"فايز صايغ القومي": ما لسعادة لسعادة وما لصايغ لصايغ
محمود شريح
9 مارس 2019"فايز صايغ القومي": ما لسعادة لسعادة وما لصايغ لصايغ
محمود شريح
9 مارس 2019ثلاثة ملامح مميزة
يلحّ د. بشارة على أن هناك ثلاثة ملامح مميزة يختصّ بها فايز صايغ، هي: ذكاؤه الاستثنائي وقدرته على الكلام والخطابة، وثانيهما مراعاته ومناصرته للقضايا الفكرية، وثالثهما تصميمه
على السعي ومحاولة التوفيق بين تيارين متعارضين: القومية والوجودية، ما أوجده على تصادم مع سعادة الرافض لفكرة إخضاع المجتمع للكمال الذاتي الفردي والوجودي.
أفلح د. بشارة في إيراد ملاحق تظهر مدى غور فكر صايغ القومي من ناحية رأيه بسعادة وحزبه والقومية، إضافة إلى نماذج عن خُطب صايغ، ودراسات له تُنشر لأول مرة وتشكّل مجتمعة إسهاماً فريداً في مؤلّف د. بشارة.
يرى د. بشارة في تحليل مسهب وأقرب إلى الصواب أن سعادة تمكّن في نهاية المطاف من السيطرة الكاملة على الحزب وإقصاء صايغ عنه بأقلّ قدر من التداعيات، ذلك أن صايغ اعتمد موقفاً عنيداً ومتصلّباً، فيما حافظ سعادة على عقل منفتح وأبدى اهتماماً لطيفاً بآراء صايغ ومشاعره، فامتنع عن طرده من الحزب إلى أن نفد صبره ولم يعد بإمكانه أن يحتمل تعنّت صايغ.
كتاب د. بشارة عن الصراع الناشب بين سعادة وصايغ يضع هذا الخلاف الحزبي تحت المجهر فما لسعادة لسعادة وما لصايغ لصايغ، وإنْ ألحّ د. بشارة على أن هناك ثغرة تمثّلت في النهج الأكاديمي المتشدّد الذي اتبعه صايغ، إذ إنه حاول أن يفرض على الحزب منظوراً أكاديمياً فكرياً، ولا سيمّا في ما يتعلّق بالوجودية وحرية الفكر، إضافة إلى أن صايغ استهان بشعبية سعادة وكفاءته وبالغ في تقدير شعبيته وكفاءته الخاصة به. ولأن كتاب بشارة يسعى إلى التوكيد على أن أساس النزاع بين سعادة وصايغ جوهره التحدي الفكري، يتبوأ به صاحبه مكانة لائقة ومرجعية دقيقة في المكتبة القومية.