الصَّمتُ يَعيشُ كَجذرٍ خَفيٍّ/ تَحتَ جِلْدِ الأيّامِ./ لا يُطالِبُ بِنُطقٍ/ ولا يَطرُقُ على خَشبِ الجُمَلِ المُعلَّقة./ يَزرَعُ ظِلَّهُ في الجُدرانِ/ ويُعلِّقُ ساعَةً لا تُشِيرُ لِأحد يَضَعُ كُرسيًّا فارغًا/ في كُلِّ رُكنٍ نَظنُّ أَنَّهُ لنا.
بين الخوذة والخوذة/ هب الذباب/ طار غمام الرغبات/ ولم يترك سعة من الموت/ سوناتا/ لكي يسجد التراب للتراب./ اختنق دمار البنيان بأظافر/ تبحث عن أصابعها/ وخصل شعر/ تحلم بحناء العرس.
أبحثُ عن كتاب/ ربما سقط مني تحت السّرير/ أو نسيته عند الجيران/ أبحثُ عن كتاب هذا الصباح/ وشعاع الشمس قد انكسر على عينيّ/ فلا أرى/ غير العتمة تحت السرير.
ذهبنا إلى حيث لم تذهب الريح/ رجاء يراه العطاشى لماء الغيوم/ وخوفًا يراه الطغاة والظالمون.../ ذهبنا إلى حيث لم تذهب الريح/ وحيث يكون المدى في أيدينا كالنجمة الذائبة.
لم نعُدْ نحملُ المدينةَ في قلوبنا/ المدينة تحمِلنا الآن…/ كجثثٍ مؤجّلة/ كأرواحٍ بلا أجساد/ كأسماءٍ عالقة/ كظلالٍ ترتجف على جدرانٍ لم يبقَ منها سوى الشّقوق/ كأننا خُطىً تمشي فوق الزّمن المكسور...
تنتفض فوق رصيف طنجة/ الرصيف خال كذهني/ على ما يبدو/ فوق كعبه العالي/ تعرض مشمشها المذهب/ الملتهب بالنفيس والغالي/ فأصيح أنا المغرم بالجنون:/ العز العز.../ ما بك يا سيدة اللهب؟