لولا دا سيلفا بعيون أرجنتينية: الوطن هو الآخر!

3 مايو 2018
ترجمات
لولا دي سيلفا

بابلو جينتِلّلي

من البرازيل

"إن البرازيل ليست للمبتدئين". هذا ما قاله المغني البرازيليّ توم جوبيم بشاعريته القاسية.

إذا كنتَ تفهم البرازيل، فهذا يعني أنك تملك قدرة هائلة على الخيال العلمي الاجتماعي. فبرازيل اليوم لا تزال تحافظ على سِماتها التاريخية. إن نشوئيتها الاجتماعية تعود إلى ماضٍ يولد من جديد يومًا بعد يوم، مُنبعثًا في نُخَبها الطاغية، في ديمومة نظامها العبوديّ، في عمليّة الازدراء الممنهجة لكل ما هو ديمقراطيّ ولحقوق جميع سكانها تقريبا، أي لحقوق أولئك الذين تحولوا إلى غرباء في دولة بلا وطن.

لقد أُرغمت البرازيل على إعادة صياغة تاريخها بالقوة، والذي تم تلطيفه بواسطة روايات أرادت تفسير ما يتعذر تفسيره أصلًا. فعلى الرغم من أن كل شيء يعمل بشكل سيئ، يكفي أن هناك المثل الذي يقول "إن الله والفرح برازيليّان"، دائمًا وأبدًا. فَهَل يحق للمرء، إذًا، أن يطالب بأكثر ممّا هو عليه؟

لقد نالت البرازيل استقلالها عبر إعلان جاء على لسان أمير كان ابنًا لمَن كان ملكًا على البرتغال آنذاك، والذي نصّب نفسه إمبراطورًا "دستوريًا" وحاميًا للبلد إلى أبد الآبدين. البرازيل هي أمة مستقلة وُلدت كإمبراطوريّة. إمبراطوريّة لا تزال تحكم من قِبَلِ مالكيها حتى اليوم.

الديمقراطية، إذًا، تمثل استثناءً في تاريخ البرازيل. نظرًا لافتقارها إلى الديمقراطية السياسية والاجتماعية، ولقد أوجدت البرازيل مفهوم "الديمقراطية العرقية"، وهو عقيدة خيالية ربما كان يمكن لها أن تخدم في بناء مجتمع حُلم تسوده المساواة.  ولكنّها، أي العقيدة، سرعان ما تحولت إلى أسطورة من السهل استغلالها بهدف وضع حاجب لإخفاء ممارسات التمييز العنصريّ والعرقيّ المنهجية التي من شأنها أن تحول الملايين من البشر إلى فريسة للازدراء والإقصاء.

تُعتبر البرازيل ثاني أكبر بلد في العالم يعيش فيه السود، فيما تاريخه يكتبه البيض، ومَن يراكم الثروة والسلطة السياسية فيه هم البيض، ومَن يخطف الفُرص، في جميع الحالات، هم البيض. أجل البيض؛ أي أولئك الذين لا يبالون بالعنف ولا بممارسات العزل التي يتعرّض لها المواطنون والمواطنات الذين تُكتم أصواتهم، وتُخفى وجوههم، ويُتَخلَّى عنهم، والمقصود الفقراء، السود، الفلاحين، السكان الأصليّين، النساء والفتيات المُنتهَكات، المُغتصَبات، والبشر بلا مأوى، بلا أرض، بلا اسم، وبلا حقوق.

إن البرازيل، القارة البرازيلية بأسرها، حافلة بالانقلابات وبالكذب. بعد أن أطاح الجيش بالرئيس المُنتخب جواو غولار عام 1964، وعد بأنه سيستعيد النظام الدستوري خلال أقل من يوم. لكن، كما نعلم، بقيت البرازيل تحت وطأة الحكم العسكري لمدة 21 عامًا.

