مشاهد من أُوبرا وطنية

زاهر السالمي 5 مايو 2018
شعر
لوحة للفنان صفوان دحدول

 

 

انتبهوا؛ هذا هو المايسترو، بعصاه السحرية، وحلّته الساطعة.

وترُ قيثارة يشتد، وعين نايٍ تُصوبُ الى صدرك.

لن يقلق أحد من هذه المقدمة المكررة فوق سطح بارجة تغرق.
بعد حين ستجتمع اليعسوب بصبيانها، وتصدح الأوبرا. 

وابل من النيازك يترنح؛ في مشهد أخير، قبل أن تُعِد بقاياك

وترحل.

هكذا إذن تُحدق فيك الأنامل، وأنت تجلس في مقعدك الباهي، كديك الروم.

إنها الأوبرا؛ في زُخرف ملكي!

تَمْتد الرقاب، كأنما في يوم عَسْف. ينقشع الدخان، ويبدأ النشيد. هكذا

يبدأ: -وَطَنكَ..  

قَسْوة رَبّيناها بحنين غشاء بكارة قاتل، في الخِدْر المُنسدل

فوق كتف حديقة معلقة.

ذئبة فقدت أشبالها في حقل ألغام.

وَحْشة تربض كصحراء، مُعلقة في يوم قائض، على جدران

متحف قومي.

سَيْل من عناقيد النجوم، وقد تهاوت في انتحار جماعي.

وَجَع ناتئ كخُرّاج في رئة عدّاء مسافات طويلة.

حُدود غرقت في ماء آسن يشبه الذكرى في قبضةٍ تأبى

الوميض.

بوصلة ثمينة، والقبطان بهلوان مُدْمن فضة السراب.

غابة أشعلها حلزون خائن. أثر رائحة،

رمادٌ ودخانٌ معطوب، في جمجمة كهف أثري.  

كِذبة يتقلدها شمبانزي في ليلة مخمورة. جراب عائلة تتنفس

بئر بترول!

قسوة لم تزل تركض في مضمار مُتلفز، صدى رنينها يُعربد

عبر مكبرات الصوت كعملة قديمة.

كسرة خبز يابسة، تَحْملها قوافل القحط، ونُغمّسها

في ليالي النبيذ، نبيذ الجبل الاخضر.



*شاعر من عُمان