، وبإصدارها انتقلت الصحافة من إطارها الرسمي إلى إطارها الحرّ، وقد أغلقها الوالي "لأن البلاد كانت في حالة حرب"، ثم أصدر جريدة "الاعتدال" في 25/7/1879 م، وكان نصفها مطبوعًا باللسان العربي ونصفها الآخر باللغة التركية، تعميمًا لفوائدها بين سكان الولاية، وأغلقت الصحيفة بعد صدور ستة عشر عددًا.
وأصدر عبد المسيح الإنطاكي صحيفة "الشذور" وهي تمثل منحى جديدًا في التفكير، تجد فيها أبحاثًا في خدمة العائلة وفوائد صحية وصناعية وزراعية وطبية، ومقدمات الفلسفة اليونانية القديمة وأبياتًا للمتنبي، وقد دفعته محاربة الحكومة إلى ترك وطنه والهجرة إلى مصر فانقطعت بسفره الصحيفة عن الصدور.
ارتفع عدد الصحف التي صدرت بعد قيام الدستور وتنوعت موضوعاتها، وقد صدر منها: "التقدم" في 15/10/1908 م، وهي أهم صحيفة وطنية، أصدرها نجيب كنيدر، كانت تصدر ثلاث مرات في الأسبوع حتى احتجبت بعد بضعة أشهر عندما وقعت الحرب العالمية الأولى... ولما انتهت الحرب أعاد صدورها منذ 16/1/1919 م، يومية، سياسية، أدبية في أربع صفحات، وانضمت الجريدة إلى الصحف المعارضة في أعقاب معاهدة 1936 م، وهيجّت الناس بمقالاتها ضد سياسة الكتلة الوطنية تجاه المشكلة الفلسطينية، فصدرت عدة قرارات بتعطيلها لأنها انتقدت سياسة الكتلة في تفريطها بالمصالح الوطنية.
"صدى الشهباء" جريدة علمية أدبية سياسية إخبارية تجارية زراعية "يحترم صاحبها الصحافة لأنه يعتبرها معلمًا ومرشدًا ومربيًا للأمة"، أصدرها حكمت ناظم وكامل الغزي في 1/10/1908 م، وكانت تصدر باللغتين العربية والتركية.
"الورقاء" صدر العدد الأوّل منها في 1/1/1910 م، وكان الخورفسقفوس جرجس شلحت منشئها ومديرها، وهو عالم وشاعر ولغوي، انعكست شخصيته على مجلته شعارها: "عادت الحمامة وفي فيها ورقة زيتون خضراء"، كانت تصدر كلّ شهرين، والاشتراك فيها ريال مجيدي عن كلّ عام. وتعتبر "الورقاء" من المجلات المجدّدة في أسلوبها وموضوعاتها، فقد سلكت أسلوب البحث العلمي من حيث الإشارة إلى المصادر والحواشي، ونشرت أبحاثًا متسلسلة في أعدادها المتلاحقة، عن المجتمع وأصوله، وعن العلوم الفلسفية والإنسانية، بدءًا بعلم الفلسفة والمنطق وما وراء الطبيعية مرورًا بمباحث الصحة والأخلاق والاقتصاد، انتهاءً باللغة العربية وأسباب انحدارها وتلمس الأساليب للنهوض بها، كما انحازت المجلة إلى صف المرأة وخصصت فصولًا من أعدادها للحديث عنها.
أثر قانون المطبوعات الذي سنته الحكومة التركية على هذه الصحف، وقضى على قسم كبير منها، فأخذت تحتجب الواحدة تلو الأخرى حتى توارى أكثرها، من هذه الصحف: حلب الشهباء – فوائد – الخطيب – الشعب – مسخرة – الكشكول – الأهالي – لسان الأهالي – الإعلان – تنوير أفكار – مكتبلي – المرسح – النهار – الصدق – العفريت – هوبّالا – تشبّث.
وما إنّ دخل الجيش العربي الى سورية حتى أغلقت الصحف التي كانت تنطق بلسان الحكومة التركية "الرأي العام – الشرق – المشكاة – سورية"، وغيّرّت صحف أخرى لهجتها... وأبدت الحكومة العربية بها اهتمامًا متزايدًا، فتدفقت الصحف الوطنية السياسية والثقافية على سورية، وقد صدرت في حلب أربع عشرة جريدة ومجلتان، ولم تكن الصحافة قوية الإخراج والبناء بل على العكس كانت ضعيفة بوجه الإجمال من جميع النواحي، وسارت على خطى الصحف القديمة من حيث الأسلوب والمنهج والطابع رغم تبدل سياستها، وكان منها: العرب – الصاعقة – حقوق البشر – النهضة - الراية – المصباح – البريد السوري – الوطن – العدل– مجلة الشعلة.
في عهد الانتداب الفرنسي على سورية، استمرت "حلب" و"الرسمية" و"التقدم" و"النهضة" و"الصاعقة " و"البريد السوري" و"الشعلة".
دخلت الصحافة في عهد جديد من الاضطهاد والكبت وخنق الحريات، فتوقفت التي كانت تمثل العهد السابق، واستمرت أخرى معتدلة وظهرت صحف جديدة، وصارت سلطة الانتداب تعطل أية صحيفة تضرب على وتر الحرية، أو تحن إلى العهد الفيصلي، أو تناهض الانتداب، وقد عرفت حلب ألوانًا من الجرائد بلغات أربع: العربية والتركية والأرمنية والفرنسية، وظهرت فيها عدّة مجلات أدبية، وقامت هذه المجلات بإشاعة الثقافة ومجاراة التيارات الحديثة... ومنها مجلة "الحديث" (من أجل التجديد في الأدب والحوار العنيف من أجل حرية المرأة وحقوقها...)، وعرفت حلب أيضًا الصحافة المتخصصة التجارية والزراعية والعلمية والدينية والفكاهية، بالإضافة إلى الصحف السياسية والأدبية والنسائية، من ذلك : الأمة – شفق – الآمال – المرسح – الترقي السوري – الكلمة – الوقت – الثعبان – الاتحاد – الحديث – المكنسة – الجامعة الإسلامية – المرأة – الحوادث – الضاد – العاديات – برق الشمال – الدستور – الضياء – الفجر – على كيفك – التاج – السلام – الأهالي – الاعتصام – النذير – الشباب – الإخاء – الراوي – الإصلاح.