"الديمقراطية تنبعث من جديد"، كان عنوان افتتاحية صحيفة O Globo ثاني يوم الانقلاب.

وكان للديمقراطية أن تبعث، فعلًا، لكن بعد عقدين من الزمن. شُيّدت الديمقراطية البرازيلية على أسس النسيان والإفلات من العقوبة تجاه جرائم العسكريين. لم يُدن أحد، لا بل لم يُحاكَم أحد. فُوِّضت السلطة إلى رئيس منتخب بشكل غير مباشر ودون استفتاء شعبي، ولقي حتفه قبل تولي منصبه. وهكذا انتقلت السلطة إلى مختار ذي وجه كئيب وخال من التعابير، طموحاته بحجم طموحات شاعر متوسط الأداء، وريث لإقطاعيين من إحدى المناطق الأكثر بؤسًا في البرازيل. أرادت الديمقراطية الانبعاث، ولكن ذلك لم يكن ممكنًا.

قبل سنوات قليلة فقط، أي في عام 1989، عُقدت انتخابات رئيسية لأول مرة منذ 1960. ونجحت البرازيل في أن تعيش على هامش ديمقراطية تمثيلية صغيرة وضئيلة لمدة ثلاثين عامًا، أما نُخَبها السياسية والاقتصادية فوصفت حالة الاستثناء هذه، التي كانت فيها البرازيل تحت وطأة الدكتاتورية العسكرية، بـ"الأعجوبة". وهكذا، بدأ هذا المصطلح، أي "أعجوبة"، يُطلق بشكل خاص على الحقبة التاريخية التي شهدت فيها البرازيل تضخمًا اقتصاديًا بمقدار 30% خلال أقل من عام، وكانت فيها البرازيل أكثر دول العالم التي يستشري فيها الظلم وانعدام المساواة.

الانكسار

تاريخ البرازيل منذ التسعينيّات نعرفه تقريبًا. استطاع فيرناندو كولور الفوز على لولا دا سيلفا بمساعدات خيرية من قبل شبكة Globo الإعلامية. بعد خلع كولور من منصب الرئاسة، تولاه إيتامار فرانكو، الذي لم يحقق أي شيء خلال فترته الرئاسية مع أنه كان حقًا شخصًا لطيفًا وكانت تُلتقط صوره وهو بجوار فتيات دون ملابس داخلية، مما جعل الكثيرين يعتقدون أنه رئيس جيد للبلاد. بعد إيتامار، تولى الرئاسة فيرناندو إنريكي كاردوسو، أمير علماء الاجتماع في أميركا اللاتينية وصاحب نظرية التبعية الاقتصادية، والذي بدوره أيضًا فاز على لولا في الانتخابات. طالب كاردوسو الجميع، خصوصًا أولئك الذين يعرفون خلفيته، أن ينسوا كل شيء كتبه بالماضي. في عام 1998، خسر لولا الانتخابات وفاز كاردوسو من جديد، ليواصل الثاني سياسته المعتمدة على الخصخصة، وفشل في تحسين ظروف الفقراء المعيشية المتدهورة. خلال فترتي ولايته، كان الفقر إما يزيد أو يحافظ على درجة مستقرة، إذ وصل، عام 2002، الى نسبة 31.8% من مجمل عدد السكان. في ذلك العام، وأخيرًا، استطاع لولا الفوز بالانتخابات الرئاسية.

