صدرت حديثًا عن مركز ليفانت للبحوث والدراسات في الاسكندرية رواية "الداشر" للكاتب السوري الساخر خطيب بدلة.

وجاء في تقديمها:

وجد بطلُنا "أبو سلوم" على سطح الكرة الأرضية مصادفة، أو ربما بالخطأ. ورث عن أبيه الفقر، والنحس، وضعف البصر، والمسخرة.. وعن والدته طيبة القلب، وعِرْق الهَبَل، وحولته السيدة خديجة الحاح، أم سلوم، إلى رجل مفلس مزمن، يركض وراء الرغيف، فيتحول الرغيف إلى خَيَّال على سرج حصان ضامر..

اشتغل سائقًا على ميكروباص، أول نقلة من إدلب إلى حلب لم تكتمل، فالحادث وقع في منتصف الطريق. واشتغل بصفة عامل بوفيه في شعبة الحزب، وأوقع الكؤوس والفناجين في حضن قائد الشرطة.

اصطدم بالمخابرات ثلاث مرات، مرة أخذوه بالخطأ، ومرة كادوا ينزلونه إلى القبو، ولكنه نجا لكونه يحفظ خطابات حافظ الأسد، وفي المرة الثالثة اعتقل في أمن الدولة، وأنقذته السيدة الجميلة أم اللول.

استفاد أبو سلوم من ثورة 2011، بطريقة تدعى (طيّيزي)، بمعنى أن الفائدة حصلت بالمقلوب: ابنه الأكبر قتل بقصف مدفعي على القرية، والثاني صار مع جند الأقصى، والثالث مع أحرار الشام، والرابع هرب، ويقال إنه أوى إلى مناطق النظام، أو ربما التحق بداعش وقتل في "الباغوز".

عبر أبو سلوم عن وضعه التراجيكوميدي بقوله:

تاجرت بالأكفان، بَطَّلْ حد حدا يموت

واللي كانوا موات، بلشوا يحيون..