صدر حديثا

"الجزائر نحو جمهورية جديدة"

16 أبريل 2019
صدر حديثاً في فرنسا كتاب "الجزائر نحو جمهورية جديدة" للإعلامي الجزائري نور الدين خبابه، على أن ينشر على الإنترنت بالمجان، لتمكين الجزائريين والجزائريات من مطالعته لا سيما في هاته الظروف التي تمر بها الجزائر.
والكتاب هو عُصارة أفكار وتراكمات معرفية وتجارب صاغها المؤلف في 5 فصول.
في الفصل الأول يُقدِّمُ الكاتب من خلال الإشكالية التي يطرحها، بحثاً موضوعياً مُفصّلاً، يغوص من خلاله في أغوار ودهاليز الأزمة الجزائرية، الممتدّة إلى ما قبل الاحتلال الفرنسي، مُستعمِلًا في ذلك المعاينة والتشخيص.
كما يشرح الكاتب ضمن هذا الفصل عملية الاختراق التي تعرض لها المجتمع الجزائري، منذ معركة نافارين التي أستُدرِجَ إليها الأسطول الجزائري وحُطِّم، وكان ذلك مقدّمة لاحتلال الجزائر، وإلى غاية صدور الكتاب، عبر محطّات تاريخية وتسلسل منهجي سلس، وكذا انطلاق الجمهورية الجزائرية على أسُسٍ خاطئة، وتراكمات سلبية ورّثت جملة من الصراعات والصدامات والأحقاد، وولّدت احتقاناً يكاد يحرق الجزائر.
في الفصل الثاني، يشرح كيفية تطويق الأزمة الجزائرية وطمأنة الشعب الجزائري من خلال بعث الأمل، حتى لا تضيف الأزمة أزمات أخرى، الشعب في غنى عنها، وترهن مصير أجيال المستقبل.
ويشرح كيفية الوصول إلى وعي عامّ في الجزائر عن طريق اقتراح مشروع مجتمع، كبديل حضاري يتلاءم مع طبيعة الشعب، تدفع إليه مؤسّسة وقناة المصالحة المستقلة، بغرس ثقافة الحوار وتبادل الأفكار والاهتمام بالأسرة، وتبنّي ضحايا المأساة الجزائرية، وفتح برامج توعوية وتنموية تنافسية، ونوادي المصالحة في الداخل والخارج، وتهدف إلى إعادة اللُّحمة داخل المجتمع الجزائري والحرارة الأسرية التي غابت، وبناء جسور التواصل، وإحياء القِيّم والأخلاق والفضائل، ومحاربة الرّذائل والآفات الاجتماعية المختلفة.
وفي الفصل الثالث يشرح خيارات التغيير، وما يحمله كل خيار من مخاطر على أمنِ واستقرار البلاد والمنطقة بصفة عامة، ويُبيّن الخيار الأمثل والأسلم الذي يليق بالجزائر دولة وشعبا، يحفظ وحدتها، ويحصن تاريخها وحاضرها، ويصنع مستقبلها الزاهر.
في الفصل الرابع يُقَدِّمُ المؤلّف كيفية معالجة الأزمة الجزائرية، وبناء جزائر الغد المنشودة، لتحقيق التنمية المستدامة، عبر محطة تاريخية فاصلة، تهيئ المناخ لمستقبل واعد، وتدفع بالجزائر نحو الأحسن. وهذا بعقد مؤتمر الجزائر، الذي يصادق فيه المؤمنون بالتغيير المرحلي التوافقي على ميثاق وضمانات، ويُفضِي الى تشكيل حكومة وطنية تشارك فيها الكفاءات في الداخل والخارج. ويكون مؤتمر الجزائر مُنطلقا لتأسيس جمهورية جزائرية جديدة عبر مراحل، تُحقّقُ حُلم الأجيال، وتُجسّدُ تضحيات الشهداء المتعاقبة، في إطار مشروع مجتمع جديد، يحفظ الذاكرة الجماعية، وهوية الشعب. ويؤسّس لمصالحة وطنية حقيقية، كسلوك حضاري يُنهي عصر الضغائن، ويؤسّسُ لعصرٍ جديد يهدف إلى نهضة شاملة، تجعل من الجزائر بلدا كامل السيادة، يكون رأس مالها الإنسان، كما يضع مؤتمر الجزائر معالم للأجيال اللاحقة.
وفي الفصل الخامس والأخير يُقَدِّمُ اقتراحات لحل النزاعات في المنطقة، وبناء المغرب الكبير، في إطار مُصالحة مغاربية، تُبنى على أسس متينة، لتُساهم في جعل المغرب قوة في المنطقة. ويدفع إلى مصالحة عربية تُساهم في رأب الصدع، وتقضي على الحروب والنزاعات، وتسُدُّ النزيف الدموي الحاصل، وتفتح الآفاق بين الشعوب، لإرساء دعائم الأمن والسِّلم والتعايش في العالم، في ظل بيئة جديدة، بعيدة عن الحروب؛ بل للإعمار والاصلاح في الأرض، والتّنافُس على خدمة الإنسانية جمعاء، في إطار مؤتمر عالمي، وميثاق دولي جديد.
ويكشف الكاتبُ في الملحقات وثائق رسمية متعلقة بالثورة الجزائرية، تُميطُ اللثام عن قضايا كانت ضمن المحظور. الكتاب يحتوي على 212 صفحة.