كان لتفسّخ حكومة كاردوسو أن يعني وصول النموذج الاقتصادي والسياسي السائد منذ عملية التحول الديمقراطي إلى طريق مسدود، أو، على الأقل، تدهوره بشكل عميق. على الرغم من أزمة النظام السياسي، لم تعتبر النُخَب البرازيلية لولا تهديدًا لمصالحها الفاسدة والخسيسة. لم تنقصهم الأسباب لاعتقاد ذلك. ولُولا، الذي اشتغل بالماضي رئيسًا مُنتخبًا لنقابة عمّال الحديد، طمأن الجميع في رسالة وجّهها للشعب قال فيها إنه لن يتعدى على ثروة الأغنياء ولا على ممتلكاتهم، بل سوف يهدف إلى تحقيق الاندماج الاجتماعي بواسطة تطوير مخطط وطني يستفيد منه البلد ككل. لا نعرف إذا كانوا قد صدّقوه لأنهم لم يملكوا خيارًا آخر، أم لأنهم اعتقدوا بأنهم، وأخيرًا، نجحوا في أن يخضعوه لسلطتهم. ما نعرفه هو أن الرئيس السابق لنقابة عمال الحديد لم يكن يكذب، وأنه فعلًا طوّر جملة من الإصلاحات الاجتماعية لم يسبق لها مثيل وأفرزت نتائج استثنائية.

انخفضت نسبة الفقر بشكل ملحوظ، إذ تقلصت خلال اثني عشر عامًا بأكثر من 73%. أما ما يُسمى بـ"الفقر المُزمن"، فلقد انخفض من 10% إلى 1%، ومعدل الدخل زاد عند كافة الفئات الاجتماعية. عند الأغنى، مثلًا، زاد بمقدار 23%. أما عند الأفقر، فبمقدار 84%. وهكذا لم تعد البرازيل تحتل موقعًا على خارطة الجوع لدى منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، وأخذت الفُرص والرفاهية تتوسّع لتشمل آفاقًا لم يكن بالإمكان تصورها، في السّابق، بين الفئات الأكثر فقرًا.

لكن لم يكن للمؤشرات الاجتماعية، التعليمية والاقتصادية الكبيرة، والتي كانت تُظهر جوهر نجاح أداء الحكومة، الفضل الأول في منح لولا ذلك الكم الهائل من التقدير والتأييد من قبل المواطنين. بل إن الذي جعل منه أسطورة حية وشخصية تستحق كل ذلك الإعجاب والإجلال هو الطابع التأسيسي الذي اكتسبته فترة ولايته. صحيح أن الفقراء لا يستطيعون فك رموز لغة العلوم الاجتماعية والاقتصادية النظرية التي يوظفها المثقفون، لكن هذا لا يعني أنهم أقل حذقًا وإدراكًا عندما يتعلق الأمر بفهم واقعهم الاجتماعي.

إن الفقراء، مثلًا، يدركون تمامًا حقيقة العلاقة بين الدخل المادي، من جهة، وقدراتهم وفرص الرفاهية المُتاحة لهم، من جهة أخرى. لذلك، يقوم الفقراء بتفعيل هذه الحقيقة من خلال مؤشرات ملموسة جدا، كفحصهم لمدى إمكانية حصولهم على التعليم بكل مستوياته، أو حصولهم على ائتمان يسمح لهم بشراء منزل خاص فيهم أو سلع استهلاكية أساسية أخرى، وغير ذلك من المؤشرات كتوفر الكهرباء، مجاري الصرف الصحي، والمياه الصالحة للشرب. أحيانًا قد يبالغ الفقراء في طموحاتهم بالرفاه، وقد يفعّلون مؤشرًا يدل على قدرتهم على السفر، بواسطة الطائرة، بهدف زيارة ذويهم.

إن لهذه المؤشرات جميعًا أن تكوّن مخزونًا من الحقوق والفُرص الأساسية التي يتمتع بها كافة المواطنين في أي جمهورية حديثة، لكنها لم تكن يوما في متناول يد الملايين من البرازيليين والبرازيليات. لقد منحتهم حكومة لولا، ومن بعدها حكومة ديلما روسيف، لأول مرّة، الفرصة الحقيقية بأن يشعروا بأنهم مواطنون ومواطنات بعد أن عانوا من الازدراء، والإهمال، والإذلال، من قبل نُخَب تنصلت من وجودهم كرعايا لها حقوقها، أو كبشر ذوي احتياجات أساسية لم يُستجب لهم أبدًا.

