صدر حديثا

القصيدة التي كتبت بلسان مقطوع

18 يونيو 2018

صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر المجموعة الشعرية للكاتب آزاد عنز بعنوان "القصيدة التي كتبت بلسان مقطوع أو ميثاق الضجر"، نقرأ منها: 

وما الوطنُ إلّا سجادةُ صلاةٍ شاغرة

تستنجدُ بالجباه

كربيعٍ يابسٍ لا يتنفسُ إلّا إذا توضأت في حضنِه

زهرةٌ مجنونة

كزهرةٍ ذابلةٍ لا تتألقُ إلّا إذا تنسّمَت بها

أُنوفٌ مُقفلة

كصحراءٍ مُرهَقة من العطشِ

لا ترتوي إلّا إذا أقامت بها واحةٌ مُتيّمة

أو  نبْعٌ غفير

كطريقٍ أعمى أضاعَ بصره

لا يستقيمُ إلّا إذا اختبأت في زاويته

إنارةٌ هاربة

كمهدٍ عاطلٍ عن العملِ لا يرتجف

إلّا إذا أناخَ به طفلٌ يتيم

و أيّ يتيمٍ ... !

يتيمٌ لا يشبهُ اليتامى

لا نطافَ متحاربة ...

لا صراع ...

لا ملحمة بطولية ...

لا مهزوم ...

لا منتصر ...

ذاكَ الذي وهِبَ من العدم

يتيماً للسلام ... مبعوثاً للسلام

بِعثةُ الجنينِ الناطقِ من المهدِ

و الرَجلُ المرفوع والكهلُ الموعود

رَجلٌ اختزلَ الطبابةَ برمتها بين أنامله

رجلُ سلامٍ لا حرب

لا نطافَ متحاربةً سابقةً على وجوده

لا حروب لاحقة على وجوده

لا حروب....