أنظر إلي من ثقب المفتاح/ أينا خارج السجن/ أنا هنا/ أم أنا هناك؟/ بكاء كأنه عواء/ يستذئب دمي في عينيك/ يا أخي المفلس/ هذا الحجر.../ بما أغراك؟!
مكسور الخطى/ مقوس الظهر/ أجر ورائي ضباب السنين/ ووخز الحنين/ مكسور الخاطر/ أدفع كل شيء إلى الأمام/ أناطح السحاب/ ولا يردني باب.
قصائدي الأولى عن الرسوم واللوحات، بدأت بها منذ أواسط عقد السبعينيّات، أي في السنوات الّتي بدأ فيها الشعر يزاحم الرسم في سلّم أولويّاتي، ويأخذ، شيئًا فشيئًا، مكانته المتقدّمة فيها. وكأنّي كنت أجسّر للمرحلة الّتي صار الشعر يحوز على اهتمامي كلّه.
أيّها اللّيل الشريد فوق مصباح الورد/ أيّها العمر المختبئ في عينيها/ أيّها الزمن النائم في حديقة صغيرة/ سأروي لك أسطورة لم تتنزّل بعد/ يا أوّل حرف في دفتر قصائدي/ وآخر كلمة نزفت على شاطئ البحر/ يا أوّل المرايا وآخر اليقين.
نفقُ الضحيّةِ جاهزٌ للتصويرِ،/ الإضاءةُ من مدافعِ الفوسفورِ ناصعةٌ،/ لقد بقيَ منهُ ملايينُ الذّراتِ ها هنا../ الذّراتِ التي سقطتْ من السّماءِ باحثةً عن العَتمةِ،/ تسوقُها إلى ساحةِ التّحقيقِ،/ فالنّصرُ هناكَ يقفُ بكاملِ دمارِ المدينةِ.
يَبْحَثُ الشّاعِرُ عَنْ فِردَوْسِهِ المَفْقودِ/ في غَيْرِ مَكانٍ/ يَمْتَطي الشِّعْرَ وَيَمْضي قُدُمًا/ في بَحْثِهِ المَحْمومِ في البَرّ/ فَتُعْيَيهِ البَراري.