جاء لولا لإصلاح هذا الظلم التاريخي. وفعل ذلك مُظهرًا، داخل البرازيل وخارجها، مهارة بارعة في حسن الإدارة وفي ممارسة دوره كزعيم سياسي.

وفاجأت قوة لولا الساحقة بعض النُخَب البائسة والجاهلة، إذ كان من المفترض لعامل حديد دون شهادة جامعية أن يفشل في مهمته في قيادة مصير عاشر أكبر قوة اقتصادية في العالم.

خلال عقد من الزمن، استطاع لولا وديلما تخفيض مؤشر نسبة العجز في الوصول إلى سكن كريم بـ53%. لقد شيّدا أكثر من مليون وسبعمئة ألف مسكن شعبي، جاعلين من إمكانية الحصول على الطاقة الكهربائية حقًا للجميع (هذا في بلد يعاني من عدم تكافؤ هائل في الطاقة الكهربائية)، وحققا زيادة كبيرة في نسبة الأُسَر التي تحصل على المياه، وضاعفا عدد الملتحقين بالجامعات، وأنشأا عددًا من الجامعات والكليّات التقنية أكبر بكثير من الذي كانت تحتوي عليه البرازيل خلال كل تاريخها حتى عام 2002. كانت جميع هذه السياسات نتيجة وضع الفقراء في صلب الميزانية العامة للدولة، ليستفيد منها، على وجه الخصوص، سكان الريف، النساء، الشباب، السكان الأصليون والسود.

إذا أردنا أن نفهم البرازيل بعيون أرجنتينية، على الرغم من الاختلافات الهائلة وخصائص كل من البلدين التاريخية، قد نقول إن لُولا يلعب دورًا أقرب بكثير إلى ذلك الذي مارسه خوان دومنغو بيرون منذ عام 1946 مقارنة بدور نستور كيرشنر منذ عام 2003 لمواجهة أزمة عام 2001. لعب الرئيس كيرشنر دورًا استثنائيًا في وضع الأسس لإنشاء جمهورية مبنية على ركائز المساواة، حقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية. ولقد فعل ذلك مُظهرًا قدرة كبيرة على الإدارة وهو يحكم بلدًا كان آنذاك مُدمّرًا. في الوقت ذاته، كان كيرشنر يستند إلى مرجع مُتخيّل وإلى لحظة تاريخية باحثًا عن استردادها وإعادة ترميمها.

أما لولا، فَكَلّا. لولا هو المُؤسس. لولا هو مهندس الديمقراطية البرازيلية التي لم يكن لها وجود أصلًا.

إن ذلك الشعار القوي والمؤثر، الذي بحسبه "الوطن هو الآخر" (**)، هو حصيلة الإنجازات التي حققناها بشكل جماعي على مدار عقد من الزمن. إنه شعار يكتسب معناه ومرجعيته من ماضٍ مشترك، ويتجسد بوضوح في الحاجة إلى بناء حاضر جديد. إنه الماضي الذي نراه ينعكس في قياداتنا الديمقراطية التاريخية (يريغوين، بيرون، إيفيتا، كامبورا، ألفونسين)، في ضحايا الدكتاتورية العسكرية وفي أمهاتنا وجداتنا البطلات. إنه المستقبل الذي يصبح ممكنًا بسبب وجود ماضٍ حقيقي.

بعد نصف قرن

لم تحظ البرازيل بهذا التاريخ، ولا بأي تاريخ مشابه. لكنّها، وبعد نصف قرن من الأرجنتين، وفت بالالتزام الذي يُفرض على حكومات أميركا اللاتينية الشعبية بين الحين والآخر، أي إدارة بناء نظام جمهوري، تحديثي وديمقراطي، والدفاع عنه في وجه الهمجية الضّارة التي تفرضها بعض النُخَب المتخلفة التي لا تكف عن الحنين إلى العصور الوسطى.

