أربع قصائد جديدة

علي جازو 28 ديسمبر 2021
شعر
(فاتح المدرس/ سورية)

 

 

1

من وراء جبل الانتظار
باردةً وصلتْ
أخيرًا وصلت الهدية.

كوفئتُ بالنسيان الذي طوى وجهي
كما لو أن دمعة منشغلة بمحو الندم
أنهتْ عملها، وعن الأحلام سلخت الأوهام.


من داخل ماء العين
خلف خناجر الساعات
ارتعشت ظلال الأمل،
على الدماء والتراب ارتعشت.


بالتراب والدم
مغسولة نجوم هذه الليلة
بالصرخات مغسولة بالنحيب.

 

الآن
يطفو طوق النجاة
من بخار الذبح يطفو.

 

2

من الألم الذي أبكى الهواء
أمام عينيك
ضاعفَ بردَ الشتاء
أثقل وحشة الأشجار.

من الألم المرافق الألم المتوحد
الذي أدخلك البيوت
مثل طيفٍ
بيتًا بعد بيت مثل أمير.

مضيتَ إلى التلال هائمًا
شبه فرح ناعسًا مضيت
لترى نفسك تنطوي وترضى
مثلما ينطوي حجرٌ على نفسه
من دون صوت
تغني عناقَ الرغبة جرْحَها الأبيض.


مع ذلك
عبر الألم مضيت
من قمح إلى خبز مضيت
بكلمة تضاءلت إلى حرف مضيت.


آه لقد نسيتَ الكلمة أضعْتَ الحرف
رأيتَ النار محمولة على شفاه الجليد
وفررتَ من ألسنة السعادة التي تجلبُ العار.

لقد وصلت إلى مبتغاك
بلا لغة خفيفًا
وصلت براحة يدك وحدها
بسطتها لقطرة ماء
كانت مرآة أيامك.


3

نحن نائمون يا ليل
نائمون حتى طوال النهار
طوال كل نهار
نحن نائمون.


لن نجوع لن نبرد
لن نرد على أحد
لن ننادي
نحن نائمون.


مثلما ينام السيف في الغمد
حتى يصدأ ننام
حتى لا يعود سيفًا قط.


نحن نائمون
مثل حيوان
ينبض القلب فينا
مثل طلاء على حائط
نحن نائمون.

 

4

أعلى بياض السنة
يخفق القلب
أعلى من بيت الثلج
يخفق.

 

لا شيء يؤذي القلب
هناك راحة اليد دافئة
أدفأ من الغفران
أدفأ من دمع الحنين
يخفق القلب.

 

مثلما يغمرُ المساءُ العيد
تُسمَع الأغنية
يُلمَس خشبُ المائدة
بأصابع كأصابع الطفل
يخفق القلب.

 

*شاعر من سورية.