كلبُ الألفة

شربل داغر 8 أغسطس 2022
شعر
(حسن جوني)

هذا العنيف، الأليف،
يتهددني، من دون أن يلمسني.
يُرعبني، من دون أن يَخدشني.
شرسٌ في عوائه المخيف، الأليف،
من دون أن يعضّ طرف أذني...

يدور حول بيتي،
يتربص أمام بوابة شرفتي،
يلوي لسانه المدلوق من دون رحمة،
من دون أن يخترق تلك المسافة الواهية، الخفيفة، بينه وبيني.

أبقى بمنجاة منه،
لكنه يقرأ في حروف جوّالي، من دوني.
أتحسَّب له، أستنفر ما يبقى من قواي،
من دون أن أنجو منه.

أليفِي الكريه يسبقني إلى المرآة كل صباح،
جاري من دون عَقد، أو فنجان قهوة...
يشتدُّ عواؤه في ليلي، ويرتب خصلات كوابيسي من دون ترتيب.

أيكون حارسي أم سجّاني؟
أأكون لعبةَ مِرانه أم صفّارةً في صمتي البهيم؟
أهو يحتاجني أم أحتاجه؟
أفي ليله أم في صحوي؟ 

هذا الصراخ الليلي المعتِم لا ينفك عن مناداتي من دون اسمي، في عصف ألفاظي.

* شاعر لبناني.