إن لُولا دا سيلفا هو مؤسس البرازيل الجمهورية. هو قائد لا يهادن في سبيل تحقيق مساحة يعيش فيها الجميع بتساو. هو الذي يقول علنًا، وبدون خوف، ودون نبرات تعبر عن التحفظ والنفاق، إنه يطمح إلى أن يعيش الجميع بشكل أفضل، إلى أن يستطيع الفقراء أن يأكلوا بشكل جيد وأن يعيشوا بكرامة، وأن يرسلوا أبناءهم إلى الجامعات، ويمتلكوا المنازل التي يعيشون فيها. إن لولا لا يطمح إلى أن يكون ذلك "الهيبّي" الذي يبحث عن إعجاب الجميع بخطاباته المتقلّبة ضد السّلع الاستهلاكيّة. فهو يعرف أن بواسطتها يُمكن جعل إمكانية العيش بكرامة فرصة حقيقية وليس وعدًا زائفًا.

لماذا، إذًا، يفرض القاضي سيرجيو مورو السجن على لولا، وهذا دون أن يملك أي دليل آخر غير قناعته الشخصية؟ لأن هذه هي الإستراتيجية التي تتبعها كل من النُخبة المالية (غير المنتجة والتي تعتمد على السرقة)، وشبكة احتكار الاتصالات العملاقة وهي شبكة Globo الإعلامية، وفئات سياسية محافظة (من بينها الرئيس السابق فيرناندو إنريكي كاردوسو) من أجل القضاء على ما يعتبرونه بأنه سابقة تاريخية غير مقبولة بالنسبة إلى ذلك البرازيلي الأناني والتافه الذي طالما كان يسهر حارسًا على امتيازاتهم. لا يقبلون عودة لُولا إلى السلطة. كانوا يعتقدون بأن الضربة التي وجهوها لديلما روسيف ستكون كافية لإغراقه. لكنهم أخطأوا. الآن يعتقدون بأنهم سيتمكنون من كتمان صوته بواسطة السجن. هنا أيضًا، هم مخطئون. 

إنهم يريدون القضاء على عامل الحديد الصلب والمُثابر الذي لا يرغب في الاستسلام، ولا في تسليم سلاح الكرامة، ولا في أن يتنازل عن ثقته بالسياسة، ولا عن يقينه من بسالة الحراك الشعبي. إنهم يريدون أن يقضوا على جميع "اللولات" القادمة. إنهم يريدون القضاء على ما يعتبرونه فيروسًا فتاكًا لامتيازاتهم ومقدرتهم المزمنة على الإفلات من العقاب. إنهم يريدون القضاء على مجرّد إمكانية التفكير في أنه إذا استطاع عامل حديد فقير من شمال شرق البلاد أن يصبح رئيسًا للدولة، وهذا حتى دون أن ينهي تعليمه المدرسي، فهناك الكثيرون والكثيرات بمقدرتهم أن يفعلوا الشيء نفسه.

بسجنهم لُولا، فإنهم يسجنون فكرة. يطمحون في أن يسجنوا المستقبل. لن يستطيعوا. فلن يكون هناك مكان في السجون لهذا العدد الكبير من الرجال والنساء الأحرار، الذين سيواصلون النضال من أجل بناء مستقبل خاص بهم لا يملك أحد المقدرة على سرقته.

*الكاتب عضو المجلس اللاتينوأميركي للعلوم الاجتماعية، كلاكسو Clacso. والمقال نُشر في صحيفة Página/12 الأرجنتينية، يوم الثامن من نيسان/ أبريل 2018.

(**) هو الشعار الذي كانت تردده رئيسة الأرجنتين السابقة كريستينا كيرشنر، التي حكمت البلاد خلال الأعوام 2007-2015.

كلمات مفتاحية

السكان الأصليون العصر الحديث الأنظمة العسكرية الدول الديمقراطية الديمقراطية