بيتٌ تستوطنه الذكرى/ عندما تركنا البيتَ/ كان القفلُ شابًا متكئًا على ذراعيه/ وحين عاد أخي ليسترجعَ صدى طفولتِه/ وجد القفلَ شيخًا صدِئًا تؤلمُه ذراعاه/ عانقهُ ومرّ نهرُ الدمعِ بينهما/ كان عذرُ القفلِ إنسانًا فقدَ أهلَهُ/ وعذر أخي قفلًا سافرَ مفتاحُه.
واقفة بالباب ومهتاجة/ تُسائل الكلمات صاحبها/ ما بك... ماذا دهاك/ أين أنت.../ أين حلفك وميثاقك؟/ تتركني مشاعًا للعموم/ وتهجرني/ كمن يدير ظهره لمتاعٍ زائل/ مع أنها لم تكن يوما ملحاحة/ ولطالما غضّت النظرعن صمته/ واعتكافه...
لو أن قلبي بحر/ ويدايّ مجدافي سفينة/ والبلاااااد قريبة/ لقفزت سبعًا من الأهوال/ وأسكَتُّ الرحيل. / لو أن الدمع يسيل حلوًا/ لسقيت منه سُبُلَ البلاد/ ولما أفاض البحر به عن بكرة الوجع.
أيُّها الباحِثُ/ عنْ فِرْدَوْسِهِ المَفْقودِ/ في كُلِّ مَكانْ/ تَسْفَحُ العُمْرَ عَلى مَذبَحِهِ/ كَيْ تَغْسِلَ الرّوحَ بِنَهْرٍ تَحْتَهُ/ أوْ تَكْحَلَ الطَّرْفَ بِعِينٍ فَوْقَهُ/ منْ حُورِهِ العِينِ الحِسانْ/ باذِلًا كُلَّ نَفيسٍ دُونَهُ/ مِنْ ذَهَبِ الأيْنِ/ إلى ماسِ الأوانْ...
أديرُ جسدي إلى الحائط/ أغفوَ فيُلاحقني هولاكو العظيم، شاهرًا سيفَهُ/ ثمانية أشهرٍ يجري خلفي/ لم يعُد في صدري هواءً يكفي للهاث...
ليس لي برستيج.../ أمشي وأتلفت كطفل مندهش بكل ما حوله/ أرسم قلبًا على غبار السيارات المركونة منذ زمن/ أحيِّي نفسي برفع حاجبيَّ/ في واجهات المحلات الزجاجية.../ أتوقع ألَّا أرى وجهي في مرايا الحلاقين/ كمصاصي الدماء...