من أجواء المجموعة:
الفقيد
خلف صداي
أمام وجه النّهار
كنتُ أفُضُّ بِكارةَ الوجودِ
أنتزعُ من الصورةِ صورتها
لكي لا أكون
أو أنسى تاريخ الرصيفِ
أفقدُ حقيبةَ جوعي
أو أجدُ كأساً من عرق التلاقي
ضياعي صباحُ ما سيحدث
والمساء انتحاري
احتراقُ النّاسِ بالروح
هذا حلمي السجين
وهذا أنا العليل
تُسقِطُني عِلّتي فِيَّ
وتساوقي مع حُلمي الحريق
حرفُ العِلّةِ انتحر
من فرطِ نَهي المقاعد الفارغة لي
عن الاتكاءِ عليها
كانتحارِ سيفي في الغِمدِ
من تكرارِ مناداتهِ لي
وإصابة أُذُني بداءِ الحائِط
خيلٌ مُنسِرحٌ فراغي
والأسواط رذاذ الذاكرة
الصهيلُ اكتراثي لخواءِ المَعِدة
كَسَرَ الأبدُ المنحوسُ
كؤوسَ الماءِ المُتراصّةِ
فوق مِنضَدةِ القصيدةِ السوداءِ
وظلَّ ريقُ اللهِ في جوفي عَطِشاً
دون سِقايةٍ من صَلواتِ بؤسي
للريحِ وللموتِ
ولأبٍ كـ الكَنغَرِ
أتوعَّكُ من ضَجِيجِ فمي الجاف
كـ سياحةِ بغلٍ
في المُتَمَرَّغِ الضيّقِ
أجوعُ بلا أَبَهٍ من أحدٍ
أتقرفَصُ من بَردِ ثقوبِ الكوخ المتآكل
أصرخُ في كهفِ العالم
حولي جثَثٌ
لا أحدَ يجيب
آكلُ لحمَ الموتى
ثُم أسقُط ليأكلني آخر.