صدر حديثا

"طقوس التذكّر المحرّم" لِأسامة المجالي

8 ديسمبر 2021
صدر حديثًا عن دار أزمنة للنشر والتوزيع في عمّان كتاب "طقوس التّذكّر المحرّم" للكاتب الأردني الطبيب د. أسامة المجالي. الكتاب يقع، بحسب الناشر، تحت تصنيف مجموعة القصص والحكايا القصيرة وذاكرة المكان، حيث يتجول الكاتب خلال أكثر من عشرين عامًا هو المدى الزمني للمجموعة في الأماكن التي عاش بها وطوّف ثم بدأ بالحكي عنها ابتداء من الزرقاء مدينته على حافة الصحراء، مدينة الجنود والعسكر ولاجئي المخيم وصغار الموظفين الفقراء الذين يختلطون معًا بكل توائم وحب يجمعهم العرق والتعب والغبار دون أي اعتبار للأصول والمنابت واسم القبيلة. الإنسانية هي التي تجمعهم باعتباراتها العليا من الجيرة والمحبة والصبر والشغف والنضال في دروب الحياة لعيش كريم حرّ يؤمنون به جميعًا.

يقول الناشر حول هذه المجموعة الأولى للمجالي: "يتخذ الكاتب من سكّة الحديد رمزًا لكثير من الأشياء التي مرّت بها المدينة منذ العثمانيين الذين حاولوا لظم هذه المدن الشامية والحجازية معًا ثم ربطها بإستنبول، أحد مراكز العالم المتحضر آنذاك. ثم يستمر الكاتب بالقص وصولًا إلى الجنوب وبلدته الأصلية الكرك وسفوح شيحان الجبل مرورًا بوادي الموجب ليربطها جميعًا بحكاياته عن ناجي العلي وصراعه مع أساطين التسوية المتعبِين، وهذا هو عصب هذه المجموعة كلها، التسوية وفلسطين، فلسطين التي يُحرَّم نسيانها ونسيان كيف ضاعت، ولمَ ضاعت؟ وكل الأسئلة التي تحتاج الإجابة عنها".

تقع المجموعة التي يهديها المجالي إلى أبيه وأمّه "حرّاس الذاكرة"، وإلى أولاده "امتداد الذاكرة"، في 126 صفحة من القطع المتوسط، وصمم الغلاف زيد المجالي، ولوحة الغلاف للتشكيلية الأردنية مروة النجار.

من أجواء قصة "طقوس التذكّر المحرّم" التي تحمل المجموعة اسمها:

"لم تكن الليلة السابقة لذلك اليوم الصيفيّ القائظ ليلة مميزة سوى أنها كانت راكدة وهادئة على نحو غامض. شعر بركودها يطوّق روحه بسياج كثيف من ضيق مبهم، غير أنها لم توحِ له بحزن محدد واضح. لم تتوارد إلى ذهنه أية أفكار سوداء حزينة، لذلك أمضى سهرته يحاول مع صحبه تمضية الليل القصير كيفما اتّفق. مشوا كثيرًا حول مبنى المستشفى المنعزل. جلسوا حول النافورة، تبادلوا النّكات والضحكات بصخب، تندّروا على كل شيء، ثم تسللوا، آخر المطاف، واحدًا.. واحدًا نحو غرفهم الخائفة، ليستعدّوا لإعياء يوم جديد".