كلّ صباح أختار شارعًا/ لأقضي نهاري في قلبه/ وحين يجنُّ الليل/ أكتب له قصيدة شكر/ أشكره على مصاطب/ لم يجلس عليها سواي/ وشجيراتٍ اختبأتُ خلفها.
الظِّلُّ أَرْوَاحٌ/ تَمُدُّ فِي الْمَكَانِ صَوْتَهَا/ حِينَ امْتِزَاجِ اللَّيْلِ بِالنَّهَارْ/ فِي غُرْبَةِ الْأَجْسَادْ./ وٓاللَّوْنُ مِحْنَةُ الْمِيَاهِ/ فِي الْأَصِيلِ/ إنْ تَبَدَّحَتْ/ يَدُ الْأَشْبَاحِ فِي الدِّمَاءْ.
أنا المشّاء العظيم/ أتنفّس من قدمي/ أمشي منذ أعوام سحيقة/ منذ ولدتني أمي وأنا أمشي/ أقطع آلاف الكيلومترات/ من أجل أن أقتنص لحظة سعادة واحدة...
أحب الخريف/ وأكره لونه البرتقالي/ فهو يذكّرني بالموت/ بالشرار واللهب/ برائحة البارود والدم/ بالسماء الغاضبة المتوهجة/ المستعرة والمهترئة/ تهطل حممًا/ وأطنانًا من الجحيم/ المستعد، المتأهب/ والمتكدس في براميل/ لا تشفق ولا ترحم..
يفتح مجمرة العهود التليدة/ عباءة الوقت/ يسحب زمردة من عين الصقر/ يمرّ بغيمة الرفض/ صوب لحظات تنكل بجثة الموج/ يفتح مجمرة التاء العابثة/ بلحن الطيش/ يسعد ذاكرة الرماد/ ثم يختار من أجندة السفر/ مريدات بحر...
هُوَذا الجَنوبُ/ يُعيدُ تَرْسيمَ الحُدودِ مُجَدَّدًا/ بَيْنَ الأُلى عَشِقوا الشَّهادَةَ/ وَارْتَقَوا في عِشْقِهِمْ/ حَتّى مَقاماتِ الشُّهودْ/ وَالمارِقينَ مِنَ الأُلى/ قَتَلوا القُرُنْفُلَ في الحَدائِقِ.