صدر حديثا

"حلم الفراشة".. طبعة ثالثة

9 فبراير 2020
صدرت حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب الطبعة الثالثة من كتاب "حلم الفراشة/ الإيقاع الداخلي والخصائص النصية في قصيدة النثر" للناقد العراقي المقيم بأميركا حاتم الصكر في 180 صفحة من القطع المتوسط. 

يتضمن الكتاب دراسات نقدية حول قصيدة النثر العربية وما يتصل بتقنياتها خاصة إيقاعها الداخلي البديل للوزن والموسيقى التقليدية والقافية، ولاشتغالها على (الأثر) الذي تخلقه القصيدة وتتركه في تلقي قارئها والذي يتحقق بطرق عديدة ليس الوزن إلا واحداً منها، ولاعتمادها على السرد كعنصر أساسي في شعريتها وقراءتها معاً، وعلى كتابتها وهيئتها الخطية على الورق بديلاً للنزعة الغنائية القديمة التي يرى الصكر أن الإنشاد أبرز مظاهرها وبالتالي لا بد من إبعادها عن استقبال النصوص الشعرية كي لا تلخص أو تختزل في آنية زمنية أو لحظة انفعالية تمثلها عملية الإلقاء والتلقي الشفهيين، مع التذكير بما يفرضه الإنشاد من استحقاقات وخسائر عند كتابة النصوص المعدة للإلقاء كارتفاع الصوت والجنوح للغنائية والخطابية والموسيقى العالية.
ويستشرف الناقد الصكر دلالات الغنائية الزاعقة التي يرى أنها من آثار التقليد الشعري الذي جاءت برامج الحداثة لتلغيه لصالح المقترحات الجديدة إيقاعا ودلالات وبنى، ومنها تعقب مظاهر السرد، والتغيرات الخطية، والإيقاعات الجديدة في القصيدة العربية؛ مضيفا إلى الطبعة الثالثة دراسات عن تبدل المرجعيات الفاعلة والمؤثرة في كتابة قصيدة النثر حالياً، ممثلة بنماذج لثلاثة شعراء عرب هم: وديع سعادة وسركون بولص وصلاح فائق، وكتابين مترجمين في النظرية والقواعد الفنية لقصيدة النثر.
وتجمع دراسات الكتاب بين دراسة الإيقاع والإيقاع الداخلي دراسة علمية تستند إلى الفرضيات الموسيقية، وتكشف بعض آليات إنجاز النص وقراءته والنظام المتخفي وراء فوضاه الظاهرية، وبين التحليل النصي وتطبيق الفرضيات على نصوص مختارة لغرض الدراسة.
وينوه الصكر في مقدمة الطبعة الثالثة أنه أضاف إلى الدراسات التي كُتِب بعضها في أوائل التسعينيات ونصفها الأول، بعض الاستشهادات والنصوص لاحقاً من نماذج قصيدة النثر التي طورتها كتابات الأجيال العربية اللاحقة بعد الستينيات. ونوه الصكر أيضا أن دراسة له كان أنجزها أواخرٍ الثمانينيات أعيد نشرها ضمن الطبعة الثالثة وهي دراسة حول مشكلات توصيل الشعر وتلقيه قياساً إلى تطور شبكة الاتصال، وتقدم الوعي الاستقبالي لدى القارئ بسبب ما أنجزته على مستوى الصياغات وتطوير مهارات التلقي تقنياً، فيما ظل بعض شعرنا الحديث مستجيباً لشروط التلقي والتوصيل الشفاهية.
وأشار الصكر إلى أن القارئ سيلاحظ أنه استبق بهذه الدراسة ما وصل إلينا لاحقاً من مفاهيم (القراءة والتلقي) التي جعلت نشاط القراءة محور شعرية القصيدة.
يفتتح الصكر كتابه "حلم الفراشة/ الإيقاع الداخلي والخصائص النصية في قصيدة النثر"، بمقدمة حملت عنوان "الفراشة التي أصبحت امرأة.. القصيدة التي تحولت نصاً"، ثم تتبع عناوين: "قصيدة القراءة وشعر الجمهور: أعراف تلقٍ وشعريات متغيرة"؛ "الإيقاع والإيقاع الداخلي في قصيدة النثر خاصة"؛ "حلم الفراشة: الخصائص النصية في قصيدة النثر"؛ "الإنشاد والتلقي: المزايا الشفاهية في القصيدة العربية الحديثة"؛ "الشعر والتوصيل: بعض مشكلات توصيل الشعر وتلقيه في شبكة الاتصال المعاصر"؛ "قصيدة النثر في العراق: المرجعيات الفاعلة والمهيمنة الموضوعية"؛ "تبدل المرجعيات في الكتابة الجديدة: وديع سعادة وسركون بولص وصلاح فائق نموذجا"؛ "تبدل المرجعيات الغربية: كتابان حديثان"؛ "الشعرية العربية من القصد إلى الأثر"؛ "قصيدة النثر وحجاب التلقي: ضد القراءات الانتقائية للنصوص".
وعن اختيار عنوان الكتاب "حلم الفراشة"، يقول حاتم الصكر إنه في "قصيدة من الشعر الصيني القديم (سيستفيد منها أنسي الحاج لاحقاً ليستثمرها في نص نحلله في كتابنا هذا)، تستيقظ امرأة حالمة فلا تعلم إن كانت فراشة حلمت أنها امرأة، أم امرأة حلمت أنها فراشة. وهكذا تتماهى المرأة بالفراشة فتغدوان كائناً واحداً، بحلم مشترك"، وهنا يشير الصكر إلى أنه "بين الشعر وقصيدة النثر وشيجة حلمية شبيهة بذلك أيضاً، حيث لا ندري هل أصبح الشعر نثراً أم النثر هو الذي حلم أنه صار في القصيدة شعراً؟ وهذا كان دافعي لاختيار عنوان الكتاب".
يشار إلى أن الطبعة الأولى من الكتاب كانت صدرت عن وزارة الثقافة اليمنية- صنعاء 2004، وصدرت الطبعة الثانية عن دار أزمنة- عمّان 2010.

كلمات مفتاحية

قصيدة النثر إصدارات حديثة القصيدة العربية