حارس غابات الماء

صدام الزيدي 21 مارس 2021
شعر
(إبراهيم الصلحي)

العزلة خلاص الروح
الكتابة مطر الصباحات
القراءة ملاذ الهاربين من أنفسهم
الفيسبوك أرض الله المخفورة بتراب الغيوم

***

حرب ابتسامات اشتبكت توًا في أعماقي:
أحارب بكبرياء، 
أصلب الذين يرسلون لي روابط احتيالية ـ من ماسنجر فيسبوك ـ على حطب التسامح.
أزرع نخلةً ثم أسقيها بماء المحبة.
أموت واقفًا أعدّ الحفر التي اعترضتني.
أضحك حتى نهاية الشمس
أحذف منشورات آخر الليل
أعزف على كمان الغياب الأبيض
أمنح حائطًا إلكترونيًّا حركية المقامات وإعياء أنامل الشاعر.
أجوع لأتحرر من أعباء التلهف والتقشف.

***

حارس غابات الماء:
أبتكر ساعتي وزماني ورمانة روحي.
كتبت هذا بمنجنيق وذهبت لأغني مع فيروز التي هبط صوتها قبل ملايين السنين
لأن إلهةً ابتسمت وهي تلدني.

***

لي نصوص جميلة كتبتها ساعة الفجر
وأخرى مجنونة قليلًا
كتبتها أنا والفجر معًا:
يدًا بيد
وكلمة بكلمة
وغابة بغابة
ومدينة بمدينة
وشغفًا بشغف.

***

لمرات قليلة: أشبه ملاكًا من براري روسيا الاتحادية، غاب طويلًا على رؤوس الجبال
المتوجة
بالضباب، 
وبأعجاز نخلٍ خلف كل نافذة
في بلاد "نيرودا".

***

لا أشبه أحدًا عدا الشمس في
طلوعها
والمحيطات في اضطرابها
وحنجرة فيروز في ارتطامها
بدمي

***

جئت إلى الحياة:
في اليوم الذي عجنت فيه يد الله
آدم 
من طين وماء:
متجهمًا/ وبأنف متمرد/، 
وأصابع يدي/ تتشبث/ بثوب أمي. 
قبل أو بعد اندلاع "زلزال ذمار" بلحظات:
راقبته وهو يرتعش، أولًا، 
وإلى أن فقد قدرته
على الصفير

***

لست بريًا ولا بحريًا ولا جوّيًا:
من مجرةٍ وحيدة طارت
بعيدًا
بعكس مجرات الكون.

***

شابَ رأسي وأنا أنجز ديكورًا أنيقًا لمكتبات pdf
في رأسي
وأصحو دومًا: لأجدني في فيسبوك.

(اليمن)