لوحة أربع شجرات للفنان النمساوي إيغـون شِـيـلا، 1917
مسافةٌ ما بين صمتَين..!
معارضة لقصيدة الشاعر خالد أبو حمدية (تحكي وشيبك شاخصٌ)
هب أنني..
في كل شيء أبصِرُك
وأرى حيائي رغم ضعفي ينصُرُك
هب أنني..
أسرجتُ روحي شمعةً
وفراشةُ المعنى تدورُ وتبهرُك
أترعتَني بالقرب.. فاتَّسع المدى
وغدوتُ ملحًا حينَ جنّت أبحرُك
في الصمت..
ذاكرةٌ تحنُّ لوصلِنا
وعزاؤها "أنَّ الحنينَ يجوهِرُك"
فلِمَ المسافةُ تستبيحُ لقاءَنا
وطفولةُ اللقيا تشيخُ وتكبُرُك
ولِمَ البراءةُ لم تعد خمرَ الهوى
ومحرمٌ أن التلهفَ يُسكِرُك؟!
أنا نشوةُ الدرويش في دورانهِ
شغفُ المريدةِ
لو لحينٍ.. تأسِرُك!
وأنا الصبابةُ
حين تغدو فتنةً
وَفمُ القوافي حينَ تبدع أسطرُك
شفتايَ سكّرتان
ضحكتُك الندى
بعثرتَني مثلَ الرؤى.. وأبعثِرُك!
(لبنان)