أحمل شقائق الياسمين عن أمي/ وأبيعها لأجل شربة ماء/ وفي الجوعِ/ أتفقد الأصدقاء/ وآكل ما تبقى من الذكريات/ أفتح رغيف الصور/ أنقعهُ في ماء وجهي/ لأُذيب عنه الكفن/ ثم آكلهُ مُعمى القلب.
إن سألوك عن كُنيَتي/ فتمهّل رويدًا... ثم أجب/ وإن تساوت الألقاب فلا داعي لذكرها/ يكفي إخبارهم عن جدي حين رضع حبله السريّ ونجا/ تلحّف مشيمته عند عتبة دارنا القديمة في دير ياسين/ كلّما غسل القيظ الكتابة...
سَقَطَ القِناعْ/ وَأَماطَ تِشْرينُ اللِّثامَ عَنِ الوُجوهِ/ غَداةَ غَزَّةَ أَطْلَقَتْ طوفانَها/ فَانْداحَ يَجْتاحُ النفاياتِ التي انْتَهَكَتْ أديمَ الأرْضِ/ وَامْتَهَنَتْ مُمارَسَةَ الخِداعْ.
غزّة/ سحابةٌ سوداءٌ كبيرة/ في سماء العالم/ تُغطّي عُري كرامتهُ بالصواريخ/ وبأحذيةِ الأطفال الشُهداء/ تُلملم بقاياها من تحتِ القَصف/ وتلبسُ رداءَ الصبرِ/ لتبصُقَ في وجهِ من خَذلوها.
سبعٌ في سابع تشرينْ/ الساعةُ صفرٌ في السينْ/ ألفٌ قد قتلوا سبعين/ للعزة غــزةُ تَسعين... طوفان طاف بحطين/ لا طفل ولا طبل ولا طين/ طفراوي طائرةٌ توطين/ لا وطنٌ للطغمة لا دين.
في الصباح نستيقِظ/ من موتنا المؤقّت/ لانتظارِ موتِنا الدائِم.../ كلّما فتح طفلٌ عينيه/ أزهرَت ورقة في شجر اللَوز/ لم يغفُ طويلًا ولم يمُت.