الموتى يَخْتبئونَ في وَسْمِ الشهادة/ المعبدُ اسْتبدل الحجارةَ بترنيمةِ الروح/ أيها السقف/ من أوجَز تاريخَك بِخَفْقَةِ الحسْرةِ ليس إلا؟/ يا بنت/ يا صاحبة العينين الطازجتين بِالعنْبر/ كيف أرتقي نحو لحظتكِ النقيّة؟/ كيف أتهجّى البريقَ الناصعَ في سلّةِ فاكهتكِ المنتشيَةَ بالرّماد؟
لا أفكر الليلة في شيء/ أفكر في نفسي فحسب/ أفكر كفارس خسر الحرب/ يهرب من الهزيمة ليتذكر تفاصيلها/ أفكر كطائر ظل طريق هجرته/ يطير كثيرًا لكنه لا يصل/ أفكر كوليّ لم يعد يرى شيئًا/ يلاحق سراب روحه ولا يروى...
ما بين "حتّا" و"الكرامةِ"*/ تاهَ جَدّي/ في متاهاتِ الصّحارَى/ ألفَ عامْ/ ما بين حتّا والكرامةِ/ ألفُ مذبحة وسوسنةٍ/ وآلافٌ من الأحلامِ/ يقطرُ من خوابيها النبيذُ.
لا تكسر الزجاج لتسمع ما وراءه.../ الزجاج سريع البوح.../ لا تثقبه بعينيك،/ ولا تضع أذنك على صدغه.../ ثمة حاسة أخرى/ تجيد تصفيف الخطوط البعيدة/ وإغواء الأصوات الأكثر بعدًا...
أيتها الشجرة/ لماذا لم تجيبي على رسائلي؟/ لماذا ضيّعتِ بريد المطر؟/ هل تشابهت عليك الجهاتُ؟/ فراهنتِ على بياض القلب/ هل ما زالت الزرازيرُ تنقرُ فروتكِ بكلّ بهائِها الغضِّ؟/ أيتها الشجرة/ هذه الأسدافُ أمنياتٌ مستحيلةٌ/ طفولةُ حلمٍ يرتجفُ على الهوامش...
لا أبحث عن نهايات عظيمة للقصيدة/ لا أرغب في تدوين الحقيقة كلها/ لا أفكر حتى بتشذيب الكلمات/ هكذا أترك حضيرة أيامي/ مفتوحة الأبواب والشبابيك/ تدخل الحروف حين تريد/ وتغادر أيضًا، متى شاءت/ الكتابة حقل كبير من الشك.