"بعينٍ واحدة وبصيرتين": فارس خضر يدوّن حنينه شِعراً
عماد الدين موسى
11 ديسمبر 2019"بعينٍ واحدة وبصيرتين": فارس خضر يدوّن حنينه شِعراً
عماد الدين موسى
11 ديسمبر 2019مجموعة "بعينٍ واحدة.. وبصيرتين"، والتي جاءتْ في مئة واثنتي عشرة صفحة من القطع المتوسط، هي الإصدار الرابع للشاعر فارس خضر، إذْ سُبِقَ له أن أصدر المجموعات التالية: "كوميديا" (1998)، "الذي مرّ من هنا" (2002)، و"أصابع أقدام محفورة على الرمل" (2002).
في هذه المجموعة؛ ثمّة نوستالجيا جليّة، ذات نبرة هادئة ومؤلمة في الآنِ معاً، حيثُ اللغة تأخذ ذلك المنحى الشفيف، جنباً إلى جنب مع تدفّق الذكرياتِ واحدة تلو الأخرى، كسيلٍ جارفٍ أنى للشاعر أن يقف في طريقها أو يوقفها. ومن جهةٍ أخرى؛ نجد لديه الشغف بمفردات وعبارات فيها الكثير من الحنّية، من مثل: "الذاكرة" و"السنوات" و"النحيب" و"ما جدوى الكتمان" و"الصمت" و"الأنفاس" و"أترك دموعي للينابيع" و"الحنين" و"العتمة" و"العابرين".. وغيرها، ومن ثمّ توظيفها في أماكنها المرجوّة وبمنتهى البراعة والإتقان، يقول الشاعر: "لا أتذكّرُ من القسوةِ/ غير وجهكِ/ فقط/ بقيت النظراتُ،/ مساميرَ/ من الضوءِ،/ تنقرُ عينيَ المُطفأة".