نهاياتٌ مفتوحة وقصائدُ مُغلقة

عمر الشيخ 21 سبتمبر 2024
شعر
(خالد ضوا)
(يوميات شعريّة)


أعطوا أبي هذه المسودّاتِ،
سوف يعرفُ، وحدَهُ،
كيف يصنعُ منها كفنًا؛
كفنًا لهذا الخرابِ الجميلِ في أعماقِ جثّتي...

دمشق
8 مارس 2014.

*

صوتُها وشمٌ على المكانِ،
عشبُها رطبٌ كأنّهُ شهوتُها
هذي المدينةُ...

دمشق
27 مارس 2014.

*

جوبر بعيدةٌ عن المستحيلِ
كأنّها في بابْ شرقي
وآلهةٌ على المئذنةِ تبكي وتنتشرُ
في أصواتِ التكبيرِ وأصواتِ الأجراسِ...

دمشق القديمة
15 فبراير 2014.

*

نبتتْ كلماتُهُ في العيونِ كأضواءِ الألماسِ
هذا الشّاعرُ الراحلُ
هذا الـ أنسيُّ...

أوتوستراد المزّة
19 فبراير 2014.

*

الانتظارُ وجعٌ متجدّدٌ،
هنا عاصمةٌ ومقهى،
وجريمةٌ على ارتفاعٍ منخفضٍ؛
جريمةٌ يرتكبُها القانونُ والقائدُ...

21 فبراير 2014.

*

لا تفكّر في عُنقي كثيرًا،
الحبالُ تدركُ كيف تُعَلّقُ اللّوحاتِ...
وأعرفُ أنّ جسدي سوفَ يرفرفُ
مثلَ علمٍ في قمّةِ اليأسِ السوريّ.

*

لنبدأْ هذا الصباحَ،
الخيباتُ جيّدةٌ ونشيطةٌ؛
الخيباتُ تُحسنُ سحقَ كلَّ شيءٍ حتّى الحلمِ...

23 فبراير 2014.

*

أهادنُ الوحشةَ
أبدأُ في البيتِ
ثمّ أنتهي في سقايةِ القبورِ...

14 فبراير 2014.

*

هذا الترابُ مفعولٌ به مطلَقٌ
وجمعُ تكسيرٍ،
ينصبُ ضلوعَنا
وجملةَ أسمائِنا في محلٍ ممنوعٍ من النّسيانِ...

2 فبراير 2014.

*

لا ينقصُ الحبُّ في البعيدِ،
يصبحُ حُبّكِ مثل الصّلاةِ كلَّ يومٍ،
للتقرّبِ من ملكوتِ أنوثتِكِ...
في البعيدِ يصغرُ جرحي

كثيرًا
أمام عينيكِ
ويزدادُ ألمَهُ عمقًا،
كثيرًا...
وربّما يختفي لحظةَ أسمعُكِ
أتلمّسُ كتفيكِ
أقولُ كلماتِكِ...

*

لو كانَ البحرُ عاديًّا،
يمكنُ تبليطَهُ بالخيالِ...
أمّا بحرُ دمائِنا واسعٌ.
يضعُ سطرًا هنا، يبتعدُ عن صفحتِهِ قليلًا
لا يستطيعُ أنْ يغنّي من السّماءِ
الشهيدُ حريقُ عطورٍ وأضواءٍ حزينةٍ
وعادةً لا يسمعُ صوتَهُ إلّا اللهُ...

28 يناير 2014.

*

ثمّ قالتْ أمُّهُ قبلَ أنْ يضعَ الوردةَ على شاهدةِ رخامِها:
"صغيري، لن تكبرَ دوني، ولن أكملَ الطريقَ إلى السّماءِ
دونَكَ..
تعالَ إلى حضني نعيشُ هذا التربَ معًا...".

26 يناير 2014.

*

يصرخُ الشّهيدُ: أين جثّتي؟
نجيبُهُ: إنّ دموعَنا جسدُكَ،
إنّ هذا البلدَ لا ينزفُ إلّا شهداءً...

24 يناير 2014.

*

هذه القصائدُ مغلقةٌ!
بسببِ أعمالِ الموتِ السوريّةِ...

17 يناير 2014.

*

طوابعُ لصورِ الضحايا والتبرّعاتِ
طوابعُ لا تُلصقُ
إلاّ
على
الأفواهِ...

2 يناير 2014.

*

تُلَوّنُ الأبيضَ في اللّوحةِ الدمشقيّةِ
تَسحبُها أيادي الأرواحُ إلى عمقِ القماشِ:
"لا تمزّقْ رسائلهنَّ القديمةَ
سأصنعُ من ذاكرتِكَ معرضًا لبداياتي"...

جرمانا
10 نوفمبر 2013.

*

النّهاياتُ المفتوحةُ
دفقةُ حياةٍ أخرى...
النّهاياتُ المفتوحةُ
تدفعُ الخاتمةَ إلى بدايتِنا...

9 نوفمبر 2013.

*

نتبادلُ القصائدَ والشعاراتِ
نجمّعُها على نعشِ البلادِ،
نسيرُ خلفَهُ نحونا...
منتصرينَ على الحياةِ؛
الحربِ هزائمِنا اليوميّةِ...

دمشق/ المزرعة
4 نوفمبر 2013.

*

العطرُ الذي نَسِيَتهُ فجرًا
لا زالَ يقطرُني
في
خوابي الوحدةِ...

17 أكتوبر 2013.

*

أنتَ وحدتُكَ
الفراغُ الطافحُ بصورِ الأهلِ والغيابِ
قدّمْ الشكرَ للوحشةِ
خزّنْ وجوهَ الّذين تحبُّهم
وغدًا عندما تحذفُ هذا العالمَ
تبقى عيونُهم تحدّقُ بكَ وتبتسمُ
وأنتَ تضحكُ لهم ثمّ تبكي عليكَ...

9 أكتوبر 2013.

*

الدقائقُ الأخيرةُ التي كنّا فيها قربَ بابِ المسافةِ،
هي تمامًا الذاكرةُ القادمةُ إلى حياتي الماضيةِ...

26 سبتمبر 2013.

*

لم يكنْ معي شيءٌ،
كانتْ معي أصابعي
لأتفقدَ رخامَ شبّاكِ غرفتِكِ الفارغةِ في "باب توما"...

6 سبتمبر 2013.

 

*شاعر وكاتب صحافي سوري يعيش في قبرص.